التخلف الاقتصادي التونسي: مثال المبادلات التجارية مع الصين

التخلف الاقتصادي التونسي: مثال المبادلات التجارية مع الصين

منذ سنة 2009 تضاعف العجز التجاري التونسي مع الصين بمقدار267%: كنا عندنا عجز ب 1.2 مليار دينار و صار حاليا 4.4 مليار دينار.

علاش ؟ فاش نجيبو من الصين بالضبط ؟

حين نلقي نظرة على هيكلة الواردات التونسية من الصين نلقاو اننا نستورد مثلا:
. قيمة 91 مليون دينار لعب،
. قيمة 69 مليون دينار اثاث،
. مواد اولية للنسيج و ملابس جاهزة بما قيمته 159 مليون دينار،
. قيمة 35 مليون دينار بلور و مواد زجاجية،

هذي الصدمة الحقيقية متاع الاقتصاد التونسي: نحن نعجز عن انتاج لعب او عن تصميم اثاث او ملابس او بلور و زجاج! في الوقت الي البلاد بش تخلى ببقايا البلاستيك الذي لا يقع استغلاله و في الوقت الي نعجز عن انتاج ملابس و نجيبو م الصين و الهند و نجيبو في الفريب و المستعمل !

مليارات ماشية في استيراد مواد استهلاكية بسيطة: ابداها م الكايك و الحلويات و المواد الغذائية وصولا للملابس و اللعب و الزجاج و الاشكال اننا نقدروا على تلبية هذه الحاجيات و انتاج هذه المواد محليا & لكننا لا نجرؤ على ذلك لوجود معوقات هيكلية.


من هذه المعوقات هو:
1. رزن الإجرائات الإدارية وغيبيتها… تجربة بعث حزبنا مثلا من أول الصيف قبل شهر رمضان تصبت الاوارق و لحد اليوم فما تلكؤ كبير و مماطلات إدارية في مدنا بالتراخيص اللازمة و نفس التلكؤ بنفس مسبباته يعاني منو المصدر التونسي و الا صاحب المؤسسة في قضاء معاملاته الإدارية: سي فلان كونجي و مدام فلانة في مهمة و ملفك ناقصتو ورقة و الا امضاء إلخ إلخ….


2. غموض الوضع السياسي و النقابي: خسارة ايام عمل أو صفقات بسبب اضرابات في الميناء أو في الأجهزة الديوانية او حتى في النقل العمومي (غياب عمال) …


3. الضغط الجبائي و المالي الكبير ع المؤسسة التونسية : برشا ضرائب و قرابة 600 اجراء ضريبي في العشرة سنين لخرانين نضيفولهم غلاء كبير في كلفة الاقتراض بسبب زيادة سعر الفايدة المتتالية..


4. الفســـــــــــاد سواء في القطاع العام او في القطاع الخاص و نتصوركم تتذكروا اعترافات “عماد الطرابلسي” الي تبين وجود فاسدين في الديوانة و فاسدين من رجال الاعمال متكتلين ضد رجال اعمال اخرين و فاكين اسواق معينة في التوريد (الموز مثلا) …

إضافة الى وجود رجال الأعمال يقومون بكل شي عدا عن العمل : ما يدفعهم هو دافع اي رجل اعمال إلي هو تحصيل الربح و الهدف هذا في العادة يتحقق ببرشا خدمة و برشا تجديد و برشا ذكاء و تحدي و لكن الربح عند غالبية رجال الأعمال و عند غالبية التونسيين للأسف ما يجيش بالعمل بل بالطرق الملتوية و خاصة التهرب ضريبي و الجرائم المتعلقة بالفساد & النتيجة هي تونس تستورد في لعب بلاستيك بقرابة مائة مليار !

 ماذا نريد من رجال الأعمال : ماذا تريد الأمة التونسية من رجال الأعمال ؟

دور الشركات سواء كانت كبيرة أو متوسطة أو صغيرة بالنسبة للدولة ينحصر في:

1/ تحسين تنافسية المنتج الوطني (أي منتوجهم إلي يصنعوه) في العالم و هذا يتأتى من قدرة رجال الأعمال على إستنباط حلول للإشكالات التي تواجههم و تحسين وضعية شركاتهم و تحسين تنافسيتها في الإطار القانوني للدولة و ليس خارجه؛


2/ التجديد التقني و التكنولوجي و التجديد في تقنيات التصرف و الإبتكار : منتوجات جدد، طرق تصرف، برائات إختراع، دراسات، بحوث، إستشراف .. كل هذا توفره المؤسسة و ليس الدولة و من واجب رجل الاعمال الناجح إنو يوفرها موش يتلقاها من الدولة او المنظرين الاقتصاديين … فورد لم يكن إقتصاديا و لم يكن سياسيا بل كان رجل اعمال و عمل الفورديزم/الفوردية كمبدأ لتنظيم الانتاج و كذلك وينسلو تايلور بالنسبة لمنهجية تايلور في التسيير و تايشي اونو في اليابان بالنسبة لنظام تشغيل تويوتا إلخ ..


3/ خلق الثروة = هو هدف كل نشاط تجاري أو صناعي أو خدماتي & هو كذلك هدف الدولة و من واجب رجال الأعمال إنهم يخلقوا الثروة و يراكموها : واجب من وجهة نظر الدولة و هدف طبيعي بالنسبة لرجل الاعمال.


4/ إحترام القانون و علويته & الخضوع لسلطة الدولة في ما يخص عملية توزيع الثروة : الأجور & الجباية. التونسي/الياباني/الكندي/الخليجي العادي/رجل الأعمال في طبعه ما يحبش يدفع الفلوس: هذي حاجة طبيعية فهو مجبر على دفع ادائات أو ضرائب للدولة و ما يقومش بهذا عن طيب خاطر هذيكا طبيعة العلاقات وسط الدولة فهي من لها السلطة المطلقة و التي وجب الخضوع لها و التكيف معها و في حدود معينة تكييفها.

حل وضعية الاقتصاد التونسي المهينة يكمن في توفر إرادة للفعل صلب مسيري الدولة قبل كل إجراء تقني نحن نحتاج لمعرفة أزمتنا و رؤية قبحنا و بشاعتنا و الوعي بضعفنا و العمل ثم العمل ثم العمل على إيجاد الحلول للأزمة و تحويل الضعف لقوة و البشاعة لجمال؛


الحل بالنسبة لينا يكمن في إعادة إنتاج النخب التونسية على أسس جديدة & إعادة بناء الدولة التونسية على أسس جديدة و الأسس هذي هي الكفاءة و النجاعة و ما يكون سيستامنا ناجع و كفؤ إلا مع توفرنا على إرادة قوية و تبنينا لقيم الحرية و الفعل و القوة.


الحل بالنسبة لينا هو في بناء الدولة القومية التونسية بنخب جديدة و رؤى جديدة على أنقاض دولة تحشم إنها تكون قوية و على ميراث مضحك لرجال أعمال آخر ما يخمموا فيه هو العمل.

بعيدا عن هذه الحلول التي تقتضي العمل فإننا سنبقى نستورد في اللعب مالصين و نتسول في المساعدات م الي يسوى و إلي مايسواش و هذا ما لا نسمح به و لا نتناقش فيه.

Visits: 409