فلاڨة زرمدين: كيف دفع أهاليهم الثمن بالقتل و الإغتصاب؟!

فلاڨة زرمدين: كيف دفع أهاليهم الثمن بالقتل و الإغتصاب؟!

من جرائم الاستعمار الفرنسي

بعد الحرب العالمية الثانية نشطت في الساحل التونسي بين مناطق زرمدين و الوردانين و المكنين و جمال و منزل حياة خاصة مجموعات من المقاومين الذين عرفوا في الذاكرة الشعبية بإسم “فلاقة زرمدين” و التسمية تطلق على مجموعتين اساسا؛ مجموعة المجاهد صالح الوحيشي بغابة زرمدين و مجموعة المجاهد علية الورداني في منزل حياة.

نجحت المجموعتان في قطع إمدادات الجيش الفرنسي عدة مرات ابرزها كمين طريق الجم و معركة غابة زرمدين & بفضل القوادة تمت الإطاحة بمجموعة صالح الوحيشي و قد اسفرت المعركة الصغيرة التي دارت عن مقتل جنود فرانسيس.

ثأرا للجنود الفرانسيس و رغم تمكنها من تصفية المجاهدين بفضل القوادة و البعابص فإن فرنسا قامت في الساحل التونسي بعملية تمشيط واسعة ضد التوانسة فتحقيق صحيفة “مستقبل تونس” يشير ل “تعسف أعمى” و قيام الجندرمة “بعمليات إرهاب حقيقي لسكان زمردين بنهب و حرق البيوت و اغتصاب النساء”.

فقد شغلت قضية فلاڨة زرمدين(بجهة المنستير حاليا)  في الفترة بين 15 و 16جوان 1946 الصفحات الأولى من الجرائد حينها و كرست لها صحيفة “مستقبل تونس” تحقيقا مدهشا، نشر يوم 29جوان 1946 كالتالي:

” منذ تحرير تونس و موجة القمع التي أعقبته، كان أربعة فلاڨة(مقاومين) يختبؤون في غابة زمردين، و من حين لآخر كانو يخرجون للقيام بعمليات ضد السلطة (الإستعمارية). و قد نجحو بتواطئ من السكان في تلافي كل محاولات القبض عليهم من طرف قوى الأمن. و في نهاية ربيع 1946 وقعت سرقة منزل الڨايد المتقاعد البريڨي، و اتجهت الشكوك إلى الفلاڨة و عزم البريڨي على الانتقام من عائلاتهم.

ووقع نهب بيوت المقاومين، و حين علم الفلاڨة بإعتداء البريڨي على ذويهم، ردو الفعل بشدة، لا سيما و أنهم لم يكونو مسؤولين عن سرقة مسكن البريڨي. و ذات مساء إقتحمو منزله و أخذو ثأرهم.
و في 14جوان كانت المأساة، فقد قاد شيخ بني حسن الجندرمة إلى ملجأ الفلاڨة و أطلق هؤلاء النار فور رؤيتهم للجندرمة و حين سقط إثنان منهم إعتقدوا أنهم خدعو فأطلقو النار على الشيخ و أردوه قتيلا.
و من ناحيتهم فإن الفلاڨة الذين عرفو أن الشيخ خانهم استخلصو ثمن خيانته من إبن أخيه، في اليوم الموالي و مابعده فلجأ الجندرمة إلى تعسف أعمى و قامو بعمليات إرهاب حقيقي لسكان زمردين بنهب و حرق البيوت و اغتصاب النساء”

اي نذل يحكيلك اليوم على صلح مع فرنسا و ان الماضي مات ذكره بليالي إهدار الشرف التونسي … ذكره بجوان 1946 … ذكره بـمحمد يونب و صالح الوحيشي المقتولين غيلة … و ذكره بصرخات امهاتنا و نسانا و جداتنا و اخوتنا في زرمدين ..

اي نذل يحكيلك اليوم على صلح مع فرنسا اجبه بان ثأر جوان 1946 دين في رقبتك لن ينقضي طالما ما تزال فرنسا تحكم باحكامها في هذه الدولة و طالما لم يقع تجريم الاستعمار الفرانسي لبلادنا و إلغاء كل النصوص الممجدة لهذا الاستعمار و جرائمه في فرنسا بالذات.

 #السيادة_التونسية
#تجريم_الإستعمار

__________مصادر:
سعيد المستيري/ المنصف باي: الحكم و المنفى/ ص263
Thomas DEGEORGES – Les Anciens combattants Tunisiens et le Protectorats Français


الشهيد صالح الوحيشي بعد إعدامه
الفلاق عبد الله زهير يحمل سلاحه

الشهيد عبد الله بعد إعدامه

Visits: 2139