فشل البلديات في إمتحان الحكم المحلي: ثلاثة أسباب رئيسية
بعد اكثر من عامين على انتخاب المجالس البلدية، مازالت البلديات ماتنجمش تلبي انتظارات المواطنين.. وتقريبا خدمتها مقتصرة كان على تنظيف الشوارع والتنوير العمومي ويطلعو مضمون ومنح رخص البناء و استخلاص الاداءات والي هي حتى المهام هذي مش يخدمو فيها كيف مايلزم.
وبحكم متابعتي اليومية لنشاط البلدية بش نحكي على 3مشاكل رئيسية في مايخص فشل البلديات حتى التو.. أولها القوانين المعطلة و ثانيا تداخل الصلاحيات بين البلدية و السلط التنفيذية وثالثا ضعف آداء المجالس البلدية.
1.تعطيل تطبيق و إصدار القوانين:
مجلة الجماعات المحلية الي فيها صلاحيات بالمشطة للبلدية ما ينجموش يطبقوها مباشرة، لأنو تطبيق فصولها يلزمو نشر أموامر التطبيقية/ الترتيبية تفسر كيفاش بش يصير تطبيقها.
مجلس النواب كيف عمل مجلة الجماعات المحلية عطا مهلة 9أشهر لوزارة الشؤون المحلية بش تصدر الأوامر الي عددها 38. لكن بعد ما وفات المهلة يوم15 فيفري2019 ولليوم في شهر نوفمبر2019 الوزارة أصدرت كان 9أوامر فقط.
الأوامر هذي هي الي بش توسع في صلاحيات البلديات تزيد في ميزانيتها و تعطيها الحق بش تولي تتدخل في المدارس ودور الشباب والثقافة و الإدارات المحلية…
– بالاستفسار من بعض المسؤولين اكتشفت انو الوزارة تحكي في لوغة يلزم نبقو 25عام بش البلديات تأخذ كل صلاحياتها.
و إكتشفت انو ثما أوامر تطبيقية تحتاج لأوامر أخرى أقل منها بش تفسيرها و تبين طرق تطبيقها.. الحق الحكاية هذي مانيش فاهمها بالضبط اما اتو نطلعها شنوة حكايتها بالضبط.
وسط مشكلة تعطيل صدور الأوامر من الوزارة، ماريتش أي تحرك حقيقي من رؤساء البلديات بش يفكو صلاحياتهم و يجبرو الوزارة على تنفيذ القانون.
و الكونفدرالية رؤساء البلديات قعدت متع ندوات و تصريحات وماريناهاش رفعت قضية للمحكمة الإدارية ضد الوزارة ولا ركزت على الموضوع إعلاميا، بل إني سمعت رئيس بلدية يبرر في فشل الوزارة بكثرة مشاغلها!!
2- تداخل الصلاحيات بين البلدية الي هي منتخبة وبين السلطة التنفيذية (معتمدية/ولاية/وزارات)
بش نحكي أمثلة واقعية،
– في واحد من أحياء البلدية تمت برمجة إنشاء ملعب حي في مشروع وزارة التجهيز لتهيئة كاملة للحي ومن جهة أخرى ثما برنامج أوروبي بالتعاون مع وزارة الرياضة لبناء 500ملعب حي في كامل البلاد وتم اقتراح الحي هذا بش ياخذ واحد من الملاعب إضافة لهذا المواطنين يطالب في البلدية بش تعمل لهم ملعب حي، و هاذم الكل متدخلين ينجمو يعمل الملعب وكل واحد يخدم وحدو و عادي بارشا ولا واحد فيهم يبني الملعب كيف ماانجمو نلقو زوز منهم حاظرين لبناء زوز ملاعب، ورغم الي يلزم يكون بيناتهم خدمة مشتركة فإنو كل واحد قاعد يخدم وحدو على نفس الهدف.
– مثال ثاني:
رئيس بلدية المرسى المستقيل، قال انو كان ثما 24عون بلدي وحاليا تم تخفي هم الى 4أعوان شرطة بيئة لأنو وزارة الداخلية هي الي تحكم فيهم وتعينهم كيف ماتحب.. وفي بلدية أخرى أعوان الشرطة البيئية ياخذو في الرشوة كيف فاق بيهم رئيس البلدية طلب من الوزارة بش تبدلهم ولو ترفض ماعندو مايعمل.
يعني الشرطة البيئية تابعة وزارة الداخلية لكن عمليا تابعة البلدية.
– مثال ثالث:
في إحدى البلديات، صار خلاف على شكون الي يملك التابيات الأرضية الي يلعبو عليهم الرياضيين في قاعة مغطات، المعركة بين البلدية الي تملك القاعة و بين الوزارة المشرفة على الرياضة و بين الجامعة الرياضية الي جابت التابيات و حطتهم في القاعة..
دور الثقافة و دور الشباب نفس الشي، عادي بارشا تلقى دار ثقافة مبنية بفلوس الوزارة و الأرض ملك البلدية.. وكل واحد منهم يرمي في الكورة عند الآخر في شكون بش يصرف علاها و يصلحها، وقعد ملف الصيانة راقد بالعشرة سنوات وكل واحد يرمي في الكورة لصاحبو.
– أمثلة أخرى:
إصلاح طريق أو شبكة تصريف المياه أو الصرف الصحي أو المدارس والمستوصفات و المراقبة الصحية والنقل العمومي و و و……. كلها مجالات تنجم تتدخل فيها البلدية كيف ماتنجم تتدخل فيها وزارة أو معتمدية.. الي ممكن كل واحد يفرط فيها للثاني أو يتعاركو على شكون يتحكم فيها.
? ببقى للبلدية بعض المجالات الي تتدخل فيهم وحدها تقريبا، والي هوما رفع الفضلات و التنوير العمومي وكتابة صداقة ومضامين… غير هذا يا إما يلزم البلدية تتعدى للخدمة بموافقة وزارة أخرى أو صلاحيات مشتركة مع المعتمدية أو وزارة.
– التطبيق الفعلي لمجلة الجماعات المحلية وإصدار أوامرها التطبيقية من وزارة الشؤون المحلية هو الي بش يفض تداخل الصلاحيات و يعطي القوة الفعلية للبلدية بش تولي تحكم في كل شي في منطقتها.
3- ضعف المواجهة:
كالعادة بش نحكي أمثلة واقعية، وانت أحكم وحدك:
– في إحدى البلديات، أهم لجنة في المجلس متاع المالية عملت إجتماع وحيد في عام كامل ولجنة أخرى عملت 3إجتماعات ولجنة أخرى تعمل في إجتماعات صورية يعني تجتمع ببعض المواطنين وتكتب محضر جلسة فيه طلباتهم و تقدمها للجلسة، بلاش دراسات و لا تقارير يعني تخدم بوسطاجي متاع طلبات.
– في إحدى البلديات إجتمعت لجنة الأشغال في شهر جوان لتحضير مسودة مثال التهيئة العمرانية ومن وقتها 4أشهر ماعاودوش اجتمعو لليوم، والسيد رئيس اللجنة يحب المواطنين يقدمو مقترحات جاهزة.. وقت الي المواطنين مش فاهمين شنوة معناها مثال تهيئة عمرانية من أصلو!!
– في إحدى البلديات، رئيس البلدية ماهوش يطبق في النظام الداخلي الي يفرض عليه إنذار رئيس اللجنة الي ماقامش بمهمتو و إذا بقات اللجنة رقادة يلزمو يرفع الأمر للمجلس بش يبدلو أعضاء اللجنة، ومن بعد نفس رئيس البلدية يشكي من الأعضاء الي مايحبوش يخدمو.
– في أغلب البلديات و ممكن في كل البلديات إلا ما ندر، أعضاء المجلس البلدي من يوم الحملة الإنتخابية مارجعوش للمواطنين الي إنتخبوهم بش يسمعو مشاكلهم و يوصلو صوتهم و يفهموهم علاش البلدية ماهيش تلبي في انتظارات المواطنين.
– رغم الي مجلة الجماعات المحلية تحدد 9اشهر للإنتقال الصلاحيات من السلط التنفيذية( وزارة، ولاية، معتمدية) لكن وزارة الشؤون المحلية تحب العملية الانتقالية تردها 25عام والهنا ماسمعنا حتى رئيس بلدية رفع قضية إدارية ضد الوزارة بش يفكو صلاحياتهم، بل إنهم يبررو في مخالفة الوزارة للقانون.
– في بلديات تقريبا كل جلساتهم تتأجل لعدم إكتمال النصاب بسبب غياب الأعضاء المنتخبين الي رشحو رواحهم للانتخابات البلدية مش واعين بحجم المسؤلية أو طامعين في شهرية والركشة و ضخامة الإسم أو منافسة حزبية على شكون يجيب أكثر أصوات وبعد ما يربحو كان متاع تبهبير و حديث و الخدمة ربي يجيب.
– شرطة البيئة تحرر خطايا مالية ضد قهاوي تحتل الرصيف، تتغشش نقابة المقاهي و تعمل بيان تطالب فيه البلدية بمراجعة الخطايا (الي هي قانونية)، وتصير جلسة بين النقابة والبلدية يتفقو فيها على إلغاء الخطايا الي تم تحريرها و يتجمد تطبيق القانون لأشهر وتحدث لجنة لمراجعة معلوم الخطايا.. وهكذا يرضخ رئيس البلدية للنقابة الي تشوف نفسها فوق القانون.
? كيف مانشوفو أعضاء مجلس النواب ديما غايبين ومايخدموش، تقريبا نفس الشي عند أعضاء ورؤساء البلديات، مايحبوش يعملو مجهود ويتعبو فيسع واطير النفحة ويبقو يبكو على قلة الإمكانيات و ضعف الصلاحيات.
Views: 168