عفوية الثورة التونسية و غياب التنظيم و القيادة (5)

عفوية الثورة التونسية و غياب التنظيم و القيادة (5)

كيفاش الثورة التونسية عفوية؟

الثورة التونسية اندلعت بسبب حدث عفوي أحرق فيه الشاب محمد البوعزيزي روحو بعد ما تفكتلو البرويطة من طرف اعوان التراتيب البلدية . حادث اعتباطي بحت : انتحار شاب معادش ينجم يتحمل ظروفو الاجتماعية . مهوش هذا اول حادث من نوعو لأنو صار قبلو على الأقل واحد في المستير في نفس العام .

==> الثورة اندلعت بمحض الصدفة.

 

التحركات الشعبية: مظاهرات ، وقفات احتجاجية ،اعتصامات و مواجهات مع الامن التونسي.

كانت منقسمة على زوز أنواع :

– بين ماهو مأطر تحت اتحاد الشغل او لجان المعطلين عن العمل او عمادة المحامين او الاتحاد العام لطلبة تونس او تأطير جماعي لعدد من المنظمات النقابية او الجمعياتية و بمشاركة : عناصر حزبية .

– و بين ما هو عفوي تماما متاع مظاهرات و مداهمات لمؤسسات عمومية و مواجهات مع الامن تخرج من الاحياء الشعبية ، من غير ما تكون ثما منظمة قانونية تتبناها و تأطرها .

 

التحركات #العفوية بسيدي بوزيد و منزل بوزيان و المكناسي و الرقاب و تالة و القصرين و حي التضامن و الكرم.. كانت هي أعنف المواجهات بين المواطنين ( خصوصا الشباب) و بين الامن التونسي :بوليس +حرس وطني .

و كانت مصادمات يوميا فيها، الحجر و الغاز و الكرتوش : و كل شهداء الثورة تقريبا تقتلو في تحركات عفوية موش المنظمة و المؤطرة.

 

التحركات #العفوية و الصور +الفيديوات الي نقلت شجاعة المتظاهرين و وحشية القتل البوليسي و اعتباطيتو، هوما الي استفزو الشعب التونسي و حمسوه علخر و خلا شرارة التحركات تنتقل من سيدي بوزيد الى القصرين و تمر بأغلب مناطق البلاد لين توصل للعاصمة .

التحركات العفوية مكانش عندها مطالب و انما كانت احتجاج مطلق: سب للنظام و البولسي و عايلة الرئيس :الطرابلسية.

 

التحركات المؤطرة إشتركت زادا في كونها احتجاج مطلق على: البطالة و الفساد و لأنها مؤطرة تحت منظمات فإنها كانت تاخو وقت كبير في تنظيمها و يبدا موعدها يتحدد سلفا قبل بأيامات و لذا فانها تبدا محاصرة بالبوليس بالمسبق و مافيهاش برشا عنف و لذا فانو تأثيرها في الراي العام صغير باستثناء مظاهرة صفاقس ( قرابة 50 ألف).

 

التحركات العفوية كانت هي المحرك بينما التحركات المؤطر كان وراها من جميع المستويات لكن الزوز كانو احتجاجات على النظام و تعبير على رفض : الفساد ،الاستبداد ،التعسف الاداري، التسلط البوليسي و البطالة…

الجماهير المتظاهرة و المتصادمة مع قوات الامن في كل تحركاتها العفوية أو المؤطرة ، ماكانش عندها وعي حقيقي بخصائص #النظام اذا استثنينا العموميات المطلقة كيف ستبداد الحزب الواحد و نظام بوليسي و نظام قمعي و فساد سياسي و اداري … يعني اذا استثنينا التوصيفات المعتادة كيف استبداد ،فساد ،عمالة ….

فانو خصائص النظام الحقيقية كيف القوانين الاستبدادية و التراتيب الادارية الاستبدادية و ثغرات القانون السامحة بالفساد و النظام الاداري و النظام القضائي و النظام الجبائي… أي كل ما يخص :القانون و الادارة المتسببين في الاستبداد و الفساد .. ماكان حد واعي بيهم.

==> نلاحظو الإفتقاد لفكر سياسي تونسي حلل طبيعة النظام الحقيقية موضوعيا.

 

ــ فقدان برنامج ثوري:

مكانش عند الجماهير المتظاهرة ادنى فكرة على الي لازم يتعمل بعد سقوط النظام و الجميع تفرهد و حس بالراحة بعد ماهرب بن علي و اعلن عن خلعو من بعد جات الاحزاب بافكارها الجاهزة على الي لازم يتعمل بعد 14 جانفي . يعني من بداية الاحداث مكانش موجود في وعي الجماهير كيفاش يتبنا #النظام_الجديد الي يحقق أماني الثوار.

==>الثوار كانو يعرفو انو بن علي و الطرابلسية و التجمع لازم يتنحاو اما من بعدهم !

سؤال كبير ==> وينو البرنامج السياسي لما بعد الثورة ؟

 

 

ــ فقدان تنظيم ثوري في الثورة :

شاركت برشا تنظيمات في المظاهرات و الاعتصامات و الوقفات و ممكن المواجهات مع الامن و كان أكبرها هو الاتحاد العام التونسي للشغل الي نظم اضرابات عامة جهوية متتالية ٱخرها كان بتونس العاصمة يوم 14 جانفي 2011 : نهار هروب بن علي .

لكن حد ما كان يمثل التنظيم القائد الي يحدد مسار التحركات و الاهداف، لذلك كلها كانت تحركات “احتجاجية” و هذا ثبت انو بعد هروب بن علي حد ما نجم ياخذ الحكم و أصلا عجزو الجميع : نقابات و جمعيات و أحزاب و رابطات حماية الثورة.. عجزو انهم يفكو الحكم.

 

فمكان حتى تنظيم مهيمن او مسيطر ينجم يوجه الجماهير نحو فكان مؤسسات السلطة و يحكم البلاد.

و كل العمل المنظم و المؤطر ماتجاوزش : المظاهرات و الاعتصامات و المصادمات و المطالبة بسقوط الحكومات .

==> ماثماش تنظيم ثوري :

يقود التحركات او على الأقل يعبي الشعب للحركة و عندو برنامج ثوري و يهدف انو يفك الحكم : لم يتوفر هذا الثلاثي عند حتى تنظيم ( البيانات ،البرامج النظرية ،المطالب عبر وسائل الاعلام …) كلو كلام فارغ و ميدانيا ما ثما كان الاحتجاج.

 

بعد هروب بن علي و ارتخاء النظام و تراجع كل قواه قدام ظغط الاحتجاجات الشعبية، قعدت تونس في لحظة حرجة.

و بفقدان تنظيم ثوري و برنامج ثوري : ظهرت كل الافكار و المقترحات و البرامج السياسية الي تتبناها مختلف التيارات المعارضة للنظام و الي كانت مجهولة في أغلبها من طرف الشعب ( باستثناء الاسلاميين : نهضة و ممكن سلفية فانو باقي التيارات : ماركسية ،ناصرية ،بعثية ،تحررية ….. كانت حلقات تأثيرها ضيقة علخر ).

 

و لذا فانو صار : “تجوجيم ايديولوجي سياسي” و تضارب تام بين الموقف من الاحداث، الي قسم حتى تيارات متحالفة لسنوات و قسم تيارات متقاربة علخر كيما الماركسيين.

==> انفجرت المطالب السياسية نفس الوقت و عجز العقل التونسي على ترتيب الاولويات و هذا هو قلب العفوية السياسية في عام 2011 وين رسميا متفهمش شنوة هي الأولية : استكمال الثورة أو دستور جديد أو مجلس تأسيسي أو حريات أو ديمقراطية أو دولة اسلامية أو خلافة أو اعادة تأصيل الهوية العربية الاسلامية أو علمانية أو تنمية أو شغيل أو …..

 

بعد هروب بن علي مباشرة انطلقت :

اعتصامات و اضرابات و مطالبات بكل شي : اصلاح اوضاع ،تشغيل ،تحسين ظروف اجتماعية ،طرد مديرين ، الحصول على الحق النقابي ،زيادات في الاجور ، غلق مصبات نفايات ،ترسيم ،ارجاع مطرودين للعمل ، عفوتشريعي عام على كل المساجين السياسيين بما فيهم الخطرين امنيا ( كتيبة اسد بن الفرات ..)، تعويضات الدولة للمعارضين السياسيين .

==> كانت موجة كاملة من المطالب : السياسية ،الاقتصادية ،الاجتماعية و الدينية ( غلق مواخير عمومية ، تبديل ايمة ، التصوير بالخمار بنبة للفتيات …) .

 

فئات كاملة من الشعب : الي أغلب اعوان الدولة باستثناء العسكريين تقريبا، اغلب التيارات السياسية المعارضة ، جهات كاملة ، احياء شعبية.

==> سادت موجة مطلبية ضخمة و غطات تماما على كل ما عداها و خصوصا على سؤال ” ماذا بعد؟ “.

 

التيارات السياسية تقريبا بكلها ساندت المطلبية لتحظى بالشعبية ( باستثناء مساندي الحكومات المؤقتة الي كانو ضعاف جدا جماهيريا ) بل وحاولت انها تكون صوت المطالب الاجتماعية اصلا ولا فما تسابق مطلبي و الشعار خوذ بايك على بكري، و كأن الثورة كانت فرصة لتحقيق اقصى ما يمكن من المطالب الاجتماعية مدامها ممكنة تو لا تتسكر من بعد !!!!!

ظهرت الدولة وقتها كينها بقرة طاحت و تمدت سكاكن : النقابات و الجهات و السياسيين باش تقص منها بايها و كل واحد يحب ياخو باي اكبر من غيرو !!!!. .

صار توقع عام في تونس انو الثورة باش تحل جميع الاشكالات : السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ،الدينية و حتى الثقافية و الجميع كان يستنى في الرفاهية. ==> إنها #العفوية.

 

كانت #ثورتنا انفجار عاطفي و فورة مطلبية من غير وعي بالوضع ولا برنامج ثوري ولا تنظيم ثوري، و لهذا قعدت في الوضع الحرج الحالي بين نهاية نظام و العجز عن تأسيس البديل و هذا الي ينتج عليه آليا الحنين للنظام السابق.

 

الحنين للنظام السابق نتيجة العفوية :

بما انو الثورة كانت انفجار عاطفي نجح في اسقاط بن علي و هكا جاب آمال و توقعات متفائلة علخر عند الشعب و جاب المطالب .

لكن بما انو الثورة كانت عفوية بدون برنامج و موراهاش فكر ثوري وعي سياسي و قيم ثورية و مشروع جديد فإنو كل اغلب الآمال و التوقعات الايجابية خابت تماما و هذا يوجع العاطفة.

و بما انو صار تبلبيز سياسي اقتصادي اجتماعي!

انجمو نقولو شبه فوضى عايشتها الدولة في برشا مجالات من الي صارت الثورة،

مع عدم وضوح او تبلور مشروع اصلاح او اعادة بناء للدولة التونسية :مشروع يحظى بثقة الجماهير و تكون عندو شعبية لأنو كل التيارات عطات الوعود و بزنست الشعب و زادت دعمت العفوية :

==> برود جزء كبير من الشعب على السياسة و فقدان ثقة في السياسيين رغم قصر عمر التجربة ،

==> فقدان الصبر و الزربة على النتايج في جهل كبير بالتاريخ الانساني و المدة الي يحتاجلها فعليا تغيير حقيقي في الدولة و الاقتصاد و المجتمع .

 

و بما أنو صارت مطلبية جيعانة و شرهة خيبة الامل في الثورة و التيارات السياسية و فوضى سياسية :

فإنو نتج طبيعيا تدهورات في الدولة خلات الشعب يحس روحو ماشي للمجهول و الخطر.

 

==> لكل هذه الأسباب و بعد برود الغضب على النظام السابق و برود الرغبة في ازالتو بدا يطلع كلام جديد من قبيل :

– الزين كان ياكل و يوكل و تو هاذم ياكلو وحدهم

– الزوالي قبل كان عايش و تو يفغم

– الطرابلسية كانو يضربو كان في الكبارات

– الحرية و الديمقراطية مش متاعنا

– قبل كان فما نظام و تو فوضى

– متبدل شي بلعكس قبل كان خير

– الثورة تعملت للتشغيل و هاو البطالة زادت

– الزين كان ناوي يقضي عليهم الطرابلسية و تاب

– الله لا ترحملو عظم البوعزيزي هردنا في جرتو

– شعملنا بيها الثورة ؟؟؟

….. الخ الخ

 

==> لهنا وضاحت العفوية المطلقة وين كان ثما نقمة عامة أو رغبة عامة في ازالة بن علي و الطرابلسية و التجمع الدستوري الديمقراطي و نظام القمع البوليسي.

العفوية تنفجر تحت الظغط لكن بدون #وعي و #ارادة و #تنظيم فتعقبها كوارث سياسية و خيبة امل عامة : بفقدان الثيقة في الاحزاب. و هكا يرجع آليا الحنين للماضي و شد مشومك ليجيك ما اشوم او يرحمك يا راجل امي لول.

 


هذه وحدة من سلسلة تحليل الثورة التونسية،
لقرائة السلسلة كاملة >>
من الثورة العفوية إلى الثورة الفكرية (PDF)

 

Views: 306