محمد الدغباجي: قلب الأسد الي لحقوه بالجرة

محمد الدغباجي: قلب الأسد الي لحقوه بالجرة

 الثائر المُجاهد {محمد الدغباجي} ولد سنة 1885 بمنطقة الحامة، و اسمه الكامل هو محمد بن صالح الزغباني الخريجي من بني يزيد، أما الدغباجي فهي كنية خاصة به لا بأسرته.
جُنّد في الجيش الفرنسي سنة 1907، و عند إندلاع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 كان الدغباجي من ضمن الجيش الذي أرسل إلى مراكز الحدود الطرابلسية كتعزيزات.

و لكن مع إندلاع ثورة الودارنة بالجنوب سنة 1915 فرّ من الجُندية و إلتحق بالثّوار و إنضمّ إلى العمليات الحدودية المُشتركة بين ثوّار الودارنة و ثوّار الجبل الغربي بقيادة {خليفة بن عسكر النالوتي}، ثم بعد إعلان الصلح بين ثوار الطرف الليبي و فرنسا، واصل مشاركة الثوار التوانسه عملياتهم العسكرية و الإشراف على بعضها.

و من أشهر وقائعه واقعة (جبل بوهدمة) سنة 1919 و واقعة (خنڤة عيشة) سنة 1919 و واقعة (الزلوزة) سنة 1920 و واقعة (المغديّة) سنة 1920 و واقعة (الجلبانيّة) سنة 1920.

 

و يذكر أنه فى رسالة بعث بها محمد الدغباجى إلى “خليفة الحامة” الذى كان يلح على الدغباجى فى العودة إلى أهله لإستدراجه ثم القبض عليه:
(أنتم تطلبون هذا الرجوع إلى ديارنا ؟ لكن ألسنا فى ديارنا ؟ إنه لم يطردنا منها أحد بعد..فحركتنا متواصلة وليس هناك أحد يستطيع ايقافنا)

 

تمثال محمد الدغباجي بالساحة التي تحمل اسمه بالحامة

بعد حصول الفتنة بين ثوّار جبل نفوسة بليبيا، و عقد الصلح بين {خليفة بن عسكر} و الإيطاليين، وقع تضييق الخناق على {الدغباجي} و مُحاصرته، فقبضت عليه السلطات الإيطالية سنة 1922 و سلمته إلى السلطات الفرنسية، فنُفذ فيه حُكم الإعدام يوم 1 مارس 1924 بمسقط رأسه بالحامّة.


إذ اقتيد البطل إلى ساحة سوق البلدة حيث أعدم. ويروى أنه رفض العصابة، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، رفضها ساخرا من الموت. ويروى أن زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد، وهتفت عاليا، مباركة شجاعته والشرف الذي نالها منه، وأنه أجابها وهو يبتسم “لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني..الله أكبر ولله الحمد..”

 

و قد كانت لحظات اعدام الشهيد البطل محمد الدغباجي تاريخية تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل تتناقل صرخته رافضا تعصيب عينيه : ” أنا لا أخشى رصاص العدوّ “. لقد بقي الدغباجي حاضرا في قلوب التونسيين كأحد أبطال حرب التحرير و تروي الذاكرة الشعبية ملحمته الخالدة في قصيدة بقيت تتناقلها الذاكرة الشعبية .

و هذا جزئ من القصيدة الشعبية الي تقول :

” الخمسة الي لحقوا بالجرّة ملك الموت يراجي-
لحقو مولا العركة المرّة مشهور الدغباجي “

جو خمسة يقصوا في الجره وملك الموت يـــراجي

ولحقوا مولى العركة المره المشهور الدغبــــاجي

جوّا خمسة يقصوا في الجره وملك الموت معـــاهم

راميهم شيطان بشره على تبزيع دمــــاهم

فرحوا يحسابوها غره يتباشروا بملـــقاهم

وقت إن شبح العين تعرى تكوا الخيل قـــداهم

والدغباجي في يده حره يسربيلهم في عشاهم

سرجاها خرجت على برا في الملهاد اخـذاهــــم

ذوّقهم كيسان المره

لا من روّح نــــاجي

فزعوا خمسة برباعيهم تيجيـبوا الفــــلاقة

مخزن مطماطة ينجيهم لثرنهم بنـــــــداقة

الكيلاني يتحلف فيهم بحـــــلالة وطلاقه

الدالة الفلاقة يمحيهم في واسع رقـــــراقــه

حسبوا يلقوا الشايط ليهم مدوهــــــا يا رفاقــه

ضربوا الخمسة وحقوا أيديهم زفوا زف تـــــــلاقي

كذب الوسعه يقصر بيهم زي هــــدير الناقه

توان يتلاقوا يقسيهم بوسربه شـــلهاقه

 

___________________________________
أهم المراجع :
  •  محمد الدغباجي, للمؤرخ محمد المرزوقي

 

Views: 234