علي البلهوان: من قيادات الكفاح ضد المستعمر الفرنسي

علي بن عبد العزيز بن علي البلهوان الملقب بزعيم الشباب:
مناضل سياسي و خطيب و صحفي و مفكر يعتبر من ألمع الشخصيات السياسية التونسية؛ ولد بالعاصمة بتاريخ 13 أفريل 1906 و إلتحق بالكتاب ليتعلم فيه أصول القراءة و الكتابة ثم إلتحق بمدرسة خير الدين سنة 1917 حيث مكث فيها سبع سنوات توجها بالتحصل على الشهادة الإبتدائية سنة 1924، ثم إلتحق بالصادقية و زوال تعليمه فيها لحدود سنة 1931 تاريخ تحصله على شهادة الديبلوم.
تحول علي البلهوان إثر تحصله على شهاده الديبلوم إلى فرنسا حيث زوال تعليمه في جامعة السوربون و تخرج منها متحصلا على الإجازة في الفلسفة.
كانت مدة إقامة علي البلهوان في فرنسا فرصة للعمل السياسي حيث انخرط في منظمة نجم شمال افريقيا و جمعية طلبة شمال افريقيا و قدم لهما خدمات شتى لغاية سنة 1935 تاريخ تحصله على الإجازة و رجوعة للبلاد، وقد تم تعيين علي البلهوان كأستاذ في المدرسة الصادقية.
كان للأستاذ علي البلهوان دور كبير في شحذ همم الطلبة الصادقيين و بث روح مقاومة للإستعمار و الإعتزاز بالشخصية القومية فيهم و سرعان ما تعرض لمضايقات و هرسلة من طرف السلطات الاستعمارية لحد تاريخ 15 مارس 1938 تاريخ فصله و طرده من المدرسة الصادقية بتعلة دعاية علي البلهوان للحركة الوطنية و إنخراطه صلب الحزب الدستوري (تاريخ الانخراط كان سنة 1936).
كان رد الفعل الوطني على قرار طرد علي البلهوان من الصادقية سريعا، حيث شهدت العاصمة إضرابا تلمذيا شارك فيه طلبة المدارس التونسية، و طلبة الصادقية و طلبة جامع الزيتونة و بلغ الإضراب التلمذي أوجه في 02 أفريل 1938 تاريخ تأسيس “لجنة الإتحاد الزيتوني المدرسي” كهيكل قومي يتولى تنسيق مجهودات الطلبة داخل البلاد التونسية و حشدهم في مواجهة السلطة الاستعمارية.
بلغت الأحداث بالنسبة للزعيم علي البلهوان ذروتها في أفريل 1938، حيث ساهم في تأسيس لجنة الاتحاد الزيتوني المدرسي، ثم في تعبئة الجماهير في مظاهرة 07 أفريل 1938 أمام قصر الباي بحمام الأنف ثم بإستفزازه الإقامة العامة في 08 أفريل 1938 و كان للقمع الاستعماري لهذه الأحداث : إلقاء القبض على علي البلهوان، الحبيب بورڨيبة، الحبيب بوڨطفة، صالح بن يوسف، المنجي سليم الدور الأبرز في إشعال البلاد في يوم 09 أفريل 1938 الخالدة.
هذا مقتطف من خطاب البلهوان يوم 8 أفريل 1938 الذي تحدي فيه الاستعمار الفرنسي الغاشم قبل إعتقاله و إندلاع أحداث 9 أفريل :
“يا أيها الذين آمنوا بالقضية التونسية، يا أيها الذين آمنوا بالبرلمان التونسي، ان البرلمان التونسي لا ينبني الا على جماجم العباد، ولا يقام الا على سواعد الشباب ! جاهدوا في الله حق جهاده، اذا اعترضكم الجيش الفرنسي أو الجندرمة شرّدوهم في الفيافي والصحاري وافعلوا بهم ما شئتم، وأنتم الوطنيّون الدائمون في بلادكم وهم الدخلاء عليكم ” .
تم سجن علي البلهوان في تونس فتبرسق ثم تم نفيه سنة 1941 لسجن سان نيكولا في فرنسا،
فكان لأحداث الحرب العالمية الثانية دورها في تحريره من سجنه بتاريخ 18 أفريل سنة 1943، حيث عاد لتونس و كرس مجهوده لتنظيم الحزب و إعادة بناء هياكله و القيام بالمحاضرات و عقد الإجتماعات في كامل تراب البلاد و قد تصدت له السلطات الاستعمارية في اكثر من مناسبة و منعته من القاء المحاضرات و صادرت كتاباته في الصحف لحدود سنة 1951 تاريخ تحول علي البلهوان للقاهرة ثم بغداد حيث عرّف بالقضية التونسية لدى مسؤولي هتين الدولتين.
إثر حصول تونس على الإستقلال الداخلي عاد علي البلهوان الى البلاد حيث تولى:
. كاتبا عاما للجنة التعاضد القومي صلب الحزب سنة 1955،
. رئيسا لمصلحة النهوض الإجتماعي صلب الحزب سنة 1956،
. نائبا في المجلس القومي التأسيسي فأمينا عاما لهذا المجلس،
. مقررا عاما لمشروع الدستور،
. رئيس الوفد التونسي في المؤتمر الافريقي الأسيوي لسنة 1957 و رئيسا لوفد العلماء التونسيين لندوة لاهور للشعوب الإسلامية،
. رئيسا لبلدية تونس سنة 1957،
و كان لهذه المسؤوليات أثرها على صحته حيث توفي علي البلهوان بصفة مفاجئة يوم 09 مارس 1958 على إثر سكته قلبية.

من أبرز قيادات الحركة الوطنية للإستقلال
خلف علي البلهوان تراثا من المؤلفات أهمها :
-
نحن أمة.
-
تونس الثائرة
-
ثورة الفكر أو شكل المعرفة عند الغزالي: فصول نشرها في مجلة المباحث التونسية من سنة 1944 الى سنة1946.
وأما المخطوط التي لم تتطبع لحد سنة 2018 للأسف:
1/ ترجمة كتاب شارل اندري جوليان تاريخ شمال افريقيا
2/ الاقتصاد التونسي و قدم فيه نظرية للإقتصاد التونسي من نواحي التزايد الديمغرافي، اشكال الاراضي البور، أزمة المياه في الجنوب التونسي.
3/ تصميم العاصمة و هو إقتراح لمثال عمراني لبلدية تونس.
4/ الرسائل و المقالات الفكرية والأدبية والسياسية التي نشرها في مختلف الصحف التونسية مثل المباحث والزهرة ولواء الحرية والحرية والصباح والعمل و التي لم يقع إحصائها
5/ مذكرات عن الحبيب بورڨيبة أثناء تجربة سجنهما في سان نيكولا الفرنسية.
1/ كتاب «علي البلهوان زعيم الشباب والمثقف المثال الرجل والأثر مختارات من أدبه ونضاله» للباحث محمد الصادق عبد اللطيف
2/ كتاب « علي البلهوان حياته و أثاره» للكاتب رشيد الذوادي
3/ كتاب « تراجم المؤلفين التونسيين» للباحث محمد محفوظ
2/ كتاب « علي البلهوان حياته و أثاره» للكاتب رشيد الذوادي
3/ كتاب « تراجم المؤلفين التونسيين» للباحث محمد محفوظ
Views: 48
لا تعليقات بعد على “علي البلهوان: من قيادات الكفاح ضد المستعمر الفرنسي”
التعليقات مغلقة.