مؤرخ الأدب التونسي: زين العابدين السنوسي (1901-1965)

مؤرخ الأدب التونسي: زين العابدين السنوسي (1901-1965)


زين العابدين ابن الشيخ محمد بن عثمان السنوسي، أديب و كاتب صحفي و مؤرخ تونسي ولد سنة 1901 في ضاحية سيدي بوسعيد، فقد أباه في سن صغيره فتولت أمة الإعتناء به و قد كانت لثقافة الأمو تكوينها في العربية و الفرنسية دور في تكوين الإبن تكوينا إبتدائيا في قواعد اللغة العربية و الفرنسية و قواعد الفقه و قد تدعم هذا التكوين بإنتساب زين العابدين السنوسي للفرع الإبتدائي من المدرسة الصادقية و محرزا شهادتها الإبتدائية سنة 1916ثم و رغم إلتحاقه بالفرع الثانوي من الصادقية إلا أنه درس به مدة سنة ثم آثر الإلتحاق بجامع الزيتونة الذي فارقه بعد ثلاث سنوات دون التحصل على شهادة التطويع مقبلا على المطالعة و التكوين الذاتي و العمل الأدبي و الصحفي.

غامر زين العابدين السنوسي في المجال الادبي و الجمعياتي حيث ساهم في تأسيس الجمعية الزيتونية و مطبعتها “البدر” و أسس مطبعة بنهج السيدة عجولة رهن في سبيلها مصوغ زوجته و اثاث بيته و جاهد السلطات الاستعمارية المانعة و الكابتة لمجهود النشر عبر بعث النشريات و الجرائد و النشر للأدباء التونسيين المشهورين و المغمورين رغم التضييق و المنع الفرنسيين؛


جمع زين العابدين السنوسي متنخبات من الأدب التونسي المعاصر له في مصنف سماه “الأدب التونسي في القرن الرابع عشر” وقد تجول في كامل انحاء البلاد جامعا المادة التأليفية لهذا العمل و ناشرا لشذرات منه هذه المادة في جريدة النهضة التي تحمل مسؤولية صفحتها الأدبية بداية من سنة 1927،

ناورت هذه الشخصية الفذة، السلطات الاستعمارية في عديد من المناسبات حيث لم تنقطع عن إصدار نشريات تونسية رغم القمع الاستعماري الذي سحب رخص إصدار مجلة الواردات و الصادرات ثم مجلة العالم ثممجلة العالم الأدبي ثم جريدة تونس و هي جريدة سياسية ثورية عطلها الاستعمار في اوت 1938 (سنة أحدات 09 أفريل الدموية) قبل ان تعود للظهور في جوان 1948 قبل أن يقع تعطيلها في سنة 1951.

إثر دخول القوات النازية لبلادنا إمتحن زين العابدين السويسي من قبل الألمان الذين نفوه لروما نظرا لإشتراطه إعلان استقلال تونس كنظير عن عمله في صحيفة يدرها الألمان و قد رفض الألمان هذا الاقتراح، و من ثم و إثر إنقضاء الحرب فقد أدانه القضاء الإستعماري بتهمة التعامل مع النازيين و سجنه لغاية سنة 1947 إثر حملة وطنية للمطالبة بإطلاق سراحه.

ساهم زين العابدين السنوسي في الحركة الأدبية التونسية و في جمع التراث التونسي و التعريف به حيث :

. ألف كتابا عنوانه “الوطنية في شعر إبن حمديس” إستنادا على الترجمة الإيطالية لأشعاره و التي عثر عليها اثناء نفيه في إيطاليا،
. ألف كتابا عنوانه “تاريخ الأدب التونسي” في 20 جزئا و لم يقع طباعة هذا الكتاب،
. ألف كتابا عنوانه “محرز بن خلف” منتصرا فيه للقومية الإفريقية/المغاربية/التونسية و شخصيتها محرز بن خلف ضد المشارقة (أي اتباع المذاهب المشرقية)
. ألف كتابا عنوانه “التقويم الاجتماعي التونسي”
. ألف كتابا عنوانه “الأدب التونسي في القرن الرابع عشر” في جزئين،
. ألف رواية إبنة جرجير ساردا فيها احداث الغزوات العربية في شمال افريقيا،
. ألف رواية بنت قصر الجم التي تصور المقاومة المسيحية للمسلمين في إفريقيا،
. ألف كتابا عنوانه “ابو القاسم الشابي حياته و أدبه” و هو من أبرز المصادر التي أرخت لباسي الشابي،
. ألف إصدارا عنوانه الدستور التونسي و فيه جمع للوثائق السياسية التونسية لحدود لائحة جانفي 1952،

و قد بقي زين العابدين السنوسي ناشطا في الساحة الادبية و محررا للمقالات الادبية و الفكرية إلى حين وفاته سنة 1965.

صورة جماعية يظهر فيها الوفد الثالث بمناسبة سفره إلى باريس سنة 1923.

الجالسون من اليمين: الشاذلي خزندار، أحمد توفيق المدني، الطيب الجميل، الفتى المنجي ابن الشاذلي خزندار، أحمد الصافي الكاتب العام للجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري التونسي، صالح فرحات، الشيخ صالح بن يحيى. الواقفون من اليمين: قاسم الحامي، زين العابدين السنوسي، محمّد الجعايبي، حسين الجزيري، الطاهر آغا، علي بوكرداغة، عبد الرحمان اليعلاوي، الهادي الزبيدي، محمّد محيي الدين القليبي.

 


______المراجع:
تراجم المؤلفين التونسيين؛ محمد محفوظ
أدباء تونسيون؛ رشيد الذوادي
La presse littéraire en Tunisie de 1904 à 1955 __ Jaafar Majed

 
 
 

Visits: 207