أزمة عقلية الإستهتار عند التونسي
1. الاستهتار: معنى عام:
ـــ نحكو على الاستهتار بأمر ما أيا كان : قانون، عادات، عرف،قيم، تعهدات، قواعد عامة، كلام الناس، المظاهر و بالذات…. والي يعني : التتليف، التجاهل، التتفيه. يعني زادا “بعثانها تشيط”،”بعثانها تزمر”،”بعثانها تزهز” !!! : رميانها علا طول اليد . الاستهتار بأمر ما يعني انو مايعنيناش ابدا ،ميهمناش، ميقلقناش، معندوش قيمة و ماعلبالناش بيه.
ــــ “الاستهتار” عادة هو “سلوك طفولي” و”سلوك فروخي”: ناتج عن قلة وعي، قلة تجربة، نقص معارف… و بالذات “سيطرة الرغبات الطفولية” كيف: لذة،لعب، جو، ركشات ، ضحك، راحة و معاهم “لا مسؤولية طفولية” اي سلوك “غير ناضج” يكره كل ماهو “جدي”: قراية، خدمة، عايلة، قيم، طموحات، صحة، مصلحة …
ــــ “الاستهتار” زادا عادة هوا “سلوك شبابي” ناتج على: الرفض و النقد و الثورة ضد “الانظمة القديمة”، أنظمة في شكل : عادات، تقاليد، مظاهر، دين، قيم اجتماعية و تراث الجدود ==> لهنا هوا موقف ينجم يكون ناتج عن : وعي، تحليل، نقد، مراجعة اي هو “سلوك ناضج” و الا زادا مجرد “امتداد طفولي” أو مجرد تمرد كيما “الكلام الزايد” ،”التربريب”،”الاحتقار”،”التمفصيل”،”الخمج” ….
2. الاستهتار بالذات:
ــــ انجمو نتجاهلو كل :القوانين، العادات، التقاليد، الاخلاق و كل القواعد الي تسنت قبلنا او تسنت بدون ارادتنا فإنو انجمو نبعثوهم الكل. و يكون هاذا “فعل ثوري” او “تمردي” في ادنى الحالات. كيما ينجم يكون هاذا فعل حر ناضج و ناتج على ارادتنا في “السيادة على حياتنا” و فرض رؤانا و تصوراتنا الخاصة.
ـــ اما كيف “نستهترو” ب: التزاماتنا الشخصية، تعهداتنا ، كلمتنا، شرفنا، قواعدنا، قيمنا اي اننا نستهترو ب: الي حطيناه “احنا”، قررناه “احنا”، آمنا بيه “احنا” اي اننا نستهترو ب”فعلنا احنا” ،”افكارنا احنا”،”اعتقادتنا احنا” فإنو يعني نستهترو ب” رواحنا” .
ــ كيف نعطو :عهد، ميثاق، التزام، كلمة ل”للآخر” او “لذواتنا” بملئ ارادتنا مغير خوف او طمع. أو إلتزام نراوه :صحيح، نافع، ناجع، قيم، شريف. أو إلتزام يخص: خدمة، قراية، صحة، عايلة، مشروع، طموح ، مستقبل. فيعني هاذا “استهتار بحياتنا”.
3. الإستهتار التونسي:
ـــ الوعي العام و السلوك العام التونسي “مستهتر” بكيفية غريبة. واصلا “التونسي” عموما “مستهتر “ب:روحو و ببلادو لأقصى الحدود .
ــ في “تونس” بإستثناء “المظاهر” الي :مقدسة و مبجلة علخر عند التونسي فإنو الباقي بكلو مستهترين بيه علخر:
ـــ أ . “الوقت” :
معندوش أدنى قيمة : الوقت كمورد حيوي ثمين علخر : سياسيا، اقتصاديا، صحيا، رياضيا باعثينو . “الموعد التونسي” فيه هامش تسامح ب”السوايع” و “الايامات” . عادي علخر نوخرو او نتلفو “مواعيدنا” اصلا في “تونس” :توخير “نص ساعة” يتسما “طبيعي” و الناس لكل استانست تجي امخر ،الادارات العمومية باعثة الوقت تماما ، كل المشاريع تبدا بعد وقتها وتوفى بعد وقتها. في دولتنا لتو مستكملنا مؤسساتها الدستورية الجديدة. كتوانسا “نتفهو الوقت”.
ـــ ب. “الالتزام” :
مجمتعنا و دولتنا فاقدين “الثيقة” لنو بسهولة “الجميع” يخل بالتزاماتو. نبدو من دولتنا الي ديما تخل بأسمى التزاماتها وهو “الدستور” و تخرقو ، كيف “القانون” تخرقو عادي جدا. و من بعدها نمشيو ل”الشعب” وين صعيب ياسر تلقا شكون ثيقة في اي “مشروع” تي في ” مسألة بسيطة” !!! “الاخلال بالوعد” عادي علخر اصلا و ميقلقناش جملة: نضحكو علخر بعد “اخلالنا بالوعود” : مستهترين تماما ب”شرف كلتمنا” و قيمة” تعهداتنا” باستثناء “ماهو دولي” وقتها نوليو نخافو .
ـــ ج:”القيم الاخلاقية” :
الصدق، الامانة، النزاهة “شبه غايبين” علينا و مايعنوش قيمة كبيرة في تعاملاتنا و في ” ذواتنا” وين نكذبو ياسر علرواحنا في كل شي و نعيشو بالمظاهر و نهربو من المسؤولية.
ـــ د: “الطموح” :
نضحكو عليه ،نفركوهم عليه،نستغربوه و نتفهوه لنو “صعيب”، “ماصط”، “متعب” و يتناقض مع مثلنا العليا الي نحبوها كيف: بخل، تكركير، راحة، ركشة، لذة، نوم، امنيات، فرجة، تعليق، تقطيع و ترييش.
ـــ ه: “الواجب” :
متحكيش عليه ،اصلا ممكن من اكبر “المجهولات في تونس” ،نحنا نعرفو كان “الحق” و “الواجب” ميحكي عليه حد و الجميع يعتبرو “كرفي تافه” مذابينا ندفنوه .
ــــو: “القواعد العلمية و التقنية” :
في أغلب المجالات عملنا هوا “مظهري” ،”تعمير اوراق” ،”استيفاء شكليات” ،”عندكشي عندي” و “ترضية العروفات” اما كل ماهو “قواعد صحة” “قواعد نجاعة” ،”قواعد نجاح” مستنتجها “العلم و التقنية” فانو ميهموناش عادة كان كيف بش نتظاهرو انو نتبعو فيهم ،اما فهمهم، تطبيقهم، تطويرهم ف “مش لازم”.
ـــك :”التاريخ و التراث” :
خاطي امور “ماكلة”، لبسة” ، “مهرجانات” و”حكايات توريزم” اي “امور جو” فانو “تاريخ تونس و العالم” ،”تراث تونس و الانسانية” ميهموناش برشا و لهنا تلقانا من أقل شعوب العالم في الاطلاع، المطالعة، الكتابة، الترجمة و “نورمال عادي جدا”.
ـــم:”الذات”:
لهنا عندنا “احتقار” اصلا “لذواتنا” و “بلادنا” وين نراو رواحنا في ادنى المستوايات و نعتبرو هاذا “طبيعي” و يائسين تماما من اي تقدم و لذا مستهترين بكل ماهو “عوامل نجاح”.
4. “الاستهتار” و “الفشل التونسي” :
ــــ لهنا منتصورش المسألة محتاجة برشا كلام : كيف نستهترو ب”الوقت”،”الالتزام”،”القواعد العلمية التقنية”،”ذواتنا” و “اخلاقنا” كيفاش بش نكونو ؟؟؟.
ــ تي ماو بش نكونو :مرخوفين ،دلولين،ضايعين ،هاربين من المسؤولية، كذابة، بهبارة، خوافة، كركارة، بخلية، عاجزين … يعني “فاشلين” ب”عقلية مستهترة” فانو بش نفشلو :
ــ سياسيا ، عنا اكثر من 160 عام عجز على بنيان الدولة الحقيقية
ــ اقتصاديا ، عنا اكثر من 160 عام عجز على توفير احتياجاتنا
ــ عسكريا ، عنا اكثر من 180 عام عجز على حماية حدودنا
ـــ ثقافيا ، عنا قرون من التخلف مزلنا نعانيو فيها لتو.
* اما بعد،
ـ الي كنت نقول فيه هوا مجرد وصف حالة علجال نفيقو وننهضو و نعملو قلب علجال نخممو في رواحنا ،في دولتنا،في امتنا و مستقبل اولادنا برسمي مش بالكلام .
ـ تونس محتاجة تفيق بصدق مش بالتمثيل و من بعد ترجع ترقد كيما القرون الماضية وين هيا ترقد و هوما يجيو يبركو عليها كيما “البوطليس” لين تتخنق .
ــ محتاجين :غسلان وجه،غسلان شديد ،انحو فيه دعماش الجهل و التكركي .محتاجين ننهضو ،نسيبو الفرش ،نحلو الشبابك، ندخلو الضو و ننطلقو للحياة.
وكيما قال العظيم ابو القاسم الشابي :
*” الا انهض و سر في طريق الحياة
* فمن نام لم تنتظره الحياة”
Views: 5