فلاقة زرمدين، تاريخ غُيِّبَ ولكنه لن ينسى
فلاقة زرمدين، هم إحدى مجموعتين مسلحتين مسلحة برزت مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية وتكونت من خمسة أشخاص [صالح الوحيشي وأخوه عبد الله الوحيشي، فرج بوصويفة وإمحمد يونب وعبد اللطيف الزرمديني] و وتوفي جلهم في منطقة القطار بقفصة سنة 1948 في خدعة وكمين نصب لهم رحمهم الله.
تركزت تحركات وهجمات هذه المجموعة في منطقة الساحل التونسي تحديدا القرى والريف الذي يحيط بمدينة زرمدين وخاصة منطقة شعاب معان التي تحتوي على بعض التضاريس الوعرة فكانت سببا ساعدهم في الهروب والتخفي وجعلت فرنسا تجد صعوبة في مطاردتهم ، ساهمت هذه المنطقة والتضاريس التي تحتوي على بعض الوديان والربوات في تيسير تخفي أثار الفلاقة إذ يصعب دخول الشاحنات العسكرية لتلك المنطقة و لا تستطيع سوى قوة مترجلة الدخول منطقة حصلت فيها الكثير من الأحداث و كانت أيضا حاضنة للثورة المسلحة في منطقة الساحل التونسي سنة 1952 .
للأسف بقيت قصص وملاحم فلاڨة زرمدين روايات وسرديات تاريخية وشفوية عند الكثيرين وليس هنالك كثير من الوثائق التي تؤرخ لها وتسرد الأحداث المتعلقة بها.
من بين هذه الوثائق القليلة التي تؤرخ لتلك المجموعة والاحداث المتعلقة بها نجد مراسلة بتاريخ 19 جويلية 1946 بين المنجى سليم والحبيب بورقيبة الذي كان خارج البلاد وتحديدا في مصر.
مراسلة توثق أن صالح بن يوسف وقتها ذهب إلى زرمدين وجمال وبني حسان وقام بتقرير حول الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في تلك الفترة والمشاكل التي حصلت مع علية البريقي عامل فرنسا المتقاعد والذي كان برتبة قايد.
هذه المراسلة موجودة في كتاب “منجي سليم رجل المهمات الصعبة” للدكتور نور الدين الدقي أستاذ جامعي بجامعة منوبة ومختص في التاريخ المعاصر وتجدون المراسلة كاملة في الأسفل.
من جملة الأحداث التي حصلت في تلك الفترة سنة 1946 والتي تثبتها المراسلة حيث قام فلاقة زرمدين بمهاجمة دار علية البريقي الذي كان يعمل ويتخابر مع فرنسا في ذلك الوقت وقاموا بإتلاف عديد الأشياء والمحاصيل الفلاحية في مخازنه ولاذوا بالفرار.
بقيت هذه الحادثة يرويها الكثير من الناس وقام شعر شعبي من مدينة جمال اسمه عمر الخذيري في كتابة قصيدة شعرية واليكم هذا المقطع أو العرف الصغير الذي يروي مهاجمتهم دار البريقي:
يا سعد اللي يحضر من الأمة في خطرة الوحيشي و كيف مات تبزع دمه شور الجنة ماشي يا سعد اللي يحضر يا رجال يعاونهم بالزاد سميت صالح وفرج الغالي إمحمد يونب زاد.
بوصويفة سيد المنكودة جاهم من الأبعاد** جملة سلاحاتهم مجبودة في وسط خنڨ الواد.
خشوا على الجند الجلمودة في الشوارع ولبلاد** والبريڨي حواله منكوده من الناس الڨياد.
رزڨه تفيع واش يلمه زيته ما يسواش شعيره **وصوفه صوب ثمة السداري ما بڨاش.
إرتبطت بتاريخ هذه المجموعة أحداث أخرى من أهمها وأبرزها معركة الفايض وهي تتبع منطقة بني حسان معركة شرسة يقال إن فرنسا تكبدت خسائر كبيرة لم تعلن عليها ولكن بعض الشهود يقولون إن عدد الجنود الذين ماتوا يتراوح بين سبعة عشر جندي والثلاثين كأقصى تقدير، معركة قتل فيها الشيخ يونس من بني حسان على يد العسكر الفرنسي لأنه أخفى الفلاقة في القريشة أو ما يسمي بحقله أو أرضه الفلاحية.
و في الأخير خلدو اسمائهم في التاريخ وأثخنوا في الفرنسيين فرنسا رغم أنهم مجموعة من خمسة أشخاص وبينوا وهن فرنسا وأعوانها في تونس من بني جلدتنا.
لم يعش فلاقة زرمدين أحداث اندلاع الثورة المسلحة التي انطلقت خمس سنوات بعد مقتلهم لم يشاركوا فيها ولكنهم أسقطو أسطورة القوة العسكرية الفرنسية من مخيلة التونسيين و أن دحر المستعمر ليس بالمستحيل و أطلقوا صوب المحتل الرصاص ولو لم تكن هنالك خيانة ربما ماستطاعت فرنسا أن تتمكن منهم وتقتلهم .
- عمل: أسامة الشعلالي.
غلاف الكتاب صفحة 1 صفحة 2 صفحة 3 صفحة4 صفحة5
Views: 205
من كتب هذا النص في شأن فلاقة زرمدين مشكورا على إجتهاده. وأرجو أن لا يغضب مني. إنه لم يذكر بطولات كثيرة لهم.فمثلا قال الشاعر في هءا السياق:….معاهم محمد يونس زادة ساكنين فوق راس حمادة .شافوا العسكر في الغنادة شبوا فيه جهار. تكاووه مثل الحصادة. على يمينة و يسار..نهار فايض في بني حسان الموت فيه بلا تحكار. والبقية طويلة…خطب عنهم بورقيبة في غرة ماي في بداية السبعينات قال:فلاقة زرمدين هم الذين ألماني فكرة مقاومة فرنسا بالسلاح.قلت إذا كان هاذم خمسة فقط دوخوا فرنسا. علاش ما نحط أضعاف المجموعات المسلحة في الجبال والشعاب ….وهكذا تكونت وتوزعت المقاومة التونسية في بداية الخمسينات على كامل البلاد التونسية مجموعات مجموعات بالجبال والشعاب. من الشمال والجنوب