من الثورة العفوية الى الثورة الفكرية (6)

من الثورة العفوية الى الثورة الفكرية (6)

 

الفعل العفوي هو فعل لا إرادي لأنو ينتج على انفجار انفعالات و لهذا فانو ينجم يهز لحالة مفاجئة: وضع لا متوقع و وضع ما يعجبش و وضع كارثي.

==> الفعل العفوي ينجم يفجر أزمة.

 

#الفعل_العفوي ينجم بسهولة يهز الكيان و يزعزع الثوابت و يطرح اسئلة جديدة و ينتج قضايا كبرى .

 

و ثورتنا التونسية بما انها فعل عفوي فانها فاجإتنا بنتائجها : ازمة سياسية و اقتصادية و اجتماعية ما كناش متوقعينها أبدا، أصلا وحلة .

– كذلك ثورتنا العفوية حلت الباب قدام كل انواع الاسئلة و الافكار : الهوية التونسية ، نظام الحكم ، الحداثة، علاقة الدين بالدولة ، مجلة الاحوال الشخصية ،منوال التنمية ، الفساد ،الثروات الباطنية ،ازمة النخبة التونسية ،الماركسية ،التحررية ….

 

– عدد كبير من الاسئلة و المفاهيم و القضايا : السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، الدينية و حتى الفلسفية…

– أسئلة حول تونس: ماهيتها ،انتمائها ،ثقافتها ،حضارتها ،دينها ،دبلوماسيتها ،موقفها في العالم ، امكانياتها الاقتصادية و كيف كيف حول العالم و الانسانية .

– الثورة العفوية فجرت قضايا مكانتش تخطر على بال التونسي انو يخمم فيها لأنها تمس الدين و الجنس، كيف : الشراب حلال و الا حرام ، التشيع ، المسيحية ، الالحاد ، سب زوجة الرسول ، اللواط ، التحول الجنسي ،المثلية الجنسية ، الامهات العازبات .

– الثورة العفوية طرشقت الواقع التونسي :سياسيا ،اقتصاديا ،دينيا و بالخصوص فكريا..

==> الثورة العفوية جوجمت #العقل_التونسي بكل مستوياتو و لذا فانو رد عليها الفعل عكسيا و بدا يتمنا في الرجوع للماضي وين كان مطمان تمام : يعرف كل شي و فاهم كل شي و مرتاح فكريا :

– الثورة العفوية زعزعت القناعات ،الاحكام ،الافكار و الايمان و عرفتنا بكم الجهل،البهومية و التصطيك الي معشعش في عقلنا من النخبة و انتي هابط .

 


 

ــ الثورة العفوية كشفتلنا :

  • حقيقة تونس عرات تخلفها و فسادها و للنا كيف شفنا وعينا بكم الجهد و الخدمة المطالبين بيهم بش انجمو نمشو في ثنية الاصلاح ..

و الهنا! جهمت علينا! و تعبنا بالمسبق ! و للنا تمنينا الرجوع للماضي وين كنا نعيشو امنيات لذيذة و نستمتعو بتخيلها.

==> بعد ما طارت الفرحة ،الشيخة ،فورت الحماس العفوي و تفش غيظنا من النظام السابق و تحطينا قدام الواقع الحقيقي تعبنا و ولينا نحبو ننسحبو من قدامو : عجزنا على مواجهة الواقع لنو جيناه بالاحلام الطفولية.

  • كشفت ثورتنا العفوية انو الأمة التونسية :نخبة و جماهير ينقصها : النضج ،امتنا الشابة جدا و الحديثة في السن ،ناقصة غلوة و جاتها لاول مرة في تاريخها فرصة الحرية فحارت آش باش تعمل بيها و خافت منها و غلطت برشا أغلاط ووحلت في طبعة المشاكل العويصة المورثة من قرون ….

 

هكا بان انو قدام أمتنا زوز اختيارات،، يا ترجع لتالي ، يا تقدم لقدام:

يا تعاود تجيب مستبد جديد يحكمها كيما يحب و ترضى بمكتوبها و شد مشومك ليجيك ما أشوم و تدفن كل الطموحات و الاحلام و تستانس بالتعاسة .

و الا تكمل لقدام : تعيش الحرية و بلي بش يصير خلي يصير : تعيش مغامرتها وتحاول تحقق اهدافها ،تغلط و تصلح تطيح و تقوم حتى لين تلقا ثنيتها .

 

ــ  لهنا الاختيار الحاسم :

العواطف السلبية الي ناتجين على خيبة الامل و اليأس و اكتشاف حقيقة الوضع و صعوبة المسار و  الشعور الحاد بالضياع و العجز على الاجابة على سؤال (شنوة الحل للمشاكل هذي لكل ؟؟؟ ) ..

لكن بتفكير جاد و موضوعي يقوللنا : الاغلاط كان عندهم سبب و مدامنا عرفنا السبب إنجمو نعالجوه و تولي عندنا فرصة للنجاح، ماضاع شي و اصلا ما يضيع شي .

 

التاريخ البشري مغامرة عملاقة مجا فيها شي بالساهل..

ثورتنا العفوية كانت تجربة و إنجمو نستفادو منها علخر في التخطيط المستقبلي و طريقة اخذ القرارات و هوكا عرفنا مليح انو الاهداف تتحقق ب: الفكر الواعي و الجدية التخطيط و تحديد الغايات بوضوح و عرفنا زادا انو نخبتنا صفر و انو فكرنا السياسي متخلف و فهمنا مليح عمق ازمتنا و لذا انجمو نستنبطو طريق الخروج .

 

ــــ بين العاطفة السلبية الناتجة على العفوية الي تحب ترجعنا لتالي و بين الفكر المنطقي و الموضوعي الي يقودنا في طريق الامل تكمن الثورة الحقيقية : #الثورة_الفكرية .

 


 

 1. آش معناها الثورة الفكرية ؟

 

الثورة الفكرية هي: اسقاط منظومة فكرية معينة و إقامة بديل ليها.

يعني خلق منظومة فكرية جديدة، لذا كيف نقولو نحتاجو لثورة فكرية يعني انو نحتاجو ثورة على منظومة فكرية معينة و تبديلها بالجديد .

 

باهي و في تونس تو :

  1. علاش نحتاجو لثورة فكرية؟؟ و شنوة الي يثبت انو منظومة افكار معينة هي سبب الفشل ؟؟؟

  2. اناهي المنظومة الفكرية الي لازم نثورو عليها ؟؟؟ اناهي المنظومة الفكرية الفاشلة؟؟

  3. اناهي المنظومة الفكرية الجديدة : المنظومة الفكرية الناجحة ؟؟؟

2.علاش ثورة فكرية ؟

 

في الفرق مع الثورة التونسية ل 2011 الي كانت عفوية ( مدعالها حد) و انما تطورت الاحداث تلقائيا : اشكال بين الادارة التونسية و مواطن تونسي > المواطن يحرق روحو >احتجاج في منطقتو ضد البطالة ،التعسف الاداري ،الوضع الاجتماعي > قمع بوليسي تقليدي > التحاق معتمديات اخرى بالاحتجاج > قمع بوليسي جديد > سقوط قتلى بالكرتوش > توسع الاحتجاج بولايات اخرين > قمع بوليسي اشد > تزايد عدد القتلى > صدمة كبيرة في الوعي العام بسبب مشاهد القتل العشوائي > تزايد الكلام عند العامة حول النظام و الفساد و عايلة الرئيس > النقابات تبدا تعلن في اضرابات جهوية > القتل ولات شبه يومي > الفدة و القلق و الرغبة في الثورة انتقلت لاغلب مناطق الجمهورية > اضراب عام في العاصمة يترافق مع مظاهرات تطالب باسقاط النظام > هروب بن علي :سقوط راس النظام> مظاهرات مطلبية متنوعة > حكومات مؤقتة ( ماقبل الانتخابات)> مظاهرات مطلبية باسقاط الحكومات > حكومات ضعيفة تحاول تلبي كل الطلبات > انفتاح في الحياة السياسية : حزبيا ،جمعياتيا ،اعلاميا ، نقابيا : تخمة تنظيماتية > مطالب سياسية كبرى :نظام برلماني ،مجلس تأسيسي > انهيار حكومي > الرعب العام و بروز راي عام مضاد للفوضى : الخوف من انهيار الدولة > الرضى بمسار انتقالي لانتخابات مجلس تأسيسي > الحرب الفكرية : علمانيين /اسلاميين > الاسلاميين و حلفاؤهم يربحو في الانتخابات > : التحالف الثلاثي : الحكم العفوي > التحالف المعارض : تدمير الاسلاميين مهما كان الثمن > عجز  الحكومة الجديدة على الاصلاح > التفوريخ السلفي > غباء الحكومة في التعامل مع كل الملفات > بروز راي عام مضاد ،كاره ، متقزز من سلوك الاسلاميين > بروز الفدة من الثورة > المنظومة القديمة تبدا تعيد تأسيس روحها بعناوين جديدة و استرجاع الرمزية البورقيبية >  فوضى سياسية >  خوف النهضاويين من انقلاب كيما مصر > تفاهمات بين النهضاويين و الندائيين حول المسار السياسي > سن دستور ترضياتي للجميع > انتخابات 2014 : رد الفعل : نداء تونس : مكون من تجمعيين و ماركسيين سابقين يربح : شبه عودة لماقبل 2011 و السؤال الحارق لماذا فشلت الثورة ؟

 

  • ثورتنا العفوية بعد خوماضات  متعددة فشلت تماما في القضاء على الفساد و تحقيق الرضاء العام ( سياسيا /اجتماعيا) و الاهم انو كل فوراتها عقبهم ندم من بعد و هذا الي اثبتتو انتخابات 2014 و موجة الحنين لبن علي  و صحة الرقعة متاع التجمعيين.

 

  • عفوية فعلنا السياسي/الاجتماعي كثوار او مناصري الثورة خلاتنا نضيعو في الثنية ،نتمهمشو ،ندخلو في بعضنا ،نسرحو في عركات جانبية ، فيسع ما نتعرضو للاستفزاز ( خصوصا في المسائل الدينية /الجنسية ) و ننسو القضايا المركزية.

 

  • عفوية فعلنا السياسي فيسع ما استهلكت و استنزفت الحماس الجماهيري و فقدنا  الامل بعد تعاقب الفشل ( باستثناء قضايا الحريات) و بردنا و ذرحنا و تحولنا الى نبارة ،بكاية ،سبابة شعب او انتهازيين !!!!

 

  • عفوية فعلنا السياسي مكنت المنظومة القديمة من انها تلم روحها ،تعمل تحالفات جديدة ، تأثر في الراي العام و ترجع للحكم عبر الانتخابات !!!!

 

 

ــ لذا فانو حان الوقت باش :

  1. نفهمو رواحنا آش نحبو بالظبط ==> نحددو غاياتنا السياسية /الاقتصادية /الاجتماعية بدقة.

  2. نفهمو مشاكلنا بالظبط ==> نحددو العراقيل بموضوعية

  3. نفهمو شنوة انجمو نعملو بالظبط ==> نعرفو قدراتنا الحقيقية بتجرد

  4. نستنبطو السبيل الأقوم لتحقيق غاياتنا و حل اشكالاتنا بقدراتنا الذاتية ==> نخططو مسارنا السياسي بنجاعة .

 

نفهمو ،نعرفو ،نخططو بدقة و موضوعية و تجرد، يعني انو نقومو بثورة فكرية و هذا الي بان احتياجنا ليه بعد سنوات من التبلبيز السياسيو الفكري.

 

 

#ثورة_فكرية:

تو فهمنا بالظبط آش تعنيه العفوية : رغبات مكبوتة ==> انفجار ==>  تبلبيز ثوري + تبربيص سياسي و تفرفيش فكري ==> دخول في حيط ==> فوضى ==> خوف من المستقبل ==> شعور بالعجز ==> رفض الحرية ==> الندم على الثورة ==> الرغبة في الرجوع للماضي ==> اليأس من التقدم ==> الايمان بالعجز ==> الرضى بالدون ==> العودة للمشاعر المكبوتة من اول و جديد ==> العفوية تعني الفشل في تحقيق الاهداف .

 

العفوية بما تعنيه من السلوك العاطفي البحت فانها ما تهتمش بالنتايج و انما برد الفعل : العفوية هي رد فعل.

و لذا فإنها ماتنجمش تحكم في الواقع و اذا بدلتو فانو غالبا في وجهة مختلفة على المرغوب، و لذا بما انو احنا التوانسة نحبو نحققو اهداف معينة فاننا نحتاجو لتمشي معين، مشي مظبوط حسب قواعد منطقية و موضوعية تمككنا من تحقيق اهدافنا و هذا يعني انو نحتاجو ل #الفكر .

=> تو تفاهمنا : انو نحتاجو للفكر لكن علاش ثورة فكرية؟

 

ـــ تعني ثورة فكرية ثورة على المنظومة الفكرية التونسية لإحلال منظومة جديدة للنا السؤال :

 

 

 3.شنية مشكلة المنظومة الفكرية السياسية التونسية ؟

 

مشكلة #الفكر_السياسي_التونسي انو عاجز تماما على حلان مشاكلنا السياسية /الاقتصادية /الاجتماعية /الرياضية …. و انو يقودنا أغلب الاحيان في طريق مسدود و يخلينا ضايعين!

مشكلتو انو بوضعو الحالي : هو فكر مشوش ، مبلبز ، داخل بعضو و ضبابي لذا فانو مخلي عواطفنا تقودنا و هككا علاش دخلنا في حيط.

 

ــــ يعاني فكرنا السياسي التونسي من :

  1. الجهل بتاريخ تونس و تاريخ العالم

  2. التسرع في الاستنتاج

  3. الاحكام العاطفية

  4. الانغلاق العقائدي

  5. التكركير و البخل

  6. المفاهيم الموش واضحة

  7. العجز على التفكير المنطقي

  8. رفض الموضوعية

  9. الخلط بين : السياسي ،الاقتصادي ،الاجتماعي ،الديني ،الاخلاقي ،العقايدي … :الخلط بين المفاهيم : العجز على التحديد المفاهيمي.

  10. الجهل بالادوات الفكرية الضرورية للسياسة، التاريخ اقتصاد ،ادارة اجتماع اتصال فلسفة دين …

  11. تبني مفاهيم مشوهة و مقطوعة من سياقها التاريخي و الجغرافي.

  12. الرغبة الكبرى في وضع الواقع التونسي في اطار نظري سبق استعمالو خارج تونس لمجرد تشابه مظهري معاه.

  13. الايمان بأنو تونس عاجزة بمفردها على الاعتماد على ذاتها وعلى التقدم

  14. البهومية و البحث الدايم على الحلول السحرية

  15. التصديق السريع لاي نظرية توافق الاماني السياسية و تعفيه من الجهد الفكري.

 

#فكرنا السياسي التونسي بحالتو هذيكا :يعوقنا ،يعطلنا و يمنعنا من تحقيق اهدافنا السياسية وحلان مشاكلنا و بلعكس يزيد في الطين بلة و يعمق ازمتنا . لذا فإنو لازم نثورو عليه لتغييرو : نثورو عليه او بالاحرى على حالة الشلل ، الجهل ، التبلبيز و التبربيص الفكري باش نحلو افق جديد لازمو يكون فكري قبل مايكون سلوكي.

 

4. و بعد الثورة الفكرية ؟

سلوكنا السياسي في السنوات الي بعد الثورة ثبتلنا انو : طفولي او مراهق : سلوك ينقصو النضج ،النجاعة ،العزيمة ، الدقة!

 

==> كان سلوك مقامر : عملنا السياسة كيما جا جا بفوران العاطفة ، الشعارات ، الاماني و المطالب ووصلنا للفشل التام و لهنا يتبين انو محتاجين سلوك سياسي جديد مبني على :

  1. الوعي بالمشاكل و اسبابها الحقيقية

  2. الجدية

  3. اهداف دقيقة

  4. النجاعة

  5. المعرفة بامكاناتنا الحقيقية

  6. الالتزام بالمبادئ ،الاهداف و المسار

  7. الموضوعية و التجرد من العاطفة

  8. العمل

  9. النظام

  10. الاعتماد على الذات

  11. الطموح

  12. الايمان بقدرة تونس على الفعل و النجاح في كل الميادين.

 

مهمة الثورة الفكرية: إزاحة العراقيل الفكرية النفسية الي واقفة قدام تقدم سلوكنا السياسي في الاتجاه الايجابي الي يمكننا من حل مشاكلنا و تحقيق اهدافنا.

 

من بعد الثورة الفكرية:

لازم نكملو نزيحو و نجتثو كل الافكار و المشاعر السلبية الي تكرس فينا : الجهل ،التخلف ،اليأس ،الخوف ،الاعتماد على لخرين ،التسرع و الانهيار السريع..

و مخليتنا ديما عايشين سلسلة :السكوت ــــ الفورة ــــ الاحلام ــــ انهيار الاحلام ـــ اليأس ـــ السكوت الجديد .

 

من بعد ما تكتمل الثورة الفكرية:

يجي وقت بنيان منظومة فكرية جديدة تخرجنا من دايرة الفوران و البرود المستسلم و تدخلنا دايرة :الفعل الناجع.

ثورتنا الفكرية الي نحتاجولها هي زوز لحظات او زوز افعال :ثورة على الفكر السايد و بناء الفكر الجديد.

 

ــ لذا فانو الثورة الفكرية مهمتها انها تزيح :البهومية ،الجهل ، الاستسلام ،العاطفية ،الغوغائية ،الركون للاحكام المسبقة ، الرضا بالدون و كل عوامل الفشل الفكري.

و انها تفضي بلاصتهم في العقل السياسي التونسي ل : المنطق ،الموضوعية ،المعرفة ،النقد ،الايمان بالذات ، الايمان بقيمة العمل ،الايمان بالتقدم و الاهم الايمان بقدرة تونس بمفردها انها تنهض ،تحل مشاكلها و تقدم لقدام .

 

من بعد الثورة الفكرية بش يتحل افق :

سياسي ،اقتصادي ،اجتماعي ،ثقافي ، رياضي و ديني زادا جديد تماما: أفق لحياة حقيقية و تقدم مطرد و امكانيات نجاح حقيقية على اساس العمل الجديو السلوك الناضج.

 

 


هذه وحدة من سلسلة تحليل الثورة التونسية،
لقرائة السلسلة كاملة >>
من الثورة العفوية إلى الثورة الفكرية (PDF)

Views: 200