قيمة و قدر الحرمة الجسدية التونسية بين لا مبالاة التوانسا و الإستغلال السياسي

قيمة و قدر الحرمة الجسدية التونسية بين لا مبالاة التوانسا و الإستغلال السياسي

قضية الحرمة الجسدية للأطفال تطرحت مؤخرا بمناسبة قضية وجود شبهة حالات إعتداء جنسي على زوز أطفال بالمدرسة القرآنية.. و تصدات كيفما ريتو وسائل الإعلام و الجمعيات لإبداء رأيها و إعطاء حكمها حول هذه الحادثة و توصيفها كجريمة و عزل والي و معتمد..

 

و بالمناسبة هذي خرجت التنديدات و البيانات مون المنظمات و الأحزاب و نواب و كثر الحديث في الصحافة و البلاتوات التلفزية على قضية المدرسة القرآنية و تحولت بسرعة لحملة على بارشا مدارس قرآنية و مطالب تنادي بغلق المدارس و الكتاتيب القرآنية… و كثرت التصريحات و ماعاد تنجم تفرق بين الحقيقة و الكذب أو بين الخبر الصادق و الاشاعة!!

 

هذه القضية بينت الغليان إلي يشهده المجتمع التونسي بين من عندو مشكلة مع المدارس القرآنية ردوها حملة شيطنة و بين الي يعتبروها حرب موجهة على المدارس القرآن و مظاهر التدين بصفة عامة.. و بش يرجعونا لمربع معركة الهوية بين الي يحبو تونس تابعة للغرب و فرانسا تحديدا و بين الي يحبوها تابعة للشرق دول و تنظيمات!!!

 

وللتذكير فقد تم خلال شهر اكتوبر 2017 ايقاف اجنبيّ بشبهة استغلال نوادي رياضية وثقافية على ملكه لاستقطاب الاطفال والاعتداء عليهم جنسيّا.
وقد تبيّن ان المشتبه به يحمل الجنسيّة الايطالية ويقيم منذ أكثر من 8 سنوات بمنطقة هرقلة من ولاية سوسة.

إن التاريخ التونسي المعاصر مليئ بأمثلة عديدة حول إعتدائات أجنبية على حرمة التونسيين سواء تم ذلك في تونس أو في دول اخرى و سواء كان التعدي عبر مؤسسات أو أفراد مثل:
مقتل لاعب كرة القدم “عقيد” في المملكة العربية السعودية، شبكات تسفير التونسيات للعمل بالبغاء في عدة دول، الجرائم في حق العمال التونسيين في الخارج و صولا لنهب الثروات التونسية من طرف الشركات الأجنبية، و الغريب في الأمر هو البرود الكبير المصاحب لهذه الإعتدائات و اللامبالاة التامة التي تميز ردود الفعل عليها.

 

لكن قضية “تيري دارانتيار” تمثل أضخم قضية تتعلق بالإعتدائات الجنسية على الأطفال في تاريخ الجمهورية التونسية ولكن ردود الأفعال حولها تميزت ببرود شديد و لامبالاة مريبة فهل أن هذه الرأي العام التونسي لا يكترث إلا اذا ما اقترنت الإعتدائات الجنسية على الأطفال بحوادث قتل ؟ و هل أن قيمة الحدث/القضية بالنسبة للإعلام التونسي تستمد من إمكانية إستغلالها سياسيا ؟

 

ولازالت العادة عند الإعلام التونسي الغوص في أدق التفاصيل و الحيثيات إما بقصد تحقيق ربح سياسي أو بغرض تحقيق ربح مادي عبر إثارة الجمهور و دفعه للمتابعة.
فنفس التراخي/البرود الذي ميز الرأي العام التونسي مع قضية “دارانتيار” سنة 2016 نراه في عدة قضايا أخرى: تقريبا نفس الأسلوب، نفس الآليات، نفس التراخي الأمني، السياسي و الشعبي و بالتالي لم نستطع للآن فض هذا الإشكال الخطير و الإجابة بوضوح على أسئلة: هل تحتوي تونس على شبكات للإتجار بالأطفال : تجارة جنسية، قطع غيار بشرية، إلخ .. خصوصا في ظل مناخ يضج بالشائعات حول هذه الشبكات منذ سنة 2009 ؟

 

إن الأنا التونسي يعاني المهانة و نقص الشعور بالكرامة و الجدارة و الأنفة و العزة و القوة و ما قضايا الإعتدائات الجنسية على الأطفال و الإرتخاء الذي يصاحب تعامل الرأي العام معها إلا دليل على تشوه هذه القيم في الشخصية التونسية فالأنا التونسي ضعيف، جاهل، لا مبال و بالتالي جبان أمام الأجانب لكن يستأسد إذا كانت القضية تدخل في خانة التوظيف السياسي الأيديولوجي بين التيارات السياسية التونسية أو كان الإعتداء مقرونًا بجريمة قتل وحشي.

 

و إن من أوكد واجبات الحزب القومي التونسي هو إنتاج فكر يتبنى قيم الحرية، السيادة، القوة و الفعل فوحده هذا الفكر من سيعيد بناء الأمة و سيدافع عن حماها و حرمتها.

فقيمة و كرامة التونسي بالنسبة للقوميين التوانسة تعني إعتبارا للذات التونسيّة كقيمة مترسخة في الشخص كونه تونسي فالشعور بالكرامة الفردية ما يتعارضشي مع الاحساس بالمجد الجماعي و الإنتماء لأمة تونسية قويّة و حرّة و ذات قيمة أمة لا يتردد التونسي في التضحية بالنفس من أجلها.

 

الكرامة بالنسبة للقومية التونسية تعني فرض إحترام تونس أمام العالم و أمام مواطنيها و هنا نحكيو على الإحترام إلي هو شعور بالتقدير والمهابة ينتاب الانسان أمام الأشخاص أو الأشياء التي تمثل قيما أخلاقية أو معنوية؛ وهذا الشعور يفترض الحرمة في معظم الأحيان وعدم المساس بموضوع الاحترام = وجب أن يحترم التونسي أمته و يجب أن تضمن هذه الأمة كرامته و يجب أن تفرض الأمة إحترامها و مهابتها و تحفظ كرامتها محليا و دوليا.

 

إن الكرامة التونسية المنشودة هي اتصاف الإنسان بما يليق به من الفضائل التي تجعله أهلا للاحترام في عين نفسه وعين غيره فهي بالتالي تمثل لب و كنه و قيمة الإنسان & قد رفعت الأمة شعاري الحرية و الكرامة الوطنية في الثورة فالحرية بالتالي شرط لتحقيق الكرامة.

 

فلا كرامة للتونسي في مثل هذا النظام السياسي و لا شروط لتحقق كرامة التونسي في مثل هكذا نظام فأيّ حريّة في ظل نظام يأكل أبنائه، أو يطعمهم للأجانب، نظام يخنق التونسي، نظام يجرّ التونسي نحو الإنبتات، نظام يميز بين التونسيين و الأجانب لفائدة الأجانب & النظام المقصود هوني ليس نظام الحكم بقدر ماهو النظام السياسي كاملا المتمثل في: مؤسسات و جمعيات و أحزاب و إعلام و كل ما مان شأنه أي يصنع هذا الواقع السياسي التافه إلي عايشين فيه.

 

و #القومية_التونسية بالتالي تدعو للثورة على هذا النسق السياسي : ثورة أساسها الوعي و الفكر و المعرفة و هدفها بناء نظام سياسي جديد يتبنى قيم: الحرية، القوة و الكرامة.

Views: 3