العنصر الجوهري في: الجسد الحي والدولة و الأمة

العنصر الجوهري في: الجسد الحي والدولة و الأمة

القومية التونسية

هي أكبر من مجرد اتجاه سياسي جديد/قديم و أكبر من مجرد برنامج سياسي . القومية التونسية تخزر للأزمة التونسية من عمقها الروحي لسطحها السياسي .القومية التونسية برنامج سياسي مبني على عقيدة و على فلسفة عامة فيها رؤية للقيم والمعاني و الغايات السياسية العليا. لذلك فانو لازم احيانا توضيح وجهة النظر و منهجية تحديد المفاهيم المتعلقة بالسياسة.

– الدولة و الامة هوما مركز الاهتمام الرئيسي للقومية التونسية ,هوما مدار حديثها ,موضوع تخمامها و غايتها الاصلية . القومية التونسية تعمل على بعث روح جديدة في الدولة و الامة التونسية و لذا لازم توضح اساس او زاوية نظرتها ليهم .

– القومية التونسية تؤمن انو غاية الوجود الانساني هيا “السيادة على الكون” .القومية التونسية تؤمن انو الانسان خلقه الله ليكون خليفته في الكون اي ليكون سيدا على الكون و متحكما فيه . القومية التونسية تؤمن كذلك انو غاية الكائن الحي اي كائن حي انو يكون اقوى دائما الأقوى و انو يزيد يوسع مجال نفوذو الى ما لا نهاية له .القومية التونسية تؤمن أن غاية الوجود اي وجود كان هوا القوة و انو محرك الحياة و التاريخ هيا ارادة القوة و تجاوز الامكانيات والقدرات و مجالات الحركة.

جوهر الجسد الحي:

– القومية التونسية تحاول انها تخزر للجوهري و الدائم في اي كائن و في اي مفهوم و لذا تتأمل و تعمل جهدها باش تنفذ لعمق الاشياء في هذا الوجود الطاقة و القوة مركزين في الكائنات الحية الي مهما كان صغرها و ضآلتها تبين عظمة فعل مهولة .من اصغر جرثومة لاكبر حيوان الحياة تبرز قوتها بتنوع وطاقة و روح مطلقة لا نهائية و عجيبة اصلا .

– الجسد الحي القوي الصلب الفعال و المتجاوز دائما لقدراتو القديمة نحو قدرات جديدة و الموسع دائما في مجال فعلو لمجالات جديدة و الناشر نفسو في العالم ( عبر التكاثر) هوا النموذج و المثال الي تستقي منو القومية التونسية فلسفتها و نظرتها السياسية . الجسد الحي يتغذى وينمو ويتكاثر و يتطور/يتقدم و يغير من العالم المادي الجامد من حولو، الكائنات الحية غيرت طبيعة الأرض و الكائن الحي الارقى الي هوا الانسان تجاوز حدود الأرض و انطلق للكواكب الأخرى. الحياة عظيمة جدا و مصدر إلهام روحي عملاق و القومية التونسية تهتدي بيها في كل شي .

– الجسد الحي مهما كان صغر حجمو حتى في عالم الجراثيم الضئيلة جدا يتكون من مجموعة مواد أو اشياء او مكونات . في الخلية الواحدة أبسط كائن حي فما مكونات متعددة فما “أعضاء” اذا جاز التعبير و لكن تخدم هذه المكونات بانسجام و تكامل تام لتحقيق الغاية الحيوية . في داخل الكائن الحي فما نظام حيوي عام مسير للجسد ومنسق بين المكونات ومنظم عملهم ومنسق حركاتهم و رابطهم ببعضهم اي موحدهم لدرجة انو فصل واحد منهم ممكن يقتل الجسد ويشلو و أقله يضرو و ينقص من فاعليتو.

-الجسد الحي هو رابطة حيوية بين أعضاؤه .الجسد الحي هوا وحدة عضوية وين كل عضو يقوم بمهمة معينة محددة في اطار نظام عام .هاته الرابطة البسيطة علخر في “الخلية الواحدة” تتحول لجهاز عصبي في الحيوانات المتقدمة .جاهز يربط كل الاعضاء وكل الانسجة وكل الخلايا بمركز تحكم/مراكز تحكم عامة وين مسجلة كل البرامج الحيوية الغريزية و وين ثما الذاكرة .

– كل التقدم الحيوي الحقيقي و خاصة القدرة على التأقلم ارتكزت في الرابطة الحيوية /الجهاز العصبي الي بلغ قمة فاعليتو في الانسان ( لحد اللحظة الانسان بيدو موصلش استعمل كل قدرات الجهاز العصبي العجيب و العظيم الي عندو ولحد الحظة العلماء يبحثو و يكتشفو في الطاقات العملاقة و الامكانات المهولة للجهاز العصبي البشري ).

– جوهر الحياة و مكمن قوتها هوا في الرابطة الحيوية العضوية و العصبية .هاته الرابطة /النظام/الجهاز هي شرط الوحدة,الانسجام ,التكامل و النجاعة الحيوية لنها تمكن من عملية تركيز مجهودات المكونات المتعددة في هدف/غاية وحيدة و هاذا شرط ضروري للعيش, النماء ,التكاثر و التقدم . العملية الحيوية مهما كانت بسيطة حتى مجرد حركة واحدة تقعد معقدة لنو فيها استخلاص العناصر الغذائية من المادة الجامدة و ضمها للجسد الحي اي تحويلها لمادة حية او لطاقة وفعل يتطلب عدة مكونات و نظام تحكم /رابط واحد ( الذرة الي هي أصغر من أصغر كائن حي فيها مكونات متعددة مترابطة اما بقانون عام فيزيائي لا فيه حياة لا فيه موت ) .

– الروح بحد ذاتها مستحيل تتجسد اذا متواجدش هاذا الرابط العضوي /العصبي الي يمكنها من التحكم في الجسد و من تحقيق ذاتها في الوجود . القومية التونسية ترا انو بنفس الطريقة الثنائي الدولة/الامة .

جوهر الدولة:

– كيف نخزرو لعمق الدولة نلقوها جهاز تحكم عام (سلطتو تشمل كل المجالات دون استثناء) في مجال جغرافي /بشري معين . و كأي أجهزة أخرى فإنو فيه مكونات سياسية وإدارية مرتبطة بنظام عام مسير ومنسق و موحد.

الدولة هي رابطة سياسية توحد البشر و المجال و تمكن من تنظيمهم و تسييرهم عبر قوانين معينة و لغايات معينة تحددها جهة داخلية في الدولة مش جهة خارجية عليها . بفقدان الروابط السياسي/الادارية وارتخائهم او إنقطاعهم فان الدولة تتقسم او تنتهي تماما . الدولة هي الجهاز العصبي للمجال البشري الجغرافي الي تحت سيادتها .

الدولة فيها مركز/مراكز قرار او سلط عامة ( كيما يقولو الفلاسفة و القانونيين) و فيها مؤسسات تنفيذ و اعلام كيما الأعصاب بالظبط . كذلك الدولة يسيرها فكر معين او روح كيما الكائن الحي . جوهر الدولة و مكمن قوتها هوا في الرابطة السياسية/الادارية بين كل المكونات من اعلى هرم السلطة لاصغر عون اداري .

جوهر الأمة:

– ماهي الأمة؟ هل هي جملة تشابهات جسدية/ثقافية/حضارية سطحية بدون اي معنى حيوي وبدون غاية وهدف موحد حقيقة و فعال تاريخيا ؟؟؟. هل مجرد الاشتراك في عنصر/خاصية او حتى اشتراك في عدة عناصر هو الي يخلق الامة ؟؟؟ القومية التونسية ترفض هاذا ترفض انو المفاهيم تكون بلا معنى بلا قيمة روحية وحيوية و تاريخية حقيقية .القومية التونسية لا تعنيها ابدا التشابهات /التشاركات و حتا العواطف التضامنية السطحية بدون معنى حقيقي فعلي و متجسد تاريخيا . اذا كانت الأمة هي مجموعة تشابهات/مشتركات فإنها مفهوم بلا معنى او قيمة و مصطلح زايد في اللوغة السياسية.

– المصطلح السياسي لازم يكون عندمو معنى اي فاعلية و أثر تاريخي مش مجرد كلمة جديدة/مفهوم جديد يوسع اللوغة و يفخم الخطب و الكتب لنو اذا لم تكن الأمة واقعا حيا متجسدا يتحرك ينمو يتقدم او يتأخر، اذا لم تكن الأمة حقيقة حية فلا قيمة سياسية تاريخية للمفهوم/المصطلح . لهاذا السبب فانو القومية التونسية تعيد بناء/تحديد المفاهيم او تأصيلهم و هاذا الي عملناه مع مصطلح/مفهوم الامة.

– ديما كل ميتطرح مفهوم الامة الا ويتعلق بيه مفهوم الوحدة /الرابطة . اي مجموعة بشرية تعتقد انها “امة واحدة” فانهم يا “وحدة سياسية” برسمي او انهم يحلمو بأنهم يكونو “وحدة سياسية” او يعتقدو بأنهم كانو “وحدة سياسية” في السابق .الأمة ديما تقترن بالوحدة الحاضرة/الحقيقية ,الماضية/المتذكرة او المستقبلية /المتخيلة . كل القيمة الفكرية/السياسية و التاريخية لهذا المفهوم مركزة في الايحاء بالوحدة و الوحدة السياسية زادا في اطار دولة بالتدقيق.- لذلك فإن “القومية التونسية” تتجاوز التشابه/التشارك السطحي و تنفذ للعمق للجوهر و ترا انو الأمة هي شبيه بالجسد الحي اما على المستوى السياسي/الاجتماعي .

– القومية التونسية ترا انو الامة هيا رابطة عامة سياسية/اجتماعية مستقلة ( انظمتها لكل صادرة نابعة من داخلها مش مربوطة بجهة خارجية من اي نوع كانت) . الأمة هي وحدة سياسية/اجتماعية مستقلة حقيقية واقعية مش متخيلة او متمناة .

– جوهر الأمة إذا هو الروابط السياسية الي تمثلهم الدولة او اي نظام حكم جماعي (نظام القبايل البدائية قبل التاريخ و ظهور الدول) .الامة زادا هيا روابط اجتماعية تجعل من الافراد/الجماعات نسيج موحد و أي فصل لجزء منو بش يوجع و يسيل الدم كان لزم.

– الخلايا في الجسد الحي مترابطة مباشرة في نسيج مقاوم لأي عملية تشريك و لأي دخول أجنبي فيه .بالظبط الأفراد في الأمة مترابطين في نسيج مقاوم لأي عملية تشريك اسمه “المجتمع” و يقاوم اي غريب .الخلايا الحية تتلاصق ماديا و الأفراد يتخالطون و ينصهرون بالتجاور ,التزامل ,التنظم و خاصة خاصة وضرورة التصاهر.

-بدون وجود الروابط الحيوية,العضوية /العصبية مفماش “جسد حي”.بدون وجود “الروابط السياسية/الادارية” مفماش “دولة” و بدون وجود “الروابط السياسية/الاجتماعية” مفماش “امة”. هاذي هيا نظرية القومية التونسية و هاذا الي تراه في جوهر الجسد الحي ,الدولة و الامة .

– الروابط الحيوية ,العضوية ,العصبية ,السياسية ,الادارية و الاجتماعية هي تنظيمات تحكم ,تسير .توجه ,تنسق و توحد الكائنات الحية ماديا و بشريا .

– و على هاذا الأساس الحيوي السياسي التاريخي .ترى القومية التونسية انو “الامة التونسية” حقيقة مؤكدة بارزة واضحة وضوح الشمس للعيان و ماتحتاجش لحتى فلسفة او مفهوم مبتكر في الخارج و مستورد لإثباتها و في نفس الوقت فإنها ترى ان الأمم العربية والاسلامية و الامازيغية (مشاريع الأمم الملغية لتونس) هي “أوهام أمم” و “أمم مزيفة” و في افضل الحالات “مشاريع أمم”.

Views: 3