واجب التضامن القومي التونسي و التونسة الحقيقية

واجب التضامن القومي التونسي و التونسة الحقيقية

الأمة التونسية في أزمة خفيفة حاليا مقارنة بالأزمات الخطيرة الي تتهدد الأمم عموما وقت الكوارث الطبيعية ( زلازل, براكين, فياضانات, عواصف, جفاف ,حرايق …) أو وقت الأوبئة ( كوليرا, طاعون, ايبولا …) أو وقت المجاعات، الكساد الإقتصادي أو الحرب الشاملة.

هذه الأزمات تهدد الوجود الحقيقي للأمة تهدد حياتها و سيادتها و تقدمها وين يُطرح وقتها السؤال الطبيعي المباشر و الأكيد متاع:
ما العمل؟
شنوة بش تعمل الأمة في وضع كارثي هكا ؟؟؟
شنوة بش تعمل الدولة؟؟
شنوة بش تعمل الحكومة ؟

في “وضع كارثي” وين الأمة أو الدولة تتهدد فإنو الجميع مهددين بدون إستثناء. سواء مساتو الأزمة او ما مامساتوش.
قبل كل شي و قبل مانحكو على الحلول لازم نحكو على المبدأ العام للجسد القومي، لازم نحكو على المبدأ العضوي الي يلم كل التونسيين ببعضهم للأبد و في كل الظروف و خصوصا الظروف الخايبة و الكارثية.

الأمة التونسية و الأمة بصفة عامة أي أمة توجدت هي جسد حي و الأفراد المنتمين للأمة هوما خلايا الجسد و إذا تهدد الجسد فإنو يتهدد بكلو و إذا مات فإنو يموت بكلو.

داخل الجسد القومي لا يوجد فرد منعزل على الأزمات و الكوارث و ينجم يعيش إذا ماتت الأمة و ينجم يسود كي تتذل الأمة. هذا هو المبدأ العضوي للجسد الحي وهذا هو المبدأ العضوي للأمة.

– وقت الي يتضرب الجسد في بلاصة معينة و تتوجع البلاصة هاذيكا، من واجب بقية الجسد مساندتها و التداعي لأجلها لأنو في إختراقها إختراق لكل الجسد و ضررها هو ضرر لكل الجسد.
وقت الي بكل سهولة جزء من الجسد قابل للنزع بدون أي ضرر للجسد و من غير أي تعطيل ليه أو أي قلق فإنو هذا الجزء ماينتميش حقيقة للجسد و هو زايد عليه و لذا فإنو باقي الجسد مايهموش.

أما الجسد القومي مربوط ببعضو برابطة عضوية أكيدة تخلي مسان أي بلاصة فيه يعني مسانو بكلو و هذا هو الوجود الحقيقي للأمة.

في الثورة في تونس العاصمة نهار 14 جانفي المتظاهرين يصيحو “قتالين ولادنا سراقين بلادنا” رغم إنو ولا واحد من المتظاهرين لماتلو ولدو وقتها و رغم إنو القتل تم في مناطق معينين و تونس العاصمة بالذات خلطت آخر وحدة على الثورة.
فإنو المتظاهرين قالو “قتالين ولادنا” وقتها انا بهتت في الشعار ولله وقتها بهتت كيفاش أولاد العاصمة حسو إنو أولاد القصرين و سيدي بوزيد هوما أولادهم.

فهمت وقتها إنهم أولادهم لأنهم توانسا إيه نعم التونسي ولد العاصمة الي ماهوش بطال و ماهوش زوالي و ماهوش مسيس حس إنو ولدو تقتل كيف شاف أولاد القصرين يتقتلو. و هذا الإحساس الي جاه تلقائيا و خلاه يتشجع و يثور و يواجه البوليس و ياخو ريسك إنو هو بيدو يتقتل بالكرتوش.

هذا الشعور المباشر من غير تفكير من غير أي خطاب تحميسي من غير كلام ديراكت جا لمجرد الفرجة في مجزرة القصرين هذا هو “الشعور القومي” الي يخلي (التونسي العاصمي = التونسي القصريني) إيه هذا الشعور هو الشعور الموحد و هذا الشعور هو سيمان الجسد القومي و هو الرابط العاطفي الضروري لأي أمة و هذا الي يخليني أنا التونسي نحس على أي تونسي كيف يتضرب أو يتظلم أو يتقتل.

هذا الرابط هو الي يخليني نتغشش نتقلق و نحب نرد الفعل كيف نسمع بتونسي تظلم.

إذا تفقد هذا الرابط العاطفي القومي من الأمة وتفقد الشعور المباشر ببقية الأمة و تفقد التضامن القومي فإن الأمة إنتهات أما إذا كان موش موجود فإن الأمة ماهيش موجودة.

الي سميتو تويكا بالتضامن القومي موش مجرد بكاء التماسيح أو تعاطف كيف ما نعملو فيه مع فلسطين, الروهينقا, العرب, المسلمين أو الزواولة..
لا أبدا، التضامن القومي يختلف جذريا مع كل التضامنات الكلامية الي مستانسين بيها.

التضامن القومي هو شعور جارف و فعل جامع يخلينا ننفعلو نتشنجو نبكو و نتحركو، ايه يخلينا نخرجو من الديار نتظاهرو نواجهو نحاربو نتطوعو نتبرعو.

التضامن القومي يخلينا نعطو الوقت, الفلوس, السكن والدم و يخلينا نعرضو المساعدة مباشرة و بطيبة خاطر، و يخلينا نحسو الأخوية التونسية إيه نعم التضامن القومي التونسي يختلف مع كل أنواع التضامنات الأخرى. (للأمانة، الأمة التونسية تتضامن برشا و بعفوية مع أي مسكين، و الأمر هذا ريتو بعيني أيام الثورة الليبية و الحق هذا من الأمور الي يخلوني نفتخر بالأة التونسية الي قلبها كبير وقت الأزمات).

التضامن القومي التونسي يختلف في انو يتمارس تلقائيا و يكون هبة وحدة كيف الهبة الي يعملها الادرينالين في لحظات التهديد المباشر للحياة .

التضامن القومي التونسي يسيب الادرينالين القومي في الامة و يخليها تتحرك بأقصى طاقتها بش تتلافا الخطر و تعاون الجزء المضروب او الجزء المتضرر. التضامن القومي التونسي يهبط كيف السيل و هوا الي عمل الثورة في الحقيقة لأنو مشاهد القتل في القصرين هي الي خرجت الجماهير في باقي المدن والقرى التونسية.

التضامن القومي التونسي هوا شعور محرك مش شعور بارد مش مجرد تضامن و انما استعداد للمواجهة انه تضامن اخوي بالظبط “إن التونسيين إخوة”.

التضامن القومي أو الأخوة القومية ماهيش كلام شعاراتي مجرد و إنما مبدأ عضوي لازمو يكون مفهوم و منغرس في الأمة بكلها لأنو هذا الضمانة العميقة لبقاء الجسد القومي مهما كانت الظروف بما فيها إنهيار الدولة.
و هذا المبدأ العاطفي البسيط هوا الي كان أساس الحركة الوطنية و هوا الي يخلي الأمة تبقا حية في قلوب المنتمين ليها و هيا في أخيب الظروف و يخليها تقاوم جميع الأعداء مهما كان ضعفها المادي و التقني.

– الإنتماء للأمة ماهوش إنتماء مجرد ماهوش ظواهر سلوكية ماهوش بطاقة تعريف و ماهوش عادات و تقاليد.

الإنتماء للأمة هو الإنتماء للجسد القومي يعني الشعور بباقي الأمة. الإنسان المنتمي للأمة هو خلية في الجسد القومي و لذا من واجبو الشعور بالتضامن القومي.
كيف يجي واحد يقول الي الأزمة التونسية ماتهموش كان كيف تتمس مصالحو أو تتهدد حياتو الشخصية و انو كل حكايات السيادة التونسية و التقدم التونسي و المصير التونسي ماتهمو كان كيف تنفعو هو بالذات أو كيف تهددو فإنو هذا ماهوش تونسي و ماينتميش للأمة.

هذا الشخص ينجم يكون مقيم بتونس او من أصول تونسية اما “تونسي حقيقي” لا، لأنو كونك تونسي ماهيش مجرد وراثة جنسية أو ولادة فوق الأرض التونسية.
كونك تونسي هو الشعور بالإنتماء العضوي و نعاود نأكد الإنتماء العضوي مش مجرد الإنتماء كونك تونسي فهذا يعني إنك تتضامن مع أي تونسي و انو أي أزمة تونسية هي أزمتك الشخصية و تعنيك مباشرة.
كونك تونسي هي كونك مهتم منشغل متضامن و متفاعل مع الوضع التونسي و بالذات وقت الازمات العامة.

في وقت الأزمات العامة نحتاجو قبل كل شي للتضمان القومي مهما كان ضعفنا رعبنا خوفنا تفاهتنا و تخلفنا فإنو التضامن القومي لازم يكون حاضر و بقوة في أرواحنا و متأكد عبر الإستعداد لتقديم العون و المساعدة تلقائيا و دون دعوة رسمية.

في وقت الأزمات نحتاجو للتونسي الفحل التونسي الصنديد التونسي المعطاء التونسي المقدام التونسي الي يدافع على خوه التونسي وعلى أختو التونسية على دارهم التونسية و على أولادو التوانسة من غير حسابات من غير ربح من غير طمع و من غير خوف .
التونسي الي يتصرف اكاكا لنو تونسي و لنو هذا واجبو.

– ايه نعم التضامن القومي واجب ماهوش مزية و لذا فإنو الإنعزاليين, اللامبالين, الي ماعلبالهمش, المستهترسن, النبارين, الانانيين والحسابيين ماهمش توانسا و ماعمرهم يوليو توانسا مدام يحسبو مع الأمة و في لحظات الأزمة بش يهربو يقطعو يتخباو و يخلونا وحدنا نواجهو الأزمة.

في لحظات الأزمة كل الأملاك هي أملاك عامة و كل الموارد هي موارد عامة و كل الطاقات هي طاقات عامة و كل العبقريات هي عبقريات عامة و الجهد التونسي بكلو هو جهد عام و لذا فإنو بإمكان الأمة متجسدة في الدولة القومية أو من ينوبها كحركة تحرير قومي أو حركة إنقاذ قومي (في حالات الاحتلال ,الاستعمار او الحرب الاهلية ….) انها تستخدم كل الموارد المتاحة من أراضي و ثروات و بشر في سبيل الإنقاذ القومي.

في لحظات الأزمات العامة مافماش ملكي أو ملكك! مافماش متاعي أو متاعك! مافماش انا و انتي! في لحظات الأزمة متاعي=متاعك=متاعنا=متاع الأمة و انا=انت=نحن=الأمة.

في لحظات الأزمة الأمة لازمها تتلم والأمة لازمها تلتف على روحها و المجتمع لازمو ينصهر علخر في بعضو لدرجة إنو يولي كالبنيان المرصوص لدرجة إنو يولي صبة وحدة غير قابلة للإختراق.

في لحظات الأزمة من حق الدولة أو من ينوبها إنو يستعمل كل شي و إنو يجند جميع الأفراد و أملاكهم للإنقاذ المصلحة العامة.

في لحظات الأزمة إذا لزم التوانسا الكل لازم يتقاسمو السكن, الماء ,الماكلة, الضو ,الخدمة…
في لحظات الأزمة التوانسا الكل كان لزم الأمر لازم يتقاسمو كل شي بما فيه الموت…
في لحظات الأزمة التوانسا الكل لازم يتضامنو لدرجة تقاسم الإستشهاد.

في لحظات الأزمة مافماش جهات مافماش أحياء مافماش عايلات مافماش طبقات ومافماش أحزاب…

في لحظات الأزمة يصفا كل شي يتنحا كل شي و نقعدو توانسا كهو توانسا صافين توانسا متحدين توانسا متكتلين توانسا متضامنين و توانسا واقفين.

في لحظات الأزمة لكلنا توانسا متكاتفين متعاضدين متعاونين و متراصين في مواجهة العالم.

في لحظات الأزمة كلنا قلب واحد، كلنا إرادة وحدة، كلنا عاطفة وحدة، في لحظات الأزمة يلزم نكونو الكلنا واحد.

لهنا هذا يتعارض تماما مع كل المجردات متاع الفردانية و متاع “شيهمني” او “مش مشكلتي” او “أخطا راسي و اضرب” … كل هذه الترهات المتضادة مع القومية و مع الأمة التونسية و بالتالي في لحظات الازمة لازمها تتضرب و تتقمع لاقصى حد ويقع استأصالها كان لزم.

الي يقلي مايهمنيش في لحظات الأزمة او الي يتماطل أو يتهرب هو عدو. و بالتالي يستحق معاملة الأعداء و هو أخطر من الأعداء لأنو يشق بنيان الأمة ويخرق وحدتها.

التضامن القومي ماهوش فصل دستوري و ماهوش مبدأ قانوني و ماهوش درس و إنما هو هو اختيار كامل يتبنا و يتغرس في الأمة بفضل الملاحم و الإبتلائات الي تتعدا بيهم في تاريخها.

التضامن القومي تتربا عليه الأمة عقليا أو منهجيا بالتنظيمات القومية و لهنا الحزب القومي التونسي ماخو على عاتقو تربية الأمة التونسية الحالية. و الدولة القومية المقبلة بش تمارسو رسميا وقت الأزمات و خصوصا وقت الي ندخلو في المواجهات مع القوى المعادية.

****
تحيا الامة التونسية ،
يحيا التضامن القومي التونسي،

Visits: 169