آش نعملو بيه التاريخ ؟ آش باش تنفعنا المعرفة بالتاريخ ؟
العقل التونسي يقاوم بشدة كل ماهو معرفة جديدة أو بالأحرى كل ماهو مجهود معرفي . و للأمانة العقل التونسي ماهوش ضد المعرفة و إنما ضد المجهود اللازم لتحصيل المعرفة .
فالعقل التونسي يحترم و يقدرو يفتخر بالمعرفة لكنو يكره و يفد و يتمقعر على أي مجهود لتحصيلها. لذا فإنو يلوج على أي مبرر يخليه مرتاح و راكش و متفرج. و كيف توفا كل المبررات يتحصر وقتها و يجي للسؤال النهائي النفعي : إيه و آشنعملو بيها المعرفة؟ ، تو تعمل بيها عملة ! ، تي ريق زايد ! ، كعك ما يطير جوع !
المعارف العلمية و التقنية يضطر العقل التونسي اضطرارا إنو يسكت قدامها و إما يتهرب بمبررات الفقر و الحاجة و العجز و الضغوط السياسية الأجنبية .
كيف نجيو نطرحو المعارف التاريخية كقيمة هامة سياسيا : يقولو لا عاد هذا مش لازام ، التاريخ هو ترف فكري و معلومات ثقافة عامة بتع جو أو قعدات أو نقاشات كهو، المعرفة التاريخية زايدة تماما و لهنا هو موقف جازم و مطلق عند النخبة السياسية التونسية (بنسبة لتاريخ تونس و العالم) .
لاحظت لحكاية هذي عند الأغلبية الساحقة من اتباع التيارات السياسية أو من المتسيسين المستقلين وين كيف إناقش و نجيب الامثلة من التاريخ التونسي و الانساني كحجج ، نتجاوب ببرود أو رفض لأن أحداث الماضي بالنسبة ليهم ماتعني شي .
بعيدا على متعة قراية التاريخ و كل الكلام الفلسفي، نتعداو و نفهمو قيمة المعرفة التاريخية في الفعل السياسي الراهن . باش نوصلو لنتيجة يلزم نطرحو السؤال بكل بساطة :
في وضع سياسي معين رافضينو تماما ( لأي سبب كان انشالله حتى اعتباطي) و قررنا نبدلوه لوضع جديد أحسن منو. هل معرفتنا التاريخية عندها قيمة عملية أم لا ؟؟؟
-
لنتخيل الوضع من البداية :
نفترضو تويكا الي أحنا رافضين الوضع تماما بكلو على بعضو و موش عاجبنا و بش نبدلوه .
لهنا وضعنا الحالي لا ندرسوه لا نفهموه لا نحللوه ، لا والو : و نعتبروها كلها مضيعة وقت و خسارة جهد فكري . و نتعدو ديراكت لتأسيس الجديد، نقطة و ارجع لسطر.
و الهنا نبدو مباشرة في تأسيس النظام الجديد و بذل الجهد في وضع قوانين و هياكل و قيم النظام الجديد . ثم نحطو النظام الجديد موضع التطبيق و أخيرا نمارسو الحياة الجديدة ووفا الموضوع.
و بالطريقة هذي رتحنا من القديم و بنينا الجديد و من غير ما ضيعنا لا وقت و لا جهد و لا تكسير راس في قراية تاريخ النظام القديم أو تاريخ الأنظمة التونسية و الإنسانية.
لكن باش تعرضنا إشكاليات ..
-
الاشكال الأول : إمكانية إعادة التاريخ:
الجهل بالتاريخ يحطنا في خطر : إعادة الأ غلاط السابقة و هاذ اسهل منو مافماش ( أحزاب و تجارب عالمية عاودت أغلاط سابقة و الأهم أحزاب تونسية تعاود في أغلاطها هي بيدها) .
الجهل بالتاريخ هو كيف فقدان الذاكرة يجبرنا إنو نكونو في وضع إعادة التجربة أو الدوران في متاهة لأنو مانعرفوش التجارب السابقة و هكاكا انجمو نعاودوها بفعل النسيان و الجهل و نقعدو نعاودو بكل سهولة اذا كانت قواعدنا الفكرية هيا بيدها !!! ( كيما في العقل التونسي المعاصر).
تنجم تقلي إنو الظروف باز تبدلت ، يعني الأفكار تبدلت و دونك مستحيل إعادة التاريخ . ولكن بكل سهولة جهلنا بالتاريخ يعني مانعرفوش الظروف تبدلت و الا لا و ببساطة نجهلو هذا (رفضناه من الأول) .
كذلك الأفعال تتعاود كيف تقعد تخمم بنفس الطريقة حتى بنسبة لإنسان عادي كيف ينسا أغلاطو و يعاودهم بسهولة . كيف الانسان الي يدور في متاهة بسهولة يعاود يمشي في نفس الدورة كان ماعملش علامات توجه خطاه و الي نسموها معالم تاريخ .
و من يجهل التاريخ يجازف بتكراره.
رغم انو كل الظروف تنجم تتبدل عبر الزمن إما طرق التفكير و استراتيجيات تحقيق الأهداف تنجم تقعد هي هي عبر الأجيال و موش ممكن تبديلها دون معرفتها ، يعني بسهولة إنجمو نبدو أولاد 2018 نحبو نحققو أهداف معينة باساليب 1918 : عادي أصلا نحنا نجهلو هذا تماما .
==> المعرفة التاريخية تضمنلنا: عدم تكرار اغلاط الماضي و هكاكا فرص اكبر للنجاح .
==> المعرفة التاريخية تمكننا من تحكم اكبر في المستقبل :معرفة الماضي تضوي طريق المستقبل.
-
الإشكال الثاني: تأسيس النظام الجديد :
أولا المعرفة الضرورية لنظام ناجع هي معرفة العوامل المؤثرة في السلوك الانساني : سياسيا/ اقتصاديا/ علميا / نفسيا/ دينيا/ رياضيا ….. يعني معرفة منظمة و نظرية حول الانسان .
معرفة السلوك الانساني تتم عبر ملاحظتو وهو : يتحرك، يتغير، يتفاعم مع المحيط أي معرفتو عبر الزمن ==> معرفة السلوك الانساني في أي مجال كان، تتم عبر التاريخ يطول أو يقصار.
التاريخ يقدملنا حصيلة عملاقة من السلوكات الانسانية : تجارب إنسانية كاملة في كل المجالات و هكا يوفرلنا حقل ملاحظات عملاق إنجمو نستخلصو منو نتأئج عملاقة حول : استجابات الأشخاص و المجتمعات و الدول لأي سياسة معينة نسبيا، نأكدو على نسبية الاستنتاجات .
التاريخ يوفرلنا : فرصة معرفة سابقة تعاونا في التنظير للمستقبل بأكبر فرص النجاح و للمرة الثانية يعاونا التاريخ على التحكم في المستقبل .
ومن يعرف التاريخ كأنما اضاف أعمارا الى عمره .
-
القيمة النفعية للمعرفة التاريخية:
يقدملنا التاريخ زوز فوئد عملية :
أ. معرفة التجارب الفاشلة و يربحنا وقت و جهد و موارد كانت تنجم تمشي في إعادة التجربة .
ب. يفهما أكثر في ذواتنا، مجتماعتان، دولنا، عالمنا و هكا انجمو إنظرو و نأسسو بأكثر موضوعية و صدق و فعالية .
==> المعرفة التاريخية تمكننا من التحكم الأنجع في المستقبل.
-
ملاحظات نهائية:
هذا لا يعني انو نبطلو كل شي و نمشيو لكلية الأداب نقراو تاريخ !!! ، مش هذا المقصود .
المقصود إنو كل الي عندهم إرادة فعل سياسي لازم يعملو جهد للإطلاع على التاريخ ، فقرائة بعض الكتب ماهيش باش تقتلهم أو تلهيهم على حياتهم. لكن المطلوب هو معارف باهية مش دقائق تاريخية.
كذلك انهم ينجمو يقراو حصيلة عمل المؤرخين: دراسات باهية في وقت أقل من وقت عمل المؤرخين تنجم تقرا في شهور حصيلة خدمة أعوام عند المؤرخ.
معرفة التاريخ القومي و الانساني ضرورة سياسية لأي : تيار سياسي يحب ينجح في تحقيق أهداف عملية . لكن كيف يحب يفلم، يعمل شعبية و يظهر في التلافز باش يبكي و يشكي ويكمبن،… هاذيكا حكاية أخرى .
Views: 685