الأمة التونسية .. محدداتها و ظروف نشأتها
نحن القوميين التوانسا نعتقد بوجود أمة تونسية و نعمل من أجل بناء دولة حقيقية تقود هذه الأمة للقوة و التقدم و العظمة.
التوانسة تاريخيا هم جماعة صمدوا ضد محاولات الهيمنة عليهم، و أثناء هذا الصمود لاذوا بكيان سياسي لحماية مصالحهم الي بحكم التدافع التاريخي ماشية و تتغير و تتبدل & أنتجت تونس في الخضم هذا الكل هوية وطنية جامعة يتشارك فيها التونسيين.
الأمة ككيان إجتماعي مكتملة الأركان في تونس : مافماش وعي قبلي أو إثني أو ديني أو طائفي متضاد مع الأمة أساسا و لكن:
– الأمة التونسية بحاجة لدولة تخدم مصالحها أي أن تونس تحتاج لدولة قومية تعوض نظام الجمهورية التونسية الحالي الي يحكموها ناس ما يؤموش بالأمة التونسية و إلي انتجت مؤسساتها ناس متضادة مع تاريخها و واقعها.
– يوجد في تونس للأسف وعي سياسي منبت و كافر بالأمة التونسية فهو إما يسعى لضمها وجوبا لوحدة ما ( عربية أو إسلامية أو مغاربية أو امازيغية او متوسطية) و إما يسعى لإسقاط الدولة كأداة بورجوازية تشرع و تقنن لإستعباد الإنسان لأخيه الإنسان.
الأمة التونسية هي معطى تاريخي و إجتماعي يؤمن بأصالته و بجدارة الدفاع عنه القوميون التونسيون فهي حاجة إيمانية و عقدية بالنسبة لينا و هي كالدين لا تستطيع الإيمان ببعضه و ترك البعض الآخر و الإيمان بالقومية التونسية يقتضي كالإيمان الديني: جهد كبير و إلتزاما و تضحية و جدية و مكابدة للمشاق.
۩ محددات الأمة التونسية :
أي أمة في العالم عندها خصائص و محددات تميزها عالأمم الأخرى و تربط ولادها ببعضهم، و بالأسس هذه يحددو رواحهم و يميزو بعضهم بين الأمم في العالم، و يخططو و يخدمو لمصلحة بلادهم .
من خلال دراستنا لتاريخ بلادنا، عندنا قناعة أنو تونس فيها العوامل الكلّ الي تمكّنها باش تكون قومية مستقلة في حدّ ذاتها ، و وطن ما ينجمش يكون جزء من وطن آخر يحتويه، و ما نعتبروش رواحنا ننتميو لأي أمة أخرى بخلاف الأمة التونسية، الي تشكلت خصوصيتها الحضارية على إمتداد آلاف السنين ، و بالبطبيعه هالأمة ما تنتمي كان لروحها و لمجالها الحيوي.
و كيما أي أمة في العالم، نلقاو مجموعة من المحددات الي تخلينا نفهمو كيفاش تتكون الأمة :
1. الــــوطـــن :
هو الرقعة الجغرافية الي عندها حدود، يعيشوا فيها مجموعة من الناس يعتبروها ملكهم الكل و مسؤولين على حمايتها من الغزو و الإستعمار و الحفاظ عليها كاملة و تنظيم الحياة و المؤسسات فيها و إرساء دولة تكون هي السلطة العليا و ممثل للوطن عالميا و ترعى مصالح الشعب في الخارج و تحميه و تفرض القانون و النظام و تحقق الأمن و التنمية.
و الناس هاذم يتسماو مــواطـنـيـن، عندهم جنسية وحدة يشتركو فيها الكل، يكون بيناتهم نفس الحقوق و الواجبات و متساوين قدام القانون، و مسؤولين على تحقيق المصلحة القومية العليا و شركاء في تحديد مصيرهم كأمة .
2. إرادة الإنتماء و العيش المشترك :
الإنتماء لأمة معينة ما يتم كان بحظور إرادة الإنتماء عند الفرد لمجموعة، و عمرو ما يكون بالقوة إلا في حاله الإستعمار ولا الغزو الثقافي .
التونسي هو الي يحب يكون تونسي، و هو الي يكون مقدم الإنتماء للأمة و الولاء للوطن فوق أي إعتبار ديني، جهوي، عرقي، مهني …
أما الي ما يحطش الإعتبار هذا فوق كل شي، و يتنكر للوطن و الأمة و يخدم ضد مصلحة الدولة و يسعى باش يفتـّن و يقسّم و يتبنى هوية أخرى و وطن آخر، ماعادش يعتبر تونسي حتى لو كان بوه و أمو و أجدادو الكل توانسه، و بلاصتو تكون مع الخونة و أعداء الأمة .
إرادة الإنتماء تتجسّد وقت الي مجموعة بشرية تحب تعيش مع بعضها، و تحمي بعضها و يخدمو جميعا على مصلحة عليا وحدة تتجاوز الإختلافات العقائدية و الجهوية و غيرها … و الأمور هذي تظهر خاصة في وقت الأزمات و الحروب .
التوانسه حبو يعيشو مع بعضهم، دافعو على تراب الوطن جميع وقت الحملة الفرنسية و كانو متوحدين من الشمال للجنوب، و وقت الي دخل العسكر الفرنساوي لجندوبة و الكاف تحرّك التونسي الي في القيروان و قفصة و صفاقس و باقي البلاد، خاطر يعرف أنو تراب جندوبة و برط حلق الواد متاعو رغم التقسيمات العروشية و رغم أنو وقتها أغلب التوانسة عمرهم ما شافو خريطة لتونس …
إرادة الإنتماء و العيش المشترك، هي رغبة مجموعة أو مجموعات من الناس في أنهم يعيشو مع بعضهم و يكونو مواطنين ينتميو لنفس الواطن تحت نفس العلم و يخدمو مع بعضهم للمصلحة العامة، و يعيشوا حياة طبيعية حتى لو كان فيهم إختلافات لغوية، عقائدية ، عرقية، المهم ثما قاسم مشترك كبير يجمعهم الكل، أنهم الكل يحبو يكون توانسه و يخدمو تونس و يقدمو بيها …
3. وحدة التاريخ :
و بالذات التاريخ السياسي متاع أي شعب و دولة هو المحدد الأساسي لوجود أمة و قدرتها على البقاء و التعامل مع الأزمات الي تتعدى بيها .
التجارب التاريخية السياسية الي تتعدى بيها مجموعة بشرية في مراحل مختلفة من تاريخها، تسهم في صنع حاجة إسمها الوعي القومي أو على الأقل في المراحل الأولى يكون ثما حسّ بالإستقلالية و الإنتماء لمجموعة و لوطن.
و تحسّ المجموعة البشرية هذيكا أنها شعب موش مجرد مجموعة … كي نقولو ” تاريخ سياسي ” ، نقولو الحروب، المقاومة، الدبلوماسية، الإصلاحات، الثورات، الإستقلال، و الحاجات هذي جمعت المجموعة البشرية الكل على إمتاداد الرقعة الجغرافية ( الوطن ) و تأثروا بيها الكل ( سلبياتها و إيجابياتها ) و ما بقى حتى جزء من المجموعة معزول عن التحولات الي صارت للبلاد و ما تأثرش بيها، فمن قديم الزمان سكان البلاد التونسية كانو يتأثروا في سياسة البلاد و يتأثروا بتغيراتها.
و كل ما نقدموا في التاريخ تزيد توضاح أكثر ماهي الأمة التونسية و تتحدد الخصايص الحضارية متاع الشعب التونسي، حتى نوصلو لمرحلة متقدمة في تاريخ تونس وين بدات توضاح معالم الدولة التونسية و تتحدد جغرافيتها بدقة أكثر ( بعد ما خرجت منها المناطق الي ما ربطتش سكانهم بينا إرداة إنتماء أو عيش مشترك ، كيما طرابلس و مناطق شرق الجزائر ، و بقات كان المناطق التونسية الصحيحة الي تفاعلت مع بعضها على إمتداد آلاف السنين و واجهو مع بعضهم نفس التحولات الإجتماعية و السياسية و الثقافية و حاربو نفس الأعداء ) .
في المرحلة هذي بالذات تكونت الأمــــة الــــتــونـسـيــة، و ولّى حتى الي ما يسكنش في تونس المدينة يتعرف بأنو تونسي و والي ثما إنتماء أكبر من الإنتماء للعرش أو المذهب أو الملّة أو الجهة و ولّو الناس يتنسبو لتونس بصفة عامة ….
في المرحلة هذيكا عاشت الدولة التونسية فترة متاع إزدهار و قوة و سيادة و كانت ليها تجارب في الحرب و الدبلوماسية و العلاقات الدولية الناجحة، كيما عاشت زادا إصلاحات داخلية هامة تعتبر الجذور متاع بناء الدولة التونسية العصرية …
=> الأمور هذي الثلاثة 1.وطن ، 2.إرادة إنتماء ، 3.تاريخ سياسي
هي الي تلم التوانسة الكل بإختلافاتهم، مهما كان الإنتماء العقائدي أو القبلي أو المستوى الثقافي أو الطبقة الإجتماعية.
۞ تونس ما عندها كان إنتمائها لنفسها، و لتاريخها و ثقافتها التونسية و لمجالها الحيوي الإستراتيجي ( المتوسط – إفريقيا – العالم ) ، مؤثره و متأثره بلي يصير في الدنيا، ماهيش مسكره على روحها الي هي حاجه عكس الشخصية التونسية، أما عندها خصوصيتها و شخصيتها المميزة و الي لازم نكونو واعين بيها التوانسا الكل.
Views: 2