في النهب الفرنسي للثروات: سادة فقراء أم أتباع أغنياء

في النهب الفرنسي للثروات: سادة فقراء أم أتباع أغنياء

فرحت علخر في الأيامات الأخيرة لأنو فما قضية الساعة و الي حازت على إهتمام كبير، تتمحور حول ” العلاقات التونسية الفرانساوية” . فرحت بالظبط أصلا لأول مرة إنجم نحضر في وقفات تنظمها تيارات سياسية نختلف معاها جذريا و لكن عندنا أعداء مشتركين  “:فغانسا” و “النظام السابق ” .

لكن ديما فما إشكال بعد كل الكلام الي يتقال، نلقا التركيز يقع على استرجاع الثروات الباطنية و يتحول في الغالب الاشكال الرئيسي هو إسترجاع الثروات الباطنية و توقف النهب الفرانساوي فقط .

 

نشوف تقريبا كان في شعار واحد يدور الثروات، الثروات … و أحيانا ضربات كرامة اما لكلها لاهبة على الثروات لحد إن الجميع نسا أو تلف الاساس الحقيق الي هو السيادة، و برسمي مانراش في الرأي العام تركيز على السيادة كيما نراه على الثروات الأمر الي دفعني للسؤال التالي:
هل انو لو فرانسا مانهبتش ثرواتنا معندناش معاها مشكلة ؟
هل إنو إشكالنا معاها هو فلوس ؟

نزيد إفتراض آخر:
هل إنو لو فرانسا تعطينا فلوس سنوية مقابل السيادة نرضاو ؟
هل انو أساس علاقتنا مع الدول هو سيادتنا و كمية الفلوس المنهوبة أو المعطات ؟

هذا الإشكال المبدئي الأول بالنسبة  للقومي التونسي :
هل إن وجود تونس في منطقة نفوذ فرنسي و تبعيتنا المطلقة لفرانسا و إنتهاكها لسيادتنا هو المشكل الأساسي؟ أم إنو المشكل الأساسي هو نهب الثروة؟
يعني إنو لو يتبين أن فرانسا هي أقل النهاب لثرواتنا او إنو يتوقف نهبها أو إنها تعوضنا على النهب فإنو يطيح الكاف على ظلو و يوفا كل شي و نوليو أصحاب ؟!!!!

ممكن كلامي يظهر شعاراتي في وسط عقايد الجوع الاجتماعي (الأسعار، البطالة، الفقر، قفة الزوالي…) الي مسيطرة على الوعي التونسي.
لكن بالرسمي ماهو الأهم السيادة ام الثروة؟ و رد بالك تقولي الثروة تجيب السيادة !!!!
هنا نجي لقلب الفكر السياسي القومي التونسي وين نراو إنو السيادة هي حجر الأساسي و هي المبدأ العام المقدس و غير القابل للنقاش و الي يستحق كل أنواع التضحيات بما فيها الدم، و الي قدامو ترخص كل ثروات الكون .

 

إذا كنا نعتقدو أو نخممو إنو الإشكال هو مجرد فلوس نهبتها فرانسا! فوعينا وقتها هو وعي “علوشي” لأن فرانسا قبل ماتوصل تستعمرنا : إنتهكت سيادتنا و سيطرت على دولتنا و دخلتنا في منطقة نفوذها و ردتنا حديقتها.
مانجمو نفتكو ثرواتنا أو نتحكمو فيها إلا ما نحققو تحكمنا الذاتي في قرارنا السياسي يعني  يولي عندنا سيادة و مانجموش نحققو مصالح الدولة دون سيادة .

 

#السيادة هي الضرورة و هي الهدف الأول و الأخير. و كل الصراع السياسي من أول التاريخ متمحور حول مد مجال السيادة و توسيع مناطق النفوذ وهنا تكمن ماهية الدولة و قيمتها عالميا في إتساع مجال نفوذها. لذلك نلاحظو أن الفرانسيس مستعدين يشرونا بالفلوس باش يرُدُنا أتباع كيف أي سيد يدورو بيه اللحاسة .

نلاحظو  مؤخرا، رغم كل تعديات السفير الفرنسي و كل العار الناتج عليه و خصوصا بعد ماركب الجمل و الجندي التونسي يسوق بيه فإنو الأمر لا يتجاوز الإحتجاج الفايسبوكي و إنو ماتحركت الأجواء كان كيف تكشفت شوية وثايق تتعلق بنهب فرانسا لتونس !!!!
يعني كيف تمرمدت: السيادة؛ الكرامة، العزة و تمرمد الخشم التونسي في التراب نحتجو فايسبوكيا لكن كيف نفيقو أن فرانسا تنهب فينا ( كأنو هذا شي جديد) وقتها نتقلقو و نوليو نحبو نهبطو للشارع !!!!!!

كان هذا توضيح حول جوهر الإشكال مع فرانسا من وجهة النظر القومية التونسية.

 

إذا كان دوسي الثروات هو الدوسي الي يمسنا علخر أكثر من غيرو، فإنو عندنا إشكال روحي عملاق و نفتقدو المبادئ العليا و إستحقاق الوجود الانساني.

الأمة، الدولة، الشعب أو الشخص الي ماعندوش أو مايؤمنش ب: قيم، مبادئ، غايات ، أهداف عليا تتجاوز كل ماهو ( ماكلة، لبسة، شيخة، فلوس…) . أي إنو ماعندوش إيمان مستعد يموت على خاطرو مهما كان موضوعو فإنو كيف العلوش. و لذا يستحق إنو يتعرض لكل أنواع الإستغلال لأنو هذاكا هو وضع العلوش.

الأمة التونسية لازمها تتبنا قيم و مبادئ سياسية و روحية عليا تعيش بيهم، تمشيلهم و تضحي بكل شي على خاطرهم كيما: السيادة، الكرامة، العزة، الحرية، المجد، العظمة، التقدم و الفعل التاريخي…  و من غير وعي و إيمان كيما هكا ماتستحقش الوجود أصلا و عاجلا أو ٱجلا باش ياكلها واحد من سادة العالم و هذا قانون التاريخ .

القومية التونسية ترفض و تثور تماما على “العلوشيزم السياسي” وتؤمن بأن تونس لازمها أولا و أخيرا تحقق سيادتها مهما كانت التضحيات. بما فيها نموتو بالجوع  أو حاربنا لأجل هذا الهدف فقط و متنا قبل مانخلطولو فإنو حقققنا مجدنا و سدنا على تاريخنا بما إنو متنا لأجل إختيراتنا أحنا بكل حرية ومسؤولية و شرف .

القومية التونسية تحط قدام عينيها ليل نهار مسألة إستكمال الإستقلال و تحقيق السيادة التونسية بغض النظر على مسألة الثروة لإنو سادة فقراء خير للأبد من أتباع أغنياء .
هذا هو جوهر الفكر القومي التونسي.
و  تحيا تونس و تحيا الأمة التونسية و تحيا السيادة التونسية للأبد.

Visits: 16