سليمان الحرايري: الكاتب المجهول وأزمة التراث الضايع

سليمان الحرايري: الكاتب المجهول وأزمة التراث الضايع

– نقرا في كتاب الصحافة و تجديد الثقافة ,تونس في القرن 19 ,للحفناوي عمايرية . الكتاب ممتاز حقيقة من وجوه عدة و عمق لدرجة ممتازة فهمي للقرن 19 التونسي بكل مستوياتو من الفكر للنخبة و التاثيرات الاجنبية و خاصة الشرق اوسطية .

– رغم كل هاته الفوايد فانو الحقيقة شدني امر واحد و هوا الكاتب التونسية سليمان الحرايري .للامانة خاطي الاسم سابقا عمري معرفت عليه حتا معلومة و رغم ورود اسمو قدامي مرات سابقة فانو عمري مهتميت بيه لنو اسمو موردش ابدا في كتب التاريخ السياسي .

– سليمان الحرايري بغض النظر على الاتهامات و السبان الي يتقال عليه حول عمالتو لفرانسا ,اصلو الكردي و كفرو فانو يمثل ازمة القرن 19 التونسي بامتياز .

– السيد كان يخدم مترجم و استاذ عربية في القنصلية الفرنسية بتونس .و بهاته الصفة فانو قام بترجمة كتب تبشيرية للعربية و هكا دخل في صدام مع النخبة الدينية التونسية .

– هاجر من بعد لفرانسا و خدم في جريدة ناطقة بالعربية اسمها برجس بريس . و فيها كتب و دخل في صراعات فكرية صحفية ( مع جريدة الجوائب الصادرة باسطنبول لصاحبها احمد فارس الشدياق) .

– سليمان الحرايري خاض و كتب في برشا قضايا حساسة و حيوية بنسبة للفترة ما قبل الاستعمارية .

             – 1. كتب في العلاقة مع الغرب و خاصة فرانسا الي كان واضح علخر في ميولو ليها 

             -2. كتب في التنظيمات و الحقوق السياسية 

             – 3.كتب في اللوغة العربية و قواعد الترجمة من اللوغات الاوروبية

             – 4.كتب في ازمة العالم الاسلامي و ضروة التقدم 

              – 5. حقق 3 كتب من التراث الادبي العربي 

     – لحد هنا عادي لنو برشا توانسة و شرقيين خاضو في هاته المجالات .لكن سليمان الحرايري زاد عليهم الكتابة العلمية حيث انو الف زوز كتيبات حول الطقس (رسالة في الاحوال الجوية ) و داء الكوليرا (رسالة في التحفظ من الهيضة) و كتب المشطة مقالات تبسيطية و تفسرية للعلوم الفيزيائية الكيميائية موجهة للجمهور العريض .

– بغض النظر على الموقف من توجهاتو السياسية-الحضارية لكن السيد خلف وراه تراث فكري هام علخر بنسبة للعصر و بنسبة للنخبة التونسية وقتها .الكارثي انو تراثو سرق من طرف المشارقة الي نسبو لرشيد الدحداح ( المدير الاول لجريدة برجس بريس ) العركة اللغوية السياسية الشهيرة ضد جريدة الجوائب . الكارثي اكثر انو التوانسة في العصور المقبلة مهتموش بالحكاية اصلا و محاولوش يعملو حتا دراسة عليه او حتا جمع لمنشوراتو في كتاب موحد .

– انحيو تويكا سليمان الحرايري على جنب و نعتبروه مش موجود . مكتبة الاسكوريال الاسبانية تحتوي آلاف الكتب/المخطوطة التونسية موقعش استرجاعها او على الاقل نسخها لحد اللحظة .يذكر انو فما تراث فكري منوع افريقي مهول علخر غادي ووصلت بعثة تركية/عثمانية مشات في اول القرن 19 باش تنسخ الي تنجم من غادي و كان فيها تونسي ( نسيت اسمو ظاهرلي الصادق الزمرلي كان منيش غالط ) . عام 2010 تحرقت مكتبة الأباء البيض بتونس الي فيها فوق 20000 مخطوط تونسي بالعربية .تحرقت و مات راهب كاثوليكي فيها ووزارة الثقفاة التونسية تاسفت علخر لوفاة الراهب الي يعس و يحمي في الكتب /المخطوطات التونسية .

– التراث الفكري الديني , الادبي ,السياسي,الموسيقي , العلمي ,التقني , العسكري ووووو الافريقي /التونسي مفرت تماما في العالم و الي موجود منو في تونس ضايع مهمل و مجهول من طرف النخبة الحاكمة و خاصة من طرف الاجيال الجديدة .

– انا هاذا الي يغيضني علخر .كتب تونسية هامة علخر في مجالات عدة تكتبت من قرون و موجودة في العالم و تونس يقع تجاهلها و الاستهتار بقيمتها الفكرية و العاطفية من طرف النخبة و الشعب التونسي على حد سواء .

– التراث الفكري المكتوب مهوش مجرد ثروة تاريخية و مصدر فخر .لا لا انه تاريخ الفكر التونسي انه مخزون الهوية التونسية انه الروح التونسية في مسارها التاريخي من القديم لحد اللحظة .

– الامة او الشعب الي يجهل تراثو يضيع في العالم و كيف يحتقر تراثو يعيش محقور من طرف الامم الاجنبية . الامة كيف تضيع تراثها تضيع روحها و تقعد اتدهدس في ظلمات الجهل و الخرافة .

– كل ازمة الهوية التونسية كامنة في التراث التونسي الضايع و المجهول 

– كل ازمة التبعية الفكرية للخارج كامنة في التراث التونسي الضايع و المجهول 

– كل ازمة التيارات العقايدية/السياسية االتايعة,المستوردة و العميلة للخارج كامنة في التراث التونسي الضايع و المجهول .

– كل الفشل السياسي /الاقتصادي/التعليمي و القيمي للنخبة التونسية كامن في التراث التونسي الضايع و المجهول .

– تو هنهارين حرب في الكامور على البترول .حرب تذكر بالحملة القديمة بتع  وينو البترول؟؟؟ و شعار تأميم البترول . حملة ركزت كل قوتها و دعاواتها على الثروات الباطنية الميتة و المؤقتة ( يجي نهار و توفا) لكن الثروات الحية ( زيت ,تمر ,اسماك وووو ) ملقاتش نفس الاهتمام رغم قيمتها الاستراتيجية و الثروات الروحية الفكرية ملقات حتا اهتمام رغم قيمتها الحيوية القومية ,القيمية و الاستراتيجية.

– من المستحيل انو نوصلو نهار نسيطرو على ثرواتنا او قراراتنا مدام مزلنا نجهلو حقيقتنا نجهلو روحنا نجهلو تاريخنا و نستهترو بتراثنا .

– الازمة التونسية هيا روحية ,فكرية ,عاطفية و تونسية علخر قبل متكون سياسية ,اقتصادية و اجنبية .يكمن النقص الفكر التونسي في الجهل بحقيقة تونس التاريخية الفكرية الدينية الفنية الي موجودة في التراث التونسي بكل وضوح

– مليون سؤال حول مليون قضية وقع طرحة سابقا و وقعت الاجابة عليه .مشكلتنا انو هاذا منعرفوهش و نتنطرو نستوردو اجابة خارجية من دون ادنى تفكير في الاستئناس بالاجابة و التجربة التونسية السابقة الاقرب لينا من كل النواحي و الي برسمي تنجم تكون درس و موجه لينا .

– كل المليارات و آلاف المليارات الي تصرفو على دعم الفن ,دعم الصحافة ,دعم الرياضة و بناء القصور و المقرات المضخمة .كان تصرفو على جمع ,تحقيق ,طبع و نشر كل التراث التونسي او كل الممكن منو كانت تصير ثروة فكرية 20 او 30 سنا لتالي و تعقبها ثورة سياسية تقدمية تتجاوز بينا التخلف و الضعف .كان صار هاذا مكناش ابدا نلقو المهزلة السياسية الحالية و مكناش نبكو جرة  انعدام الوطنية في الاحزاب الكبرى السايدة .

– التراث الفكري المكتوب ,المخطوطات , المنشورات ,الدوريات وووو مهمش تحف ل الزينة ,مهمش روبافيكيا ,مهمش حكايات ناس بكري .راهم روحنا المفقودة و المنسية و جرة هاذا الجهل و النسيان ضعنا في الثنية و معرفناش وين نشبو ,تخلطت علينا الثنايا و حرنا شكون نتبعو .

– التراث التونسي فيه الضمير التونسي المدفون و من غادي تبدا رحلة البحث لى الذات الي كان لازم تقوم بيها نخبة وطنية حقيقية .

– القومية التونسية تؤمن بالامة تؤمن بتونس تؤمن بالانسان التونسي في كل العصور و لذا تهتم علخر بالتراث ,تحترمو ,تطلع عليه تفهم تنقدو زادا و تستخرج منو الدروس و العبر و تفهم منو زادا الروح التونسية  باش تنجم توجهها نحو العظمة و المجد عوض مسار التبعية ,الانحطاط و الذل الي هزتها ليه هاته النخبة الجاهلة ,التابعة و الفاسدة.

Visits: 98