ملجأ الفلاقة و الأسلحة: أم السعد يحيى (1898-1972)

ملجأ الفلاقة و الأسلحة: أم السعد يحيى (1898-1972)

ولدت سنة 1898 وتوفيت سنة 1972 و هي أصيلة قرية المطوية من ولاية قابس.

من المناضلات الصادقات اللاتي إنخرطن في الحركة الوطنية في بداياتها.
جعلت من منزلها الكائن بنهج سيدي العطاوي بجهة باب سويقة مركزا للنضال وملجأ للثوار والفلاقة ومخزنا للأسلحة والبيانات والمتفجرات ومكانا للإجتماعات العلنية والسرية. وكان مخبأ آمنا آوى اليه الحبيب بورقيبة سنة 1943.

كانت هذه المناضلة تمثل رمزا للتفاني في خدمة وطنها المسلوب بكل شجاعة وجرأة.
لم تتوان في تنفيذ كل ما يطلب منها من مهام من طباعة و توزيع مناشير لتخزين الأسلحة لصنع المتفجرات. و تم تخليد ذكراها بتسمية أحد الأنهج القريبة من مقر سكناها بإسمها كما تم توسيمها بوسام الاستقلال.

مقتطفات من شهادة المناضلة خديجة رابح كما جاءت في كتاب «جذور الحركة النسائية بتونس» للكاتبة ليليا العبيدي:
<< (..) لقد شاركت أنا وابنة عمي «أم السعد» وكنّا من الأوائل اللائي ساهمن في الحركة الوطنية، التي كانت تخلو آنذاك من العنصر النسائي. إنّ «أم السعد» وطنية وشجاعة، وقد عاشت أرملة. وأذكر اليوم الذي خبأت فيه «أم السعد» سي الحبيب وقد بذلت من أجل ذلك جهدا كبيرا.

لمّا شرعنا في التحرك قدم إلينا رجل وقال: «إنّ علالة البلهوان في طريقه للمحاكمة» فاصطحبت «أم السعد» واثنتي عشرة امرأة أخرى، تنكرنا ووضعنا «أغطية» على رؤوسنا. وأقبل مئات من تلاميذ جامع الزيتونة. وتصدّوا للأمر القاضي بمحاكمة علالة البلهوان محاولين تعطيل السيارة التي تحمله ممّا تسبب في مناوشات عنيفة مع جنود الاحتلال أزهقت على إثرها الأرواح وسال الدم من «القصبة الى باب سويقة». خرجنا وقد حمي وطيس المعركة فهربنا ثمّ عدنا الى المنزل.

لقد تعرفت على شاذلية بوزقرو في حادثة الحزب. وقد زرت سي الحبيب صحبة «ام السعد» عند عودته.
وقد طلب منّا أن نكوّن شعبة نسائية عرفانا منه وتقديرا لشجاعتنا وشجاعة المطوية. فقبلنا اقتراحه بكل سرور، وأضحينا نلقي الخطب بمعية شاذلية بوزقرو وسعيدة واصفين ظلم فرنسا واستبدادها، في حين أنّ البلد بلدنا والرزق رزقنا.
وقد قمنا باجتماعاتنا الأسبوعية بنادينا حذو مقام سيدي محرز. وفي الأثناء ازداد عدد المشاركات شيئا فشيئا، الأمر الذي أجبرنا على الانتقال أحيانا الى زاوية سيدي إبراهيم الرياحي (…) عندما قامت مظاهرة عندما قدم المقيم العام الجديد«هوت كلوك» [وذلك قبل يومين من إنطلاق الثورة المسلحة 18جانفي1952].
توجهنا على إثرها الى دار الباي في قرطاج حيث وقفنا نترقبه. فوقع طردنا فقصدنا منزل «صوفية» إلى أن حلّ ركب «هوت كلوك». عندها خرجنا صارخين : يسقط الاستعمار … وقد أغضب هذا «هوت كلوك» الذي كان يهدد بالحرب. فأمر بإيقافنا. عندها تدخل الباي ومنعه من ذلك معتبرا إيّانا بناته لما عهده فينا من شجاعة.>>

رحمها الله و رزقها الجنة و وفقنا لصيانة ذكراها و تقدير تضحيتها.

Visits: 127

لا تعليقات بعد على “ملجأ الفلاقة و الأسلحة: أم السعد يحيى (1898-1972)

التعليقات مغلقة.