ما حقيقة حالة الطوارئ في تونس ؟ و خوف الدولة من الشعب

ما حقيقة حالة الطوارئ في تونس ؟ و خوف الدولة من الشعب

 “رئيس الجمهورية يقرر التمديد في حالة الطوارئ”. للمرة ما نعرفش قداش من عام 2015 يقع التمديد في حالة الطوارئ !

 

لدرجة استانِسنا بيها وولات هي الوضع العادي و كيف نسمع بقرار التمديد فيها نستغرب شوية، بالرسمي نستغرب لأنو الوضع عادي علخر.

أما نرجعو من الأول لأن السياسة التونسية تجنن لدرجة كيف تطرح موضوع تلقا روحك تخظرط و مكش عارف كوعك من بوعك لذلك نرجعو للبدايات.

 

صدر الأمر المنظم “لحالة الطوارئ” في 26 جانفي 1978 وقت الإضراب العام الشهير. و لازم نتذكرو كان فيه شد كبير بين إتحاد الشغل و الحزب الحاكم و الي كان فيه من جهة الأمل بثورة نقابية يسارية أولى و من جعهة ثانية محاولة القظاء على الإتحاد.
في الوضع هاذاكا وقت فشلت كل المفاوضات و جا الإضراب تعمل الأمر الي كان موجه أساسا لمنح سلطات إستثنائية لوزارة الداخلية في القمع و لهنا كان الهدف واضح محاصرة النقابيين و اليساريين لمنع إندلاع ثورة عارمة.

 

تو كيف نجو نشوفو حالة الطوارئ بحد ذاتها:
تعني إنو كارثة جات للبلاد منعت السير العادي لدواليب الدولة يعني أجهزة الدولة تعجز عن العمل معناها الدولة مشلولة: أمن، جيش، جباية، قضاء ، إتصالات، نقل، تموين، ماء…
أي نحكو على كارثة عامة وين الدولة منهارة و هذا ينجم يصير بعدة أسباب: كارثة طبيعية مثلا: زلزال، بركان، فياضانات، إنقطاع الإتصالات، عواصف مدمرة، إنسداد طرق النقل نتيجة ثلوج… حرب… بارشا أسباب لحالة الطوارئ لكن السلطة التونسية مارات منهم كان المعارضة السياسية!!

 

ـ لازم نلاحظو إنو عام 78 يوم الإضراب العام فإن أجهزة الدولة الأمنية و العسكرية قعدت تخدم عادي و المواصلات و الإتصالات تخدم و مافماش إحتمال لإنهيار الدولة و ماصارش تهيد جدي لنظام الحكم أصلا!! و إنما صارت مواجهات بين النقابيين/اليساريين ضد لجان الرعاية الحزبية و البوليس و الجيش. يعني مافماش علاش لا أكثر لا أقل و مانحبش نزيد نتعمق في التعامل الغبي مع الإضراب العام.

 

تو كي نجيو نشوفو نلقو حالة الطوارئ بالنسبة للنظام التونسي تعني “سياسية” أو بالأحرى هي: هيجان عام أو ثورة أو تمرد أو شغب… أي كل ماهو مربوط بالشارع الي السلطة تخاف منو رغم قدراتو المحدودة على التغيير العام : 78 مبدلت شي، 84 مبدلت شي و أول تبديل كان عام 2011 وقت الي الكرتوش وكل عنف البوليس مانفعش و النظام إنهار داخليا و لو يعلن بن علي مليون حالة طوارئ فإن مظاهرات الأحياء الشعبية ماهيش بش تاقف و الدليل إنو كل مازاد “القتل” إزدادت المظاهرات.

 

حالة “الطوارئ التونسية” ديما تتعلق بما هو فعل شعبي ولهنا نجو لقلب الإشكال الأمني التونسي، الأمن التونسي مبني على نظرية بسيطة و واضحة تقول بأن “الخطر كامن في الشعب التونسي” و لذا فإن “الطوارئ الوحيدة” هي كيف يشعل الشارع لكن في حالة الحرائق الغابات أو فياضانات بالمدن تعتبر حالة عادية!! و تقريبا كل عام يتحرق الشمال الغربي و لا حياة لمن تنادي و فياضانات دورية و مافما حتى سياسة لإحتياط من الكوارث الطبيعية أو تأمين المستقبل.

 

تويكا نجيو لوقت الحالي، شنوة الخطر الي مهدد الدولة؟ الإرهاب الي من غير مانحكو في حقيقتو و في أقصى حالاتو ماعملش الأضرار الي تسببت فيها الكوارث الطبيعية و بالرسمي مافيه حتى تهديد للسير العادي لأجهزة الدولة و مصارتش عملية شل للأمن أو للجيش او القضاء أو الجباية أو الماء أو الكهرباء أو الإتصالات و الإقتصاد بكلو يخدم و عادي علخر إلا رئيس الجمهورية بش يموت بالخوف و إنهار بالرعب بعد حادثة نزل سوسة لدرجة إنو قال “ضربة أخرى تنهار الدولة” !!!!
ولله على هذا التصريح الي يحشم و يعمل العار يستاهل الرئيس محاكمة عسكرية و إعدام في ساحة عامة.

 

يا بوڨلب دول عاشت حروب كاملة فيها ملايين القتلى و دمار يومي وعانت قصف كامل لكل شي ما أعلنتش حالة طوارئ كيف تونس الي تحمد ربي لباس و لباس علخر لكن الرعب يتوجه آليا للشعب لأجل كبتو و قمعو وتحجيم حركتو.

تويكا هاو عندنا حالة طوارئ. بجاه ربي كيفاش ينجمو يطبقوها؟! تي هوما مانجموش يسلكو الفسفاط و مانجموش يغلبو “جمنة” و يخافو من إعتصام قدام مجلس النواب بش ينجمو يطبقو حالة الطوارئ و يوقفوا جرايد و يسكروا إذاعات و يمنعوا إجتماعات و يواجهو مظاهرات!!!

 

أي أنهم بش يسَكتو بلاد كاملة ماينجموش أبدا و يخافو إنهم يعملوها، إيه نعم يخافو و أنا ريتهم في إعتصام مانيش مسامح تي إترعبو من كمشة ولاد صغار خلي تويكا بش يقمعو: وسائل إعلام، نقابات، أحزاب و جمعيات بالبوليس الي يخاف إيه نعم يخافو لتشنع مرة أخرى و لذا بش يبقو يعلنو حالة الطوارئ لكن “صرصي”!!!

Visits: 221