الدراسات الأمنية والعسكرية، تغيب في تونس و نلقوها عند الخارج

الدراسات الأمنية والعسكرية، تغيب في تونس و نلقوها عند الخارج

 نقرى في تقرير “الإصلاح و الإستراتيجية الأمنية في تونس” لمجموعة  الأزمات الدولية ببلجيكا الي تنشر في 23 جويلية 2015. 

مازلت في الصفحات الأولى وجلب إهتمامي المعرفة القانونية الدقيقة لمعدي التقرير وتكريس وقتهم في البحث والتحليل و إعداد التوصيات لرئاسة الجمهورية والحكومة ولمجلس الشعب.

 أنا مواطن تونسي مضطر نستنجد بمراكز الدراسات الأجنبية للمعرفة والإطلاع على الحالة الأمنية التونسية الي مالقيتوش في المراكز البحثية التونسية سواء الخاصة أو العمومية (مركز الدراسات الاستراتيجية). 

 هذه المراكز التونسية تخدم كمراكز دراسات أيديولوجية أو دراسات إجتماعية وماتلقاش فيها دراسات عسكرية أو دراسات أمنية أودراسات علاقات دولية أو معلومات سرية على الخارج و في الآخر المهتم بالاستراتيجيا و القوة الدولية التونسية يضطر انو يلوج عند الأجانب. 

 في الميداني العسكري الأمني التونسي نلقو المهتمين الحقيقيين هوما الأجانب وهذا من القرن 19 وين المعلومة الدقيقة عند القنصليات الأجنبية مقابل نلقو المعلومة السطحية التافهة عند التوانسة. 

أي كان يعمل مقارنة بين كتاب ” الإتحاف لابن أبي ضياف” و كتاب “أصول الحماية الفرنسية بتونس لجان ڨانيانج”، يشوف الفرق في الدقة والعمق والتحليل بين المؤرخ التونسي الحاضر على الأحداث وبين المؤرخ الأجنبي الي اعتمد على تقارير القنصليات و لكن كتابو تصوير دقيق عميق علخر لتعفن الواقع السياسي التونسي و مدى التدخل الأجنبي فيه. 

نذكر هنا ان المشرع الملكي في سلطنة أولاد علي التركي لم يحظ بإهتمام المثقفين التوانسا العصريين إلا بعد ترجمتو للفرنسية في كتب حوليات تونسية. 

 نذكر هنا انو حتى من الذخائر العظيمة التاريخية  التونسية مايهتم بيها حد كان كيف يصير عليها إهتمام أجنبي و لذا فإنو مازلنا مرتبطين فكريا بالخارج الي يعرفنا على ذواتنا بدقة لأنو يدرسها بعمق مش كيفنا أحنا الي نحتقرو ذواتنا ونحتقرو تراثنا و مانعطو قيمة كان “لتصويرتنا في الخارج” . 

كيف نحكي على الواقع الحالي و نذكر بالتاريخ مش نستعرض في المعلومة و إنما نؤكد على إستمرارية الأزمة الفكرية و طابعها الدوري المتكرر بسبب الجهل التاريخي وإنعدام الطموح السياسي العالي عند النخبة التونسية السائدة (بدون إستثناء أي فصيل منها كلها على بعضها). 

 القومية التونسية قررت إنها تاخو الطريق الصعيب و تمشي عكس التيار. قررت إنها تختص تركّز في تونس. و تقراها تدرسها وتفهمها في أعمق تفاصيلها. و من هنا تنبع فلسفت القومية التونسية و ينبع مشروعها و برنامجها السياسي.

حاليا نضطر ساعات للإستنجاد بالخارج في مسائل  نجهلوها بسبب عدم إهتمام النخبة السائدة ليها لكن مستقبلا بش نعتمدو تماما على ذواتنا و ننتجو دراساتنا المعمقة الإستراتيجية. 

Views: 71