مسيرة شيخ عصامي: الشيخ سالم بوحاجب (1828-1924)
سالم بن عمر بوحاجب البنبلي، سليل أسرة تنحدر من الشيخ مهذب دفين الصخيرة عبر أحد أحفاده عمر بوحاجب الذي كني كذلك لإصابته في حاجبه إثر أحد المعارك.
ولد سالم بوحاجب في وسط قروي سنة 1828 و عاش طفولة قاسية، أخذ فيها بعض القرآن و تعاطى فيها الفلاحة و رعي الأغنام قبل أن يلتحق بجامع الزيتونة سنة 1852 و يتتلمذ على يد مجموعة من المشايخ و الأساتذة و قد روي عنه تفانيه في طلب العلم من قبيل ذهابه اليومي من تونس لباردو لمطالعة كتاب “قاموس الفيروز أبادي” و نجاحه في حفظه، كما وفرت له مطالعاته زادا من المعلومات و المعارف في التاريخ و الجغرافيا و الرياضيات.
و روى الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في وصفه للشيخ بوحاجب : “فكان يشدّ الرحلة إلى باردو راجلاً لمطالعة نسخة من القاموس بقصر الوزير مصطفى آغه، حتى أصبح قيّماً على هذا الكتاب محيطاً به، يكاد يحفظه عن ظهر قلب. ولازمته هذه الثروة اللغوية إلى آخر حياته نامية غير منقوصة.”
بفضل نباغته تمكن الشيخ سالم بوحاجب من إجتيار مناظرتي التدريس: الطبقة الثانية سنة 1859 فالطبقة الأولى سنة 1864 إمتهن التدريس لمده تقارب الستين سنة متطوعا في البدئ ثم رسميا بداية من 1859.
جمع الشيخ سالم بوحاجب بين مهام التدريس و مهاه ذات صبغة سياسية أو إدارية حيث تولى:
– مشيخة مدرسة المرجانية،
– الكتابة العامة لمجلس بلدية تونس سنة 1859،
– مقرر اللجنة الادارية المشتركة الخاصة بمراقبة المالية التونسية سنة 1860،
– نائب في المجلس الأكبر سنة 1861،
– مفاوض ضمن الوفد التونسي المتجه لإسطنبول سنة 1872،
– مساعدا للجنرال الحسين أثناء نازلة “نسيم شمامة” في إيطاليا لمدة ستة سنوات،
– خطة مفتي سنة 1905 ثم باش مفتي سنة 1919،
كان لإقامته في إيطاليا و سفره منها لفرنسا ( و ربما إنڨلترا) دور في صياغة أفكاره الإصلاحية و الدعوة لإقتباس و إدخال النظم السياسية المتقدمة و تعصير التعليم لتمكين المجتمع من إفراز قيادات كفؤة و إنحاز بذلك لمشروع تعصير التعليم التقليدي عبر ادراج العلوم مثل الرياضيات و الأحياء و الطبيعة في برامج التعليم كما أيد تأسيس جمعية الخلدونية و تصدى لمهمة إلقاء المحاضرات بها بصفة دورية.
لم يكتف سالم بوحاجب بالدروس و المحاضرات بل حول الخطب و المواعظ الدينية لفضاء للتثقيف و المناداة بالإصلاح طيلة عمله العام لحدود وفاته سنة 1924.
و قد ترك مجموعة من المؤلفات لعل أبرزها: تقارير على شرح البخاري بما يحويه من محاولات للتوفيق بين مقاصد الشرع بين روح التمدن العصري [ لم يقع تحقيق هذه التقارير و جمعها ] و له عدة قصائد في كتاب «عنوان الأريب عما نشأ بالبلاد التونسية من عالم أديب». وله قصائد نشرتها مجلة «الرائد التونسي»، ومجلة «الحاضرة»، وله ديوان شعر مفقود.
ـــــــــــــــــــــ المصادر:
أركان النهضة الأدبية في تونس للشيخ الفاضل بن عاشور
الموسوعة التونسية، موقع واب
تراجم المؤلفين التونسيين، محمد المحفوظ
تراجم الأعلام، محمد الفاضل ابن عاشور.
Views: 473