الحنين الى عهد بن علي، الرجعية السياسية و القومية التونسية

الحنين الى عهد بن علي، الرجعية السياسية و القومية التونسية

موضوع الحنين للنظام السابق ملاحظو من اعوام ، اصلا وصلت تعاركت مع عباد عليه ، على الاقل 3 مرات نسمع كلام بتع “بن علي كان معيشنا “، “كان ياكل و يوكل” ، “كان مش الطرابلسية راو امورنا لباس” و كل الكلام الي من النوع هاذا ….

ــ هاذا الموقف العاطفي السياسي محتاج اولا تحليل صغير و ثانيا تبيان الموقف القومي التونسي منو .

1. أسباب “الحنين” الى “بن علي”.

ـ الثورة التونسية عطات احلام كبرى للامة بنها بش تعيش ظروف حياة مختلفة و بش تهز راسها في العالم ، الناس لكل كانت تتوقع “نهاية الفساد” ،” القضاء على البطالة” ، “تحسن الظروف الاقتصادية الاجتماعية” ، “حكومة محترمة” ،”ادارة عصرية ناجعة و تحترم المواطن” … ==> تونس كاملة كانت تحلم بنو نشدخلو “مصاف الدول المتقدمة” و نوليو نعيشو “حياة حقيقية” لكن … ـ دهمت علينا “الاحزاب” و “النقابات” و كل واحد ولا يعارك على “بايو” : سلسلة “اضرابات الوظيفة العمومية” خذات زيادات خيالية تعبت الميزانية علخر و رفعت من “نسب التضخم” و غلات الاسعار على باقي الشعب الي مستفادش هكا منها وولا متضرر !!!!

ـ “العفو التشريعي العام” و باقي التعيينات لكل الاسباب من 2011 و انتي جاي زاد في عدد “الموظفين” و هكا زاد في “الأعباء المالية” و بقا الشعب يتفرج في “اقتسام الغنيمة” من طرف “مناضلي العهد السابق” و هكا الي صار كان مجرد “تبديل ناس بناس” كهو و للنا “الشعب الزوالي” الي مهوش متسيس لقا روحو فرايجي كيما كان قبل .

ـ”الاحزاب ” ،”الجمعيات” و “النخب السياسية” دخلو الشعب كلو في “جدال بيزنطي” حول “العلمانية” ،”الاسلام” ،”الحداثة” ،”الدولة المدنية”,العنصرية ,المساوات في الارث ,الشراب ,المثلية الجنسية و كل المواضيع الفارغة و كلاتنا “سلسلة افلام و معارض فنية حقيرة” جوجمت التونسي تماما و خلاتو يكره “الحرية” الي راها تحولت لفوضى “فكرية ، سياسية و اجتماعية” .

ـ “محاكمات جرايم النظام السابق” تحولت لمهازل و وصلو “المجرمين” تسيبو تقريبا لكل لنو “الملفات الي تقدمت ضدهم كانت فارغة” و لهنا برز مليح انو “النظام القديم” كور بالناس لكل و عبر “القضاء” نجم يبرئ روحو و مشات “دماء الشهداء” حرام في حرام و “اوفياء التجمع” ولو يحلمو جديا برجوع “بن علي” لتونس “معزز مكرم” : هاذا شي تقال رسميا من واحد منهم في تدويناتو على “الفايس بوك” .

ـ الاحزاب الي ادعات انها ثورية و شدت الحكم او قعدت في المعارضة تبين لكل الناس انها فاسدة تماما و “عميلة” في اغلبها و مباشرة تنطرت على “البلايص و الامتيازات” و مكانش عندها برامج سياسية و اهتمت اساسا بنها تعوض مناضليها على حبوساتهم !!!

ـ الطبقة السياسية صرفت 3 سنين نقاش دستوري عقيم و الاهم انو “النواب الي انتخبهم الشعب” في “المجلس التأسيسي “او “مجلس الشعب” : طماعة ، شاخو “منح، “منح سكن” و “تقاعد” و يحبو “الزيادات” و هكا ل 217 ولاو عبئ على الميزانية زايد تماما .

ــ النظام القديم توصل انو يعمل “هجوم مضاد” اسمو “الارهاب” بالتعاون مع “الاستعلامات الدزيرية” و “الفرانساوية” و هكا دخل “شعب كامل” في “الخوف” و وصلت العمليات الغامضة تؤكد تورط “امني عسكري” فيها من “الشعانبي” ل”باردو” و “سوسة” و هكا فقد الشعب ثيقتو في “المؤسسات” الي دورها حمايتو .

ــ زاد الطين بلة “سياسيين شلايك تماما” لعندهم “افكار” ل”برامج” لا يعرفو يحكمو “سياسيين راقصات” : يشطحو على طار بو فلس و زعام في “الهدرة ليل نهار” و عركهم كيما “عرك السرادك” و كلهم فضايح في فضايح.

ـــ قتلة الشهداء مسيبين و طليقين و عايشين في “خيار الخير” ،الامر الي يستفز “التونسي العادي” و يخليه يندبهم !!!

ــ لكل هاته الاسباب نلقو انو “الشعور المباشر” هوا “الحنين لبن علي” لنو “وقتو” التونسي ميسمع بشي و لا يشوف “صراعات لا والو” ، “ياكل و يسكت” و”الاعلام مقنعو انو الامن مستتب” رغم “ضربة 2002” و “التهديد الخطير” في 2006 و 2007 . للنا عنا ظاهرة معروفة “الماضي” ديما يولي مزيان اذا الحاضر مكانش في مستوى التوقعات .

2. علاش “الحنين لبن علي” هوا “تخمام رجعي” ؟؟؟

رجعي اولا لنو يخمم انو “الرجوع للماضي” هوا الي يحل “مشاكل الحاضر” وقتلي انو الحل الحقيقي هوا معرفة الاسباب الموضوعية ، تحليلها و استنباط حلول ليها باش المستقبل يكون خير .

ـ رجعي و بهيم لنو “النخبة السياسية” الي تحكم فينا هيا نتيجة “النظام القديم بسياساتو التعليمية و الثقافية” و اصلا هوا ساهم في تكوينها سابقا ايامات “العاب العرك الاسلامي الماركسي” .

ــ رجعي و جاهل لنو ناسي او يتناسا انو “الفساد الحالي” هوا ولد “الفساد السابق” و اصلا الفاسدين هوما بيدهم : منظومة الفساد هاذي تولدت من بدايات الاستقلال و قعدت تنمو في اطار “الحزب الدستوري” و تكبر و تتفرعن طيلة 50 سنا و تغلغلت في كل مفاصل المجتمع وولا عندها ارتباطات ب”الاعلام” ،”الاحزاب” و “النقابات” و هاذا كلو جرة “النظام السابق” الي “بن علي” كان رئيسو ل 23 سنا .

ـ رجعي و مسكر لنو مهوش فاهم انو ازمة تونس مهيش “اشخاص في الحكم” و انما نظام الدولة و المجتمع” ، “نظام الفكر و القيم” ، ازمة تونس من آك العام قاعدة تكبر ، تكبر لين تفرقعت في الثورة الي كانت جاية جاية و الناس لكل تعرف “الخنقة القديمة” و لكلها كانت تتمنا وقتاش ترتاح من “بن علي” و “الطرابلسية” و “التجمع الدستوري” . ـالتخمام هاذا يذكرني بحكاية قديمة : مرة مقلقيني “سنيا” و ناوي نمشي عليهم لطبيب ،وحدة تخدم معايا عدات قبلي و نسإل فيها :”قتلي يوجعو فيك” قلتلها “لا” ، قتلي انا كان ميوجعونيش ميهمنيش !!! استغربت لنو هكاكا تنجم تدمر “السن” و معادش ينفع “الدوا” . هكا “الحنين لبن علي” : اعطيني نكون مخدر و كاذب علروحي بحكايات “الامن و التنمية” و ميهمنيش في “الفساد” الي نسمع عليه كلام تراكن كهو و خل “تخلا” . هاذا يعني انو نرجعو ل”منظومة متفجرة” بطبيعتها و غير قابلة للاصلاح بمرجد انو فشلنا في تبديل القطايع نرجعو “القطايع القديمة المصددة” !!!!

3. الموقف القومي التقدمي:

ـ كقوميين فاننا تقدميين علخر و لهنا نحنا مننكروش “الوضع الكارثي” بتع تونس تو و كيف كيف منتباكوش على “النظام القديم من عهد بورقيبة لبن علي” للنا نعرفو انو “الوضع هاذا ” هوا نتيجة للوضع السابق الي كان فاسد من كل النواحي و الي سياساتو الفاسدة انتجت ثورة عليه كانت ضرورية لحلان “افق سياسي ” كان مسدود تماما .

ــ كقوميين نعرفو انو تونس محتاجة ل”دم جديد” و “نفس جديد” و “روح جديدة” تنهض بيها من “الحضيض” لل”قمة” و تحطها في بلاصتها الطبيعية و هاذا يجي بطريق وحيد اوحد : معرفة الاسباب الحقيقة و را كل مشاكل البلاد و من ثما “صياغة المشروع السياسي الطموح و الواقعي” للنا “الصندي ” للن “الضرب الصحيح” بعيدا على كل الشعارات و الوعود الكذابة .

ـ كقوميين نحطو النقاط على الحروف و نقولو الحقيقة ؛ مستقبل تونس لقدام و لقدام كهو ، ماضينا بكلو وفا ، لازم نقروه بكلو نفهموه ونحللوه لاصغر التفاصيل و نخرجو منو باستنتاجات حول”هويتنا الحقيقية” ، “مشاكلنا الحقيقية” و “المصير الحقيقي الي نطمحولو” و من بعد و من بعد كهو يبدا واضح قدامنا شنوة لازم يتعمل و كيفاش شيتعمل ، وقتها نحكو على “العمل الحزبي ،الجمعياتي ،النقابي” و نمشو نحو تأسيس “دولة حقيقية” في بلاصة ” الدولة الخربة ” و يولي عنا “حكومة حقيقية” : قوية ،صادقة ،واعية و شابة في بلاصة مجموعة “الشياب المجانين ، الكراكوزات و الفاسدين” .

* ديما نعاودها و نعادو نعاودها : باستثناء “الفكر القومي التونسي” فانو كل الباقي يشجع على “الحنين للماضي” و يدفع التوانسة لليأس ،اللامبالات و الانحطاط الاخلاقي و هكا برسمي يولي “الشعب” يستنا في “بن علي” جديد فيسع فيسع ميتسبب في ثورة اخرى اما مش بش تكون كيما الي فاتت ، شتكون اشنجع و دموية برسمي . لذا فإون في “غياب الفكر القومي التونسي” و غياب “الفعل القومي الحقيقي” الامة تمشي للفوضى و الضياع.

Views: 47