الفقيه السياسي : محمد الصادق النيفر (1883-1938)
مجلة الأمة التونسية..
ولد محمد الصادق بن الطاهر بن محمود بن أحمد النيفر في العاصمة سنة 1883 (أو 1882) في بيت من بيوتات العاصمة المشهورة بتخريج العلماء و الفقهاء.
ثم إلتحق بالزيتونة سنة 1894 و أخذ العلم عن المشايخ المولدي بن عاشور وأحمد بن مراد وسالم بوحاجب وعمر بن الشيخ ومحمد النجار وأحمد بيرم ومصطفى رضوان ومحمد النخلي وعلي الشنوفي و غيرهم & لما حصل على شهادة التطويع سنة 1919م تصدّى للتدريس والاشهاد.
كان الشيخ إماما و خطيبا بجامع الزرارعية في باب بحر تميزت خطبه و محاضراته بتطرقها للجوانب الإقتصادية و السياسية و مظالم الإستعمار الفرانساوي في بلادنا و تدعم هذا التوجه المسيّس بإنخراط الشيخ بالحزب الدستوري و كان من الفاعلين في لجنته التنفيذية.
يعد الشيخ النيفر من أوائل المطالبين بسنّ #دستور تونسي عبر مخاطبة ممثلي الحكومة الفرنسية بتونس : “إيتيان فلندان” نائب المقيم العام و النائب دو كاسيون ، و مخاطبة الباي التونسي في هذا الغرض و قد ترأس الوفد الذي ذهب لمقابلة محمد الناصر باي بالقصر الملكي بالمرسى في 18 جوان 1920م وألقى خطابا طالب فيه بمنح الشعب #مجلسا #تشريعيا #منتخبا انتخابا حرّا و سلم للباي عريضة ممهورة بإمضائات آلاف التونسيين المتبنين لهذا المطلب.
عاقبت سلطات الحماية الشيخ النيفر بالإيقاف عن ممارسة التدريس لمدة ستة اشهر و بإنقضائها عينه الباي في منصب قاضي و قد حاولت السلطات الفرسنية التأثير على الباي للعدول عن هذه التسمية و لكنه أصر على موقفه و لكن إثر وفاته تغيرت المعطيات.
حين تولى القضاء، رفض الشيخ النيفر جميع المحاولات المتأتيه من حاشية الباي أو من المتنفذين لإغرائه و التدخل في سير القضايا و قد جلبت له صرامته عداوة وزير العدلية حينها “مصطفى خير الدين” الذي كاد له لدى الباي الجديد و عزله عن خطة القضاء سنة 1929، و منعه من الرجوع لخطة التدريس بسبب مواقفه السياسية.
إثر هذه المحنة تفرغ الشيخ محمد الصادق النيفر للتأليف و المطالعة لحدود وفاته سنة 1938،
و قد ترك:
. مكتبة ثرية بالمخطوطات تم التبرع بها للمكتبة الوطنية،
. حاشية على شرح التاودي للعاصمية
. ذيل الديباج المذهب لابن فرحون
. سلوة المحزون في تتمّة كشف الظنون
. تعاليق على أبواب من صحيح البخاري
وله مقالات متفرّقة منشورة في “المجلة الزيتونية” لم يقع جمعها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
تراجم المؤلفين التونسيين؛ محمد محفوظ،
Views: 511