ليون روش: الجاسوس الفرنسي بتونس قبل الإستعمار

ليون روش: الجاسوس الفرنسي بتونس قبل الإستعمار

نقرا في كتاب ” 32 عاما في رحاب الإسلام” تأليف ليون روش القنصل الفرنسي السابق بتونس في القرن 19  من 1855 إلى 1863.

و هذا السبب الوحيد الي جلب اهتمامي للكتاب  لنو بش نلقا فيه معلومات على تونس القرن 19.

عاد ماو بديت بالمقدمة الي فيها تعريف بالكاتب و قضية رحلتو في بلاد الاسلام وولله تصدمت علخر…و هاو علاش؟؟ 

 الي نعرفو من كل مطالعاتي لتاريخ تونس من كتب تونسية و فرنسية هيا انو ليون روش كان قنصل قوي علخر ذو نفوذ فاعل و حاكم في السياسة التونسية و انو عمق نفوذ فرانسا علخر في بلادنا قبل الإستعمار ووصل لدرجة حميمية في علاقتو بالنخبة التونسية و خاصة “بإلياس موصلي” و زوجتو ( للنا مجال خامج علخر من التاريخ مذكور بتفاصيلو في كتاب أصول الحماية الفرنسية بتونس لجون ڨانيانج).  وهذا الي نعرفو تقريبا بالظبط من نشاطو في تونس.. 

ولكن، 

الي ماكنتش نعرفو انو كان جاسوس فرنسي خدم في بلاط الأمير عبد القادر الجزائري من 1836ل1841 و انو أعلن إسلامو وقتها ولا الكاتب الخاص للأمير و عرس بجزائرية مسلمة و بعد سنوات التجسس هرب و دخل الدبلوماسية و خدم في برشا دول لين جاء لتونس في 1855.

 الي مبهتني مش جهلي بالمعلومة  أبدا اما إنو حتى واحد من المؤرخين التوانسا لذكرها في كل كتاباتهم على القرن 19. و الأهم انو حكومات القرن 19 و نخبة القرن 19 كانت تجهل تماما حقيقة “ليون روش” و دورو في الدزاير الي هي لاصقتنا و انو ماعندهم حتى فكرة على الي صاير في دزاير. حتى إنو ابن ابي ضياف مايذكر شي على عبد القادر الجزائري او الوضع الدزيري  و فما جهل مطبق بالعالم وبتاريخ الشخصيات السياسية الي تجي لتونس. 

 الجهل التونسي بتاريخ و حقائق بلدان الجوار و باقي العالم. خلاها في وضع المنفعل و العاجز على الإستشراف. هذا الي يخلي حكومات القرن 19 تقبل دبلوماسيين /جواسيس و تتعامل معاهم بأخوية (الأمر هذا مازال يتعاود لحد اللحظة). 

هذا الجهل والإستهتار بالمعرفة بش يزيد يتكرر من بعد الاستقلال وين نراو انو الخارجية التونسية لا علاقة لها بالعالم و مادرسوش أبدا و متفهم منو شي و دورها ينحصر في العمل المكتبي و التجسس على التوانسا و طلب القروض. الإستنتاج هذا لقيتو بعد ما قريت (مذكرات دبلوماسين توانسة سفراء ووزراء خارجية  و قريت مذكرات وزراء داخلية ووزراء أوائل و كلهم كيف كيف). 

الحكومة التونسية متعرف شي على حقائق ليبيا وحقائق دزاير خلي بش نقولو باقي العالم ولذا فانو من بعد تغيرات التاريخ الليبي و الدزيري صارت ضد المصالح التونسية و جابت حكومات معادية او متدخلة في السياسة التونسية (بن بلة، القذافي، بومدين لكلهم تدخلو و ضرو الدولة التونسية). 

برسمي الحكومة التونسية كانت تجهل الواقع داخل جبهة التحرير و الجيش الليبي و مكانش عندنا جهاز استعلامات يتابع الي صاير في دول الجوار مقابل انهم هوما كانو بالعكس واصلين للإختراق  (القذافي إخترق الحكومة و الجيش و محمد المصمودي وزين العابدين بن علي كانو متاعو في السبعينات). 

 الفكر السياسي التونسي برسمي بوهالي/جاهل/سطحي في ما يخص التاريخ العالمي و حقائق السياسة الدولية و لذا فيسع يتصدم بالتطورات و يوحل في التصرف و يحاول يعمل موقف مسكيني او يستنجد بالقانون الدولي والشرعية الدولية والأخلاق العلوشية و هكا نخسرو كل أنواع المواجهات تجاه العالم بسبب جهلنا وسطحيتنا و رفضنا للتعمق و الإطلاع الموضوعي على الي يصير في العام ابداها من دول الجوار. 

وكمثال: (أحمد المستيري سفير تونس في دزاير اول الستينات كانت باهت مصدوم و حزين من موقف بن بلة من تونس و هذا بدون فهم الأسباب و الأحداث و رغم جهلو و انعدام كفائتو  يتولى وزارة الدفاع عام 1965 ويعمل العقيدة العسكرية الشهيرة بتع الجيش الضعيف الي دورو يقاوم لين تقدم الحكومة شكوى للأمم المتحدة). 

ملاحظة اولى: 

في الجامعة الدزيرية  عندهم كم عملاق من الدارسات على التاريخ التونسي مقابل  دراسات تونسية على التاريخ الدزيري/الليبي او غيرو. 

 ملاحظة ثانية: 

أجهزة إستعلامات العالم تنشط في تونس و نذكر بالذات الليبية/الدزيرية من الستينات (من غير مانذكر باقي دول العالم)  مقابل صفر عمل استعلاماتي تونسي في الخارج وإنحصار العمل الاستعلاماتي على مراقبة التوانسة وخنقهم. 

 ملاحظة ثالثة: 

حمودة باشا آخر القرن18 كان عامل جهاز استعلامات في المرناقية وركز على دزاير (بسبب طغيان نفوذها في تونس) و حقق نجاحات ممتازة  وقتها لكن هذا الجهاز انتهى بمجرد موتو و يخلفوه البايات الشلايك (كلهم بإستثناء المنصف باي). 

 السياسة التونسية في العالم نية  علخر و الخارجية التونسية نفس مومنة أو مسكينة ( تولي فحلة و لفعة في التعامل مع التوانسة كهو)  برسمي و هذا بسبب انعدام الطموح وقلة الهمة الي يميزو نخبتنا و هذا يرجع للإنحطاط القيمي الي تعاني فيه الأمة من 1000 عام. 

الأمم  الحقيقية تحتاج للطموح و لتخديم المخ مع العالم و لازم تقرى الخايب في العالم و تحاول تعرف عليه أكثر ما يمكن و تعمق معلوماتها و تحينها بإستمرار باش تواكب وتتفاعل بسرعة و نجاعة مع التغيرات مش تبقى باهتة واحلة و مصدومة و من ثم تفشل وتخسر وتنهار و تخضع للخارج (أي خارج كان سواء غربي أو شرقي). 

الدولة التونسية تحتاج لجهاز استعلامات  حقيقي موجه للعمل الخارجي يكافح التجسس الخارجي و يحارب على المصالح التونسية في الخارج. عمليا هذا الجهاز الوحيد الي كاسبتو أغلب دول العالم  باستثناء تونس. 

القومية التونسية تقرى التاريخ وتتعمق فيه و تعتبر منو لأجل المستقبل التونسي لأجل الحلم القومي التونسي لأجل الدولة القومية التونسية. 

Visits: 182