نهاية الدور الوطني لإتحاد الشغل و حق التونسيين في بناء دولة حقيقية
كل ما أي تونسي يتكلم و يقول كلمة الحق في إتحاد الشغل ديراكت تتهز الشعارات الجوفاء متاع دور إتحاد الشغل في تاريخ تونس.
الدور الوطني لإتحاد الشغل ايام الاستعمار الفرانساوي،
الدور الديمقراطي لإتحاد الشغل ايام النضال ضد الدكتاتورية.
إتحاد الشغل مظلة التونسيين.
إتحاد الشغل مكسب وطني
إتحاد الشغل المساند الرسمي للحريات و الحقوق.
إتحاد الشغل المهرب و المخبأ من القمع ايام النظام السابق…
و هات من آك اللاوي من مزايا إتحاد الشغل على تونس.
الكلام هذا و قصايد المدح العصماء يتقالو كل مايجي واحد ينقد تدخل إتحاد الشغل في السياسة أو يوضح سيطرة أحزاب اليسار على إتحاد الشغل او ضد كل من يوقف ضد المطالب المجحفة لإتحاد الشغل او الاضرابات المتتالية و العشوائية لنقابات إتحاد الشغل .
في تونس عندنا عادة فاسدة لكن تعودنا بيها من بعد الإستقلال وين كل مناضل يحب يخلص على نضالاتو ب:
منصب، خدمة، لزمة، دار، فيرمة، فلوس أو إمتياز و لهنا إتحاد الشغل من بعد الاستقلال و من بعد الثورة شاخ إمتيازات سياسية و مالية.
و وصل بيه الأمر حاليا بعد الثورة إنو نال الحصانة القضائية و ولا غير قابل للمس و شكون ولد امو الي ينجم يحاسب الإتحاد أو واحد من النقابيين قضائيا.
النقابات أصبحت معترضة على أي إصلاح جذري و منهجي في:
الإدارة العمومية و الوظيفة العمومية و الشركات العمومية و بالطبيعة تعترض على الخوصصة الضرورية لشركات مفلسة تشكل عبئ بٱلاف المليارات على الميزانية.
كل هذه الاعتراضات تجي في مصلحة الاعوان الكركارة و النقابات و إتحاد الشغل الي أصبحو كالڨراد يمصو في الدم التونسي بالاشتراك مع الفساد و بالإشتراك مع التهرب الجبائي و النخبة السياسية.
لكن الإتحاد بالإختلاف معاهم عندو دور “وطني ديمقراطي إجتماعي” لذلك عندو الحصانة النضالية الي تحميه و تعفيه من أي محاسبة أو نقد أو مراجعة أو مقاضات.. و تحولو هالحصانة إلى مخرب و قاتل للدولة التونسية .
تعويض النضالات السابقة أصبحت مسلمة عند الجميع، وين تتحول النضالات سريعا لمزية عامة على تونس يلزم تخلصها للأبد و لمدى الحياة و ما بعد الحياة كان لزم .
– بورقيبة ناضل ل 26 عام ضد الاستعمار و خلص 31 عام مباشرة في الحكم.
– حزب الدستور ( بأساميه المختلفة) ناضل ل 26 عام ضد الاستعمار و خلص ل 55 عام ( و هاو مزال يحب يرجع يزيد يخلص) .
– معارضي بورقيبة و بن علي بجميع أصنافهم دون استثناء خلصو بعد الثورة بمرسوم العفو التشريعي العام و ماخلو ما مزبلونا بنضالاتهم الي خلصتها تونس من القروضات الأجنبية و عايرونا بشجاعتهم و صلابتهم و أحنا الجبناء نعدو بقية عمرنا نخلصو في القروضات.
وفي نفس السياق إتحاد الشغل العظيم ديما يخلص و تو وصل للقمة و ماقعد كان إنو يطالب بالسلطة و الحكم مباشرة.
ديما يقال الإتحاد متاع فرحات حشاد و هكا يقع التحشيم، لأنو حشاد العظيم شهيد تونس كيف ينطق اسمو الواحد يحشم تلقائيا و هكا يقع إستثمار إسم حشاد ايه يقع إستعمال إسم حشاد لتغطية الوجه الخامج لإتحاد الشغل و تسكيت أي ناقد .
في النقطة هذه بالذات لازم نتوسع فيها لأنها تحتاج توضيح عملاق، فرحات حشاد العظيم مات عام 1952 على يد الفرانسيس والجميع يعرف إنو كان مضاد علخر للماركسيين لأبعد حد و هذا من 1944 و كان مضاد لكل التوجهات الماركسية أو المتعاطفة مع الإتحاد السوفياتي و لهنا كانت علاقتو القوية بالأمريكان و كان ميال للغرب مش للشرق و تواجه في هذا مع أحمد بن صالح الي كان ميال شوية للسوفيات.
تو نجو نلقاو انو من السبعينات أو أواخر السبعينات إتحاد الشغل ولا مرهون عند الماركسيين: أداء حشاد !!! و لسخرية الأقدار أعداء حشاد إستملكو على إتحاد حشاد وولاو يخدمو بإسمو و هكاكا شوهو صورتو و تاريخو الوطني. و يقلك على “درب حشاد” تي انتم على الضد تماما من دربو على كل الاصعدة حشاد كان وطني لابعد حد و انتوما تابعين و فاسدين و قابلين للخيانة اما غير الوقت معطاكمش.
و بعد حشاد جاو قريب 10 أمناء عامين و خط حشاد وفا و مات من 60 سنا و الحديث عليه تويكا هو أكبر صحة رقعة شهدها تاريخ تونس المعاصر .
حد ما ينكر الدور الوطني لإتحاد الشغل في تاريخ إستقلال تونس، و لكن هنا لازمنا نعملو مراجعة عميقة عن دورو و نضالو الديمقراطي بعد الاستقلال:
ــ 1. في الخلاف اليوسفي البورقيبي حول إتفاقيات 1955 و بغض النظر على الموقف الصحيح، فإنو إتحاد الشغل ساند مساندة مطلقة بورقيبة ضد بن يوسف و من غير مانقولو وينو الحياد و إنما نوضح أن الإتحاد كان شريك فاعل لبورقيبة في تأسيس دولة الاستقلال بكل إنحرافاتها الي بدات من قبل 1956 .
ـــ2. الإتحاد كان شريك أساسي لحزب الدستور في إنتخابات 56 بكل مافيها من تجاوزات و إنحرافات و كان شريك لبورقيبة في كل إنحرافات سياستو المالية و صياغتو لمنظومة الحكم التونسية و كان شريك بالنواب و الوزراء.
و الأهم أن النقابيين أنفسهم من أعضاء المكتب التنفيذي خضعو لبورقيبة وقت الي حب يعزل أحمد بن صالح من الأمانة العامة في 1956 .
ـــ3. الإتحاد لم يعارض كل تجاوزات الحكم البورقيبي السياسية و كل فسادو المالي و إنما كان يطالب بالزيادة في الشهريات فقط و أول خلاف جدي بينو و بين الحكومة كان عام 1964 للمطالبة بالزيادة في الأجور بعد تخفيض قيمة الدينار ب25% .
عامتها الحكومة طيحت في قيمة الدينار بسبب إيقاف الصادرات التونسية لفرانسا و أزمة سياسية مع فرانسا لأنو تونس أممت أراضي المعمرين( الإستقلال الفلاحي) و لذا فإنها طيحت في سوم الدينار ظرفيا بش تتعدى الأزمة.
و لهنا الإتحاد و أتباعو ماخمموش في الظرف الصعيب و أن المسألة تتعلق بالسيادة التونسية ضد بقايا الإستعمار. و إنما طلبو التعويض و زيادة الشهرية في بلاد عندها 8 سنين من الإستقلال و ميزانيتها تتمول أساسا من القروض !!!!
هل هذا الدور الوطني الي يحكو عليه؟!! .
ــ 4. عام 1972 في فيفري وقت الي الطلبة اليساريين قررو ينظمو المؤتمر 18 خارق للعادة لإتحاد الطلبة تعويضا على خروقات مؤتمر قربة 1971 و تدخل البوب بالقوة،..
ماذا فعل الإتحاد؟! ساند الحكومة و بعث خدامة البرط لمساندة البوليس و قال الحبيب عاشور كلمته الشهيرة نحنا دستوريين بورقيبيين …
أين هو الدور الوطني الديمقراطي ؟!
ـــ 5. عام 1971 في تمبك الشرخ الشهير وسط الحزب الحاكم بين الليبيراليين( الديمقراطيين) و المتصلبين( الدكتاتوريين).
الإتحاد وقف في صف المتصلبين و أصبح شريك فاعل في تكوين حكومة الهادي نويرة ( المضادة لكل مسار ديمقراطي) و كان الثمن منح إمتيازات و زيادات في الشهاري.
لكن الصحبة مادامتش و جات الأزمة الإقتصادية وسط السبعينات و اتطرشقو في 1977 .
هل هذا هو الدور ديمقراطي الي يحكو بيه؟!!
ــ6 الإتحاد وسط السبعينات بدا يتعرض للإختراق (الماركيس، البعثي، الناصري) و إكتسح اليساريون النقابات و خصوصا نقابات الإطارات : تعليم ، صحة، بنوك، بترول….
و من تلك الفترة بدات تتبدل لغة الإتحاد بفعل السيطرة اليسارية الي فرضت روحها للقمة و مزالت لحد هذا الوقت.
و في نفس الوقت الحبيب عاشور دخل في لعبة السلطة مع وسيلة بن عمار و مع معمر القذافي و أصبح معادي للوزير الأول الهاي نويرة. و دخل الإتحاد في التهديدات و دخل البلاد في أزمة عامة كان فيها العنصر الأجنبي حاضر بقوة من جهتين: من بعيد القذافي و من قريب أبو إياد الفلسطيني الي كان حاضر في جلسة المفاوضات بين الحكومة و إتحاد الشغل كوسيط بيناتهم، و وصلنا للإضراب العام في جانفي 1978 و المجزرة الي وراه في ما يسمى ب”الخميس الأسود”.
هل هذا دور وطني وقت الي الإتحاد يخدم مصلحة زوز أطراف أجنبية لتطييح الحكومة التونسية؟!
ــ 7. الإتحاد كان شريك في إنتخابات 1981 المزورة ( بالسيف عليه) و تحول إلى مشارك أو موافق أو ساكت على التزوير المهم إنو كان “مناضل ديمقراطي” كيف ما يقولو الماركسيين.
ـــ 8. من مؤتمر سوسة 1989 الإتحاد ركش تماما إلا بعض المناوشات من هنا و غادي و إختص في الدفاع على القضايا الدولية: (فلسطين، العراق، نيكارغوا)، و كان هكا مساند شبه رسمي لبن علي في كل الإنتخابات لحد الثورة. و للأمانة هنا هذا موقف المكتب التنفيذي لأنو برشا نقابات عامة قطاعية كانت ضد مواقف المكتب التنفيذي.
هل هذا هو النضال الديمقراطي الكاسح ضد بن علي؟!
ــ 9.طيلة عهد بن علي أي مدة 23 عام ماكانش ممكن تأسيس نقابة أخرى و لهنا الكنفدرالية العامة للشغل تقدمت بأوراقها من 2007 لكن مانجمت تخدم كان بعد الثورة، و رغم ذلك طحاول الإتحاد و نجح في الضغط على الحكومة بش ماتعترفش ببقية النقابات و يكون هو المفاوض الوحيد بإسم الموظفين!! هل هذه الديمقراطية ؟ !!
ــ 10.في انتفاضة الرديف ــ أم العرايس 2008 الإتحاد المناضل قام بتجميد عضوية عدنان الحاجي لكن بعد إنتشار الفضيحة و قدوم وفد نقابي فرانساوي لتونس أظطر يتراجع و يولي يحاول مع بن علي لفض الإشكال و قعد ساكت. يتفرج.
و كل النضالات الي عملوها نقابيين كانت لأسباب إنتمائاتهم الحزبية فقط مش لإنتمائهم النقابي.
للتذكير هنا أن أزمة الحوض المنجمي كانت بسبب بيع “عمارة العباسي” الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بقفصة للخطط الوظيفية في شركة فسفاط قفصة و سي عمارة العباسي هو في نفس الوقت نائب في مجلس النواب عن التجمع الدستوري الديمقراطي!!
يا معلم دور ديمقراطي وطني بإمتياز !!
* أنا هنا لا أنكر أن الكثير من النقابيين كانو معارضين لبن علي و أنهم دفعو النقابات في لحظات معينة لمواقف مضادة لبن علي و أن إتحاد الشغل كان حامي لعدة جمعيات حقوقية ( خصوصا الجمعيات النسوية ) و أنو كان معارض لسياسات معينة و رفض يشارك في مجلس المستشارين و أنو كان قاد مظاهرة صفاقس في جانفي 2011.
*لا أنكر أنو كان أحيانا فاعل سياسيا بالإيجاب قبل الثورة. لكنه في المقابل كان يلعب دور سياسي سلبي علخر و كان مساند للإستبداد و الفساد، و أن أصل معارضتو للنظام مش مبدئي و إنما حسب سيطرة اليسار عليه.
و بعد الثورة إتحاد الشغل دخل في كل انواع الحسابات السياسية بهدف إنقاذ قيادتو تحديدا من أي محاسبة أو مقاضات و لذلك ساند إسقاط حكومتي الغنوشي ووصل الأمر بيه إنو هدد بالإضراب العام بعد صدور تحجير سفر قضائي ضد عبد السلام جراد المتورط في قضايا فساد !!!!! .
تحالف إتحاد الشغل مع الجميع في سبيل إسقاط حكومات أيا شدو عندكم :
في البداية تحالف مع النهضة، المؤتمر، أحزاب الجبهة الشعبية، رابطة حقوق الانسان ، إتحاد الاعراف، عمادة المحامين ووووو لإسقاط 4 حكومات : غنوشي1،غنوشي 2، الجبالي و العريض!.
و هاو تو يلعب في نفس اللعبة و يحبنا نسكتو لأنو مزاياه سابقة، و نضالات الإتحاد القديمة جدا ( 60 سنا) أو النادرة جدا بعد الإستقلال ولت على حسابنا أحنا الناس العاديين البسطاء أجراء القطاع الخاص و أعوان الدولة المحترمين و رأس المال النظيف.
نحنا التوانسة العاديين الي ماعندنا حد و ما مايمثلنا حتى حزب و ما تحمينا حتى نقابة.. الإتحاد هو واحد من أعدائنا و كل إضراباتو ضرتنا و الزيادات في الشهاري قاعدة إدمرلنا في حياتنا بزيادة التضخم و زيادة الجباية.
و لذا فإنو كل الكلام الكبير حول تاريخو و قيمتو السابقة أستهلكها و أصبح مخرب للإقتصاد.
كل أدوار الإتحاد الإيجابية القديمة وفات تماما و إستهلكت و يعطيه الصحة و يا مرحوم الوالدين برا قيلنا تويكا للأبد و لم تعد تونس بحاجة لك بل إنت أصبحت عبئ عليها و عبئ كبير من كل النواحي المالية و السياسية و المعنوية .
بل تحول الإتحاد لخنقة كبرى بالإشتراك مع النخبة السياسية، و تويكا أنت المشرف على إستكمال تخريب تونس و هكا فإنك طرحت على الثورة الجاية مهمة حلان إتحاد الشغل و كل أنواع نقابات أعوان الدولة .
يسقط إتحاد الشغل،
يسقط استعمار اعوان الدولة،
يسقط اليسار الماركيس
و تحيا الأمة التونسية و دولتها القومية الحقيقية.
Views: 220