المقاومة البطولية لقبائل الوسط والساحل ضد الإجتياح الفرنسي- أوت1881

المقاومة البطولية لقبائل الوسط والساحل ضد الإجتياح الفرنسي-  أوت1881

شملت المقاومة أيضاً قبائل جلاص و الهمامة و سكّان قرى الساحل الذين هبّوا في غمرة الحماس لمقاومة قوات الإحتلال، بعد أن إنضمّ إليهم عدد كبير من الجنود النظاميين الذين هربوا من جيش الباي للدفاع عن بلادهم. و قد نشّط هؤلاء الجنود أربعة مراكز للمقاومة بالقلعة الكبرى و جمّال و بنّان و قصور السّاف يقودها تباعاً {الساسي سويلم} و الحاج {علي بن خديجة} و {سعد بن حسين ڤم} و {ولد البحر}.

و إستجابة للنداء الذي وجّهه الحاج {حسين بن مسعي}، هبّت جموع غفيرة من جلاص و الهمامة و السواسي و أولاد سعيد و رياح و الطرابلسية، تعضدهم حامية القلعة الكُبرى للجنود الهاربين من جيش الباي للتصدّي في جهة تونس للقوات الفرنسية و منعها من التقدم إلى داخل البلاد.

و تمكّن هؤلاء المقاومون من إدخال الرّعب و الإضطراب في صفوف العدو لمدة 4 أيام متتالية في الفترة الفاصلة بين 26 و 29 أوت 1881.

إستعداد فرسان القبائل من أمام مدينة القيروان لمواجهة الغزو الفرنسي سنة 1881

ففي 26 من نفس الشهر إنقضّوا على المعسكرات التابعة لكتيبة المقدّم {Corréard} المرابطة آنذاك ببئر حفيظ قُرب ڤرمبالية. و لم يكتف المقاومون بذلك بل إلتحقوا في الليلة الفاصلة بين 28 و 29 أوت بالقوات الفرنسية و ردّوها على أعقابها في منطقة الأربعين بعد معركة ضارية تواصلت من منتصف الليل حتى الرابعة صباحاً.

و إثر هذا الإنتصار الذي أحرزته قوات المقاومة واصل التونسييون مُطاردة هذه الكتيبة التي ما إنفكّت تتراجع و تتقهقر عن مواقعها، ثم هاجموها من جديد يوم 29 أوت على مقربة من قرية تركي.

و بإعتراف السلطات الفرنسية نفسها فإن المقاتلين التونسيين قد جابهوا العدوّ بكل بسالة طيلة هذه المعارك الثلاث. و قد برز جنود القلعة الكُبرى بصفة خاصة في معركة الأربعين التي إستشهد فيها {الساسي سويلم}.

صورة من كتاب L’Expédition de Tunisie, 1881 _ تظهر جنود فرنسيين يتفاوضون مع أحد قادة فرسان القبائل وهو حامل لبندقية

و كان من نتيجة هذه المعارك أن عرقلت المقاومة زحف القوات الفرنسية داخل البلاد و لو لفترة وجيزة بل و أجبرت كتيبة المقدم {Corréard} على الإنسحاب إلى حمام الأنف ضاحية تونس العاصمة.

*المصدر:-كتاب إنتصاب الحماية الفرنسية بتونس, ص50.51

Visits: 422