الثورة و الدولة و الروح القومية التونسية (3)
بين 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفي 2011 الأمة ثارت و في لخر طاح بن علي و بدات الناس تحكي ثرنا على 23 سنا قهر و ظلم و استبداد على اساس انو ل 30 سنا الي قبلهم من عمر الجمهورية تعداو طمأنينة ، عدل و حريات !!! لحكاية هاذي ديما تبهتني لنو اكثر تحليل سطحي للثورة التونسية .
الأمة التونسية ماثارتش على بن علي و الطرابلسية و 23 سنا نوفمبرية ، الأمة ثارت على 53 عام من النظام المختل والخايخ من اصولو ، الظلم ، القهر ، الفساد ، الاستبداد ، التبعية ،التخلف و كل مظاهر الذل الي عايشاتو الأمة مكانوش في عهد بن علي كهو و انما في عهد بورقيبة زادا و ماننسوش عهد الاستعمار !!!!!!
الأمة ثارت على نظام سياسي كامل بكل مافيه و على الأسس الي قام عليها من الأول و لهنا مربط الفرس : انو السؤال الحقيقي الي ماتسإلش و خلى كل الشعب ضايع هوا على شنوة قامت الدولة التونسية العصرية لحد 14 جانفي 2011 ؟؟؟
* الدولة المؤقتة :
الدولة التونسية رغم كل السب الي بش نوجهولها تقعد دولة منظمة بقوانين مكتوبة و عندها دستور ، الحاجة الي هيا في قلب الوعي السياسي لنخبنا الأصيلة ( لحد القرن 20) .
دستور 1959 هوا دستور واضح تماما في انو تونس دولة مؤقتة لين تقوم الوحدة العربية ، أصلا من قبل الدستور ، دولتنا انضمت لجامعة الدول العربية و دونك هي مبدئيا دولة دون شرعية لنها تعتبر روحها مجرد شدان يد لين تجي الدولة العربية !!!!! و هكا فانو اوكد واجباتها انها تحضر الوعي العام لتقبل فكرة الوحدة العربية !!!! و هذا الي قالو بورقيبة بصريح العبارة في خطاب القروان 1959 !!!!
هذا الامر نجحت فيه الدولة بامتياز حيث انها ردت تونس تابعة ثقافيا ، دينيا و ايديولوجيا و من بعد ماليا لدول الشرق الاوسط و نجحت تماما في افقاد التونسي لذاكرتو و جعلو ذليل قدام الخليجيين ( تذللتهم الدولة قبل كيف تساسي في الفلوس) !!!!!!!
* دولة النظام الفاسد :
من الدستور 1959 الى مؤتمر بنزرت 1964 ولا عندنا دولة الحزب الواحد : الحزب الاشتراكي الدستوري ( من بعد يتبدل الى التجمع الدستوري الديمقراطي ) ، الحزب الي يتمول من ميزانية الدولة و الي تعبا بالانتهازيين و القوادة ايه نعم !!!
الحزب ولا سرطان سياسي خنق الأمة بكلها و عمل سطو على كل الانشطة السياسية ،الثقافية ،الاقتصادية ، الدينية و الرياضية، و هذا سمم الجو العام و فسد كل المجالات و حزبها، و بطبيعتو بما انو تعبا بالقوادة البهايم فتصورو طبيعة و مستوى تونس من بعد.
الحزب بيدو كان تحت سلطة اخرى اما مهيش لا رسمية و لا قانونية و لا دستورية ، الحزب و الحكومة و الدولة من وراهم كانو تحت سلطة القصر الرئاسي في قرطاج ، كان هوا لكل في الكل !!!
و في القصر شكون يحكم ؟؟؟
في القصر يحكمو نساء الرؤساء و الحاشية و الاقارب و هكا تونس حكمتها : وسيلة بن عمار و ليلى الطرابلسي ، سعيدة ساسي ( بنت اخت بورقيبة ) ، الطرابلسية ( نساب بن علي) ، وزراء وسيلة ( طاهر بلخوجة + منذر بن عمار + باجي قايد السبسي + حسان بلخوجة …) ، وزراء ليلى ( الثنائي الشهير عبد الوهاب بن عبدالله + عبد العزيز بن ضياء) .
في كلا العهدين بورقيبة و بن علي ، الحكومات كانت شطر حكومات برسمي لأنو حتى وزير أول مكان فيدو تعيين الوزراء او صياغة السياسة العامة و انما مرت الرئيس تتدخل و كان لزم تتٱمر ضدو كيما صار مع وسيلة ضد الهادي نويرة !!!!!
هكا نلقاو انو عندنا نظام سياسي فيه : حزب حاكم معبي بالقوادة + حكومة مسكينة +رئيس تحكم فيه مرتو + قصر فاسد.
و نسيت القصر الفاسد كلو عصابات و لوبيات و صفقات و استعلامات اجنبية (خاصة الليبية و الفرانساوية ) و امور اخرى !!! و النظام اذاكا منجمو نقولو عليه كان فاسد.
* دولة البراينية في تونس:
لكل لاحظوها انو البرانية عندهم كل شي في تونس عندهم كل الامتيازات في كل المجالات ، كل شي محلول قدامهم و ليهم برك ، في المقابل الدولة تعامل التوانسة كعبيد ليهم .
التونسي يحس ديما انو مجرد ولد بلاد قدام البراينية مهما كان جنسيتهم ؛ ليبية ،دزيرية ، سعوديين ،فرانسيس ، حتى من المصاروى خذاو فينا باي . التونسي يحس انو الدولة تذل فيه ايه نعم تذل فيه قدام البراني .
بفضل نمط الاقتصاد السياحي و دبلوماسية الذل والمساسية ، البراني ولا سيد ايه نعم و التونسي ولا خديم عندو !!!! ، المسألة هاذي كانت وجع اجيال و اجيال من اولاد الأمة و لتو مزالت توجع.
البرانية يجيو يشيخو بخيراتنا ، يتحيلو و ينهبو فلوسنا و ثرواتنا ،يجيو يلعبوها باندية علينا (خصوصا الليبية و الدزيرية ) ، يلعبوها معلمين و اساتذة لينا ( السوريين +المصاروى +اللبنانيين) ، يجيو يضحكو علينا بفنهم المنحط ( الشرقيين ) و يشبعو بفلوسنا .
البراني مبجل مهما كان و التونسي كينو في عهد الاستعمار بالظبط ديما على الهامش ، و في الوضع هذاكا كل النخبة السياسية تابعة للاجانب و عميلة ليهم.
* دولة بلاش تاريخ :
لهنا عاد مقال حد لحد ، بورقيبة و الي من بعدو تاريخ تونس و تراثها محوه : ايه نعم لكتب ضاعت ، التراث تفرت ، المعالم تهدمت و الا تسكرت ( عندنا قصور مسكرة ،قهاوي مسكرة ،معالم كاملة مسكرة و مجهولة و منها الي ولات مزابل ) و هكا الشعب و الاجيال الجديدة كانو يعيشو من غير هوية و اي هوية اجنبية تركب عليهم جات من الغرب ولا الشرق.
النظام التونسي ( الي حرام فيه كلمة تونسي) اصلا عمل شكشوكة تاريخية على تونس و قراها لولاد المدارس و رسخ في ذهنهم انو تونس هي فندق حضاري يجيو البراينية يحتلو يعشو و يمشو التوانسة فرايجية كهو لين جا القايد الملهم الي ردهم عباد ( نحالهم القمل من روسهم) و عمللهم دولة !!!! هكا دمرت الدولة الوعي العام التونسي و ردت التونسي يحقر روحو و مستعد يعمل الي يجي باش يخرج من تونس !!!
الدولة اهانت تاريخ الأمة تماما و هكا خلقت شعب يكرهها علخر و بصفة غير عادية ، برشا مرات سمعت قبل الثورة سبان لتونس و الناس لكل تعرفو ، لنو في العقل التونسي لبلاد متسواش و هذا بفضل النظام الحاكم.
* دولة البوليس:
الدولة التونسية سياستها الامنية تبنات على انو التونسي مجرم و لذا لازمها ديما تراقبو و تعملو جهاز شرطة لاهي بيه ليل نهار ،يخوف فيه ،يذل فيه و عينيه عليه ،لنو النظام كان راكز على الخوف العام و كبت كل المواهب و الطاقات التونسية . التونسي ولا عدو هوا البوليس و وزارة الداخلية ولات مركز سلطوي اهم من رئاسة الجمهورية !!! و تدخل في كل شي.
التدخل وصل لاقصى الحدود لدرجة انو الداخلية حلت مجموعات المشجعين في الملاعب عام 2010!!!!! و هكا التونسي تخنق ،تخنق و معاد عندو حتى بلاصة يتنفس فيها !!!
دولة البوليس الي يحمي النظام الفاسد و يحمي السياح و يذل التوانسة ولات عقدة و هكا ولا برشا شباب تونسي ناقم على الدولة و يحب يخربها و يلقا الضالة بتاعو في التيارات الماركسية، الناصرية ،البعثية، الخوانجية … و يولي حاضر بش يكون عميل فكري و عضوي و المهم عميل ضد تونس.
* في لخر دولتنا مزيفة :
كيف الفلوس المزيفة بالظبط دولتنا ، دولتنا مغشوشة مهيش هذي الدولة الي حلمت بيها الأمة و نخبها من قرون ( ملي عثمان داي حب يعمل اول دستور الزمام الاحمر ) مش هذي الدولة الي المواطن يلقا فيها قدرو كتونسي و كهو كتونسي . مش هاذي هي الوضعية الطبيعية للأمة التونسية الي لازم تكون قوية و مهابة و بقدرها .
الدولة الي عايشة على التسول و الي نعامة في الخارج و غول في الداخل هي مزيفة ، الدولة الي تحمي الأجانب و ماتحميش مواطنيها متجي كان شركة حراسة ، الدولة الي مكبلة كل المجالات بمخزون قوانين معرقلة و متخلفة و مدمرة كل اوجه النشاط الشي الي خلا الكفائات و المواهب التونسية تهرب للخارج قبل متتحطم هيا دولة مزيفة علخر و عميلة ( كان جازت العبارة ) لأنها تخدم في مصلحة الخارج و تهديلو في طاقاتها الحية.
الدولة الي الهيبة عندها هيا لبسة و ضخامات و كرفاتات و شعر و حفلات اوروبية هي دولة مزيفة و تجي حفلة مش دولة !!!!!!
* و في الأخير : الروح القومية :
كيف نجيو نشوفو الأصل الجامع لكل اسس الدولة التونسية العصرية نلقوه هو غياب الاساس القومي التونسي .
ايه الاساس القومي كان غايب و مغيب و منفي من البداية و هاذا علاش ضاعت مفاهيم الكرامة القومية ،ارادة القوة ،النجاعة السياسية ،الطموح القومي ، الاستقلال الفكري ، الاولوية التونسية ، الاخوة التونسية ، القيادة التونسية.
و كيف تغيب المفاهيم المرتبطة بالقومية آليا يحضر في بلاصتها عكسها لأن الطبيعة تأبى الفراغ ولأن الدولة تولي من غير روح و تولي تحتضر ايه نعم تونس كانت تحتضر من الستينات و عاشت بالزرارق من أزمة لأزمة و ديما كوارث = لأنها دولة مغير روح.
الروح القومية ماهيش ترف ايديولوجي نحبوه لننا توانسة متطرفين في تونسيتنا ، لا ابدا ! الروح القومية ضرورة حيوية لبقاء الدولة التونسية و لحياتها لأنو من غيرها الدولة تقعد شادا في كحة و اي حاجة تهددها و إيما نقعدو عايشين الخوف ، الذل و النقمة و مش عارفين شنعملو .
الروح القومية كانت و لازالت و بش تقعد للأبد أساس تقدم الأمم و قوتها و ركيزة مناعتها ( تونس تو فاقدة للمناعة تماما)،
الروح القومية هي الشعلة الي تضوي الثنية و هي الطاقة الي تعمل الاستمرارية، الروح القومية هيا الأمة و هي الدولة الحقيقية.
هذه وحدة من سلسلة تحليل الثورة التونسية،
لقرائة السلسلة كاملة >> من الثورة العفوية إلى الثورة الفكرية (PDF)
Views: 5