الحُڨرة و الإستعلاء تجاه الأمة التونسية وأزمة “النخبة” الحالية

الحُڨرة و الإستعلاء تجاه الأمة التونسية وأزمة “النخبة” الحالية

عندنا ظاهرة ثقافية  تونسية بإمتياز. إنها ظاهرة الاستعلاء على الشعب، ممكن الكلمة تظهر غامضة اما نقصد بيها الحقرة تجاه الشعب.

 هاذوما الي يعتبرو رواحهم “المثقفين علخر” لأنهم يتقنو لغات و متخرجين من جامعات كبرى و زيد يفهمولها بالظبط في السياسة. يظهرلهم الشعب التونسي جبري،  مصطك، بهيم، جاهل، غبي، هايشة، بوهالي، قطيع، متعصب، منافق وووو (مزال كم المصطلحات التحقيرية كبير).

 يظهرلهم الشعب التونسي أقل و أدنى منهم هوما الجهابذة، العباقرة، المناضلين، المثقفين و الكفئين لتربع كل المناصب و الخطط سياسية، إدارية، تعليمية، ثقافية و حتى رياضية. 

 كل جهدهم ينصب على التنبير، التمقعير،  الإنتقاد و الحط من المعنويات. كل جهدهم ينصب باش يوريو انو التوانسا مايصلحوش لحكم أنفسهم لأنهم عرب أو مسلمين و لذلك لازم “نخبة مثقفة” (تتبدل النوعية حسب رأي المثقف الجهبذ عروبي، ماركسي، تحرري، فرنكوفوني، بورقيبي….) هي الي تستبد بيه حتى لين يولي راشد و توفا عليه هذه الوصاية العظيمة.

هذه الفئة او الشريحة النوعية سياسيا و ثقافيا ماعملت حتى شي باش تنهض بمستوى الوعي التونسي.

ماعملت حتى شي باش تنير العقل التونسي وماعملت حتى شي باش تقترب من التونسي باش تتصل بالتونسي و تفهمو تفهم شنية مشكلتو العقلية/النفسية و تحلها كأنها تنجم وكأنها بالرسمي نخبة قادرة على القيادة.

هذه النخبة/الفئة  تسب و تهين في شعب عجزت انها تقودو عجزت إنها تخليه يؤمن بيها لأنها هي أصلا ماتمنش بيه. هي أصلا تحكي معاه بالألغاز، تحكي معاه بعجرفة، بحڨرة، تحكي معاه بالصعيب و من بعد تقلك موش فاهم ومخو مسكر.

 هذه الفئة النخبوية السلبية النبارة المقعارة الحقارة. تعوض على فشلها الشعبي بالسب والتحقير و الدعوة للإنقلاب فماش مايجي شكون ينتقملها من الشعب التونسي الي ماسمعش كلامها و متبعهاش.

الأمة التونسية متخلفة علخر متفاهمين فيه. العقل مليان بالجهل والخرافات متفاهمين فيه. الخيانة، العمالة، الفساد والتبعية للخارج طاغين على الدولة متفاهمين فيه. 

ولكن الي لازم مانختلفوش فيه هو انو المثقف الواعي الوطني من واجبو مواجهة هذا ومن واجبو تنبيه الأمة و إيقاظ روحها و من أوكد واجباتو انو يستمر في الدعوة و النضال حتى النصر أو الموت..

 التغيير سياسي كان أو اجتماعي/اقتصادي/ثقافي يتطلب النضال و الجهاد و التضحيات الكبرى. يتطلب الإيمان سواء الإيمان بالذات أو الإيمان بالأمة/الانسان.

فقدان الإيمان يؤدي للإنكسار السريع و من ثم النقمة الي تتوجه للشعب و تتحول للذة تعويضية على ألم الفشل.

 نحنا نؤمنو بالأمة التونسية و ونعرفو مليح حقيقة الوعي العام فيها. نعرفو مليح انو ماهوش ساهل أبداً تبديل العقلية و إعادة توجيه البوصلة السياسية المختلة.

نعرفو مليح حجم و عمق و صعوبة الثورة القيمية/الفكرية الواجب تحقيقها في تونس و لكننا مؤمنون بالقدرة على هذا لنو نؤمنو برواحنا نعرفو انو مكبشين ومواصلين و مناش بش نيئسو لين نموتو. 

و نؤمنوا أن الأمة التونسية والإنسان التونسي بإمكانهم انهم يفهمو و بإمكانهم انهم يؤمنوا بشرط نلقو الطريقة المثلى للإتصال بيهم و مخاطبتهم بأحسن طريقة.

الفشل في الإقناع، الفشل في النضال، الفشل في الانتخابات، الفشل في تحقيق الشعبية أو في الإشعاع الفكري هو نتيجة خطة اتصالية غالطة و نتيجة خدمة غالطة نتيجة استرتيجيا غالطة لكن المهم هو نتيجة غلطة ذاتية (في الشخص أو التيار الفكري/السياسي) مش نتيجة غلطة في الشعب.

 الأمة التونسية والإنسان التونسي هوما المعطيات الأولية الي نعرفوها و تولدنا فيها و الي موجودة فينا أصلا. من البداية نعرفو خصائصها العقلية التونسية و نعرفو مدى الإنحطاط التونسي و على جال هذا نحبو نبدلوهم نحبو نتقدمو بيهم نحبو نسمو بيهم ونحبو نثوروهم مش نشلكوهم و نحطموهم بالسب، التنبير، التيئيس و التشاؤم.

 الي لاحظتو في كل التيارات السياسية التونسية بدون استثناء. إنها ماتؤمنش بالإنسان التونسي ماتؤمنش بالأمة التونسية و ديما ترمي الأغلاط على غيرها وعلى الشعب و ترد روحها بطلة و إذا خسرت علخر تتحول لمركز بث الفكر التنبيري/التمقعيري/التحطيمي و الإحباط و تولي مصدر دمار وتخريب للوعي بعد لابدات تاريخها الفكري_السياسي بمشروع  نهضة وعي (أما خسارتو مستورد و تابع للخارج) .

هذا التمشي المنهجي الإنبهاري/التابع للخارج و التحقيري/المتعالي على الأمة التونسية هو الي بش تجابهو القومية التونسية و بش تدحظو و تفند كل حججو و تثبت انو غالط ميدانيا عبر الإتصال المباشر بالشارع التونسي وعبر العمل الدعوي القومي التونسي.

Visits: 58