“الليقة تجيب”: نظرية تبرير السياسة المعوجة
في كل تجارب حياتي و إطلاعاتي و متابعاتي السياسية تأكدت إنو في البنيان لازم أساس صلب يقوم عليه المستقبل، و إنو أسلوب البنيان على ساس معوج يتصلح بالليقة هو عملية غش و أكبر عملية تحيل و تزييف للوعي.
لأنو الساس لازمو حفران و الساس المعوج باش يمشي و يميل بالوقت و يطيح في لخر و هذا حتمي. من بعد التلييق متاع الحيوط و تزيينها و إظهارها مستوية ماعندو حتى معنى و مايبدل شي من الحتميات !!!
محاولات إظهار بناء معوج إنو مستوي و واقف مليح هي خسارة وقت و جهد و فلوس لأنو الأولى هو هدم البناء و بنيانو من أول و جديد، لأنو باز المخطط كان فيه أغلاط أو إنو الأرض كانت ماهيش متاع بنيان أو إنو البناي غشاش.
في تونس لازم نفهمو و نعرفو حقيقة إنو كل واقعنا الإجتماعي، السياسي، الاقتصادي، الثقافي، الديني و الرياضي: هو مزيف و قايم على أسس معوجة و العامل الحاكم فيه هو المظاهر فقط، و كل حياتنا قايمة على مجموعة من المظاهر.
و كل تساؤلاتنا و أفكارنا المزيفة تدور حول مسألة وحيدة وحدة هي آش باش يقولو علينا، كيفاش يخزرولنا، زعما يرضاو علينا، زعما نعجبوهم و لذا مايهمناش إقتناعنا الخاص مايهمناش إيماننا، مايهمناش رؤيتنا الحقيقية لرواحنا، أرواحنا متكتسب قيمة كان كيف يخزرولنا أو كيف يحكو علينا، كان كيف يشكرونا و لهنا قلب الإشكال: إشكال في أسس الشخصية.
الشخصية التونسية المعاصرة تنكرت تماما لروحها الأصلية و عن جهل بأساسها الصلب قررت تحت تأثير البرانية و تقليدهم إنها تستورد بالفلوس ساس بلاستيكي أما مزيان و خارج علخر عوضت بيه الأسس الحجرية الي أجدادنا حاربو بيها الدنيا و هكا ولات عندنا شخصية: ضعيفة، مزاجية، تابعة، متقلبة، كركارة، خوافة، قلقة ، مريضة، كذابة، متسولة، متحيلة…
شخصية كل ما تشوف مظهر سلبي جديد تمشي تشريه و تتفاخر بيه و هكا ماشية و تزيد تفسد و تضعف لين تموت في الآخر! إيه باش تموت الشخصية هذي و باش تذوب تماما لأنها مزيفة ماهيش حقيقية.
كيف نقول إنو الشخصية هذي باش تذوب مانيش نحلم! لأنو بدات تظهر للعيان و بالمكشوف كل مئاسينا و أوجاعنا و كل فضايحنا و بدا سؤال ” علاش أحنا هكا؟ “ يتطرح بصور مختلفة، بدا إحساس الوجيعة من خمج واقعنا يقوا و بدينا نعبرو (التعبير هذا نشوفوه تو كان في الراب التونسي و شوية في الأدب) أما مزال الوعي بالأسباب هوا الي ماتطورش، و هذا الي قاعدين نخدمو عليه.
عمليا تو بان بالكشاف الأسس الخايخة في بنيانا الإجتماعي و السياسي تظهر كيما العادة زوز حلول: الإصلاح و معناها نعملو تبديلات تسكن الأوجاع و تبدل المنظر و ترضي ناس جدد و نحاولو نسايسو بعضنا و هذا يعني ليقة جديدة !!!! و تأجيل المحتوم.
في تونس الإصلاح هو تأجيل المحتوم، و إلا هي الثورة الحقيقية و هدم الواقع المزيف والبنيان على الأساس الصلب. لهنا قلب المعركة الفكرية و الروحية في تونس المستقبل، لأنو كيما ريتو الكلام المزيان (هو الليقة الي يستعملو فيها سياسيينا ) ماعندو حتى معنى و كلو تقشقيش حناك و ضربان لوغة.
لازم نقولو الحق: مجتمعنا خايخ و دولتنا شلاكة و إقتصادنا منهار و ثقافتنا تبعية و ديننا تحول الى طقوس و رياضتنا كذبة و كل الي نعيشوه هو عار!
العار الحالي لازم نغسلوه و نسترجعو شرفنا الي باعاتو “النخبة” باش تسكر بيه، إيه نعم الشرف التونسي تباع لأجل مجموعة من الكلاب تمشي تسكر كهو و باقي الأمة يقعدو في وضع البهتة و السكتة الدماغية و هكا قعد الوعي التونسي واحل ماهو فاهم شي و دب فيه اليأس و الخوف و الرغبة في الهروب للخارج أو الانتحار.
الحياة تتبنا على أسس صلبة و هكا تنمو و تتطور، تقوى، تتكاثر، تتعمر و تزدهر. هذا هو قانونها الوحيد، القانون الي ضاع من فكرنا و عوضناه لعقود بالحياة هي مظهر و من غادي بدا إنهيارنا الروحي و الاجتماعي السياسي .
القومية التونسية: هي إسترجاع لروح الأمة الحقيقية و لذا فإنها كفكر يمن بالحقيقة و بالبناء على الأرض الصلبة، نمنو بأنو المجتمع التونسي الحقيقي و كيف كيف الدولة القومية لازمها أسس قوية و مستمرة و راسخة في الهوية التونسية. ولذا فإننا ضد كل سياسات “الليقة تجيب” و ضد كل التبسيطات و التسرعات و البكائيات.
القومية التونسية مشروع حياة يتطلب إيمان موش مجرد كلام يزين بيه الواحد فمو. لذا فإنو كل الناس الي تمن بالقومية التونسية حقيقة لازمها تنشط و تتكلم و تعبر في كل نقاشاتها في الدار، القراية، الخدمة، القهوة و في كل بلاصة على التوجهات القومية في كل المسائل، لازم وين نلقاو الفضاء نطرحو أفكارنا و إناقشوها و ندافعو عليها بكل حماس.
==> كقوميين لازم ننبثقو في الوجود التونسي و نفضحو كل مظاهر العار الي فيه و ندعو لروح جديدة ثقوم على الحقيقية الحرة و الرجولية .
Views: 2
لا تعليقات بعد على ““الليقة تجيب”: نظرية تبرير السياسة المعوجة”
التعليقات مغلقة.