بعد سنوات من الثورة: وين وصلنا؟ و علاش هكا؟ (1)
تعدات 9 سنين بعد الثورة ( 17 ديسمبر أو 14 جانفي)،
9 سنين يجو اكبر من مدة مخطط او مدة رئاسية تتعمل فيهم سياسة كاملة متاع بلاد.
9سنين يجو أكثر من مدة الحرب العالمية الثانية (6سنين) الي بدلت تاريخ العالم : دمرت دول ، بركت امبراطوريات ، خلقت قوى عظمى جديدة و ساهمت في تسريع استقلال اغلب المستعمرات يعني 6 سنين مشكاو اوراق السياسة العالمية .
9 سنين يتعمل فيهم تاريخ و يتحدد مصير .
* بعد 9سنين من ثوررتنا على النظام السابق نلاحظو في تونس :
_1. استمرار الفساد المالي و الاداري :
في مجالات : الصفقات العمومية و المناظرات و التعيينات و الجباية. حيث انو المعارف و التدخلات السياسية و الرشاوي و الجعايل مزالو تقريبا هوما الي يفعلو بقوة .
و مسائل : الشفافية ، الوضوح ، المسائلة ، رقابة مجلس الشعب مزلنا نحسو بيها شعارات دون اي إنجاز واقعي . أصلا عندنا 3 توانسا (عبد الفتاح عمر ، فوزي بن مراد و انيس العزيزي) ماتو في ظروف غامضة لأنهم اقتربو من الدوسي .
_2. استمرار نهب الثروات التونسية : ملح و بترول و غاز:
الامر هذا راجع لاتفاقيات و عقود فيهم الي من عهد الاستعمار . و لتو مزالت اغلب ثرواتنا في يد البراينية باستثناء الفسفاط، و مزالت العقود و الاتفاقيات مسكرة قدام الراي العام و الدوسي بكلو خاضع لسيطرة الشركات الاجنبية الي دولها تظغط على الحكومات التونسية.
مزلنا بعد أكثر من 60 عام من الاستقلال نعيشو في وضع مشابه لما قبل الاستعمار وين رأس المال الاوروبي بدا ينهب فينا و حكوماتو تتدخل في سيادتنا .
_3. رجوع الممارسات البوليسية الطغيانية:
بعد ما ظنينا انو البوليس التونسي تربى من الثورة، و تعلم انو يحترم المواطن التونسي نلقوا رجع الضرب بالكف و السب و المداهمات الليلية و التطريد العشوائي للمواطنين و استعراضات القوة البوليسية.
النقابات البوليسية ولات قوة فاعلة في البلاد و تظهر في الاعلام و الواقع ، كسلطة موازية لوزارة الداخلية و ترفض انها تخضع للقضاء .
مازلت سلطة الاوامر و التعليمات و “الممنوع المجاني” هي الي تحكم تعامل البوليس مع المجتمع التونسي، و مزالت المنظومة البوليسية مبنية على اساس الطغيان مش القانون.
و لذا مزال التونسي يحس روحو ضعيف قدامها و هيا زادا تحب ترجعو يخاف منها .
_4. خيبة الامل في النخبة التونسيـة :
خاب امل اغلبية الشعب التونسي في النخبة السياسية وولات مقولة نكبتنا في نخبتنا عندها شرعية بعد ما وضاح تماما بعد تجربة 7 سنين بالاحزاب الي شدت الحكم و الي عارضتها و وضاحت حقيقة انو كل نخبتنا تجهل المجتمع و مشاكلو الحقيقية و انها فاقدة للبرامج الواقعية و انو كل راس مالها : وعود ، شعارات و برشا سبان .
الصراع السياسي في تونس بان انو عرك ايديولوجيات مستوردة تماما و انهم لكل قارين على فرد مدب : لا مبادئ ، لا تحاليل معمقة ، لا نفاذ حقيقي للأسباب العميقة لأزمة تونس .
نخبتنا السياسية دخلتنا في متاهات حول الحداثة ، الاسلام ، العلمانية و الهوية.. بتصورات مستوردة من الشرق و الغرب. و حاضرة لاسقاطها على تونس.
و ممارستها السياسية بعد الثورة كانت كلها انتهازية و صراع على المناصب مكشوف تماما و بانت انها فاشلة في الحكم و المعارضة كيف كيف.
الأمر هاذا جاب خيبة امل كبيرة فيها .
_5. بانديتيزم نقابات الوظيفة العمومي :
بعد الثورة و لحد يوم الناس هاذا ، نقابات الوظيفة العمومية تحولت الى باندي او بالاحرى فصالة اقوى من الدولة و فوق القانون بمطالبات بالزيادات ما توفاش.
اصلا كل مايتزاد لقطاع البقية يطالبو و ولات قطاعات الوظيفة العمومية يتنافسو شكون يتزاد اكثر .
السلوك هذا زاد تقوى و ولا الي يرتكب جريمة : نقابتو توقف معاه و تعمل اضراب كانو توقف، مثلا اتحاد الشغل هدد باضراب عام وقتلي عبد السلام جراد تمنع من السفر لتورطو في قضايا فساد.
إضرابات الوظيفة العمومية مست ككل القطاعات تقريبا باستثناء الجيش حتا من المؤسسات الحساسة كيما رئاسة الجمهورية ولات تنجم تضرب !!!! النقابات اقوى من الحكومة ،اقوى من مجلس الشعب اقوى من القضاء و فوق القانون !!!!.
_ 6.استمرار الطغيان الاداري:
مزالت الادارة التونسية تخدم فوق القانون و كيف ما تحب و مزال سير الخدمات العمومية خايب علخر و مزال الصف الطويل و المواظفين الي يخدمو على كيفهم مزلنا نحسو المواطن ضعيف علخر و حقو ضايع .
مزالت الادارة التونسية تبعث القضاء و احكامو و متعمللهم حتى قيمة و مزالت الإدارة تمشي بالاوامر الي تكون شفاهية في غالبها و مزالت الاجرائات معقدة بدون سبب شرعي و خصوصا في المجالات الاقتصادية : وين الرخص تتعطا بالمعارف و الجعايل .
مزالت تونس و التونسي يعانو من ادارة طاغية علخر و رافضة لاي اصلاحات و موظفيها : يخدمو باندية في غالبهم.
_7. الحنين لبن علي لكل هذه الاسباب:
ظهر بعد فترة من الثورة حنين لبن علي بدا اولا في وسط المستفيدين من نظامو و كبر بعد فشل الحكومات المتتالية بعد انتخابات 2011 ( 8 سنين لحد اللحظة ) في انها تبدا مسار اصلاح حقيقي.
و الي زاد قوى الحنين هوا بانديتيزم النقابات الي فددت الأمة بكلها و كرهتها في الحرية و حسستها انو نظام استبدادي قمعي وين الناس لكل تخاف من الحاكم و يعتبروه هو الافضل لتونس بما انو شعبها فوضوي و مايستحقش الحقوق و الحريات!
و لأن نقاباتو و احزابو و كل نخبو معلبالهمش بالمصلحة العامة و ولو لكلهم مستفيدين و مستبدين على حساب الامة و لذا فانو سارق مستبد واحد يكفي.
و لهنا الحنين هاذا لقا برشا حجج خصوصا بسبب غلاء الاسعار و الازمة الامنية وولات الناس تحن لعهد الماكلة الارخص و الخوف العام.
_8. عودة التجمعيين:
رجعة مسؤولين في النظام السابق للحكومة الحنين لبن علي و النقمة على فشل النخبة المعارضة ليه في الحكم جاب رد فعل انتخابي في 2014 موافق على رجوع التجمعيين للحياة السياسية و الحكم . الامر هاذا ترجم في تأسيس حزب نداء تونس الي كان حضور التجمعيين فيه ظاهر علخر و الي كان يشرع لعودتهم للحكم ، الحاجة الي تحققت بعد ما ربح انتخابات 2014 و رجع مسؤولين تجمعيين لرئاسة الجمهورية ( الرئيس بيدو كان تجمعي ) و الحكومة كذلك .
_9. الندم على الثورة :
هاذا لكل معا بعضو عطا شعور طاغي بالندم على الثورة لنها محسنتش الوضع من النواحي المباشرة في الاقتصادية، و محققتش الآمال الكبيرة الي تعلقت بيها .
و هكا بدا كلام متاع “قبل كان خير” و “الثورة فشلت” و ” اصلا مهيش ثورة”. الكلام هذا ولا دارج برشا و ولو يحكو انو الي صار هو ” انقلاب” و ” مؤامرة امريكية” و “احداث شغب” !!!
الشعب التونسي ولا يشك في استحقاقو للحرية و ولا يائس تماما من قدرتو على التغيير و التقدم و للنا بدا يلوح خطر الرجوع للعهد السابق اما بشرعية جديدة: شرعية أن : ” المصير التونسي التعيس هوا قدر” !!!!
_و لذا تو لازم نتساؤلو :
ـــ علاش هكا ؟؟
شنوة الي ممشاش ؟؟؟
علاش آمالنا خابت ؟؟
و هل الثورة قدمت او وخرت بتونس ؟؟
* وقت الثورة و الي استتبعها من صراع سياسي ، صارت تحولات اقتصادية و اجتماعية و تدخلات اجنبية. و احداث اللحظة هي الي شدت الاهتمام و معطيات الحاضر هي وقع التركيز عليها. و السؤال كان ديما مطروح ” آش باش نعملو توا” و كان ديما الراي العام مقسوم على تيارات متصارعة و بكلو تحت ظغط اولوية الانتصار في الانتخابات.
* توا بردت لمور شوية و بدا الواقع يركح نسبيا ووضاح تماما انو الثورة ، بمساراتها و بنتائجها و من وراهم النظام السابق يحتاجو : لدراسة و تحليل و كان لزم تفتيت و اعدة بنيانهم في العقل السياسي التونسي .
توا الأمة محتاجة تماما لفهم ثورتها : علاش قامت؟ و كيفاش مشات؟ و علاش وصلت للحالة هذي؟
توا لازم الامة تحكم على الثورة: الي ليها و الي عليها .
* الأمة الواعية لازم ديما تراجع تاريخها على ضوء مبادئها و اهدافها و مصالحها باش تنجم تقيم روحها بالصحيح و تصحح مسارها كان هي غالطة و هذا الي يخليها تستحق الحياة و يمكنها انها تتقدم : سياسيا ،اقتصاديا ،اجتماعيا ، اخلاقيا ، علميا ، تقنيا ، فنيا و رياضيا زادا … لأنو التقدم مرهون بالوعي و الارادة الي تنتج عليهم النجاعة و تحقيق الطموحات .
* لذا فإنو الفكر القومي التونسي يلقى من واجبو القيام بالمهمة هذي باش ينجم يحدد برنامج مستقبلي حقيقي للامة التونسية و باش تكون البداية بدراسة حول الثورة التونسية و نشالله نكونو اقتربنا فيها علخر من معايير الموضوعية و النزاهة العلمية لنو الامم تتبنا بالحقائق و على الحقائق .
هذه وحدة من سلسلة تحليل الثورة التونسية،
لقرائة السلسلة كاملة >> من الثورة العفوية إلى الثورة الفكرية (PDF)
Views: 317