الشهيد الهادي شاكر: أحد رموز و قيادات الحركة الوطنية ضد المستعمر
من مواليد عام 1908، و من أبرز رموز الحركة القومية بصفاقس. ينحدر من عائلة من أعيان صفاقس، إذ كان والده الحاج محمود شاكر من أكبر تجار القماش بالمدينة. درس بمسقط رأسه حيث تحصل على الشهادة الإبتدائية عام 1922 ، ثم اتجه لتونس العاصمة وين تحصل على دبلوم التجارة من المدرسة العلوية سنة 1924 .
دخل الهادي شاكر معترك النضال السياسي من بوابة العمل الثقافي والجمعياتي ففي سنوات 1929-1933 أسهم في الحياة الثقافية والصحفية والمسرحية و واكب النشاط الرياضي، ثم كانت أحداث التجنيس فرصة أولى ليبرز فيها الشاب الهادي شاكر قدراته النضالية.
وقد شارك في مؤتمر قصر هلال 2 مارس 1934 بصفته نائبا عن صفاقس وتم انتخابه عضوا في المجلس الملي وأدى أدوارا نضالية متعددة في المستوى الجهوي حيث تزعم تحركات سبتمبر34 وأفريل 38 وأصبح الرمز الاول للحزب الدستوري الجديد في صفاقس وجهتها. وقام بتأطير المناضلين وبعث عدة شعب في الأرياف..
كما اضطلع بمهام وطنية هامة عندما تم انتخابه في الديوان السياسي، وشارك في أغلب مؤتمرات الحزب وخاصة مؤتمر دار سليم (أكتوبر 1948) الذي برز فيه الهادي شاكر في موقع الداعي لتعديل بعض المسارات وخاصة مناهضة النزعة الزعامتية لقادة الحزب .
ونتيجة تحركاته في الاحتجاج على اعتقال زعماء الحزب في سبتمبر 1934، ألقي عليه القبض في جانفي 1935 ونفي إلى مطماطة ثم برج البوف، ولم يطلق سراحه إلا في ربيع عام 1936 .
كما ألقي عليه القبض غداة أحداث أفريل 1938، ونفي إلى تبرسق ثم سجن “سان نيكولا” مع أبرز زعماء الحزب الدستوري الجديد، وأطلق سراحه في عام 1943. فعاد إلى سالف نشاطه الوطني ليترأس الشعبة الدستورية بمسقط رأسه وأيضا الجامعة الدستورية .
ترأس المؤتمر الرابع للحزب الدستوري الجديد الذي انعقد في السرية يوم 18 جانفي 1952 ، وهو نفس اليوم الذي ألقي فيه القبض على رئيس الحزب الحبيب بورقيبة . وما لبث أن ألقي عليه القبض هو أيضا ونفي إلى طبرقة ثم رمادة فجربة فتطاوين، وغادر السجن في ماي 1953 ليقع إبعاده إلى نابل .
اغتيل الهادي شاكر وهو في منفاه بمدينة نابل في 13 سبتمبر 1953، وكانت المجموعة المنفذة للاغتيال هي عصابة تونسية بمعية فرنسيين وكان الهدف الظاهر من تلك العملية الثأر من اغتيال أحد أقاربها وهو الشيخ أحمد بالقروي. إلا أن أغلب الظن أن المحرك الفعلي لتلك المجموعة هي عصابة اليد الحمراء الفرنسية وعلى رأس المحرضين المراقب المدني الفرنسي بصفاقس آنذاك “غانتاس” .
تخليدا لذكراه أطلق اسمه على أنهج وشوراع وساحات عامة بمختلف مدن البلاد وعلى العديد من المؤسسات ومن أهمها: المستشفى الجامعي بصفاقس، ومعهد ثانوي بنفس المدينة، ومدرسة بمكثر.
Views: 430