البيئة الجريديّة و القضيّة العُماليّة : في رواية الدڤلة في عراجينها للبشير خريّف

البيئة الجريديّة و القضيّة العُماليّة : في رواية الدڤلة في عراجينها للبشير خريّف

1) تقديم الرواية :

* العنوان :

الدڤلة في عراجينها كتبها البشير خريف عام 1969، تتسمى من أطول رواياتو من حيث عدد الصفحات، عنوانها ذو دلالة عميقة في الخطاب الواقعي الوصفي، جاءت صيغتو في شكل جملة إسمية تقريرية لا تحتمل الإلتباس. على هذاكة الرواية واجهت القارئ بعنوانها الإخباري، فالدڤلة تُحيل إلى النخل و النخل يُحيل على بلاد الجريد إلّي حدد موقعها جغرافياً بالتدقيق :  ” أما بلاد الجريد فإنها في آخر نقطة في الجنوب الغربي في البلاد التونسية كمنزل في زنقة حادة لا يصلها إلا من يقصدها “، و يعلو بقيمة هذه النخلة بإعتبارها أصل المعاش : ” لا مورد سوى النخلة “ … ثم إنو بلاد الجريد تحيل على متساكنيها و بين كل طرف و آخر علاقة تلازمية .

* الموضوع :
الرواية هي حكاية أسرة (سالم بن عبد العالي) يصفها الكاتب بأنها أسرة عريقة محافظة يخضع افرادها في ممارستهم للسلطة العائلية إلى تراتبيّة عشائرية، يحتفي البشير بكل تفاصيل بلاد الجريد و يعكس صورة التعاسة و النفاق في هذي المنطقة و مع ذلك يحببك فيها على علاتها.
طرح البشير مسألة ملكية الأرض كمصدر للمأساة الإجتماعية و النزاعات الأسرية وخصص قسم من الرواية للحديث عن النضال العمالي التونسي في عهد الإستعمار الفرنسي .

* أقسام الرواية:
– يقسم الكاتب روايتو إلى ثلاث محاور رئسية متخذاً من النخلة إستعارة بنائية فجزأها إلى عراجين :
~ العرجون الأول = ديجة
الشمروخ الأول : المايو
الشمروخ الثاني : صبا
الشمروخ الثالث : سوق البياضة
~ العرجون الثاني = المكي
الشمروخ الأول : المتلوي
الشمروخ الثاني : الدبنجق
الشمروخ الثالث : الزينة المنانة
~ العرجون الثالث = العطراء
الشمروخ الأول : قشور البصل
الشمروخ الثاني : ناجت ربها
الشمروخ الثالث : النظرة
الشمروخ الرابع : ليلة

– الرواية شأنها كشأن النخلة “جريدية” و كأنو الشخصيات مآلها كمآل العراجين ( شخصيات متفرعة من رواية وعراجين متفرعة من نخلة)، كل عرجون إتخذ إسم شخصية محورية و الشمروخ أحال على الأحداث التي عاشتها تلك الشخصية و هذي الأقسام تتصل إتصالاً وثيقاً بالعنوان .

* المكان :
الأحداث في بلاد الجريد و مبعد تتفرع للمتلوي بحكم إنتقال المكي و لصفاقس و ڤفصة … البشير يتعامل مع المكان ليس كمجرد إطار حاضن للأحداث و الشخصيات تتحرك فيه، و انما ياقف على كل نقطة فيه يرسم حدود للبلاصة الفلانية و يركز في كل النتوءات و المنخفضات، المكان ماهوش إطار محايد و انما كل عنصر فيه يحمل دلالة رمزية . كل مكان عندو أصولو ،تاريخو ، عاداتو و حياتو الخاصة بيه و يأكد إنو كل شخصية تتلاءم مع مكانها و يتوضح إبداع بشير في الإنسياق بين الأمكنة و الشخصيات.

*الزمان :
لعب دور حافز لدفع عربة الأحداث، مرة يكون متحكم و أخرى يتدخل الكاتب للتحكم فيه (تحكم في أزمنة ظهور الشخصيات حسب الأحداث ). أول زمن ذكرو الكاتب كان 14 ماي ” المايو “، مبعد يحكي على أحداث بلا أزمنة محددة ثم يقفز قفزات زمانية مايذكر فيها حتى حدث و يعاود يركز على أيام قلائل يشحنهم بأحداث هامة مما جعل عملية متابعة الخط الزمني تقريبيّة و الوقائع متقلبة من فصل إلى آخر .

* السرد :
– يستعمل البشير تقنية التهيئة لما سيحدث : ” فهذه العطراء تنظر إلى طائر صغير في السماء و تسأله عن حبيبها المكي الذي رحل و لم يعد كأنها تتنبأ بعدم رجوع حبيبها إليها “ . و للعلم إنو(العطراء) لا تلتقي مع (المكي) إلا خلسةً، لأن (حفة) كان يرفض لقاءهما مع إنو المكي خاطبها من أخيها (العربي) و تهدد (خديجة) ولدها المكي أنها ستموت إن تمادى في احتكارها على حساب العطراء ” وهددته إن هو تمادى على احتكارها تموت هي أيضاً فتلتحق بالمولدي و تبر هناك في الصورة فيبقى حقيقة بلا أم “
– و إتخذ السرد وظيفة جديدة للتنبؤ بالأحداث و هي الدعاء فبعد وفاة المكي و زواج العطراء من الحفناوي ، أخذت هذه الشابة تدعو الله أن يتيح لها الفرصة لزيارة  “صفاقس “ : ” ربي يقولون أنك على كل شيء قدير و أنا أؤمن بهذا ، ربي أنظر لمخلوقتك العطراء تطلب المستحيل و ماهو مفمش المستحيل في حقك ، رب مخلوقتك العطراء ع نطلب مشية للمدينة ، أيه مشية هكاكة…” و كان لها مرادها .

– تواجدت زادة تقنية القص بطريقة التناوب ، في معناه إنو يحكي على موضوعين في آن واحد : مثال إنو يروي تفاصيل إحدى الليالي التي عاشتها العطراء ثم يقص واقعة أخرى : زواج الحفناوي من إمرأة ثانية ثم يعود إلى تفاصيل ليلة العطراء .

* الحوار :
– الحوار كان جريدي بإمتياز باش يستميل القارئ ، مساحتو تبدو قليلة مقارنة بمساحة السرد المطولة إلي بقى طاغي بتعليقاتو و تفاسيرو حتى في المقاطع الحوارية، كيما الإضراب إلي قام بيه العمال التوانسة في معمل الفسفاط، حيث تجري التساؤلات على الجحشة التي قاطعت الإضراب : ” أصبحت القرية في موكب مشطور، خرج العملة للأخبار متوتري الأعصاب، السوق حافل كأنه موسم ، الأخبار تتوالى : – الجحشة خدمت … – ما خدمتشي ؟ “
– حضر الحوار بشكله الباطني من خلال شخصية المكي : ” فإذا المكي يحاور نفسه و يقارن بين الخضراء و العطراء و أرليت الإيطالية و يقول مخاطباً نفسه : الحمد لله هذا الوجه الذي تقتصدٍين في إبدانه …”
– يتواجد الشعر الشعبي كمقوم مزين للحوار خاصةً المتداول في الجلسات في المقاهي : ” نظر اليهم الدبنجق و ترشق تصفيقة و ركز قدمه و رفع رأسه و ترنم :
هاي هي كنعمللو الحاج غيلوم كطاح سعدو
آلو آلو آلو آلو زيد قدم تربح قالو “
=> جاء الحوار موجة للأسماع و لا يتوقف السرد عن أن يكون خلفيته الأساسية .

* الوصف :
– يلتقط بشير المكان الموصوف من زاوية بعيدة :
” كان يحث السير فجراً .. وراء كيفان الطين الأحمر … هو ذاك الطريق يلتوي صاعداً إلى المواعدة حيث المرح و الحنان “
– يتحول من صورة قديمة إلى صورة جديدة :
” أصبح الولدان في المتلوي يتجولان بتطلع و إهتمام في قريةً جديدة “
-يعرج على أحداث تاريخية :
إكتشاف سماد الفوسفاط فتأسست شركة الفوسفاط في قفصة في 1886
– تصوير حالات الشخصيات :
” خبطت العطراء على فخذيها و بكت ثم التقطتها تتأمل ورقها الممزق “
– وصف دقيق لعمليات تصفيات الفوسفاط إلي وصلها عن طريق المكي و العربي :
” يؤتى في عربات على السكة بعد اقتلاعه من الجبال مخلوطا بالتربة و الحجارة … “
=> إستعمل المؤلف الوصف بكثافة باش يقرب عالمه الروائي من القراء تحليلا و تصويرا و تجسيدا، فكانت الرواية مشحونة بالعوالم الواقعية إلي شكلها في لوحة فنية توضح رؤيتو التشكيلية و يوظف لغة الحواس ليلفت الإنتباه.

* الأساليب :
– يمتلك البشير جميع فرص القص بإعتباره الناسج لخيوط العقدة القصصية فيرويها بصيغة ” هو “ الضمير العائد عن المكي و ” هذه “ العائد عن العطراء .
– يتجسد دور العالم ببواطن الشخصيات و ما يتعلق بها، فهو يقرأ ما يدور في نفس ديجة من تساؤلات و حيرة بعد طلاقها و محاولة الرجوع إلى زوجها علي الزبيدي و خوفها من أخيها عبد الحفيظ (حفة) الذي يرفض رجوعها : ” بقيت تتساءل ، لعل الحق معه ، نظره خير من نظرها ، له الفضل و له الشكر … “

* لغة الرواية :
– شيقة لحسن توظيف الكاتب للهجة الجردية مما ترك أثر المحلية و طابع البيئة الجريدية واضح، و هذه اللغة جعلت الخريف قريبا من شخصياته و من القارئ نفسه و بتالي خزنت الرواية الجريد أرضاً و ناسا.
– بفضل سلاستها تمكن الكاتب من إحياء ذاكرة بلاد الجريد و المخزون الثقافي و السياسي و الإجتماعي لهذه الجهة لأن اللغة الروائية المستعملة كانت مزيج من التاريخ و التراث الشعبي، بإحيائه لهذا الموروث نبه بشير بين طيات صفحاته من خطر تلاشي تقاليد بلاد الجريد.
– علاوة على أن اللغة كانت جريدية فإن من مميزاتها الطابع الحزين المختلط بالفكاهة في نفس الآن، مع ذكر بعض المواعظ : ” المجد لأولائك الذين لم يفلحوا فلتكونو رجالا أولاً “.

2) النضال العمالي التونسي :

كيفاش كانت ظروف العملة التونسيين ؟
كان معظم العمال التونسيين في بداية العشرينات ينحدرون من أصل ريفي و يعمهم الخمول لأن الفقر و مضايقات كبار الملاك تدفعهم إلى النزوح إلى المدن و حتى إلى مزارع المستعمرين الفرنسيين، و قد قام أرباب العمل الفرنسي بإلغاء قانون 1919 الفرنسي القاضي بتحديد العمل بثماني ساعات محتجين بإنو هذا القانون مضاد للإقتصاد و عملوا على تطبيق قانون 15 جوان 1915 و الذي يحدد يوم العمل بعشر ساعات و منع على العمال التونسيين التجمع ضمن النقابات لتحسين وضعيتهم اليّ كانت تتميز بالتفرقة العنصرية و التفاوت الحاد بين أجورهم و أجور العمال الأجانب و قد أفرزت هذه الظروف التعيسة الحاجة الملحة للنهوض و تغير الوضع .

في شنو تمثلت مظاهر النهوض العمالي ؟
تميزت ظرفية أواسط العشرينات بنمو الوعي السياسي بفضل تزايد عدد المنخرطين بالحزب الحر الدستوري الذي أغلب انتمائهم للطبقة المتوسطة و الضعيفة من عمال و حرفين تأثروا نتيجة تأزم الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية بعد الحرب العالمية الأولى، و تأثر هذا الحزب بمقولات الطاهر الحداد و تجاوبوا مع شعاراته.

كانت السنوات الأولى التي اعقبت الحرب العالمية الأولى فترة نهوض للحركة العمالية بتونس فحركة الإضرابات قد أخذت شكلاً جماهرياً على نطاق واسع في سنتي 1919-1920 و طالب العمال بحقوقهم النقابية و بزيادة في الأجور و بتقليص ساعات العمل اليومي و جرفت موجة الإضرابات عمال المؤسسات الثانوية و ذات الأهمية المحدودة و في سنة 1920 اضرب كل عمال السكك الحديدية و عمال المناجم و مستخدمي الترمواي بالإضافة إلى اضراب عمال كل مطاحن الحبوب سنة 1921 .

و اتسعت حركة الإضراب إتساعا كبيراً في كل من بنزرت و المناطق المجاورة لها، و في أوت 1924 اضرب عمال البناء في بنزرت و إلتحق بهم في نفس الشهر عمال معمل الآجر و انتشرت هذه الحركة فعمت عمال الزراعة في جبل الخروبة إلا إنو هذه الإضرابات ساهمت نسبياً في تغير الوضع العمالي مما أدى إلى تأسيس نقابة مستقلة بذاتها تخص العمال التونسيون .

محمد علي الحامي و تأسيس جامعة عموم العملة التونسية:

تزامنت فترة استفحال التناقصات بين التونسيين و زعماء النقابة الفرنسية مع عودة محمد علي الحامي إلى تونس في مارس 1924 و حرص على الإنخراط في العمل النقابي حيث إندفع مع ثلة من الشباب الثوري أمثال الطاهر الحداد لتأسيس نقابات تونسية .
و إتصل هذا المناضل بعملة شركة صفاقس ڤفصة للفسفاط التي كانت تعاني من ظلم مسلّط عليها من الشركة الإستعمارية الإستغلالية و أدت هذه الإتصالات الأولى في صفاقس إلى تكوين نقابتين أساسيتين للدفاع عن الحقوق العمالية و بعد المزيد من التحركات تأسست جامعة عموم العملة التونسية في 3 ديسمبر 1924، و إنعقد إجتماع للمندوبين النقابيين تم خلاله المصادقة على النظام الداخلي للجامعة النقابية و على تكوين هيئاتها القيادية المتكونة من لجنة تنفيذية مؤقتة و من لجنة دعاية و إعلام و قد إنتخب للجنة التنفيذية محمد علي الحامي أميناً عاماً و تمثلت أهداف هذه الجامعة في الدفاع عن المصالح المادية و المعنوية للعمال و تسعى إلى تحقيق المساواة بين الفرنسيين و التونسيين و تحسين ظروف العمل و تأطير الإضرابات و الإعتصامات العمالية.

نجحت إذن نقابة الجامعة التونسية لفترة محدودة لكن سلط الحماية الفرنسية سعت بكل اجهزتها إلى افشال هذه التجربة النقابية، و في 5 فيفري 1925 تم نفيه محمد علي الحامي إلى خارج تونس و توفي في ظروف غامضة سنة 1926 . و نجحت السلط الإستعمارية في عزل النقابات التونسية بعد ما توقف تأييد الحزب الحر الدستوري لها، إلّي كان يتمتع سنتي 1924-1925 بنفوذ واسع بين جماهير تونس .
غير إنو يوم 27 جوان 1937 تأسست جامعة عموم العملة التونسية الثانية بمعاونة مناضلي الحزب الحر الدستوري مع رفاق محمد علي الحامي بعد عودتهم من المنفى لكن تم حل هذه الجامعة سنة 1938 بسبب إختلاف قادتها مع قادة الحزب الجديد حول علاقة العمل النقابي بالنضال السياسي و معارضة النقابات الفرنسية .

== ظهرت هذه القضية في رواية الدڤلة في عراجينها بعد ما ولاّت مشكلة الأرض عويصة، حيث التجأت معظم شخصيات القصة الي الهجرة للمتلوي، و من ثم ظهور شخصيات أخرى ” الدبنجق .. عبد الناصر ” فبعد حادثة إصطدام عربات قطار المصنع إلي لعب فيه المكي دور بطولي و أنقذ ياسر عمال توانسة إنضم إلى حركة العمال بقيادة ” الدبنجق ” و بداو يرسموا الخطوات لولى في تأسيس حزب كالحزب الدستوري بالعاصمة و سلكوا طريق توعية العمال و وصل الوعي إلى درجة قوية تجسدت في الإضراب تحقيقاً لمطالبهم منهم إضراب دام جمعة كاملة تخللتها الإعتقالات و المواجهات و حملات التفتيش إلي جرت وراها إنتهاك الحرمات و مثول العمال التوانسة أمام المحكمة العسكرية الفرنسية.

3) عنف الخصومة بين الجريدية :

لعل التاريخ المتناقل ترك صدى هذه الخصومات إلي أدت إلى عداوات كبرى بين العروش كواقعة نفطة، أين دار صراع على الماء بين عرش الشرفة و عرش العلقمة حتى إنو لازال إلى الآن يضرب المثل بالعطش بـ ” عطشة العلقمة “. و قام البشير أيضاً بنقل هذه الخصومات إلي أهمها تمحور حول ملكية الأراضي و كان أشدها وقعاً على النفس الخصومة التي وقعت بين حفة و صهره علي الزبيدي : ” الآن و قد ظهرت صحة نبوءته و وقعوا فيما حذرهم من يتصدى لأولاد سيدي عبد العالي، لتدع بينه و بين عدوها و عدوه ، سوف يتخذ هدفاً لضرباته llلقاصمة ، سوف تهبط عليه البطاقات من مجلس قفصة العدلي .”
هكّه بين ليلة و ضحاها يولي السحر عدو وجب التنكيل بيه و جره إلى المحاكم ، و تصبح ديجة أسيرة بين شجع أخ همه الوحيد الإستيلاء على نصيب أخته من جنة النخيل و رعونة زوج لا يحافظ على حليلته . ” كان حفة يدخل عليها من حين إلى حين و يحيطها علماً بما جد في الخصومة : المقال و الجواب و القيمة و الاختيار ، فتشكره و تدعو له بالنصر و بعد خروجه تعود على نفسها و تطلق العنان لهواجسها .”
التساؤل الذي يطرح : شنو سر هذا الحقد بين أهالي بلدة واحدة إلي خلا البشير يقول في جزء آخر من الرواية على لسان المولدي الأخ الأصغر لحفة في حبه لتبر : ” إن حبهما إكتسى من العنف بقدر ما كان بين عرشيهما من عداوة :” ؟
إلي معروف إنو بلاد الجريد موطن وسط الصحراء جمع أشتاتاً كبيرة من الناس من مفترق جهات تونس و لهذا الإختلاف في الأصول دور هام في عنف الصراعات التي تدور بين الجريدية، عنف يصل بهم إلى بيع ارزاقهم للتقاضي لدى المحاكم : ” دخل العربي و إرتجل بلاغاً حربياً مفاده أن حفة و علي الزبيدي يتقاتلان” .

صفوة المقال :

– الرواية تكتبت في اواخر الستينات و تعالج أحداث تاريخية قديمة أما في نفس الوقت يقدم الخريف نظرة نقدية للمجتمع التونسي و بها تناول قضايا اليوم .
– كل النقاط المرجعية التي ذكرت ترتبط بالصراع سواء من أجل توسيع ملكية الأرض أو صراع من أجل تحقيق العدالة .
– إرتقى الكاتب في مرسى الدقلة في عراجينها إلى مستو عالي تجسدت فيه قدرته الفائقة على التقاط الأحداث و الأوصاف و ارباك القارئ بالوضعيات الخاطفة و امتاعه بفيض من الروح الجردية المرحة في نطاق رؤية نقدية عميقة بإتخاذ الشخصيات مستمدة من الواقع التونسي تناضل من أجل التمتع بالحريات في محيط تهيمن عليه قوة المنع و الإحباط.
– الاشكال و الجديد في الرواية إنو بشير كان محايد حيث انعدمت الشخصية المركزية و انما كل الشخصيات نظمت الفضاء القصصي .

Visits: 1015