السيادة التونسية تجاه الحجج البورقيبية لفشل الدول المشابهة

السيادة التونسية تجاه الحجج البورقيبية لفشل الدول المشابهة

بعد نهارين من وقفة “لا للحصانة البرلمانية” الي نظمها الحزب القومي التونسي يوم السبت 18نوفمبر2019 قدام المجلس في باردو، كلمني واحد ناشط سياسي في حزب كبير و ديراكت قالي “أهلا بالقومية التونسية، شنوةعاملين مظاهرة؟؟!” …

 هو جبدها يتمقعر عليا خاطر الوقفة ظهرنا فيها زوز من الناس(ثالثنا كان يصور)، وليت استغليت الفرصة و جبدتو بالحديث باش إناقش الفكرة. 

 صديقي الناشط الحزبي زاد قالي انتوما رافعين السقف برشا تشبهو لأنصار الشريعة هوما يحبو تطبيق الشريعة وانتوما تحبو السيادة. كهو عاد حطني مع أنصار الشريعة باش يسهال النقاش. 

انا قتلو وينو المشكل؟؟
و هوا ديراكت جاوب  تو أحنا معناش سيادة على القوت وووو باش نحققو السيادة قتلوا إنجمو نعملوها. مشكلة الغذاء تتحل بسهولة في صورة تغيير أسس السياسية التونسية من جذورها. لو تحطت قضية السيادة أولوية و تعمل برنامج إقتصادي على أساسها يحط الفلاحة أولوية في بلاصة الترهات راو مفماش أزمة غذائية في تونس ورانا حققنا الإكتفاء الذاتي….. لهنا رد عليا برئيس دولة حكا على السيادة الغذائية فعملوا عليه انقلاب عسكري….. و استمر في هذا الموال بتع دول أخرى فشلت في تحقيق هاته الغاية ولذا زايد نحاولو احنا في تونس …

نحب نعاود نركز علخر في هذه النظرية، نظرية إذا فشلت دولة أجنبية تتشابه مع تونس لغويا ودينيا فانو تونس بش تفشل ضرورة و لذا زايد المحاولة، هذه النظرية تعود للعهد البورقيبي و كانت مبرر ممتاز للضعف العسكري، الذل، الدونية والتسول و كان الهدف من هذه المقولة تخويف التونسي من الغايات القيمية.

كيف نطرحو خطر الانقلاب خطر الاضطرابات خطر الحرب الأهلية ونستشهدوا بالحالات المشابهة عربيا/اسلاميا/افريقيا و نردو بهذه الحجة على غاية السيادة فإن الهدف هو تخويف الأمة و تبرير واقع الذل والإنحطاط السياسي الروحي الي تعيش فيه و الأهم محاولة إرضائها عبر فشل الآخرين باش متحسش روحها وحدها في العار و هوكا العار مع الجماعة هو شرف. 

هذا هو التفكير البورقيبي_التجمعي _الفرنكوفيلي_العميل. 

إنه التفكير الي يبرر و يكرس الدونية التونسية و يحاول يمنع الورح التونسية من الثورة و الاهم يحاول انو يخدرها بالترضيات الجوفاء المزيفة و المتخلفة.

 اليوم نحكي مع زميل في الخدمة سألني على صنع القنبلة الذرية وقالي: “زعما يخلونا نصنعوها؟”  و كيف بديت نحكي على واجب المواجهة و رفض الرضوخ وإذا نحبو على حاجة لازمنا نصدمو و لكن مازلت مكملتش كلامي السيد واجهني بالمثال الغبي بتاع صدام حسين وفشلو في العراق. 

 هذا الي يطلعي الدم و يعصبني أصلا (زميلي معذور.. فكر النخبة التونسية بكلها هكاكا و هو ضحية من ضحاياها) و يروب الدم في عروقي و الي القومية التونسية خذات على عاتقها مواجهتو للأبد حتى لين تتحقق الدولة القومية الحقيقية القوية عسكريا و إقتصاديا و سياسيا و كان لزم تمتلك كل أنواع الأسلحة الفائقة التدمير لأنو أحنا نراو أن الدولة التونسية من حقها وواجبها هذا. 

القوميين التوانسا نتهم بأنو أحنا شعبويين، حالمين، طوباويين، طفوليين أو مهبلة. و واحد قلي كول خبزتك مسارقة وفك عليك إيه إنه اليأس و عقلية العلوش الي تخلينا ديما نراو الأمة التونسية دونية، ضعيفة، عاجزة و لازمها ترضي العالم لجمع باش تنجم تعيش.

هذه العقلية ترى أن تونس متنجمش مستحيل لأنو غيرنا ما نجمتش، لأنو الأكبر والأضخم والأغنى مننا منجمش فلازم احنا مانجموش ولذا فإنو مش من حقنا الطموح مش حقنا الحلم مش من حقنا المحاولة مش من حقنا الإستشهاد و أحنا نحاولو. 

 إذا كانت الدولة التونسية معندهاش سيادة فالسؤال المطروح شنوة ممكن تعمل الحكومة التونسية ؟؟؟ 

الحكومة التونسية في هذا الوضع متنجمش تمس النفوذ الأجنبي وكيف كيف متنجمش تمس عملاء/أتباع الخارج ( إلا اذا كانت بش تختار لشكون تخضع و تركع) و لذا فإن أي سياسة تقدمية لازمها تترخص من قبل السادة الأجانب وهاذم مستحيل يرضاو بأي تقدم لتونس يخرجها من فلك نفوذهم وبش يتدخلو لتوقيف أو تخريب أي مسار يقوي الأمة و بش يفرضوا تصوراتهم للمستقبل التونسي الي بش يكون ضرورة تابع ليهم و هكا مستحيل تتحل المشاكل التونسية الحقيقية العميقة (ممكن تتحل المشاكل الاجتماعية) و الحكومة التونسية تلقا ديما روحها مجبرة انها تتنازل و انها تاخذ مسافة من كل ملف حقيقي وتستنى مجمع السادة الأجانب وقتاش يقرر.

هذا الوضع عشناه سابق في القرن 19 وقتلي كانت الدول الأوروبية تتراتح علينا لين استفردت بينا فرانسا أخيرا وخذات الحق الحصري في الإغتصاب. 

إذا كان فما دول أو أنظمة قومية/اسلامية/ماركسية فشلت تماما في تحقيق السيادة والقوة والتقدم فانو هذا الفشل يخصها و مهوش قدر مكتوب على تونس إنها تعيش لانها اصغر أو أفقر أو أقل عدد سكان. 

تحقيق الاهداف في الحياة مهوش مربوط أبدا بالحجم او العمر و انما مربوط بالايمان، الإرادة، العزيمة، التضحيات و الاستراتيجيا الناجحة و لذا فان تونس عندها كل الحظوظ في النجاح لو تؤمن بروحها برك لو تستعد لتقديم التضحيات اللازمة ولو تتبع برنامج سياسي طموح وواقعي مبني على حسن استخدام مواردها البشرية و الطبيعية. 

– القومية التونسية تطرح مدخل او مقاربة أخرى للتفكير في الفشل الأجنبي. اذا كان فما دول/انظمة حاولت وفشلت (مهما كانت الاسباب) فانو ملازمناش نخافو، ملازمناش نيئسو، مالازمناش نذرحو ملازمناش نتراجعوا مالازمناش نتنازلو على غاياتنا العظمى.

 الي لازم نعملوه قدام اي تجربة إنسانية تمنى بالفشل هو دراسة الأسباب العميقة، دراسة عوامل الفشل، فهم الظروف و فهم التفاصيل باكبر قدر من الموضوعية وأقل قدر من العاطفية.

لازم نبردو دمنا و نتحررو من الذعر والفزع في دراسة وتأمل التاريخ الانساني لنو الطموح يستلزم المخاطرة ولا يفوز باللذة الا الجسور.

بكل صراحة اذا نحبو العظمة فانو نتحملو المخاطرات و هذا الشرط الأول لذا لازم نفهمو المخاطرات والأخطار ندرسوهم و نحضرو رواحنا نفسيا لتقبلهم و من بعد نتوكلو على ربي و نصدمو. 

النفوذ الأجنبي في تونس و في كل دول العالم عندو أدوات، أساليب، عملاء عندو منظومة فكرية/سياسية/اجتماعية/اقتصادية وسعات دينية تسندو و هاذم الكل لازم يتحللو يتفككو و يتحطو في برنامج المواجهة في نفس الوقت مع النفوذ الأجنبي. هذا إسمو وضوح الرؤية وصواب التخطيط.

وهذا نتعلموه بالممارسة و المراجعة السياسيين مش بالتراجع الببوشي والتهرب من المواجهة. 

نعرفو مليح انو الشعب التونسي في 60 سنا لخرانين تغرم بمصر، دزاير، العراق وممكن ليبيا تغرم بيهم بسبب التقارب اللغوي/الديني وبسبب توقعات الدولة العربية العظمى نعرف انو الشعب التونسي ونخبتو راو انو هذه الدول بخطابها المدى، ثرواتها، عدد سكانها أو أنظمتها العسكرية بش تنجح وتحرر فلسطين وتتقدم عسكريا واقتصاديا و بش تصنع الحلم العربي.

نعرف انو الشعب التونسي انبهر بيهم بسبب قوتهم الدعائية وبسبب النظام التونسي القزم (قزم اخلاقيا و سياسيا مش حكاية حجم) وراهن عليهم عاطفيا علخر و شجعهم و دعالهم و تابعهم و لكن في الآخر انهزمو و انهاروا تماما و ظهرو بكلهم بهبارة و لذا أحبط الشعب التونسي توجع و ضربو اليأس وتويكا يقول منجحوش اذوكم العمالقة بش تنجح تونس الصغيرة. 

الشعب التونسي محتاج الايمان بالامة التونسية محتاج للايمان بالسيادة التونسية كهو و من بعد دور القيادة السياسية انها توعيه بمخاطر المعركة و بالتضحيات العامة اللازم تقديمها من الجميع لأجل تحقيق الغايات القومية. مشكلة كل الانظمة الفاشلة المنهارة انها وعدت، خطبت، حمست الجماهير و محضرتهاش للتضحيات و مابناتلهاش الوعي الثوري القادر على المواجهة و الي ينتج الابداع و هذا علاش انهارو في لحظات و قعدت كل قوتهم في الصدى الاعلامي كهو. 

 القومية التونسية تخزر للأحداث ايجابيا لأنها تحاول تفهم الاسباب العميقة وتدرس التجارب و من بعد تستخلص عوامل النجاح و من بعد تنطلق لخوض تجربتها الحية متفاعلة مع الأمة مش بانعزال عليها لنو السيادة التونسية لازمها تكون غاية قومية عامة مش برنامج سري لحزب منافق. 

المنهج القومي التونسي واضح: التوعية بالقضية وغرس الإيمان والتوعية بالتضحيات ثم التحرك.

إذا فشلنا في انو نردو طموحاتنا غاية عامة يلتف حولها الشعب التونسي بكل عزيمة و استعداد كامل لتقديم كل أنواع التضحيات اذا فشلنا في بعث روح الصمود وروح الاستشهاد في الأمة فلن ننجح أبدا في تحقيق أي تقدم في أي مجال كان.

تؤمن القومية التونسية انو التقدم التونسي مستقبلا محتاج للتضحيات و التضحيات القاسية كان لزم لانو فيه برشا مواجهات داخلية و خارجية ولذا فانو دور الحزب القومي هو تحضير الأمة لهاته التضحيات و توجيه فكرها نحو القضايا الحقيقية القيمية عوض التطميع أو الوعود الاجتماعية/الدينية و الجنسية. 

Views: 1