أزمة المشماش: هل هي من ضعف الفلاح أم ضعف السياسة الفلاحية ؟

أزمة المشماش: هل هي من ضعف الفلاح أم ضعف السياسة الفلاحية ؟

سعر المشماش في السوق للمستهلك في حدود 3500 مليم و لكن الفلاحة القراوة ولاو يطيشو فيه أو يتلفو فيه لأنو السوق الدزيرية و السوق الليبية تسكرو قدامهم و هذا الحدث صدمني.

وقبل مانتعدا للفكرة المسبقة الي توجه الإتهام المباشر للقشارة، يلزم نحللوا المعطيات وحيدة وحيدة:

عندنا من شيرة طلب على المشماش الي خلا سومو غالي نسبيا، و من شيرة أخرى فما منتوج متوفر بكميات كبيرة علخر، يعني هكا الفلاح ممكن يبيع منتوجوا في السوق لأنو مطلوب.
إذا فرضنا إنو الفلاح مايحبش يبيع مباشرة يعني يحب يستنى التاجر/الڨشار باش يجي يشري من عندوا، فلهنا في عادة مدام فما مربوح في منتوج فانو الڨشارة يقبلو على الشريان من الفلاحة باش يبيعوا في السوق.

لكن مدام الفلاح قرر يتلف المنتوج أو يلوحو فهذا يعني إنو حد ماجا شرا من عندوا الي هي حاجة غريبة علخر و غريبة برشا إنو منتوج مطلوب و حد مايمشي يشريه من الفلاح خصوصا إنو متوفر بكميات كبيرة.

فما حلقة مفقودة بين منتوج متوفر ومستهلك طالب و هذه الحلقة المفقودة تخلي المشماش نادر و بالتالي غالي. لهنا أنا مازلت مش مصدق كل الحكايات الي تتقال و لكن سأفترض صحتها و نحلل انطلاقا منها.

الڨشار أو التاجر يشري من الفلاح و من غادي يبيع للخضارة أو تجار الأسواق هذا اذا إفترضنا إنو تجار الأسواق مايشروش مباشرة من الفلاح أم سأفترض إنو الڨشار هو الي يتوسط كليا العملية.
صاحبنا الڨشار يشري المنتوج و يبيعها للخضّارة والتجار المتجولين بسوم غالي و كيف توفالو يشري من أول وجديد بسوم رخيص من الفلاح ويبيعو بسوم غالي مرة أخرى و الفلاح مضطر يبيعلوا لنو المنتوج متوفر برشا و لذا ديما من مصلحة الڨشار انو هو الوحيد الي يشري من الفلاح.

من مصلحة الڨشار إنو الفلاحة لكل تقعد تستنا فيه باش يشري منهم بالسوم الرخيص (لأنو هو المشتري الوحيد) و إنو زادا الخضارة/التجار المتجولين لكل يستنو فيه (لأنو هوا البائع الوحيد) و هكا يقعد يتحكم عمليا في الأسوام و نتهردو جرتو الناس الكل مستهلكين وفلاحة.

هذا التحليل يفترض إنو الڨشار مايتعرضجش لمنافسة ڨشار آخر يطيح أو يغلي عليه أو حتى يشري كمية أكبر منو ويبيع أكثر منو.
لكن باش الڨشار يسيطر فلازم فما إتفاق على السعر وتقسيم الأسواق هذا يعني إتفاقيات الڨشارة أو مايسمى الإحتكار سأفترض (و أنا مش مصدق) إنو الڨشاراة التوانسة بكل أنواعهم و مستوا ثرواتهم متفقين على الأسوام بيعا و شراء و مقسمين السوق بينات بعضهم و هكا مخلين كل الأمة التونسية تحت رحمتهم.

خبر نشر بجريدة الشروق بتاريخ 24ماي 2019

باهي في هذا الوضع المزري وين الفلاح المسكين إضطر يتخلص من المنتوج لأنو ملقاش لشكون يبيعو بسبب سياسة الڨشارة. فلهنا و ماداموا خاسر علاش مايعبيش كميونتو و يهبط يبيع بيدوا في السوق و هكا يربح.
تي كان جيت فلاح و السوم باهي نعبي كميونتي و كل يوم في سوق، علاش الفلاحة تحركوش في ظرف الأزمة هذي؟ وين هوما خاسرين كل شي و أي سوم باهيلهم، علاش تحركوش ويهبطوا للأسواق بكوامنهم كل يوم يبيعو في تونس الكل و يطيحو الأسوام و هكاكا يربحو أو على الأقل ينقصو لأكبر حد في خسائرهم علاش لا؟؟؟

للنا تنجمو تقولولي ماعندهمش كوامن، نقلكم يكريو ( رغم الي نعرف الي عندهم كوامن)، ينجموا يتفاهمو مع تجار الأسواق على أسوام أقل، ينجموا يتلمو مع بعضهم و يعملو إعلان عام على سوم موحد مربح ليهم و للتجار المتجولين. ينجموا يعملو تعاضديات تسويق (مع العلم انو فما شكون عاملينها و ناجحة علخر).

كل حل مقترح تنجم تبرز قدامو مجموعة من الإعتراضات الي تصعبو وتردو شبه مستحيل، و مادام الفلاح مايحبش يتحرك و مشكلوا كضحية إنو مايحبش يتحرك أبدا و مايحبش يبذل أدنى مجهود و يحب يجيو يشرو من عندو بسوم مربح كهو و من بعد يبنك.

أنا ولد منطقة فلاحية و نسكن في منطقة فلاحية و أصحابي فلاحة وقبل شهر واحد صاحبي ربح في مدة ساعة 250 دينار لأنو تاجر بمنتوج فلاخ آخر. صاحبي يعرفوه تجار من بلاصة بعيدة إتصلو بيه عل منتوج هو مايملكوش فشراه من الفلاح وباعهولهم بالوقت و ربح 250 دينار باردين.
أنا كنت حاضر و فاهم السبب، صاحبي من الفلاحة القلائل الي يهز المنتوج لسوق الجملة و يعرف التجار من كل أنحاء الجمهورية و لكن غيرو من الفلاحة ينتجو و من بعد يستنو المشترين و هذا مكمن ضعفهم في الانتظارية.

الفلاح المسكين في انتظاره للتاجر هو كيف الفتاة العانس الي تستنا في ولد الحلال و علقى قد انتظارها على قد تساهلها في الشروط و هكا فلاحنا كيف منتوجو نادر و فما إقبال ينجم يتشرط و كيف يولي منتوجو متوفر برشا يبدا يرخص و يخضع، وكيف يستنا برشا بحكم تشبع السوق يولي يطيش، وقتلي هو ينجم يتجرأ يمشي يهز يبيع مباشرة و هكا يحسن السوم و يبيع أكثر و فما بلاد كاملة تشري، و هكا يولي هو الي يحدد السعر مش الڨشار.

الفلاحة ينجمو يعملو تعاضديات خدمات أو تعاضديات تسويق و يوليو قوة فاعلة أما هوما بالعكس يخيرو المسكنة والبكائيات عوض التحرك، النشاط، الإبداع و التصرف وقت الأزمات.

أصلا إتحاد الفلاحين منظمة زايدة تماما رغم انو صارت ثورة و تحررت الإرادات، فإن المنظمة ضعيفة علخر قدام شطحات وزير الفلاحة وفشلت كمنظمة في أنها تفرض إهتمام إستراتيجي بالقطاع، مقارنة بالتدليل الي تتمتع بيه السياحة معَهِّرة الأمة التونسية.

فما حلول عملاقة قدام الفلاحة باش يتحكمو أكثر في الأسوام و يزيدو أرباحهم على حساب الوسطاء إذا قررو يعملو جهد أكثر و يغامر أكثر و يستثمرو أكثر و يتنظمو أكثر و يفهمو مصالحهم أكثر و ينحوا عليهم البكائيات و إنتظار الدولة او التجار يشوفولهم حل.

السوق المركزية ببير القصعة

الحكاية هذي جات في المشماش أما سبقتها الدڨلة والحليب و القوارص و الزيت…
و هنا نجي لدور الدولة التونسية الي تتفرج في الأزمات و ماتحركتش لحلها حل ناجع مفيد من غير ماتبدا تعمل في الحلول الغبية متاع مراقبة مسالك التوزيع والتسعير.
إذا كان عندنا منتوج فيه وفرة لدرجة الإتلاف فلهنا الدولة لازم تخمم شنوة تنجم تعمل بيه هل تشريه و تبيعو هي بسوم رخيص، هل تشريه و تصدروا، ام هل تشريه و تحولو؟
على الدولة التونسية و تحديدا الحكومة أنها تعمل خطة قومية للتصرف أو إستغلال الوفرة في المنتوجات الفلاحية.

الوفرة في المنتوج الفلاحي هي نعمة في بلاد كيما تونس معدل إنتاجيتها متخلف عالميا و لكن الصابة فيها كارثة اكثر من اللازم. هذا ناتج على ضعف أو قلة الحيلة السياسية التونسية.

دورة أزمة الإنتاج الفلاحي التونسي، متاع سنوات الأزمة/سنوات الصابة تعني انو بش تتكرر أعوام الإنتاج الوفير. وين اتطيح الأسعار لأقصى درجة ووين ساعات الفلاح يطيش/يتلف منتوجوا و هذا يعني إنو لازم نخمموا في كيفاش نستغلوا الإنتاج الزائد.

– كل المنتوجات الفلاحية مفيدة و عندها فوائد أخرى خاطي الماكلة، فالغلال بأنواعهم انجمو نستخرجو منهم السكر( جالي نستوردو فيه) وتقدم العلوم و التقنيات خلانا قادرين انجمو نستخلصوا برشا مواد من النبات الي سعات يولي أرخص من المواد الكيميائية المستوردة.
في كل منتوج فما فايدة، المهم برك نسيطرو على عملية التحويل و نستثمرو في مصانع تحويل المنتوجات الفلاحية.
للنا عندنا جامعة تونسية وتقنيين توانسا، عندنا منتوجات فلاحية ناقص الخطة والإرادة السياسية وهاذم للأمانة مفقودين في هذه الحكومات.

– كل مشكلة فيه منفعة و لكن في تونس كل نعمة نردوها نقمة بسبب انسداد الأفق الفكري السياسي، الخمول، الجهل، اليأس، الغباء والرغبة في الراحة عبر الإستسلام للحلول السهلة التقليدية متاع تطيش الكورة والمسكنات الي تأجل الأزمة و لا تحلها و هذي هيا مأساة السياسة الاقتصادية التونسية وخصوصا السياسية الفلاحية.

نرجع للفلاح،
الدولة فاسدة وعاجزة متفاهمين علخر و من هنا لين تجي الحكومة القومية التونسية فأنت مطالب بأنك تاقف لروحك و تتصرف وحطك باش تتحررمن سيطرة و إستغلال الڨشارة أو غيرهم.
ولذا لازمك كفلاح تبدع و تخترع حلول وحدك و مع خواتك الفلاحة باش تخرج من دائرة الخضوع أو المستنين و تتعدا للمبادرة والنجاح.

كانت هذي خواطر عامة وسطحية على قى قد مانعرف، والله ولي التوفيق.

Visits: 135