نحن القوميين التوانسا: نخوض مغامرة صعيبة لتحقيق النهضة التونسية
إحساس الطفل الصغير كيف يتحمس و يشعل و يأمل و ينشط علخر للإنجاز و النجاح وفي لخر يخيب أملو لأسباب خارجة عليه ويحبط علخر ويبكي ويحس انو فما ديامنتة في قلبو تكسرت و انوا قزازها يجرح فيه و انو الدم طالع من روحه .
بالضبط هكا نحس كقومي تونسي في لحظات الإحباط كيف نقارن بين “الواقع التونسي” و”العالم المتقدم” لأني مانقارن تونس كان بأعلى مستوى تقدم ممكن ونتمناها فيه ونحلم بيها كل يوم في صفوف الدول المتقدمة.
كل يوم نحلم بتونس القوية المتقدمة في كل شي و يوجعني علخر اني نشوف الفرق الشاسع و المتمدد بينها و بين “العالم المتقدم” هذا الفرق الي نسموه التخلف.
لهنا تجيني “التجهيمة” اي الاحساس العارم بصعوبية المهمة وممكن استحالتها و بحجم المشاق الواجب مواجهتها ونحس بالضعف لأنو عدد “القوميين التوانسا” قلة قليلة جدا تعد على أصابع اليد و الفاعلين المكبوسين الي يتعمل عليهم كعبتين بالحساب ومانيش نبالغ.
كيف نقارن “حجم المهمة” و”حجم الموارد” نحس بقلة ذات اليد ويجي لبالي المثل المصري متاع “العين بصيرة واليد قصيرة” ويبدا “الاستسلام” يفرض في روحو كخيار عقلاني، ويبدا الكلام الواقعي الحكيم متاع “فك عليك وبرا شوف حل لحياتك ماتضيعش عمرك في الفارغ، و حكاية فارغة الي تعمل فيه، ماعندك وين توصل البلاد هاذي ماعادش تقوملها قايمة و الحل الوحيد هوا انك تهج منها”. و كل النصايح الانهزامية الانانية الذليلة الي تخلي اي واحد ينهار تماما و عقلو يعجز على التحمل .
لكن..
ما انجمش نسيب المشروع القومي التونسي برسمي نحس روحي كيف: واحد في وسط البحر والي أقرب شط بعيد عليه الاف الكيلومترات والي أصلا تاعب مرهق وخايف وممكن ميت بالبرد.
نحس روحي كيف النقطة الضايعة في الكون بلا حول ولاقوة، والي المنطق العادي التقليدي يفرض عليها الاستسلام ايه نعم المنطق العادي يقلها سيب فك عليك استسلم يزيك الي عملتو هذاكا هوا يزي وحدك متنجم تعمل شي زايد الشعب متخلف علخر والفساد قتل العقل ، و الدماغ تسرطن، برا حاول أخرج للخارج و إبني حياة جديدة في أمة تستحق مجهوداتك وتلقا فيها قيمتك.
ايه نعم هذا هوا بالظبط نمط التفكير عند النخبة الي ناقشتها والي فيها شكون يدعي و يمرض ب”القومية التونسية” ويبدا يظغط علخر لنشر هذا الفكر اليائس عند الجميع.
ما إنجمش نتخلى على حلمي، أو نتخلى على ايماني، نتخلى على المشروع القومي التونسي كيفما يؤلمني علخر الفشل و الانهيار و الاستسلام.
يؤلمني علخر اني نيأس ونخلف بوعدي و نولي كيف هاته النخبة التونسية المنحطة والعاجزة على رفع المستوى التونسي و لو لدرجة صغيرة من الحضيض الروحي الغارق فيه بكل نشوة.
تؤلمني الخسارة النهائية، مستحيل اني ننضم لقافلة “منكسي الرؤوس بكل ثقة” واني نضيع معنى حياتي.
لهنا قلب الإشكال و معنى الحياة الي عندي،
انه تحدي قبل كل شي و هو تحدي يجب رفعه مهما كان الثمن و انو نقعد نحاول بكل الوسايل تحقيقو ولو لزم نموت وانا احاول. هذا هوا معنى الحياة الحقيقة و التضحية بالغالي والنفيس لاجل ما نؤمن بيه.
الحياة هي إيمان بالقدرات و الإمكانيات العملاقة للروح الانسانية الي تقاوم، تحارب، تناضل و تواجه كل الصعوبات و المعيقات و الاحباطات العملاقة و تنتصر أو تموت وهي تحاول .
هذا هو جوهر الفعل الإنساني والحيوي الي يخلي العالم المتقدم يلوج يوميا على “حلم جديد” يحققو و يكتشف المجهول و يعمل مغامرة جديدة يخوضها بكل جهدو، بغض النظر على الموارد الي يملكها.
وهذا هو مكمن القوة إنو يؤمن بالإمكان الذاتي ويعمل كل مجهودو ولو كان فرد فإنو يؤمن بحلم ويخوض مغامرتو لآخرها ولو مات فإنو يكون قدوة للأجيال المقبلة و ويولي نبراس و بوصلة لإتجاه الفعل الحقيقي.
هذا هو دور القومية التونسية انها تمثل إستيقاظ الوعي التونسي و هبة الروح التونسية، إنها الضمير الإنساني العميق للأمة، إنها حدس المعنى الحقيقي للحياة.
القومية التونسية هي رسالة روحية للأمة التونسية و مطالبة إنها تواجه نفس الي واجهوه الرسل والأنبياء في بداياتهم وقتلي كانو قلة من الأفراد المستضعفين و لايملكون من سلاح الا إيمانهم الامحدود” .
نحن نواجه ما يواجهه الأنبياء مع إختلاف الظرف التاريخي و بالظبط نواجه الإنغلاق العقلي، التوحش السلوكي، الجبن، ضحالة الطوح و إنحطاط الوعي.
نحن قلة قليلة بدون موارد تذكر و محقورين تماما لأبعد حد وأغلبية الي يقربو منا ويراو حجم أحلامنا وحجم الجهد المبذول و الجهد المطلوب نبذلوه يهربو و يتسببو بجميع أنواع الحجج.
نحنا نعانيو في كل أنواع الأمراض العقلية السلوكية. و كيف نشوفو العالم المتقدم وين وصل ريوسنا توجعنا وتضربنا سهام اليأس في القلب و توجعنا. لكن “العالم المتقدم” الي يغامر و يفتح أفاقا جديدة ليه و للإنسانية لدرجة انو يقوللنا إنضمولنا و خلو بلادكم وشعبكم التخلفين وايجاو ابذلو مجهودكم هنا وين جهدكم عندو معنى ووين تعبكم عندو قيمة.
إنها حجة تكتسب الشرعية وليها نصيب من المنطق، نخلو أهل البلاء في بلائهم ونهربو من البطو الغارق و أصلا أحنا بالذات الوحيدين الي نبذلو في مجهود حقيقي لإنقاذ ركابو .
الكلام المثبط هذا الكل بدينا نسمعو فيها من سنين و الحجج تطورت عبر الزمن.
لكن قلبي مايعطينيش، ايه نعم مايعطينيش قلبي اني نتخلا و نهرب و نعمل كيما لخرين .
لهنا هو التحدي الرئيسي، وقتلي الناس لكل تقريبا تيئس، تفسد، تنحط، تنزوي، تستسلم، تتخلف أو تهاجر و هذا ما يعني الانحطاط العام و الإنهيار المتسارع للأمة. الشي الي نحنا ضدو تماما ونقاومو فيه بلي عندنا و هذا هو حلمنا و مشروعنا وتحدينا الخاص لهنا تتمثل كل قيمة حياتنا.
نحنا نحبو نبدلو وجهة التاريخ التونسي، و نبدلو العجلة و نردوها تدور لقدام و نحبو تونس تتقدم لأبعد مدى ممكن وتتجاوزو دائما و أبدا.
نحن نقوم يتوسيع الأفق التونسي و بتكبير مجال الامكانيات، و لذلك بدينا بالأساس الي هوا بنيان الحلم التونسي بدينا بإطلاق العنان لخيالاتنا في كل الإتجاهات. بدينا ببنيان تصورات مستقبلية مختلفة و من ثم آمنا بيها، وقررنا انو نخدمو عليها و نبذلو الوقت و الجهد و الفلوس و الحياة لأجلها و هذا هو معنى الحياة اللتي نريد عيشها .
لهنا نحن إخترنا مهمتنا بكل وعي و بش نتحملو المسؤولية الكاملة على اختيارنا. لن نلوم الظروف و لن نليوم الشعب ولن نلوم الاقدار و لن نسب الدهر و لن نتمنى جنسيات اخرى و لن نتخلا و لن ننهار و بش نقعدو في نفس الثنية حتى الموت .
نحن حالمين طوباويين خياليين رومنسيين مجانين مهبلة خضراطة والي تحب انت. لكن نحن مؤمنين و مؤمنين لأبعد حد بصحة المسار الي خذيناه و الي ماخذتو حركتنا، مؤمنين بأفكارنا مؤمنين بحلمنا مؤمنين بذواتنا و مؤمنين بالأمة التونسية الي نحبو نفيقوها.
ولذا فإن ما نحتاجو ليه هو الجهد والجهد فقط. ممكن نغلطو في الثنية، ممكن نغلطو في الأساليب، ممكن نغلطو في الاختيارات المرحلية، ممكن نطيحو و نتكسرو و نخسرو كل شي أما نرجعو نعاودو نقومو و شادين صحيح مكبشين بيدينا وسنينا في مشروعنا.
لكلام هذا تنجم تحسو متعاود لوغة خشبية ماصط وأدبي علخر بتع خطب السياسيين الفاشلين الي كلها شعارات. إيه نعم كلامي هذا شعار وشعار نؤمنو بيه انا و إخواني القوميين التوانسا الحقيقيين. وعلى هذا الدرب سايرين .
نحنا القوميين التوانسا في طريق البحث على الملحمة التونسية وين السلاح الحقيقي هو الإيمان قدام جميع أنواع الوحوش السياسية والفكرية، وهذي هي بنة المعركة و متعة التحدي و هاذي هيا مغامرتنا .
العالم المتقدم يخوض مغامرتو يعطيه الصحة و نحن نخوضو في مغامرتنا لأجل النهضة التونسية و لأجل يكون للجيال المقبلة إمكانية المساهمة في المغامرة الإنسانية و تتقدم كيما أندادها في العالم المتقدم .
نحنا إخترنا إنو نبقاو في بلادنا بإختيارنا مش لأنو مانجمناش نهاجرو أو لنو فشلنا في محاولة الهجرة أو لنو معندناش إمكانيات الهجرة. أبدا، و إنما إخترنا اننا نعيشو في تونس التحدي التونسي و نغامرو هنا في الأرض الي تولدنا فيها.
صدق أو لا تصدق هناك من يؤمن بتونس و يؤمن بإمكانياتها رغم ضحالة مواردو و حجم المشاكل الي فيها مزال يتكلم و يحاول إنو ينشر فكرو التقدمي في تونس.
الأمر عندنا يتجاوز حب الوطن، يتجاوز الوطنية الرياضية، الأمر عندنا يرتقي للإيمان و تحديدا لمستوى الإيمان الديني الي يتطلب الجهاد و جهاد يماثل جهاد الرسل عليهم السلام .
تحيا تونس
يحيا التقدم التونسي
تحيا الأمة التونسية
تحيا القومية التونسية
Views: 0