من جرائم الإستعمار الفرنسي في تونس: تعذيب النسوة و المدنيين في المحتشدات

من جرائم الإستعمار الفرنسي في تونس: تعذيب النسوة و المدنيين في المحتشدات


قادت نواة صلبة من الثوار و المجاهدين الأشاوس مجهودات حرب التحرير التونسية ضد الاستعمار الفرنسي من أبرز القياديين في هذه المجموعات: مصباح الجربوع / عبد الله الجليدي / ميلود البوعبيدي / سعيد الحرازي (فرشينة) / محمود العجيلي و إلتحقت بهم أعداد مهمة من التونسيين؛ و ذلك رغم قلة العتاد و قدمه : بنادق إيطالية و المانية معطوبة قريبة المدى، من مخلفات الحرب العالمية الثانية، سرعان ما تحمر ماسوراتها و تفقد دقتها في التصويب ؛ تطورت عمليات المجاهدين التونسيين من قطع إمدادات المياه او قطع خطوط التلغراف على الثكنات إلى الهجوم على الثكنات و اتخاذ الكمائن على طرق سير الاوحدات العسكرية الفرنسية و أشهر هذه الكمائن كمين البير لحمر بتاريخ 25 ماي 1952 و التي خلفت عددا من القتلي في صفوف الضباط و الجنود الفرنسيين دون ان تتمكن القوات الفرنسية من القبض على الثوار او تحقيق اصابات ضمن صفوفهم.


عجزت السلطات الإستعمارية الفرانساوية عن تقفي اثار المجاهدين فهاهو عبد الله الجليدي يتجه لطرابلس لجمع السلاح و تهريبه لتونس و هاوه مصباح الجربوع يتصل بمجموعات المجاهدين زايد الهداجي و عياد بن ناصر و يواصل القتال معهم ضد العساكر الفرانساوية دون ان تملك فرنسا إزاء ذلك سوى تلقي الضربات؛ و إزاء هذا الفشل العسكري و الإستخباراتي استعملت فرنسا أسلوبا خسيسا يقضي بأسر عائلات المجاهدين.


خصصت السلط الاستعمارية منطقة “بير البرادي” التي تقع بضعة كيلومترات جنوب “بني خداش”، كمعتقل او محتشد لعائلات المقاومين حيث طرد سكان هذه المنطقة و اجلتهم عن دورهم محولة إياها لسجون وقتية ومراكز تعذيب يقع فيها اهانة العائلات المحتشدة و إجبارهم على أعمال السخرة.


اضافة للاعمال الشاقة و الإهانات فإن فرنسا تفننت في تعذيب زوجات المجاهدين : تعذيب فاطمة زوجة مصباح الجربوع بالكهرباء و ضربها و تجويعها،تعذيب زوجة عبد الله الجليدي (اسمها غير معروف و اظنه “طاوس” او “تونس”)،سجن و تعذيب علي شقيق مصباح الجربوع،سجن و تعذيب ابناء المقاومين و اشهرهم : ابن مصباح الجربوع صالح & ربيب عبد الله الجليدي.


أي نذل يحكيلك اليوم على صلح مع فرنسا و ان الماضي مات ذكره بمعاناة عائلات المجاهدين … ذكره بذكره بصرخات امهاتنا و نسانا و جداتنا و اخوتنا في بير البرادي ..


اي نذل يحكيلك اليوم على صلح مع فرنسا اجبه بان ثأر بير البرادي دين في رقبتك لن ينقضي طالما ما تزال فرنسا تحكم باحكامها في هذه الدولة و طالما لم يقع تجريم الاستعمار الفرانسي لبلادنا و إلغاء كل النصوص الممجدة لهذا الاستعمار و جرائمه في فرنسا بالذات.

ـــــــــــــــــ
المصدر:
كتاب عميرة علية الصغير، اليوسفيون وتحرر المغرب العربي
رواية “حكايات حب جبلية” ل محمد العربي الجليد

Visits: 1502