علي الدوعاجي (1909-1949) : ” الشعب يعمل ونحن نغني له “

علي الدوعاجي (1909-1949) : ” الشعب يعمل ونحن نغني له “

 

تولد علي الدوعاجي في 4 جانفي 1909 بحي باب سويقة و توفى في 27 ماي 1949 بعد صراع مع المرض . ينتسب إلى جماعة تحت السور، و هي مجموعة من المثقفين مختلفي التكوين العلمي و الإختصاص الفني، كانو قبل الحرب العالمية الثانية يتجمعو في مقهى تحت السور بالحي الشعبي المحاذي لباب سويقة من بينهم ( خميس الترنان .. أبو القاسم الشابي … الطاهر حداد … الهادي الجويني … ).

تلقى تعليمه في مكتب خير الدين بالقرب من مسكنه إلي موجود بنهج المقطع حول بطحاء رمضان باي وإنقطع عن التعلم عند خروجه من المكتب الإبتدائي لكن ما شحذ ملكته الفكرية هو إقباله على المطالعة بالغة الفرنسية ثم نما مبادئ العربية .

بطاقة تعريف علي الدوعاجي

 رحلته الأدبية و إنتاجه الفكري :

– بين تاريخ الولادة و الوفاة رحلة أدبية خالدة دخل الدوعاجي غمار مجتمعه و طلع منو قصص و مسرحيات مزيج بين الفصحى و لغة الشعب كان ناقل لما يسمع و يرى بأسلوب تهكمي باطنه ساخر و ظاهره امتاع .
و كان منطلقه ” الشعب يعمل ونحن نغني له ” على هذي القاعدة ارتكزت فلسفة علي الدوعاجي الأدبية و في الرسم الكاريكاتوري والمسرح والشعر، بمعنى إنو الدوعاجي إنبثق من رحم الشعب فهو لسان حال المجتمع وإختار الطرق الساخرة.

 

تلقب بـ ” أب القصة القصيرة ” على هذاكة تعدد إنتاجو :
* ما يزيد عن 150 رواية إذاعية .

* 15 رواية تمثيلية أشرف على إخراج البعض منها .

* ألوان من الزجل و الأشعار المغناة و إلي لحن العديد منها الشيخ خميس ترنان و الموسيقار محمد التريكي و غناها الهادي الجويني و الصادق ثريا و الفكاهي صالح الخميسي .

* جولة بين حانات المتوسط : مجموعة قصصية طابعها المرح و السخرية نشرها الدوعاجي مستلسلة في مجلة ” العالم الأدبي ” و “المباحث ” بين سبتمبر 1935 و فيفري 1936 و تنشرت في ستينات القرن 20 يعني بعد وفاة الدوعاجي بعشر سنوات و هذي الجولة رغم نقصها إلا أنها رفيعة القيمة .

* سهرت منه الليالي : كيف كيف مجموعة قصصية و أشهرها الأقصوصة ” نزهة رائقة ” إلي إقتبس منها أحد السينمائيين شريط كوميدي لأنها برغم ما فيها من نقد لبعض السلوكات الإجتماعية المشينة غير أنها فكاهية من خلال المواقف المتناقضة.

* تحت السور .

=> الصحافة لعبت دور هام فالحياة الفكرية الأدبية خطرها كانت تشكل النافذة الواحدة إلي يطل من خلالها الأدباء عل الأدب ووسيلة تتنشر عن طريقها أعمالهم و لعبت الصحف و المجلات دور الواسطة في نشر أعمال الدوعاجي :

العالم الأدبي : مجلة أدبية إجتماعية و علمية صدرت أول مرة بصفة شهرية بعد ولات أسبوعية صدر أول عدد ليها في مارس 1930 و آخرها في مارس 1952 . صاحبها و مديرها زين العابدين السنوسي، شكلت مدرسة تخرجت منها ثلة من كتاب و شعراء عل غرار الدوعاجي و البشروش .. تنشرت فيها أقصوصة ” كنز الفقراء ” .

السور: جريدة فكاهية مؤنثة أخلاقية إجتماعية تستعمل الرسوم الكاريكاتورية، صاحبها و مديرها علي الدوعاجي .. من محررها الهادي العبيدي و محمود بيرم التونسي و مصطفى خريف … تولت نشر ” في شاطئ حمام الأنف “.

التطور الإجتماعي : و هي نشرة إجتماعية أدبية إقتصادية دورية غير منتظمة كانت تصدرها الوكالة المركزية للإشعهار ‘العربي’ إلي كان يديرها محمد الخذيري … صدرت وانتهت عام 1936 … تنشرت فيها ” جارتي”.

القلم الحر : جريدة أسبوعية تشمل ياسر مجالات صدر أول عدد منها في 16 معي 1938 و آخر عدد في 23 نوفمبر من نفس العام .. صاحبها ومديرها عبد الباري الشريف … ” المصباح المظلم ” .

المباحث : مجلة المباحث في الأدب والتاريخ و الفلسفة كانت تصدر كل شهرين في سلسلتها الأولى ثم شهرية في سلسلتها الثانية مديرها محمد البشير بعد محمود المسعدي و صاحبها محمد البشروش بعد محمود المحيرصي صدر أول عدد لها في جانفي 1938 ثم في سلسلة ثانية في أفريل 1944 . تنشرت فيها مجموعة أقاصيص ” راعي النجوم، أحلام حدى، أمن تذكر جيران بذي سلم، نزهة رائقة ” .

الثريا : مجلة أدبية جامعة تصدرها شهرياً نخبة من الأدباء الشبان صدر أول عدد ليها في ديسمبر 1943 و اخرها في أفريل 1950 .. صاحبها نور الدين بن محمود .. تنشرت فيها ” الركن النير ” .

الأسبوع : جريدة أسبوعية جامعة إخبارية سياسية ثقافية فنية إجتماعية .. مدره وصاحبها نور الدين بن محمود صدر أول اعدادها في 24 ديسمبر 1945 و اخر إصدار في 23 جانفي 1956 … نشرت في صفحاتها ” مجرم رغم أنفه، قتلت غالية، موت العم باخير، سهرت منه الليالي، سر الغرفة السابعة ” .

كل شيء بالمكشوف : جريدة سياسية هزلية بالفصحى و العامية مديرها و صاحبها الهادي السعيدي و الهاشمي بو عزيز صدر أول عدد في 23 أفريل 1937 و لخران في 22 أكتوبر 1959 .. كانت أسبوعية ثم شهرية بعد نص شهرية .. ” قصة العام جاكومينوا “.

 أساليبه القصصية و مكونات القص :
أقصوصة الدوعاجي بما هي نص سردي بامتياز تقوم على بنية حدثية تتشكل على أنحاء مختلفة فما إلي استقام على النهاية المفتوحة و فما إلي انبنى بنية دائرية يعني تنغلق الأقصوصة بما انفتحت به إضافة الى بنية التداول وبنية التدرج من العام إلى الخاص..كما أن الاقصوصة واقعية ذات أسلوب لا يخلو من التشويق إلي ينهض بوظيفة الامتاع.

*) السرد: في المقام الاول خطيّ نظرا لتشكل التجربة القصصية في مرحلة البدايات واقتفائها النسق التقليدي، قليل وين نلقاو لحظات من الاسترجاع أو الاستباق يعني تصوير لرحلة السارد من نقطة الانطلاق إلى لحظة الوصول فالعودة دون استرجاع أو استباق. أما الاستخدام العامي للغة وقف عائق في بعض الأقصوصات ( أبيات أحلام حدي) ، يرجح علي أنو انطاق شخصياته باللغة الفصحى معارضة للواقع إذا من البديهي أي قصة من القصص إلي نقراوها في هذه المجموعة أو غيرها تكون محاكاة للواقع و تستعمل اللغة الدارجة كأسلوب أي اديب تونسي.

*) الحوار : يكون ثنائي أو جماعي أو يتشكل باطنيا يكشف الدوعاجي ما يدور في ذهن شخصياته من هواجس وتعليقات على ما يصادفه من مشاهد و بعض الأقاصيص تقوم برمتها على الحوار (راعي النجوم) .

*) الوصف : بمختلف أنواعو ومكوناتو يكون و صف خارجي يرصد التحول في المكان والزمان والشخصياتو أو وصف داخلي يستبطن مشاعر البطل القصصي في تحول مشاعره وانفعالاته كما يتراوح الوصف بين الجد والهزل والرمزية والواقعية ميصتسرش على وصف العناصر البشرية و انما حتى المادية تحظى بقسط وصفي .

*) المكان والزمان : مفماش حاجة كبيرة بخصوص هاذم الإطارين خاطر الدوعاجي ميحكيش على حقبة معينة فالتاريخ وانما ينقل الحدث كل يوم بيومه و هي العيشة اليومية للطبقة الشعبية يعني الزمان يكون يا في النهار يا في ليل ممكن يستعمل الزمن كأداة يمهد بيها الحدث القادح إلي باش تتبلور عليه الأقصوصة … الأمكنة لكل واقعية موجودة في تونس و ملموسة الأزمنة بسيطة ياسر ومفيهاش دقة و إلا امعان في تاريخ حصول الحدث فلان أما استعملهم الدوعاجي بكثافة بحكم انهم من أهم مقومات الأقصوصة و باش يضفي واقعية أكثر على إلي يكتبوا بحيث إنو يستنبط مليرا زمان ومكان ملائمين للحدث .

*) الحدث : قصر الأقصوصة لا يسمح بأي حال بالتراخي أو الاستطراد أو تعدد المسارات و يتطلب قدر كبيرمن التكثيف و التركيز و استئصال أي عبارة مكررةيكتفي الدوعاجي بتصوير لحظة شعورية واحدة نتجت من حدث تم بالفعل ،الحدث ينجم يكون مجرد صورة أو تشخيص لحالة أو رحلة عابرة في أعماق شخصية.
لكن على خاطر القصة القصيرة على خلاف الرواية عادة ما تركز على شخصية واحدة تتخذها محورًا ومنطلقًا، أكيد شخصيات أخرى تقدم خدمات درامية لهذه الشخصية، تتكشف من خلال التفاعلات والاشتباكات… وهاكة تتضح أهمية الحدث وأهمية أنو يكون فعل قويً شديد التركيز والسلاسة وشديد التعبير عن الحالة النفسية لأبطال العمل على خاطر القارئ إذا لم يجد هناك حدثًا هامًا وفاعلا ينصرف عن متابعة العمل إذ إنه فقد الحافز المهم وهو الحدث .

 

*) الشخصيات : بدا واضح التزام الدوعاجي برسم الشخصيات من الداخل والخارج ، يعني من خلال تكفيرها وسلوكها و يعتمد في بعض الأحيان على تقنيات الأبعاد الثلاثية لتشكيل الشخصية، ( البعد الخارجي و البعد النفسي والفكري و البعد الاجتماعي) .

https://www.9awmya.tn/%d8%b3%d9%87%d8%b1%d8%aa-%d9%85%d9%86%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%ac%d9%8a-pdf/
https://www.9awmya.tn/%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%ac%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d9%88%d8%b3/

Visits: 1730

لا تعليقات بعد على “علي الدوعاجي (1909-1949) : ” الشعب يعمل ونحن نغني له “

التعليقات مغلقة.