الإدارة التونسية: من إصلاحات حمودة باشا إلى دولة الموظفين
خلال عهد حمودة باشا أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر كانت تونس القوة المتوسطية رقم واحد. بسياسة تفطنت لأهمية الاستقلال وتأسيس كيان قومى مستقل وايضا لقيمة المجال الحيوي (أجنحة تونس ليبيا والجزائر ) وبإقتصاد ذاتى قوى .
وهنا مانجموش نعرجو دون الحديث على عدة عوامل ساهمت فى هالقوة والازدهار الى شهدتهم الأمة التونسية وقتها .خاصة و احنا اليوم فى ظل واقع دولة هشة ورخوة لا تقرا ولا تتعلم مالتاريخ .نحكو على وضعية الادارة التونسية اليوم بعد قرون من دولة قوية وفذة فى العالم قادها حمودة باشا الحسينى ..
وقتها نفس هذا التقدم انعكس على الادارة. فى عصر تتخبط فيه أوروبا فى مشاكل من البيروقراطية والتعقيدات الادارية والى يؤكد عدة مؤرخين انو عهد ما قبل الثورة الصناعية والطفرة التقنية عاشت فيه أوروبا وخاصة القوى الكبرى فيما بعد تخلفا وتشابكا فى إداراتها ..
وقتها كانت سياسة حمودة ترتكز على تأسيس إدارة تونسية قوية قايمة على خفة الخدمات ومرونتها.. هذا علاش يقول لويس فرانك (وهو مؤرخ والطبيب الخاص للباي فى ذلك العهد ) فى مذكراته : “قد يجد الاوروبيين مشقة فى فهم امكانية قيام رجل بمفرده بجميع تلك المسؤوليات المختلفة وادارتها بنظام ودقة” ثم يكشف السر فى ذلك وهو أن حمودة باشا اختصر المشاكل والتعقيدات الموجودة فى البيروقراطية الاوروبية ” .
الاجراء الادارى هذا أنقذ خزينة الدولة وقتها من برشا مصاريف عامة وخلى اجراءات الادارة التونسية وحتى الاحكام الى تصدر فى المحاكم تكون واضحة ومن غير إلتواءات ..
يقول فرانك فى نفس هالموضوع “فى الوقت الذى يجد حاكم اوروبى نفسه محتاجا لمائة موظف من مختلف المستويات الادارية للقيام بإدارة الدولة. أربعة أو ستة كتاب يكونون كافيين للقيام بنفس المهام فى تونس !”
==>التغيير الى أحدثو النظام فى ذلك العهد احدث سهولة ودقة فى مراقبة أعمال هالعدد القليل من كبار المسؤولين اوالموظفين وهكا كان يكتشف أي حالة متاع استبداد او فساد او ظلم او خيانة فالادارة التونسية . و هذا أنتج رقابة أوتوماتيكية عالموظفين بفضل قلة العدد وهكا غياب التعقيدات وخفة الخدمات.
يعرج القنصل البريطاني “ماجرا ” فى هذا الصدد قائلا”ان أسباب ازدهار الاقتصاد التونسي ترجع بنسبة مهمة الى الادارة المنظمة والاهتمام بمصالح الدولة “.
★ ★ ★
هذا جزء من تاريخ بلادنا ..جزء لا يتجزأ من تاريخ تونس الى كقوميين نحبوها دولة قوية .مزدهرة و متقدمة وتسير على منوال عظمائنا .وهذا كان فى أواخر القرن الثامن عشر ويثبت من جديد عبقرية واحد من رموز الأمة التونسية فى عصره ..
اليوم فى القرن الواحد والعشرين نلقو الى من أهم علل وأمراض بلادنا وجود “ورم خطير ” ينخر أركانها وهو الادارة المتخلفة .. ففى عصر التقدم العلمى الحديث نلقاو إداراتنا التونسية تخدم بطريقة الحمام الزاجل سوى من ناحية الخدمات او من خلال التعقيدات الى قاعدين نعيشوها كل يوم وكل لحظة فى تعاملنا مع موظفى الادارات ..
اليوم نلقو عشرات الاف الموظفين ومصاريفهم تثقل كاهل الدولة والامة وكل حزب يوصل للسلطة يعتمد سياسة “رص” و حشو الادارة التونسية بأنصاره هذا بالاضافة لعلة النقابات الى تبتز فالدولة وتهدد بشلها بالاضراب وتعطيل العمل مقابل المطالبة بالزيادات..
=> الوظيفة العمومية فى بلاصة تكون حل صارت مشكلة بل معضلة تجمع فى طياتها مجموعة مشاكل اخرى كبرى كالرشوة والفساد والتكمبين و التحزب والتواكل..
من قراءاتنا لتاريخنا ودراستنا لعوامل قوة وازدهار تونس فى وقت ما .. نستنتجو الى كان عندنا “نموذج تونسي ” وحتى الاصلاحات الى أدخلت عالادارة كانت تونسية خالصة ولم تكن تقليدا لنماذج أجنبية كما هو الحال بالنسبة لواقع نخبنا اليوم ..وهذا الى تطمح الدولة القومية التونسية لتحقيقه فى المستقبل ..
Views: 2016
لا تعليقات بعد على “الإدارة التونسية: من إصلاحات حمودة باشا إلى دولة الموظفين”
التعليقات مغلقة.