آش باش تنفعك البلاد؟!! في العلاقة بين الشخص و الأمة

آش باش تنفعك البلاد؟!! في العلاقة بين الشخص و الأمة

 

“آش باش تنفعك البلاد؟!! ”
الكلام هاذا سمعتو برشا و ديما معقدني و يستفزني تماما و صدمني برشا مرات ، اما منو فهمت برشا حجات و فهمت انو عنا اسس خايخة في الوعي و العاطفة و الانتماء و زادا في الفصل بين مفاهيم “الامة” و ” الدولة” و “النظام” .

ـــ نبدو بزوز لقطات شكلولو صدمات محيرة في وقتهم.
قبل سنوات لتالي كنت متابع كبير للفرق الرياضية خاصة في كرة القدم و كرة اليد . الحق كان عندي جنون تشجيعي في ماتش المنتخب الوطني نبدا نحلم بيه من الليل ، ماكانتش حكاية التزام سياسي أبدا بلعكس وقتها كنت “لا علاقة بالقومية التونسية” و ابعد ما يكون عليها، لكن هكاكا نفحة و عاطفة و زيد لأنو انتصارات الفريق الوطني تهزلي المورال .

مثلا في كاس افريقيا 2006 نتذكر يوم ماتش الربع النهائي قابلت واحد من ولاد اتحاد الطلبة في الجامعة و كان يتمنا خسارة تونس تصدمت ( حسابات سياسية مكنتش نفهمها برشا وقتها) !!! حسيتو خاين .

و في مرة اخرى، كان عندي شلة في القهوة ديما نتناقشو في السياسة ( وقتها قبل الثورة و لكلنا معارضين ) نهار جيت و انا فادد بعد خسارة تونس في ماتش كرة يد ، سألوني علاش ؟؟؟ حكيتلهم، لكنهم استغربو !!! و دارو قالولي سؤال فلسفي عملاق :
إنتي شنوة ربحك منها تونس و علاش تحبها ؟؟!!!

و  لتو مانجمتش ننسا السؤال هاذاكا و ماننساش الخزرة الساخرة متاعهم لأنهم افحموني، ايه نعم سكتوني لأني تصدمت بالظبط اما تصدمت فيهم هوما .

ــ في كل الحالات لهنا عنا زوز اشكالات :
اولا العاطفة القومية و الفرق بينها و بين النفع المادي.
و ثانيا الاختلاف بين مفاهيم الامة ، الدولة و النظام الحاكم .


1. بين العاطفة القومية و النفع المادي :

 لهنا لحكاية مقدسة معنها انو العلاقة بين الشخص و الأمة الي ينتمي ليها ماهيش حاجة تجيه منو فوائد. العلاقة كيف علاقتو بالأم تماما. ماتاخوش فلوس خاطر تحب أمك، ماتحبش أمك لنك مستفاد منها ، تحب أمك لأنها أمك كهو . الأمومة مقدسة و كذلك الأمة.

المسألة هيا في اسمى العواطف الي يحملهم الانسان . العاطفة الي يجيبها الانتماء لأمة هيا عاطفة اختيارية لأنك يا تحب “أمتك” يا ماتحبهاش و يوفا الحديث من غير التساؤل على النفع لأنو يلغي الحب و الحماس و يلغي أهم قيمة للإنسان و هيا الإرادة حب الأمة ينتج على ارادة الانتماء ليها موش على الربح المادي الي نجنوه منها.

و العكس هوا الصحيح لأنو الي حبو تونس و عطاوها دمهم عمرهم ماسألو آش باش يربحو و انما ضحاو كهو، و هاذا هوا اسمى تعبير على ارادتهم الحرة في الانتماء ليها و هكا عاشو رجال و ماتو ابطال .

 => الحب و الانتماء و التضحية : هيا أسس العاطفة القومية الي ماعندهاش أدنى علاقة لامن قريب و لامن بعيد بالمنفعا و الفوايد و المصالح. و هاذا مفهوم بديهي لا يحتاج نقاش اما اضطريت لتوضيحو بمناسة نقاش معا ناس يعتقدو رواحهم “قوميين توانسا” .


2. في الفرق بين الأمة و الدولة و النظام :

 الأمر لهنا ساهل أما باش نبسط المسألة باش نعمللها تشبيه ساهل . الأمة كيف العايلة تماما ، العايلة فيها الأم و الأب و الأبناء و كل عايلة عندها دار تسكن فيها و تحتمي بيها .

 العايلة هيا الأمة و الدار هيا الدولة و الأب هو النظام الحاكم . نتصورو إنو الأب مات و الدار بدات تصير فيها مشاكل و معادش فما فلوس و الحيوط بدات تندي و الفقر دخل للدار و تحت الظغط الأم عرست بواحد غريب، لهنا عندنا نظام طاح و مشاكل إقتصادية و سيادة أجنبية .

الزوج الجديد عامل في الابناء و يمرمد فيهم و يخدمهم و يفكلهم فلوسهم، يضرب في أمهم و يسب فيها، معناها الأبناء بش يكرهوه .

هاذا، الأبناء يكرهو راجل أمهم موش يكرهو أمهم و موش يكرهو دارهم، معناها في ظروف الأمة الصعيبة مانحطوش غشنا في الأمة أو نخممو في تدمير الدولة لأنو النظام الفاسد مرمدنا و عبث بحالنا !!!

كأبناء حقيقيين لأمنا لازم نحرروها من  الراجل الغريب  الي تسلط عليها و من بعد نعاودو نبنو دارنا من أول و جديد على ساس صحيح و هكا نسعدو أمنا و نرتحوها . هكا نكونو أولادها الحقيقيين .

 كيف كيف لازم نحررو أمتنا التونسية من النظام الفاسد الي مستعبدها و نعاودو نبنو أسس دولتنا القومية و هكا نحررو أمتنا و نحققوها في أرضها و نكونو توانسة حقيقيين .

 الي يكره الأمة و ينتظر تدمير الدولة لأن النظام  فاسد و عميل و مفقرو و مجوعو . كيف الي يكره أمو لأن راجلها الي خذاها بالسيف عليها يضرب فيها و عامل فيه شر الشعف .


كقوميين توانسة ديما حاضر بين عينينا الفهم الصحيح للمسألة القومية و لروح الأمة الي نستوحو منها أفكارنا. و لذا فإنو لازم ديما في نقاشاتنا و تخمامنا و أطروحاتنا نبدو واضحين في أن الإنتماء القومي مقدس، و ماهوش مسألة نقاش مصلحي أولا و في إنو العمل القومي ماهوش مرهون بموقفنا من النظام أيا كان، العمل القومي نابع من روحنا و عاطفتنا و بالمعارضة تماما مع النظام الفاسد الي تعاني فيه تونس عندها 200 سنا ( من فترة حمودة باشا ) تتخللها 75 عام استعمار و دمار .

كقوميين توانسا نحبو أمتنا التونسية الي هيا أمنا الأولى نحبو نعاودو نبنو دارنا على الأسس الأصلية و هاذا بعد مانحرروها من الإستعباد الحزبي الي معذبها و محيرها. كقوميين نمنو تمام بقيمة التضحية في كل مستواتها و نعتقدو إنو التضحيات هيا الي باش تبني تونس من أولو و جديد كيما لازمها تكون من قرون .

 

 

Views: 4