من القاعدة للقمة، أزمة الكفاءة السياسية في تسيير الدولة التونسية
عام اولى ثانوي بتاعي جا برنامج “سندباد الطبيعة” لمنطقتنا الريفية و لذا تقرر انو يهزو مشاركين من المعهد باش يكونو ضيوف الحصة و ينشطوها .لذا فانو القيم العام عمل دورة في الاقسام لاختيار المشاركين في البرنامج التلفزي..
و جا لقسمنا و اختار “الاول على القسم” و من بعدو تنطر مباشرة لزوز تلامذة واحد “متوسط” و لاخر لا علاقة اصلا.
القسم بكلو بهت مفهم شي من هذا الاختيار لنو “الثاني” و”الثالث” تلفوهم جملة و اختارو في بلاصتهم زوز لا علاقة الا ب “الانشطة الثقافية الشبه تجمعية” اصلا مكانش عندهم دور ثقافي كبير .
وقعت المشاركة في البرنامج الي تعدا في التلفزة نهار السبت، نهار الاثنين في حصة الرياضيات الاستاذة (مرط مدير المعهد) الي هي “ناشطة تجمعية ” لامت على الثلاثي المشارك لأنهم معملو شي لا ناقشو لا سألو تي حتى الحركة شي كان حضورهم باهت و زايد تماما .و تساءلت الاستاذة عن سر تغييب “ثاني القسم” المشهور ب”الاطلاع” و”النقاش” .
معيار الاختيار للمشاركة في البرنامج التلفزي مكانش موضوعي لنو لا فيه “الترتيب في القسم” لا فيه “المعدل” لا فيه “نشاط اذاعي” لا شي و انما هو معيار اعتباطي حسب التلامذة المقربين من “الادارة” او تحديدا من “القيم العام” .
200 عام و معايير اختيار و تعيين القيادات السياسية التونسية اعتباطية تماما.
المسؤوليات السياسية التونسية لحد اللحظة لحد يوم الناس هذا مازالت رهينة “الولاء”، “التلحيس”، “القوادة”، “القرابة”، “التدخلات الخارجية”، “الرشوة” اي كل ماهو مناقض للكفائة. حتى الي عندهم صدفة كفاءة فانها مهيش هي سبب تعيينهم أو إختيارهم (مثلا: خير الدين التونسي موجود في السلطة بسبب انو مملوك للباي مش على خاطر عندو أفكار إصلاحية) .
المفارقة بيدها انو الأحزاب الثورية الي خذات فرصتها بعد 2011 (وصلت حكمت وحدها بعد انتخابات 2011) عملت نفس الحكاية و اختارت من بينها للحكومة “منعدمي الكفاءة السياسية” و تسببو في تعطل المسار الثوري و ظهور “الحنين لبن علي” و نشأة “نداء تونس” و هاو حاليا في 2020 ببهوميتهم يكبرو في “الحزب الدستوري الحر”.
أزمة القيادة السياسية التونسية هي “فقدان الكفاءة السياسية”. الكفاءة السياسية مهيش شهادة دكتوراه و إنما هي:
- رؤية مستقبلية
- برنامج سياسي (مش شعارات)
- قدرة على الخطابة الصريحة المباشرة.
- قدرة على الاستشراف وجرأة في الفعل و القول.
- والأهم هي ارتباط مباشر بالشعب مش الإرتهان لحزب، جماعة، نقابة أو دولة أجنبية.
تو في 2020 مهزلة صايرة في تونس لأجل تكوين الحكومة الجديدة. تونس قريب تولد أصلا باش تتعمل حكومة تتضارب فيها الأحزاب تحت الحزام. ومن غير مانكذبو على بعضنا المرشح الجديد “الياس الفخفاخ” مايفوت القديم “الحبيب الجملي” ب حتى شي. كيفو بالظبط بلا شخصية بلا برنامج ورجل الصدفة لا اكثر لا اقل و مستحيل ينجم يعمل اي سياسة تقدمية او اصلاحية.
الممكن الوحيد قدامو هو يقدم تنازلات وترضيات لأكبر عدد من الأحزاب باش حكومتو تتعدا و يشد المنصب لأطول فترة ممكنة قبل ميطيشوه او قبل متجي 2024 كان مزهار برشا ( الحبيب الصيد شدو بيه عامين و طيشوه ).
الكفاءات السياسية مهيش بش تجينا من الخارج مهيش بش تجينا من الجامعات الأجنبية مهيش بش تجينا من “التكنوقراط”.
الكفائات بش تجينا من العمل الميداني السياسي. بش تجينا من تجربة سياسية-حزبية جديدة تجربة نابعة من الواقع التونسي تجربة مبنية على حلم بدولة تونسية قوية متقدمة مش مبنية على شعارات عقائدية مستوردة من الخارج.
الأجيال السابقة القديمة، الأجيال البورقيبية مستحيل تنتجلنا الكفاءات المنشودة لأنها تربت على “العجز التونسي”، “الضعف التونسي” و”الاحتياج” و ماتنجح كان في جلب الاستثمارات الخارجية و الاستدانة لأجل المظاهر. وحدها حد تزيين صورة تونس و تبرير الفشل.
الكفاءة السياسية بش تجي مع الجيل الجديد، الجيل المؤمن بالأمة التونسية، المؤمن بالامكانيات التونسية، المؤمن بالطموح التونسي. الجيل المستوعب للتاريخ التونسي المتمكن من الواقع التونسي و النابع من الضمير التونسي. الكفاءات بش تجي مع “الجيل القومي التونسي”.
Views: 2