السيادة والقومية التونسية في مواجهة الاستهتار بالقيم القومية العليا
السيادة والقومية التونسية في مواجهة الاستهتار بالقيم القومية العليا
يضحكوني جماعة السيادة” هذا تعليق لواحد من متابعي حملة السيادة التونسية و هو موقف ماخذينو برشا مسيسين يعتبرو انو اهم حاجة هي كمية الفلوس الأجنبية الي تدخل لتونس مهما كان الثمن السيادي-الوجودي مقابلها.
هذا التعليق يحتاج تحليل معمق و فهم دقيق.
هذا التعليق يعبر على موقف متواجد بقوة في العقل التونسي الاوهو موقف الاستهتار بالقضايا القومية وخاصة بالقضايا القيمية الي يعتبرها رجعية و بلا فائدة لأنها ماتجيبش فلوس أو منافع مادية.
“يضحكوني جماعة السيادة”
“يضحكوني جماعة السيادة” هذه 3 كلمات البسيطة جدا تحتاج محلل نفسي عملاق لتفكيكها لاقصى حد وتحتاج لعزام راسو عريان برسمي باش يفهم ما ورائها. مناش ندعو القدرة على التحليل او سبر أغوار النفوس و لكن بش نحاولو نفهمو العوامل الي ورا هذا الموقف بجهودنا البسيطة.
يضحكوني جماعة السيادة: يا تكون ضحك على الجماعة يا على القضية يا على أسلوب النضال و لذا بش نتناولوها من 3 شيرات أولا “جماعة السيادة” و ثانيا “قضية السيادة” و ثالثا “أسلوب النضال المتبع لدعم السيادة التونسية”.
1. الضحك على جماعة السيادة:
– كي تقول جماعة السيادة تحس السيادة هي شيرة، جيهة، عرش، عايلة، نادي او قضية خاصة.
كيف تقول جماعة السيادة انت تقصد التحقير والاستخفاف لأنك تردها قضية جزئية لجزء صغير من التوانسة وتردها قضية عادية جدا في جملة القضايا التونسية وهكا اتفهها لابعد حد و ترد جماعتها او مناصريها كيفهم كيف جمهور النادي الرياضي وهكا تخفض قيمتها و تشلكها.
– كيف تقول جماعة السيادة تنفي عليها عموميتها وتونسيتها وتردها اهتمام/انشغال جزئي و غير مهم للجماعة التونسية الكاملة. و هكا تولي السيادة كيفها كيف الحريات الفردية، كيفها كيف المساوات في الارث، كيفها كيف الزطلة او اي من القضايا التافهة المطروحة سياسيا في تونس أما السيادة اقل منهم لنو مافماش تغطية اعلامية و ماتحضاش بتمويل اجنبي ومناصرة الأحزاب الكبرى.
– جماعة السيادة تحول المناضلين بالرسمي (لأنهم مبدئيين و مؤمنين بتونس) الى شلة قهوة أو مجموعة أقارب وتتجاهل القضية تماما وتردها ثانوية لنو فما جماعة مجرد جماعة والمقصود هو اقلية ومجموعة صغيرة العدد لا يعتد بها و ليس لها قيمة لذلك فإنها تضحك لأنها صغيرة العدد وبلا موارد و تحب تحقق السيادة.
– المضحك هنا هو الجماعة/الاقلية/الجزء التافه/قليلي الموارد و المجهولين اعلاميا وسياسيا الي يحبو يناضلو على جال السيادة وهكا يوليو يضحكو كيف الصغار الي يحبو يعاركو الغول. بالضبط هذا هو المضحك.
– المضحك في جماعة السيادة انهم صغار، قلة، بلا موارد ، بلا دعم سياسي اعلامي و رغم ذلك يحبو يواجهو الغول الاعظم غول التبعية، غول العمالة، غول الخيانة، غول التمويلات الأجنبية وغول اعلام البام-pamt* و لذا فإنهم يواجهون المستحيل و بش يضيعو وقتهم فلوسهم جهدهم اعصابهم و ممكن اعمارهم في معركة مستحيلة.
– المضحك في جماعة السيادة هو التناقض بين الطموح العظيم و الموارد الشحيحة بشريا و ماديا ولذا فإن اقبالهم على هذه المهمة المستحيلة يضحك علخر و يقتل بالضحك كيف محاولات الطفل الصغير انو يولي راجل ويمشي يعارك واحد اكبر منو ب20 سنا.
هذا هو المضحك انه الايمان بالذات.
الي يضحك في جماعة السيادة هو ايمانهم ب”الامة التونسية” وايمانهم بذاتهم و لذا فإن العجزة والجبناء و التافهين يضحكو عليهم كيما يصير في كل مشروع او دعوة عظيمة يضحكو عليها لإعتقادهم بإستحالتها ولكن ينسو او يجهلو ان قوة المشروع هي في الايمان مش في الموارد.
– جماعة السيادة عندهم الايمان عندهم القلب عندهم الارادة عندهم الاستعداد للاستشهاد عندهم الوعي وعندهم الثيقة في المستقبل ولذا فانهم مستعدين يواجهو الصعاب ويموتو قدامو علجال “الامة التونسية” و هكا يكونو استرجعو تقاليد الفلاقة الي ضيعوها التوافه الحاكمين في الاعلام و الثقافة حاليا.
– ممكن انو مناضلي السيادة يتحقرو من جرة تفاهة مظهرهم اما قلوبهم، ارادتهم، عزيمتهم و ايمانهم اكبر من حجم كل التفاهات الدارجة في العقل التونسي و حكاية انتصارهم هي مسالة وقت كهو و التاريخ بيننا.
2.الضحك على “قضية السيادة”:
– هل ان قضية السيادة تضحك ؟ هل اذا نقولو عزة، شرف، كرامة، شموخ معناها نقولو في نكتة ؟ هل ان السيادة التونسية لا تستحق ان تكون قضية تلم الراي العام بل و توحد الراي العام ؟ هل انها ماترتقيش ابدا لمستوى قضايا الحريات الفردية، العنصرية، المثلية الجنسية، المساوات في الإرث وغلاء الاسوام ؟ هل ان السيادة التونسية متستحقش تاخو باي او مكان في الاهتمام التونسي ؟هل لهذه الدرجة تضاءلت او تفهت قيمة الامة التونسية لدرجة انو القضايا الجنسية والاجتماعية والدينية ( الي يفرقو و يقسمو التوانسة) اصبحو اهم و اعظم قيمة من الامة والدولة في الوعي التونسي؟؟؟؟.
– السيادة تظهر حكاية تافهة ممكن تظهر حكاية رجعية تظهر حكاية قديمة او حكاية ماصطة علخر مجردة. السيادة تنجم ماتظهرش قضية من اصلو وتظهر معنى مجرد قديم فلسفي معقد مايجيش قضية و مايستحقش النضال لأجلو و لذا فإنو كيف تلقى شكون يناضل عليه يضحكك.
– السيادة، الشرف، العزة، الشموخ والكرامة و ماهو محترم ، مهاب ، جليل و يستحق الاستشهاد لأجله يولي مضحك في الفكر العاهر الي يقيم كل شي بالفلوس او المنافع الشخصية و لذا فانو مينجمش يتصور كيفاش انو انسان تونسي عادي يقطع عروقو و هو يصيح على السيادة دون ادنى استفادة شخصية و لذا فانو يضحك عليه.
– العاهرة و المتسول يتخلاو على الشرف و الكرامة لاجل الفلوس و لذا طبيعي جدا انهم يضحكو على الي يتخلا على المنافع الشخصية علجال الشرف القومي مش شرفو الشخصي بركا. لكن اذا كانت العاهرة تنجم تكون ضحية فانو الفكر العاهر التسولي هو المجرم و هذا الفكر نافذ علخر في الوعي التونسي لدرجة الي جزء كبير منو ولا يرى في السيادة قضية رجعية في عصر العولمة.
– في 2019 فما شكون اتهم معارضي وجود الاجانب في لجنة بالبنك المركزي التونسي بأنهم هوكش لأن المصلحة التونسية تقتضي وجود الاجانب الفرانسيس و الاوروبيين في لجنة قيادة الاقتصاد التونسي بالبنك المركزي و بما انهم هوكش/جبورة مايفهموش فإنهم يحاربو على قيمة تونس الروحية مش على التمويلات الاجنبية الي تنجم تدبرهم تونس مقابل التخلي على السيادة.
– الي يضحكو و يعارضو النضال على جال السيادة يخممو في المنافع الي تنجم تجنيهم تونس و هوما من مقابل التخلي على السيادة و امتهان الكرامة و لذا فإنهم عاهرين فكريا وهذا امر لا يقلقهم ابدا لأن العهر المجزي ماليا هو أمر مستحب عند هذه النخبة المترفعة على الامة والشعب التونسي المهوكشين حسب رأيهم.
الخارج يستثمر في التبعية عبر تمويل الاحزاب والجمعيات والنقابات والاعلام ومن بعد يتحكم في القرار التونسي بأرخص تكلفة
و هكا يخلص سوم رخيص علخر مقابل نفوذو في تونس الي يمتد حتى للتحكم في العائلة التونسية وفي المسائل الحميمية يعني حتى هذا النوع من العهر السياسي الفكري هو رخيص علخر و محصل فلوس اقل ملي ينجم.
– العهر الفكري السياسي والاقتصاد السياحي يتشاركو في الرخص الكبير و الاعتماد على الخارج وكذلك في تتفيه و احتقار القيم وهذا الي ينتج عليه سياسة رخيصة، سياسة متسولة، الرعب من المسؤول الكبير، انتهاك لتونس، استيطان اجنبي وحياة عامة حقيرة.
– طبعا كل هذا الكلام لا يمس النفسية الرخيصة العاهرة لأنها مخدرة تماما بالطمع و الخوف و الشهوات و لذا فإنها تعفنت تماما و ماعاد فيها ما يتصلح و تستلزم الاستئصال باش تتعوض بروح تونسية حرة شريفة قوية سيدة و حية و هذا بالضبط الي تهدف له القومية التونسية و”جماعة السيادة التونسية” .
3.الضحك على أسلوب نضال حملة السيادة التونسية:
فما احتمال انو الاسلوب او التكتيك او منهجية النضال على جال السيادة تضحك، ممكن الحملة الاعلامية تضحك، ممكن الوقفات تضحك ممكن الخطب تضحك ممكن ياسر انو مظهر المناضلين يضحك مثلا لبستهم تضحك او وجوههم خايبة مش مزيانة مهمش مضخمين ممكن.
تتعدد الاسباب الممكنة ل”الضحك” على نضالات القومية التونسية على جال السيادة التونسية تتعدد وتتشعب على حسب ذوق النقاد الخبراء القافزين الأذكياء و علماء السياسة التونسية.
– ممكن طريقة جلب الاهتمام ب”القضية السيادية التونسية” مهيش مزيانة مهيش مزخرفة او قعرة ياسر لدرجة انها تضحك و تقتل بالضحك تخليكم تقولو يا شوف قداشهم جبورة مايعرفوش يعملو تصويرة مزيانة ، يا قداشهم هواة سياسة و نضال هذوما الي ينبحو على السيادة التونسية.
– ممكن حملة السيادة التونسية مجتش كيما يلزم ممكن ماتخدمتش مليح ممكن ماجابتش الدعم المطلوب ممكن كانت فاشلة.
ممكن كانت فاشلة علخر و لأبعد حد ممكن كانت افشل حملة في تاريخ تونس ممكن زادا كانت امسط ماصار و اڨعر حملة( كيما تقولو انتوما).
– اما الي مش ممكن ابدا ابدا هو انك تكون “تونسي” و متحس بحتى شي يتحرك فيك من داخل كيف تتجبد قضية السيادة التونسية ، الكرامة التونسية، العزة التونسية والشرف التونسي.
– الضحك على الحملة مهما كان فشلها و تناسي او تجاهل القيمة، الغاية و القضية هو سلوك ساقط لو كنت مكش تونسي اما هو سلوك خاين، عميل ومعادي للامة التونسية كيف تكون تونسي بالوراثة.
- الضحك على حملة السيادة التونسية بسبب المظهر هو تشليك للقضية التونسية و ضرب لمحاولات تعميق الوعي التونسي او ضرب او قتل للروح التونسية بكل وضوح و بكل صراحة.
– القضية تفرض عليك اولا اتخاذ موقف مبدئي و من بعد تنقد المنهج اما كونك من البداية تمقعرت على المنهج فان القضية ماتعنيكش و بالتالي فأنت ماكش تونسي حر و ممكن ماكش انسان حر لنو السيادة=الحرية في عالم الامم/الدول يا سي/للا البليد/ة، المقعار/ة.
– في الاخير فانو بامثالكم المقعارة و النبارة تتشلك القضايا، ينحط الوعي ، تتهمش الجماهير و تتدمر القيم العليا و هكا اعداء الامة يلقاو ساهل انتهاك سيادتها و استعمارها و الاستفعال في ابنائها و بعدها تقعدو تتبكاو و تندبو على مكتوبكم الخايب المأساوي الي انتوما اول متسبب فيه.
4.التفوريخ العقلي التونسي و الاستهتار بالقيم العليا:
– لازم نستعرفو انو فما ازمة عامة تونسية و موش مجرد ازمة عادية عابرة و انما قديمة والاهم مخطرة و مخربة و قاتلة للامة التونسية.
– القوة، الحياة، الازدهار، التقدم و التسامي القومي و حتى الشخصي مربوطين بالوعي، الاخلاق و الإرادة اي انهم مربوطين و ناتجين اصلا على الحالة الروحية/العقلية للامة او الشخص.
ولهنا نلقاو انو الامة التونسية والانسان التونسي مصابين في الروح بمجموعة امراض مفسدة ومخربة ومحطمة و جرتهم تونس تعاني في انحطاط و ضعف تام من السياسة حتى الرياضة.
– اعظم خطر تتبلا بيه الامة والشخص هو الاستهتار بالقيم العليا او الاستخفاف بيها و تتفيهها على اساس انها قديمة، ماصطة، مش مزيانة/مش حلوة ، خايبة، قعرة الخ… هذا يؤدي مباشرة للعهر، الضعف، الخسارة، الانسحاق و التفسخ التام مستقبلا.
– الوعي بالذات، الايمان بالذات، الايمان بالقيم العليا، الارادة، التضحية، الاستشهاد، الانظباط ، الجدية، الحماس و كل القيم الحية الحرة القوية و التقدمية يتم تشليكها والضحك عليها من طرف الفروخ/العاهرين فكريا في محاولة لاثناء التونسي على التسامي والارتقاء روحيا و سياسيا.
– الاستهتار بهذه القيم الحرة الشجاعة النبيلة ، الرجولية، البطولية ، والسامية يعني الاستسلام والانقياد للقيم المنحطة الدنيئة الساقطة المتخلفة من نوع المظهرية، اللذوية، الركشاوية، الهروب من المسؤولية، التراخي، الجبن، الاتكالية، الانهزامية، الانتهازية، الجهل، البهومية والاتباعية.
– الفشل و الإحباط الناتج عليه يولد السلوك التنبيري والفخرة باللامبالات الي يعتمدهم العقل الانهزامي كمواقف تمنعو من الإحباط المستقبلي و تخليه ديما مرتاح وشايخ و هكا يولي بطول المدة و الاستيناس مضاد لأي نشاط عام او قيم عامة و يتبنى بالطرف بالطرف الجهوية، الفئوية، الطبقية، العايلية والفردانية و يقوم بتذويب الرابطة القومية التونسية روحيا وعضويا (من بعد) و يكرس الهون التونسي و يخدم اعداء الامة من الخارج والداخل.
– هذا الموقف المستهتر هو ابتلاء تبلات بيه الامة وتحتاج مواجهتو بكل جدية ، حزم و صرامة لنو التسامح معاه عندو نتيجة واحدة هي الخسران وانهيار الباقي من المعنويات والخصال الحربية الحية في الامة التونسية.
– هذا الموقف العاطفي السلبي يتميزو بيه عادة الاطفال قدام نصايح الاهل او القواعد العامة و لكن كيف ينضجو يفهمو و يتوعو و يستوعبو مليح قيمة الحكم والاخلاق( الاخلاق مش العادات و التقاليد ) و الخبرة.
لكن في حالتنا التونسية فانو هذا السلوك تتميز بيه شريحة متعلمة و فاعلة وفاتت سن المراهقة اي معندها حتى عذر او مبرر موضوعي لذا ماعندناش الحق في عذرهم او التبرير ليهم.
– الامة تحتاج ديما لشعلة روحية تحركها بكل قوة بكل عزم و تحتاج لوعي صافي (بصيرة) يوجهها و يركز اهتمامها على القضايا الحقيقية و بدون الشعلة المحركة و الوعي الموجه تخمد الامة و تتلاشا الطاقة ويضيع المستقبل و هذا بكلو تستهتر و تستهين بيه هذه العقلية المقعارة النبارة و لذا واجبنا مواجهتها و فضحها و توعية الامة بخطرها كل حين و كل وقت.
– القومية التونسية تهدف اساسا لاحداث تغيير جذري في الواقع والمسار التاريخي التونسي.
القومية التونسية تهدف لرفع الامة من القاع للقمة و هذا ماينجم يجي كان بالعمل على الروح التونسية وانتشالها من المستنقع الفكري العاطفي الي انحدرتلو في 60 سنا الي فاتو ( من وقت انقسام الحركة الوطنية بين “البورقيبيين” و”اليوسفيين”) و لهنا القومية التونسية من واجبها مواجهة “الانحطاط العاطفي” و”الموقف الساخر من القيم” لنهم يمثلو “قوى الشد العقلي للقاع”.
*اعلام البام: هو المشروع الأوروبي لتمويل وسائل الاعلام بتونس ويرمز له اختصارا PAMT2
Views: 51