معركة تمغزة 1954: تواجه فيها 230مجاهد ضد 1800جندي

معركة تمغزة 1954: تواجه فيها 230مجاهد ضد 1800جندي

كانت من المعارك الأعنف في تاريخ ثورة التحرير الكبرى. وقعت بتاريخ 9 أكتوبر 1954 بمنطقة تمغزة. شاركت فيها 8 مجموعات قتالية من المجاهدين مع جيش فرنسي قوامه 1800 مقاتل قدموا من حامية قفصة صفاقس و قابس متسلحين بعدد هام من مدافع ميدان و مجنزرات و طائرتين مقاتلتين و طائرة استطلاع.

بينما كان عدد المجاهدين قرابة 230 رجل و كل مجموعة كان على راسها الشيخ العربي العكرمي، الازهر الشرايطي، محمد بالعكرمي الرداوي، عمار بني، علي بالحاج الوهيبي، عبد الحميد العكرمي، بوشمال الكريمي . و قبل بدأ المعركة كان المجاهدون يعلمون ان هناك هجوم فرنسي وشيك و تم التحضير لها جيدا و اتخاذ منطقة جبلية معروفة بالنسبة لهم في منطقة تمغزة جنوب قفصة، ثم وصلت معلومات الى المجاهدين بان الهجوم سوف يكون حوالي منتصف النهار من يوم 9 اكتوبر 1954 عن طريق العميل المزدوج المجاهد خميس القرقني. ثم اعلم القرقني القوات الفرنسية بمكان وجود المجاهدين و ذلك تبعا للخطة للاقاع بالفرنسيين.


قدم الجيش الفرنسي الأول من المتلوي و الجريد، و قد اشتبك اساسا مع مجموعة الازهر الشرايطي و علي الوهيبي و الجيش الثاني قدم بعد ساعة من الرديف حيث استقبل بالرصاص من مجموعات العكارمة و كان الفرنسيون يهدفون لتطويق المجاهدين و ابادتهم و دارت معركة عنيفة جدا استمرت الى الغروب.

و كان المجاهدون قد اتخذوا مواقعهم بامتياز على قمة و سفح الجبل كان رصاص بنادقهم يحصد الفرنسيين كالجراد و كانت الطبيعة الجبلية تمنع الفرنسيين من التقدم اكثر.

و قد استعمل الفرنسيون مختلف انواع الاسلحة من مدفعية و دبابات و قنابل حارقة بالاضافة الى ثلاث طائرات و تم اسقاط واحدة بواسطة رصاصتين ملغمتين أو خارقة عن طريق المجاهد الكبير العربي العكرمي و مقتل ضابطين على متنها و هي الطائرة المعادية الاولى و الاخيرة التي اسقطتها تونس في تاريخها.

الصورة لمجموعة (طاشمة) العربي العكرمي

الشهيد الوحيد في المعركة هو المجاهد بوشمال الكريمي الذي مات برشاشات الطائرة التي سقطت و ذلك قبل لحظات من اسقاطها. و بضع عشرات من الجرحى بينهم المكي بن بلقاسم العكرمي الذي فقد عينه.

اما ضحايا العدو فانها تعد بالمئات تم احصاء حوالي 150 و 200 قتيل عن طريق سيارات الاسعاف التي بقيت يومان كاملان تنتشل قتلاهم و جرحاهم. حاول احد السينمائيين التونسيين تجسيد هذه المعركة في السبعينات و تم توقيفه من طرف السلطات و كاد يتهم بالتامر على امن الدولة. لان تجسيد مثل هذه المعارك قد تخلخل صفة المجاهد الاكبر للحبيب بورقيبة.

*صورة غلاف المقالة للمجاهد {العربي العكرمي} مُسقط أول و آخر طائرة مُعادية في تاريخ تونس … حوكم بـ 20 سنة أشغال شاقة في قضيّة المحاولة الإنقلابة سنة 1962، أطلق سراحه بعفو بعد إنقضاء نصف المدة.


الأزهر الشرايطي يقف وسط المجموعة رافعا السبابة و أمامه مباشرة (الذي يضع يده على حزامه) هو القائد علي بالحاج الوهيبي
و ذلك الشاب الذي على يمين الأزهر الشرايطي من الخلف و الذي يحمل مسدسا في يده. هو ابن عمه (محمد الازهر الشرايطي)
. وذاك الذي على اليمين يحمل بندقية هو عبد الرحمن عمارة، والثاني وقوفا من اليسار هو الهوش كرمدين.

Views: 3421