تأسيس الرؤية التونسية لتونس و الاستقلال الروحي

تأسيس الرؤية التونسية لتونس و الاستقلال الروحي

 

أي أمة في العالم بعد ماتتكون و تستقر تماما تبني نظرتها على روحها و يولي عندها فهمها الخاص للحياة بكلها و فهمها الخاص لروحها و هذا الي بش نسموه “وعيها بذاتها ” . الوعي هاذ ا تبنيه نخبها السياسية ،الثقافية ، الاقتصادية ، الدينية و حتى الرياضية . و هي الي تبثو في وسط الشعب و تخليه فاهم روحو و عندو اسلوبو الخاص في التصرف و هذا الي يعمل ” الاصالة” و يخلي البلاد تبدع و تطور في كل مناحي الحياة .

 نجيو لتونس شنلقاو؟ 

ندورو منا و منا و نتبعو كل شي ( سياسة ،اقتصاد ،تعليم ، جامعات،ادارة ، دين ، رياضة ، لبسة ،ماكلة ….) تي حتى اصلا من أسماء الصغار الجديدة في تونس ….

نلقاو الي كل شي تقليد من كل العالم و كل مرة موضة لين ولينا ضايعين و مش عارفين رواحنا شكون و لا شنوة لازمنا نعملو (شخلانا ضيعنا ثورة عملاقة بنقاشات في حكايات فارغة) و هذا أهم سبب لأزمة هويتنا في تونس و لانسداد افاق السياسة في البلاد و هذا اسمو ” أزمة الوعي بالذات القومية “. 

 الأزمة هاذي بدات ملي تكونت نخبنا المعاصرة بعد الاستعمار الفرانساوي حيث انو صار انبتات بدرجات متفاوتة عن التراث التونسي و التاريخ التونسي و طبعا شبه قطيعة بين النخب و الواقع اليومي للمواطن التونسي . و ولات نخبنا بانية نظرتها لتونس عن طريق قرايتها لكتب الرحالة الاوروبيين و الباحثين الفرانسيس الي يعملو في دراساتهم انطلاقا من أفكارهم المسبقة الي تنفي وجود الامة التونسية تماما تعتبر التوانسة مجرد “عرب” . 

 و هذا زاد تطور بفعل التأثير الشرق اوسطي الي ظهر في القرن العشرين و عمل نظرة غبية و غالطة تماما لتونس و اصلا النظرة الشرق اوسطية لتونس تعتبرها مجرد ملحق و تابع صغير لمصر . و هذا الي نتج عليه انو نخبنا بكلها ( من الدساترة الى الناصريين ،البعثيين و الماركسيين و الليبيراليين ) عملو مزج بين “النظرة الفرانساوية و الشرق اوسطية ” لتونس و سماتها “الشخصية التونسية ” و نتج عليها شعار ” تونس ملتقى الحضارات” ( معناها بلادنا مجرد وتيل تعمل فيه الحضارات قهوة و من بعد يسرحو ) و هذا الي خلانا نعيشو تبعية فكرية مركبة لنو عنا زوز أسياد نسمعو في كلامهم علينا احنا: سيد شرقي بوهالي و متوحش و سيد غربي عندو اشكال تاريخ معانا من القرن 9 ميلادي ( فتح صقلية). 

ـــ و بما انو النخب هيا الي تصنع رؤية الشعب لروحو و تاريخو وحضارتو فمنلوموش التوانسة كي هوما ضايعين و يفرفشو و منهزمين تماما في أغلب معاركهم و اصلا منلوموهمش لتدني وعيهم عن وعي أجدادهم لحد تاريخ قريب. 

( وعي التوانسة 100 سنا لتالي اعلى من وعي نخبنا تو و اي واحد ينجم يعمل اطلاع على كتاب ” العمال التونسيون و ظهور الحركة النقابية ” الي كتبو الطاهر الحداد في 1927 و تو يفهم الفرق العظيم ) .

 لأن الأمة الي ماتكسابش وعيها الخاص بذاتها تعيش ضايعة و تابعة و متخلفة كيف اي انسان معندوش شخصية مينجمش يتقدم في حياتو. 

 نحنا في قرايتنا لتاريخنا بكلو و في اطلاعنا على كل خصائصنا الحضارية ،الثقافية ،الدينية و الاقتصادية . نحبو نبنيو “الوعي التونسي بتونس ” الي بش نحاربو بيه ” الوعي الأجنبي بتونس ” و بعدها انجمو نبثو الثقة و الفخر و الأمل في نفسية التوانسة و نصنعو “التونسي الحربي” و وقتها يولي تأسيس الدولة القومية التونسية مجرد مسألة وقت كهو. 

Visits: 48