حادثة القوارص/ إدمان “free-fire”.. و أزمة معنى الحياة عند التونسي
في حاجب العيون قتلى و عميان جرة شرب “القوارص”. جرة الرغبة في الشيخة لا أكثر لا أقل. مأساة حقيقية انو “انسان تونسي” صغير او كبير يموت او يتعمى خاطرو يشرب في القوارص باش يشيخ .
المأساة مهيش في إنو ملقاش “شراب فاخر” او “شراب صحي” المأساة انو مستعد يشرب أي حاجة مستعد انو يستهلك أي مادة المهم يشيخ في مخو كهو.
المأساة هي انو”انسان تونسي” يضحي على جال الشيخة. المأساة هي في رخص الحياة عند “انسان تونسي” لدرجة انو يضيعها في شيخة. عام 2000 في حومتي مات شاب عمرو 21عام بعد تزبريطة تزطيلة مختومة ب”كسكروت بالسيراج” .
في الحوم الكل تأسست “نوادي الفري فاير” نوادي /شلل عفوية علخر تنظمت علجال “لعبة الفري فاير”. اللعبة تحولت لإدمان و الممارسة منتظمة مقدسة أصلا.
أطفال وشباب وكهول يصرفو في الفلوس على جال “الماسات” ويوميا سوايع تتعدا في اللعب، و القوة انو فما انضباط شبه عسكري للحضور و اللعب.
يوميا مواطنين توانسة يصرفو فلوسهم على جال اللعب والشيخة و خاصة خاصة “تضييع الوقت”.
“الفراغ مرتع الشيطان” كما يقول احد الحكماء.
أوقات الفراغ تصنع الملل، الفدة و الإنسان باش يهرب منهم يخاطر بالسقوط في إدمان الشراب و إدمان المخدرات و إدمان القمار أو الإنحراف الجنسي.
الإنسان طاقة روحية جسدية حية لازمها تمشي في إتجاه معين و كيف ماتمشيش في حتى “اتجاه إيجابي” ترتد تلقائيا على مولاها و تهزو في ثنية “الشيخة” الي تبدا ب”التقطيع و الترييش” في القعدات و توصل لأخطر أنواع الإدمان الي تدمر الشخص و الجماعة .
كيف نشوف “الإنسان التونسي” يصرف وقتو و يصرف فلوسو ويصرف صحتو أي انو يصرف مواردو الذاتية على جال “الشيخة” و خاصة على جال “تضييع الوقت” نفهم وقتها انو “الانسان التونسي” مسترخص حياتو علخر مسترخص وقتو علخر مسترخص فلوسو علخر لدرجة انو يضيعهم على جال “الشيخة” .تحس الإنسان التونسي كيف الطفل الصغير الي سنيه تسوس جرة الحلوى .اي انو يضيع “المهم” على جال “اللذة المؤقتة” .
الحياة هي وقت معطى لنا باش نعملو فيها حاجات معينة، باش نحققو اهداف معينة، باش نحقو إرادتنا في هذا العالم. الحياة هي الوقت المعطى لنا باش نحققو ذواتنا في هذا العالم . كيف نعدو وقتنا و نعملو كل جهدنا لإضاعة هذا الوقت فهذا يعني انو الوقت معندوش قيمة عندنا أولا و انو معندناش أهداف عليا في الحياة و انو المعنى الوحيد لحياتنا هو “التكاثر الطبيعي” كيف الكائنات الحية الدنيا.
كيف نشوفو الأغلبية بتع شعبنا تحاول جهدها إنها تضيع وقت فراغها في التفاهات عوض إنها تستثمرو في الأنشطة المفيدة عقليا و صحيا و قتها نفهمو انو الأغلبية التونسية ليس لها طموح حقيقي ليس لها مشروع حقيقي و ليس لها قيم عليا حقيقية تعيش لأجلها و تستثمر وقتها في تحقيقها.
هذه الأزمة المعنوية هي نتيجة نظرية “التونسي العياش” الي كل طموحو هو الخدمة، السكن، العرس، التكاثر و من بعد ينطلق في إضاعة وقتو في أي حكاية. “التونسي العياش” التونسي مغير طموح ، التونسي مغير قيم ، التونسي الهامشي ، التونسي المنقاد ، التونسي اللامبالي ، التونسي المستهتر و التونسي الفرايجي النبار في هذا العالم.
هذه الأزمة الإجتماعية أساسا هي نتيجة غياب معنى عميق سامي للحياة يتجاوز المعنى الحيواني/العلوشي الي كرسو الوعي العام بمساعدة التربية العايلية ، النظام التعليمي، الثقافة و الخطاب السياسي للأغلبية الساحقة بتع التيارات التونسية .
التوانسة الي يموتو على جال الشيخة و التوانسة الي تعيش و هي تستنا في الموت. التوانسة الي تضيع في الوقت أي تضيع في حياتها .هاذم هوما الأزمة الحقيقية للأمة التونسية هاذم هوما الأغلبية الميتة الحية بفعل الخواء الروحي الي منجمتش تعبيه كل المؤسسات التونسية و كل التيارات الفكرية. الأغلبية التونسية على الهامش مش بسبب الفقر او البطالة لا إنما بسبب فقدان المعنى العميق السامي للحياة .
في وسط الروح التونسية فما فراغ و الطبيعة تأبى الفراغ و لذا اتجه التونسي ل “الشيخة” باش تعبي فراغو الروحي . من هذا السبب وحدو نفهمو التخلف ، الضعف ، الاحتياج ، الذل والتسول و كل الانحطاط السياسي ، الاقتصادي ، الاجتماعي و الثقافي التونسي .لأنو روح فارغة روح تلوج على الشيخة متنجم كان تصدد تخزز و في لخر تتحطم و هذا الواقع حاليا.
الإنسان يحتاج لعماد يرتكز عليه و يوجهو في الحياة .الإنسان يحتاج لمحور ثابت قائم دائم و صلب اتدور عليه حياتو تتنظم على اساسو. الانسان التونسي يعتمد حاليا على العادات و التقاليد الي تقلو “أدي الفرض و انقب الأرض” أي حقق المطلوب الاجتماعي و من ثم ضيع روحك في الشيخة. هذا الي يخلي الانسان التونسي عموما مايبذل حتى جهد باش يتقدم في حياتو و بالعكس التقدم ميهموش على قد ميهمو التفرهيد او نوعية “مضيعة الوقت” الي بش يعملها .
الإنسان التونسي هكا مهوش حاضر لحياة حقيقية في هذا العالم مهوش حاضر باش يعتمد على روحو مهوش حاضر لأي مواجهة مهوش حاضر ل “النجاح” في أي حكاية كانش في الفرجة و التنبير كنوعية شيخة تونسية حرة.
الأمة التونسية اليوم تحتاج لثورة عارمة ضد هذا النموذج النفسي السلوكي الاجتماعي التربوي الي يفرز العاطلين ، الخاملين ، الكسالى ، المدمنين ، الفاشلين ، البكاية ، المستهترين ، الانهزاميين ، السلبيين ، الحارقين ، السراق، المخربين، المعتدين ، المهربين و كل أنواع الزوايد الدودية البشرية الي معبية الامة التونسية و مبركتها.
القومية التونسية تخلقت باش تعبي الروح التونسية بقيم سياسية أخلاقية عليا سامية راقية و تقدمية .القومية التونسية تخلقت باش تعطي رؤية مختلفة للامة و للإنسان التونسي. القومية التونسية تخلقت باش تزرع طموح عملاق و باش تخلق مسعى للأمجاد التاريخية .القومية التونسية تخلقت باش تكون عماد و محور الحياة العامة و الشخصية التونسية باش كل تونسي مستقبلا يكون عندو مشروع لحياتو لعايلتو لمنطقتو خاصة لأمتو .القومية التونسية تخلقت باش الحياة التونسية يكون عندها معنى انساني روحي تاريخي عظيم و راسخ في التاريخ.
Views: 106