أنواع التعذيب ضد التونسيين في سجون الإستعمار الفرنسي

أنواع التعذيب ضد التونسيين في سجون الإستعمار الفرنسي

بصفة عامة تعددت طرق التعذيب الي شائعت في عهد الإستعمار من ذلك:
تسديد اللكمات والضرب العنيف على الأقدام الذي يعرف “بالفلقة” او الضرب “بالكرافاش”* على الأقدام وإجبار الموقوف المقيد على إبتلاع الماء بواسطة خرطوم يجري فيه الماء بقوة والصعقات الكهربائية وربط الأرجل إلى غصن شجرة وجعل الرأس إلى الأسفل، “التعليق”….

وقد يجبر المناضل على القيام بعدة أعمال مهينة لذاته وكرامته الإنسانية كإزالة الأوساخ والفضلات البشرية وتنظيف غرف الإعتقال والمكاتب الإدارية ثم بعد ذلك تبدأ حملة التعذيب “كوضع اسلاك الكهرباء في أماكن حساسة من اجسام المناضلين أو إدخال العصى في دبر المناضل أو إطفاء أعقاب السجائر في مناطق حساسة من الجسم او وضعه في أرجوحة وضربه ضربا مبرحا… (1)

  • وخلال مظاهرات 26أفريل1952 شن تلامذة المعهد الثانوي للذكور بسوسة إضرابا تدخلت شرطة الإحتلال على إثره بالقوة داخل المعهد وإعتقلت عددا من التلاميذ وتم نقلهم بواسطة الشاحنات حيث انهالو عليهم بالضرب بالعصي، ويروي أحد التلاميذ محمد ارنان الحادثة في شهادته:”… لما وصلنا إلى الثكنة أنزلونا أمام مستودع كبير يدخل إليه من باب لايتجاوز عرضه مترا، وأمام ذلك الباب رجال الأمن مسلحين بالعصي والكرابيج وكان بالباب كلب يمسك به أحد الأعوان، وعند الدخول ينهالون علينا بالضرب فيسقط منا البعض والبعض الآخر يعضه الكلب مثل حسونة السايح وحمادي اللمطي والبعض الآخر تتمزق ثيابه، وحاول الزين بن الهيبة حصر رأس الكلب إلى الباب فصرعه شرطي فسقط على الأرض مغشيا عليه… ” (2)
  • كما بين المناضل الحبيب نويرة في مذكراته أنه تعرض إلى التعذيبالجسدي بمركز الشرطة بالمنستير بخصوص توزيع مناشير إبان الحرب العالمية الثانية، يروي انه:
    “… فقد نزع اعوان الشرطة عني جميع ثيابي في آخر ليلة من ليالي شهر جانفي الباردة وصبو سطل ماء بارد على دكانة الإسمنتفي السجن المضيق بالمركز والقو بي فوقها ووضعوا رجلي في الفلقة وبدؤو يضربونثم يطلبون مني بين الفترة و الأخرى ان أقف وسط ماء بارد… وعندما يشتد صياحي كان يدوس على فمي بحذائه… “
    ثم يتابع”… واوثقوا يدي وراء ظهري وانا عريان واخذوني إلى مستودع سياراتهم حيث توجد بكرة ثابتة في السقف، أدخلو فيها حبلا ربطوا احد أطرافه في وثاقي وسحبوه إلى أن أصبحت معلقا لا تلامس رجلاي الأرض، وهو وضع مؤلم جدا وبدؤو يضربون جسمي بالعصي وبمجمع ايديهم. وبقيت على هذه الحالة خمسة أيام وانا انكر أن لي علم بالموضوع… ” (3).
  • وقد يفضل المتهم أحيانا الإنتحار على التعذيب ومثال ذلك  ما ورد في مقال صحفي سنة1943 انه قبض على مناضل شيوعي عندما كان يوزع نشرية” الطليعة” في المدينة العربية وأخضعه الشرطي” مارتي” إلى التعذيب بالكهرباء لحمله على تقديم اعترافات تمكن من كشف التنظيم السري وقد خير السجين إلقاء نفسه من النافذة والموت على الإعتراف. (4)
  • ومن ممارسات التعذيب اثناء الإعتقال في فترة العشرينات و الثلاثينات، ما رواه الشيخ عبد العزيز الثعالبي في وصفه لطرق البحث عند إلقاء القبض على اي متهم حيث يوضع تحت رحمة العون المحقق طوال مدة التحقيق في سرية مطلقة ولايسمح لأقاربه أو لمحاميه بأن يتصلو به أو ان يساعدوه. وعندما ينتهي التحقيق يوجه المتهم في ظروف صعبة إلى العاصمة.
  • وقد صور ذلك بقوله “… إن كل من يشاهد وصول المساجين لا يمكن له ان ينسى ذلك المشهد المؤلم الذي يتعين على الإدارة ان تضع حدا له في اقرب وقت ممكن، إذ كانت حريصة على كرامتها. فيرى المشاهد مئات المسكين القادمين من مختلف انحاء الإيالة للمثول أمام المحاكم موثوقين بسلاسل مجموعات مجموعات، تضم كل مجموعة اثنين او ثلاث من المساجين. إنهم يسيرون بشق الأنفس وأيديهم مكبلة في الاغلال وراء فرسان الوجق “الاشاوس” الذين ينهالون عليهم ضربا بالسوط وهم يسوقون ذلك القطيع البشري الذي عهد لهم بحراسته… ” (1).

*الكرافاش: هو في شكل سوط يستعمل كأداة يجلد بها أو يضرب بها.

مصادر:
(1) كتاب جهاز الشرطة في تونس زمن الإستعمار لياسين العوني. ص352
(2) الشهادة صادرة في مجلة خاصة بخمسينية المعهد الثانوي للذكور بسوسة 192‪6-1976 ص84.
(3) كتاب ذكريات عصفت بي للحبيب نويرة ص77
(4) مقال بجرية l’avenir social بتاريخ 4 سبتمبر 194‪3

Visits: 892