الــــدروس المستـــــفادة مــــن معركة كاناي 216 ق.م

الــــدروس المستـــــفادة مــــن معركة كاناي 216 ق.م

معركة كاناي يوم 02 أوت 216 ق.م ؛ هي من أعظم معارك العصور القديمة و تم تطبيق تكتيك الكماشة في المعركة بنجاح لأول مرة في التاريخ .. حنبعل نجح في سلسلة من المعارك في إيطاليا إنو يهزم جميع الفيالق الرومانية التي إعترضته و نجح إنو يسحقهم عسكريا & لكن في النهاية كرطاج خسرت الحرب الثانية فالحرب الثالثة و تدمرت و خمل ذكرها و عاشت البلاد ستة قرون من الإحتلال الروماني.


فما سؤال أرقني شخصيا : علاش و كيفاش كرطاج خسرت و إضمحلت و خرجت م التاريخ رغم حضارتها و تقدمها التكنولوجي و غناها ؟؟ و شنية السبب إلي جعل حنبعل يخسر في مسيرتو السياسية لين يظطر للهروب و ينتحر ؟


إطلعت ع التاريخ الكرطاجي من المصادر المتاحة و خرجت بمجموعة من الإستنتاجات حول الأسباب التي ساهمت في إضمحلال كرطاج و هزيمتها و فيم يلي أبرز الأسباب هذي :


۞ نظام الحكم الكرطاجي :

حكومة أغنياء المدينة :المقالات و الكتابات المتداولة شكرت برشا في نظام الحكم الكرطاجي و إعتبرت جمهورية كرطاج مثالا للنجاح و الإزدهار بالإعتماد على مقاييس كيف وجود المؤسسات و وجود شكل معين للحكم & لكن في الواقع فإنو نظام الحكم الكرطاجي كان وبالا على كرطاج؛
أولا، المواطنة: أن تكون كرطاجيا يعني أن تكون من أغنياء كرطاج و من تجارها الأثرياء أو من مستغلي الملكيات الواسعة حولها .. أن تكون إبن “أوتيكا” أو “هيبوزاراتيس” مثلا لا يعني أنك صرت كرطاجيا مائة بالمائة إذ أن ممارسة الحقوق السياسية كانت محصورة فقط في أغنياء مدينة كرطاج وحدها & انعدام الرابط الوطني الفعلي يبرز في إنسلاخ مدن كيف أوتيكا عن كرطاج في أغلب الحروب إلي وقع خوضها ع التراب الإفريقي.ثانيا، المؤسسات : و هنا خاصة مؤسستي مجلس الشيوخ & مجلس الحكماء … مجلس الشيوخ كان هيئة حكم تولي و تعزل و تبت في الشؤون السياسية و كان أعضائها ينتخبون مدى الحياة + مجلس الحكماء و هو هيئة رقابية تراقب مؤسسة الأشفاط و المجالس و الجمعيات و كان الأعضاء ينتخبون و يعزلون لمدة نيابية محددة.بالطبيعة مجلس الشيوخ هنا سعى لإرشاء و تحييد كل العناصر الي ممكن تسائله عن قراراته و تحاسبه محاسبة حقيقية.


۞ الإيديولوجــــــــيا أو عقيدة الحــــكم :

الفلسفــة وراء حكم أغنياء المدينة كانت ترمي لجعل الحكم فعلا قاصرا على أغنياء كرطاج و تحقيق مصالح هذه الفئة المحظوظة و بالتالي ما كبرتش قاعدة المواطنين و ما نجحتشي كرطاج في تخطي التقسيم القديم : مواطنون، حلفاء، شعوب خاضعة … التقسيم هذا وراه غرور كرطاجي كبير و تعالي و الإشكال إنو العواطف هذي مدمرة في الميدان السياسي ( و في غيرها من الميادين)،الإشكال الثاني في عقيدة الحكم هو خدمة مصالح التجار و الأثرياء : في وقت من الأوقات تجاهل التجار الكرطاجيين واجبهم في تمويل الحروب & في بناء أسطول & في تمويل مرتزقة .. تجاهلوا واجبهم في الدفاع عن حوزة كرطاج فأصلا ماعادش فما جيش وطني/قومي للإمبراطورية بل جيش مناسباتي قائم على المرتزقة & ولات كرطاج شركة سيئة الإدارة يحاول مديروها أن يضمنوا الربح لأنفسهم بدون تطوير لوسائل العمل أو تحفيز للعمال أو إستثمار مخاطرة.
إذا عندنا إشكال في عقيدة الحكم الفاسدة و المؤسسات غير الناجعة و الخليط هذا كفيل بش يدمر أي دولة، و لكن فما عامل آخر يتعلق بشخصية حنبعـــل و الحرب البونية الثانية.


۞ إستراتيجيـــــة حنبعل :

في الحرب البونية الثانية، و إزاء المناخ السياسي الكرطاجي الفاسد كان من الأجدى توجيه مجهود القيادة لإقتلاع النظام الكرطاجي و إيجاد نظام جديد يوحد الجبهة الداخلية و يبني جمهورية أو مملكة جديدة بعقيدة جديدة و بمؤسسات جدد.تجربة حنبعل في منصب الشفط بعد الحرب وضحت إنو هزيمة كرطاج ليست بسبب قوة روما بل أساسا بسبب فساد النظام السياسي إلي وأد كل محاولة إصلاح و تآمر على جميع المصلحين إلي حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه: إظطرار حنبعل للهرب و إنتحاره كان بسسب هذا التواطؤ و الخيانة الكبيرة من الفئة الحاكمة إلي ما سمحتشي لحنبعل بش يواصل في سياساته الإصلاحية؛في أي تجربة اصلاحية إذا كان ما يتمش إجتثاث مسببات الفساد فإنو الإصلاحات ستفشل & كل البطولات و التضحيات التي ستبذل لن تحقق أي نصر حقيقي للأمة و البلاد.



Visits: 67

لا تعليقات بعد على “الــــدروس المستـــــفادة مــــن معركة كاناي 216 ق.م

  1. النظام القرطاجي نظام راس مالي متوحش يتمثل في التوسع وخدمة التجار واثرياء التجار والطبقات الاجتماعيه تنقسم الى ثلاث طبقات ومناطق القرطاجيون الاثرياء وهم التجار وكبار التجار ومناطق فيها حلفاء واخرى شعوب خاضعه كما ان النظام السياسي دعم هدا كمجلس الشيوخ ينتخب مدى الحياة ومجلس حكماء وهي هيئه رقابيه وهناتم ارشاء العناصر و المنع من المحاسبه والمسائله
    القائد حنبعل ارادالاصلاح و المسائله بعد الهزيمه فتامرو عليه وعلى جميع المصلحين والتزموا بفينقتهم

التعليقات مغلقة.