جذور النفوذ الفرنسي الأوروبي في تونس

جذور النفوذ الفرنسي الأوروبي في تونس

 النفوذ الأجنبي في تونس و خاصة الفرنسي_الأوروبي مش محتاج لإثبات، الحالة واضحة للعيان و بديهية. القومية التونسية ماهياش مجرد حالة بكاء على السيادة المفقودة و انما حالة وعي بالواقع و إرادة لتغييرو لذا فانو المطلوب أكثر من الكلام حول النفوذ الأجنبي. المطلوب هو فهم أسباب الخضوع التونسي للفرانسيس و الأوروبيين و من بعد التفكير في العلاج التحرري السيادي. 

النفوذ الفرنسي _الأوروبي ماهوش ولد اليوم مهوش “ولد بورقيبة” أو ” ولد الثورة”. هذا نفوذ قديم من 200 عام تقريبا الإستعمار كانت نتيجتو الحتمية الأولى و الإضطراب الحالي ناتج نسبيا منو. 

1.المديونية: 

 من 1863 لحد اللحظة و الدولة التونسية تتسلف من الخارج و البداية كانت بالقرض الشهير ل”دار ديرلنجي” الفرنسية و لتو فرانسا هي أول مقرض لتونس و بصفتها هذي فإنها تتمتع بنفوذ مالي. 

 الإعتماد المرضي على الديون في تغطية “عجز الميزانية” هو الي مخلي الدولة التونسية و نخبتها السياسية مينجموش يهزو ريوسهم قدام “الدول المقرضة” ( والمنظمات زادا كيما البنك الدولي والإتحاد الأوروبي).

 بما أنو الدولة التونسية تتسلف من الخارج ومدامها محتاجة للخارج فإنها تظطر إنها تستسلم لشروطو سواء كانت اقتصادية، سياسية، ثقافية أو حتى مجتمعية ( كيما قضايا الأحوال الشخصية و الحريات الفردية الي يجيو في توصيات الإتحاد الأوروبي). 

سياسة المساسية، التسول، التمسكين تخلي الحكومة التونسية قابلة للإخضاع بسهولة تامة للي يدفع أكثر و مدام فرانسا/أوروبا يدفعو أكثر فطبيعي جدا تكون عندنا تبعية كبيرة تجاههم. 

2.التبعية التجارية 

 من 1000 عام تقريبا تخلفت “البحرية التونسية” ( من القرن11 ميلادي بدات تتفوق عليها البحرية الإيطالية و تحديدا “بحرية البندقية) و هذا الي خلى المنتوجات التونسية تتصدر عن طريق السفن الإيطالية أولا و من بعد السفن الأوروبية. لحد يوم الناس هذا مزالت الصادرات التونسية تعمل على شركات النقل البحري الأوروبية. 

فقدت تونس المبادرة التجارية وولات تعتمد على الاقتناءات الأوروبية في التصدير و على التزويد الأوروبي في الاستيراد .اصلا كل سياستنا التجارية مبنية على “أوروبا” كيفاش نصدرولها و نشرو منها و باقي العالم شبه مجهول عندنا. 

 منتوجاتنا الفلاحية الخام تقعد تستنا الشركات الأوروبية بش تشريها و تعبيها. مثال زيت الزيتون الي مرهون في الشركات الأوروبية باش تخرجو للعالم و الي الدولة التونسية تقعد مشيحة ريقها تتشحت في الإتحاد الأوروبي باش يزيد حصتها من الصادرات رغم توفر سوق عالمية متعطشة ليه. 

تفكيرنا التجاري محصور ب”فرانسا”/”أوروبا” خاصة في التصدير و هذا الي يخلي قدرتنا على المناورة صغيرة و أرباحنا ضئيلة مقابل أنهم هوما يشريو من العام و معلبالهمش بالمصالح التونسية.

 أزمة قطاع النسيج في أوائل الألفينيات كانت بسبب الإعتماد المطلق على السوق الأوروبية الي فجأة تحلت قدام المنتوجات الصينية و لقينا رواحنا نعجزو على منافستهم. كان جينا نخممو في السوق العالمية رانا طورنا قدراتنا الإنتاجية و التنافسية و رانا عملنا أسواق بتاعنا بفضل كفائتنا مش بفضل المزايا الأوروبية الي تنحات علينا و تعرينا. 

3.التبعية الاقتصادية:

 أوروبا هي المصدر الأول للمواد الأولية الضرورية للإقتصاد التونسي. أغلب المنتوجات التونسية و خاصة الصناعية تعتمد على مواد مصنعة أو نصف مصنعة أوروبية و على تقنيات أوروبية. 

الفرانسيس/الأوروبيين هوما أول المستثمرين الأجانب في الإقتصاد التونسي و خاصة في المجال الصناعي و زادا هوما “مصدري الأوامر” الأساسيين لشركات المناولة التونسية. 

السياحة التونسية تعتمد أساسا و لحدود أول الألفينيات على وفود السياح الأوروبيين. 

الحكومات التونسية بصفة عامة يعملو برشا على الدعم الأوروبي _الفرنسي للإقتصاد التونسي  عبر الإستثمار المباشر و النقل التقني لكن هاته السياسة منجحتش ابدا في تطوير الإقتصاد التونسي و ردانو قادر على توفير الإحتياجات العامة التونسية بل بالعكس خلاتو هش علخر و عاجز على التقدم. 

4.التبعية الفكرية (الانبهار و التقليد):

 مظاهر المدنية الفرنسي-أوروبية أبهرت النخبة الفكرية_السياسية التونسية من القرن 19 و وولات تتشبه بيها علخر في نمط الحياة ( لبسة ,ماكلة,احتفالات ,تحرر سلوكي ,حديث …) وولات تتصور انو التقدم=التشبه/التقليد لفرانسا و أوروبا على هذاكا صرفت المليارات من وقتها لتو و أفلست الميزانيات باش تعمل مؤسسات وقوانين ومعمار و حياة مشابهة مظهريا لأوروبا و مختلفة جوهريا عليها. 

 النخبة الحاكمة التونسية بصفة عامة استوردت قلب فكرها من أوروبا استورداتو كيما هوا من غير فهم أو تحليل أو نقد استورداته و اسقطاته على الواقع التونسي و عملت كل جهدها لفهم التونسي انطلاقا من رؤى فرنسية/أوروبية .

 النخبة التونسية السائدة من وسط القرن 19 تميل علخر للاحتماء بأوروبا و تميل علخر للجنسيات الأوروبية ( رئيس الحكومة الحالي “الياس الفخفاخ” عندو جنسية فرنسية و كيفو رئيس الحكومة السابق “يوسف الشاهد” بالظبط كيما كان “محمود بن عياد” ,”نسيم شمامة” و”مصطفى خزندار” عندهم جنسيات و حمايات فرنسية_ايطالية و انقليزية في القرن 19). 

5.الخوف من التدخل العسكري:

من حملة “اللورد اكسموث” 1816. على “دزاير”,”تونس” “وليبيا” لوقف القرصنة من وقتها الحكومات التونسية أصبحت تخاف من التدخلات العسكرية و تخاف من القصف البحري و الاحتلال. 

عام 1830 إحتلال “فرانسا” ل”دزاير” عمق الخوف وولات الحكومة التونسية ترعش من فكرة التدخل العسكري الأجنبي لتجنبو مستعدة تتحمل كل أنواع الإهانات و التنازلات. 

بعد معركة الاستقلال والجلاء العسكري و الجلاء الفلاحي، النخبة الحاكمة التونسية معادش مستعدة تناضل أكثر و قررت انها تنهي عصر التضحيات الوطنية و تبدأ عصر الحكم الهادئ” و”التمتع بالسلطة” و لذا خيرت “الدولة الوطنية” انها تتقرب علخر من “المعسكر الغربي” و تتجنب أي معركة سيادية أو حتى أي محاولة ببناء قوة عسكرية حقيقية أو لعب دور محترم في المنطقة الشمال أفريقية.

 الضربات العسكرية الي توجهت من طرف دول كبرى خاصة غربية ضد دول “عربية” كيما “مصر” أو”ليبيا” أو “العراق” بسبب سياساتهم المضادة للمصالح الغربية. زرعت الخوف علخر وسط النخبة  البورقيبية الحاكمة التونسية الي ولات ترى من الحكمة إنها تتجنب المشاكل و “تأكل خبزتها مسارقة”. 

 “النخبة البورقيبية الحاكمة” كانت تخاف من تدخل عسكري دزيري أو ليبي فما بالك بتدخل فرنسي-انقليزي او إيطالي. 

و بعد الثورة و انتخابات 23 أكتوبر 2011 جاو “الإسلاميين/النهضاويين” و حلفاؤهم للحكم و هاذم كانو حاطين في اعتبارهم انو “فرانسا” و “أوروبا” مش راضين عليهم و أصلا صارت دعوات تدخل فرنسي من “الاعتقنيين” ( دعوة “سهير بلحسن” الشهيرة لتدخل فرنسي لحماية الديمقراطية من الإسلاميين) . لذا فانو “الإسلاميين” كيف يبدو في الحكم يخافو علخر من تدخل عسكري أوروبي و فرنسي تحديدا ضدهم. 

6.الخوف من التآمر:

 بصفة عامة من بعد “حمودة باشا” اغلب الحكام التوانسة كان عندهم شك في شرعيتهم أو على الأقل شك في ولاء الامة/الشعب ليهم كان فما خوف أو رهاب من المؤامرات بتع “الحاشية” والانقلابات العسكرية و الثورات الشعبية. 

 مباشرة بعد موت “حمودة باشا” و في 3شهور صار إنقلاب عائلي ضد وريثو و خوه “عثمان باي” من طرف ولد عمو و نسيبو “محمود باي” و من وقتها لحد اللحظة ( ماي 2020) فما رهاب عملاق من المؤامرات الداخلية الي تتعمل تحت إيعاز أو دعم أجنبي.

 في انتفاضة المجبى الشهيرة ب”ثورة علي بن غداهم” صارت اتصالات فرنسية بيه (كشفها “علي بن غذاهم” للباي و عطاه كل مراسلات القنصل الفرنسي “ليون روش”) .

مماليك القرن 19 الي كانو شادين أهم المناصب في الدولة أغلبهم كانو يتآمرو ليل نهار ضد بعضهم و ضد مصلحة الدولة التونسية و لذا كانو خايفين علخر و يحتاجو للحماية الخارجية من الدول الأوروبية في صورة افتضاح فسادهم أو نهاية حظوتهم و لذا فإنهم كانو يخدمو مصالح “الدول الحامية” و يخضعو ليها. هكا ولاء الحاشية البايليكية كان عموما موزع بين الفرانسيس و البريطانيين و شوية الإيطاليين. 

بعد الاستقلال، صارت محاولات انقلاب و تمرد بتشجيع وتمويل و دعم خارجي (عموما من الجيران دزاير و ليبيا). الحكومات المختلفة من 1956 لحد اللحظة كانت تخاف من الخارج الي يدعم خصومها و ممكن يألب عليها الرأي العام أو يمول “انقلاب عسكري”.

 المحاولة الانقلابية في 1962 كانت بتشجيع دزيري .محاولة التمرد بقفصة 1980 كانت بتخطيط دزيري و تمويل /تدريب ليبي. 

تحول 7 نوفمبر 1987 الي نحا “بورقيبة” كان بمباركة  ليبية -دزيرية و ايطالية. 

 حتى بعد الثورة و الانتخابات “الحكومات الشرعية” قعدت تخاف علخر من “الدول الأوروبية” خاصة “فرانسا” لارتباط جزء كبير من الإطارات الإدارية ,الأمنية و العسكرية بيها بسبب “التعليم” و بسبب “الميول السياسية التحررية و البورقيبية”. 

ارهاب ما بعد الثورة مشكوك علخر في انو مصطنع بتواطئ امني و تخطيط /تمويل  فرنسي -اماراتي و سعودي. 

الحكومة التونسية  معندهاش ثيقة في “الشعب” معندهاش ثيقة حتى لو هي “منتخبة” انو الشعب بش ياقف معاها و يحارب ضد أي مؤامرة تحاك ضدها او إنقلاب عسكري. لذا فإنها مستعدة تخضع ل للضغوط الأجنبية الأوروبية و خاصة الفرنسية باش تقعد تحكم او تمثل انها تحكم .

7.  النفوذ الأجنبي  من الفهم الى المواجهة:

أولا. النفوذ الاجنبي في تونس مهوش فرنسي-أوروبي برك و انما زادا أمريكي، خليجي، تركي و حتى سعات دزيري-ليبي او مغربي. المقال رغم انو مركز على النفوذ الأوروبي و يحلل فيه اما قابل للمد و التعميم على النفوذ الأجنبي بكلو. 

 ثانيا. المقال مهوش مجرد تحليل جامد للواقع بتع هاو السبب و هاذاكا هو. . المقال هذا عندو هدف عملي بحت وهوا “التحرر من النفوذ الأجنبي و تحقيق السيادة التونسية” . الوعي بعوامل قوة النفوذ الأجنبي في تونس هو الي بش يمكننا من استنباط طريق ووسيلة التحرر منو. 

 ثالثا. قضية “السيادة التونسية” نسيت فعليا من بعد “الجلاء الفلاحي” في 1964. نسيت هذه القضية ووقع تتليفها لنو صار اعتقاد سياسي خاطئ انو “الاستقلال” اكتمل و “السيادة” استرجعت من فرنسا ووفا كل شي و انتها وقت النضال وووو حان وقت التمتع بالسلطة . الواقع انو بعد كل المعركة الوطنية وبعد كل التضحيات و بعد كل الشهداء، الحكومات التونسية المتعاقبة بدون وعي قامت بإعادة توفير مناخ التبعية و الخضوع للخارج بالظبط كيما “البايات المنحطين” بعد “حمودة باشا الحسيني” .

رابعا، الرأي العام التونسي و الوعي العام بقلة ما يهتم بقضية “السيادة التونسية” و مايرالهاش قيمة عملية في حياتو و خاصة في مستوى العيش و لذا يتلفها و مايحرصش عليها. و هذا الي يخلي من مهام النضال السيادي الأكيدة نشر الوعي بالقضية و تفسير الأسباب العميقة ليها و بالتالي خلق جذور الإهتمام الشعبي بيها. 

 التعبية و الخضوع للخارج عندهم مناخ معين عندهم عرص  معينة ياقفو عليها  و لذا فإنو تغيير المناخ وإسقاط تلك العرص هو البرنامج السياسي الواقعي الناجع لتحرير الأمة التونسية روحيا، سياسيا، إقتصاديا، أمنيا و عسكريا. 

Visits: 108