مدينة الثقافة أم قبر الثقافة و تبذير أموال الشعب
ما يختلفوش ثنين إلي بلادنا تعيش ضائقة مالية كبيرة و عميقة، و في بالي المعلومة هذي بديهة عند الناس الكل..
و لكن يظهرلي كنت غالط في حسابي، يا جماعة دولتنا نجمت تصرف 150 مليون ثمنا لتذكر سفر الموسيقيين الأوكرانيين الي جاو لحفل تدشين مدينة الثقافة… و تم تخصيص ليوم واحد و “لمناسبة تافهة برشا” مايقارب أو يفوق عن النصف مليار من مليماتنا.. إلي اكيد فيهم جزأ كبير عملة صعبة…
مدينة الثقافة أعلن عليها بن علي منذ سنة 1992؛ و المشروع متاعها كان مشروع إستعراضي بحت، يحب يسوق بيه لروحو كراعي الفن و الثقافة و كأعجوبة زمانه لهلوبة؛ و تعدات سنوات و الدولة تقوم بالدراسات قبل أن تطرح طلب عروض دولي لبناء المدينة سنة 2003 & قدمت شركة صينية العرض الأفضل، لكن لأسباب «مجهولة» رست الصفقة في النهاية على شركة تشيكية.
كان يُفترض أن تنطلق الأشغال عام 2006 وتنتهي في 2009، لكنها انطلقت في 2008 وانتهت في 2018 و تعطلت مراراً لتضاعف أسعار مواد البناء و عجز الشركة التشيكية عن احترام الآجال ثم تخليها عن المشروع وتولي شركة تونسيية الأمر و تعاقبت الحكومات وشركات المقاولات على المدينة، وتطلب الأمر أكثر من عشر سنوات من الأشغال كي يكتمل المشروع الذي كلّف أكثر من 60 مليون دولار لإنجازه.
۩ الدولة التونسية قبل و بعد الثورة تحكمها الأهواء و الرغبات متاع النظام الحاكم إلي موش بالضرورة تخدم مصالح الأمة/الشعب؛ رضينا نحطوا 60 مليون دولار:
-
مشروع غبي يزيد يعمق الهوة بين الثقافة و الشعب و يشيدلها برج عاجي يخليها ما تعبرش ع الشعب و تكره الشعب في الثقافة و تبعدوا عليها.
-
تزيين للجنرال زين العابدين بن علي إلي حب يدزو فازتو و ينفخ صورتو و يبين لي هو رجل “مثقف” كسلفه الحبيب بورڨيبة إلي كان من قوة الثقافة عامل مسرح في القصر و المثقفين يجيوه و يعرضو قدامو و التلفزة تصور.
-
بش نظامنا الحالي يلقى إنجاز يحكي عليه بعد سنوات من الفشل و الضياع و الفساد و الرداءة السياسية و الإقتصادية.
-
خدمة لمصالح مجموعة فاسدين جابولنا شركة تشيكية “من جماعتهم” بش تخدم مشروع في بلادنا رغم وجود شركة صينية كانت قادرة إنها تقوم بنفس الاشغال بكلفة أقل و رغم رغم رغم وجود شركة تونسية هي إلي كملت الاشغال كيف التشيكيين هربوا و من المجهول عندي هل إنهم خلصوا و إلا ما خلصوش و هل قامت الدولة التونسية بالتظلم دوليا نظرا لإخلال التشيكيين بالتعاقد.
۩ لماذا مدينة للثقافة ؟
إعلاميا و شعبيا نلاحظ دوما وجود ربط النخبة عادة بالثقافة والحكمة والعمق، وربط العامة بالغوغائية والسطحية والجهل و هذا لي عمل فصل كبير ما بين الثقافة النخبوية و الثقافة الشعبية.
الثقافة ضِمنيا هي مُجمل الدين والفنون والآداب والتاريخ والسياسة والاقتصاد، و سينتج عن تراكم المعارف في هذه الحقول وجود سلوكات جديدة تشكل أساس ثقافة المجتمع و اذا كان نفصلوا ما بين ثقافة محصورة بين جدران مدينة الثقافة: أوبرا، نادي رواية، مسرح، قاعة سينما إلخ و ما بين ثقافة المجتمع: لغتو، تعبيراتو، مأكولاتو، لبستو، إلخ …
صرفنا فلوس لتشييد مبنى مغلق للثقافة و مغلق على طائفة المثقفين و مفصول عن ثقافة الشعب/العامة بجدران من البيروقراطية الإدارية و القوانين و التراتيب و هذا ما يعيب المشروع في الأصل.
لماذا مدينة للثقافة وقتلي الجمهورية التونسية كاملة هي مسرح او ورشة رسم او ستوديو كبير : سلوكاتنا اليومية العادية، طرق تعبيرنا، كلامنا حتى بالإشارات، الغزل، الفن الشعبي إلخ هذم الكل ثقافة بلادنا و ما تقدرش تحصرهم في القوالب الإدارية لوزارة الثقافة نظرا للتغييرات اليومية في الحقل هذا و نظرا لتناقض طبيعة هذا الانتاج من أصله مع هذه القوالب الادارية.
Views: 622