البحث العلمي التونسي: بين التمويل و النظام التعليمي

البحث العلمي التونسي: بين التمويل و النظام التعليمي

ثما نقد كبير لمؤسسات البحث العلمي التونسية الي ماقدمت شي لا اكتشفت و لا اخترعت حتى شي خاصة في المجال البيولوجي /الطبي. فما زادا نقد عملاق لسياسة الدولة الي أهملت البحث العلمي و مامولاتوش مليح مقابل تمويلها للمهرجانات الفنية و لبناء المسارح و دور العرض السينمائي. 

– سياسة البحث العلمي التونسية فاشلة تماما في كل الميادين تقريبا فاشلة طبيا/بيولوجيا وفاشلة فلاحيا و زادا عسكريا. لكن الرأي العام يرجع هذا الفشل خصوصا لنقص التمويل. 

 البحث العلمي يحتاج تمويل (بمقادير تكبر مع طموح البحث و تقدم الوسائل) لكن يحتاج للإرادة والشغف. البحث العلمي يحتاج لعلماء/باحثين همهم الوحيد هو المعرفة و الإختبار مش الفلوس و الرفاه الاجتماعي.

 البحث العلمي يحتاج لتفكير علمي، تفكير منطقي موضوعي و يحتاج لعبقريات تفهم النظريات، تحللها تنقدها و تتجاوزها مش تحفظ النظريات و تعيد تلقينها للطلبة و من بعد تركش في البيرو تحضر أو تتفرج في المنتديات العلمية. 

حكالي طالب قديم (أستاذ جامعي حاليا في إحدى الجامعات الأمريكية في الخليج العربي) انو كليات العلوم بتونس تشترك في مجلات علمية في اختصاصات مختلفة الا في “اختصاص المنطق” لأنها مترالوش قيمة رغم انو “علم المنطق” هو الأساس الصلب لأي بحث و تقدم علمي (صديقي استاذ رياضيات).

 قالي أستاذ جامعي ( قراني الكترونيك) انو أغلب “مذكرات الماستار” هيا مذكرات مسروقة من الانترنات  إنها مجرد عمليات نزع/لصق لا أكثر لا أقل تتاخو بيها الشهايد. 

– الدرجات التعليمية “إجازة, استاذية, ماستار، دوكتوراه” الي تسندها الجامعات التونسية متأهلش للأبحاث لافتقادها لأهم أساس/شرط للبحث و هو “إرادة المعرفة”. الطلبة التوانسة في أغلبيتهم الساحقة يتحصلو على الشهادة من أجل الخدمة كهو و تخمامهم في الشهرية و لذا الدكتوراه تهمهم اذا جابت خدمة كهو أما مشاريع البحث و العلم بحد ذاتو فانو موش مهم. 

برشا أبحاث (خاصة النظرية) متحتاجش برشا تمويلات .وإنما تأملات في النتائج متع الأبحاث و تخمام في النظريات السابقة و تصور للعالم و هذا مفقود تماما في التعليم التونسي .

عام 2005  عام الأستاذية بتع الفيزياء. عامتها نتفكر ماكينة كبيرة علخر مطيشة في “قسم الفيزياء” ( كلية العلوم بتونس) و في حصة “الأشغال التطبيقية” ل”خصايص المادة” قاللنا الاستاذ انو هذيكا هيا” مغناطيس كهربائي” مشري ب100مليون ( هذا عام 2005) و مزال جديد اما مطيش لنو معرفوش شبش يعملو بيه. فما تمويل عمومي تشرات بيه معدات بحث اما الكلية معرفتش شبش تعمل بيه لنو مفماش ابحاث تتخدم عليه مفماش “افكار بحثية” من اصلو (هاذي قالهالنا استاذ الكترونيك في عام الاولى فيزياء). 

مركز الابحاث و التكنولوجيا النووية بسيدي ثابت” كان مشروع طموح و الاشاعة كانت تقول انو بش يقع اقتناء “مسرع للجزيئات” هذا من قبل الثورة لكن من بعد شهدنا بناءات مختلفة تتبنا فيه وكل الميزانية مشات في “المكاتب” و”الضخامات”. اصلا هذا المركز لحد اللحظة هاذي موقعو الالكتروني مازال في طور الإنجاز و نحنا في 2020 .و المركز تأسس في 1996 حسب التقريب على ما نعرف .

 من أول الستينات تعملت مراكز بحثية مختلفة في الفيزياء ,البيولوجيا/الطب ,الفلاحة وحتى في الدراسات الاقتصادية /الاجتماعية لكن النتيجة كانت تقريبا شبه صفرية خاصة في مجال العلوم الطبيعية ( فيزياء ,بيولوجيا ,جيولوجيا وووو) و عادة اللوم ياقع على نقص الموارد.

 وقتلي الجزء الأساسي من الموارد يمشي للبيروات وتكاليفها و يمشي برشا في الكراهب و في الامتيازات. العمل البحثي في المراكز التونسية يتحول عموما لعمل مكتبي إداري روتيني مظهري علخر و يتلخص في برشا ندوات، لقائات، استقبالات و خرجات للخارج و من بعد برشا مطالب بزيادة التمويلات وزيادة الشهاري و الإمتيازات لا أكثر لا أقل. عمليا معناش باحثين و انما عندنا “موظفي بحث علمي” .

التعليم التونسي بمنهجو الحالي لا ينتج عبقريات و إنما ينتج “موظفين” .التعليم التونسي محورو “الخدمة” مش “العبقرية” و لذا فإن الجميع يتسابق لتحصيل الدرجات مش لإستيعاب المعارف و هذا علاش مثلا بقلة قليلة ماتلقى إهتمام بالمطالعة بما فيه عند المعلمين والاساتذة و الأساتذة الجامعيين .

 التعليم التونسي هدفو تكوين موظف المستقبل ( في الدولة أو في شركة) مش عالم أومبدع أومخترع أو قائد المستقبل، و هذا علاش حتى لمرحلة الدوكتوراه فانو التلميذ/الطالب التونسي يخمم في الخدمة والشهرية و يخمم في الحفظ و التمكن من اعادة النظريات و اتقان العمليات الي حفظها كهو و يوفا غادي كل شي. الطموحين و المختلفين عادة يخرجو للخارج وين فما مناخ علمي فكري مختلف. 

المعرفة بحد ذاتها  كغاية وجودية مهيش مقدسة في التعليم التونسي. من العايلة للأستاذ للإدارة الجميع يفهم التلميذ التونسي انو يقرا باش ياكل الخبز نهار آخر كهو و هذا الي يمسح القيمة السامية للعلم /المعرفة من عقلو و يخليه يخمم في تحصيل العدد مهما كانت الوسيلة و يتحول الى “حفاظ” كهو يعرف يعاود الي قراه اما مستحيل يخمم في انتاج الجديد او يكسر راسو في طرح اسئلة مختلفة.

– الجامعة التونسية ماتأسستش باش تكون “مصنع عقول” او “مختبر ابحاث” و انما تأسست باش تكون معهد أعلى للإطارات العمومية الي شيعوضو “الإطارات الفرنسية” و من وسط السبعينات وين بداو التوانسة يشدو كل المناصب فقدت دورها الطليعي التقدمي وولات تجاري الوضع القائم. 

لازم نتساؤلو قبل الحديث على سياسة البحث العلمي. شنوة ترتيب جامعاتنا في العالم و شنوة ترتيب تعليمنا في العام. أصلا ماهو مضمون المعرفة الي تتقرى في تونس مقارنة بحجم المعرفة الي وصلتلو الإنسانية.

– البحث العلمي يتبنا على “باحثين” وهاذم يتكونو في  المدارس والمعاهد و الجامعات و هنا قبل منحكمو على التمويل لازم نتساؤلو هل مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا و كل نظامنا التعليمي مؤهل لإنتاج الباحثين.

 سعات نقرى ولاد صغار في الاعدادية ( 7 اساسي و ما فوق) نقريهم خاصة الحساب .اقسم بالله  تلميذ ماركة معدل 11 عام و 14 رياضيات .مهوش فاهم معنى المستقيمات المتعامدة و المتوازية  الي كنا نقروهم و نفهموهم في الخامسة ابتدائي (نظام قديم).

قبل منخممو في البحث العلمي لازم نراجعو نظامنا التعليمي الي لازم يتكبس يقوى علخر و يولي نخبوي باش يخرجلنا “باحثين” شغفهم العلم ووقتها تو هوما يصنعو و يطورو المخابر ووقتها الدولة تنجم تمول بلي تقدر و هوما يخدمو بلي يعرفو و نتقدمو مع بعضنا. 

Visits: 40