علاش العقل التونسي يصدق و ينقاد لكل ما يتقال ؟

قبل مانكونو قوميين توانسة، نحن كيف كل التوانسا نعرفو مليح انو مجتمعنا فيه بارشا فساد من: سرقة ،كذب ،نفاق، تبندير، تقييم مظهري ، تكركير، قوادة، تبذير، حسد، بغض، تفتين، خمج، استهانة ، لامبالات،غش، طمع، نهم ، بهومية ،جهل ، تخلف ،تبعية ثقافية للخارج، تمييز جهوي، معارف ، جعايل، رشاوي، انفلات، تفكك أسري….
و نعرفو إنو مجتمعنا التونسي فيه انواع مختلفة و عظيمة من الموبقات و هذا شي نعيشو فيه كل يوم، لكن تقلي ثما “عنصرية” في تونس!! سامحني هذا شي مانعرفوهش على التوانسا و لذا يصدمن كيف تونسي يصدق إنو عندنا عنصرية في بلادنا.
كيف ما يصدمنا إنو نلقو توانسة تستعمل كلمة عنصرية من غير تمحيص و الي تحمل ضرورة معنى التمييز لمجرد فشل علاقة زواج مختلطة وقتلي فما بارشا علاقات مختلطة شرعية و لاشرعية بين البيض و السود و هذا من القديم.
و يصدمنا أكثر إنو قومي تونسي ياخو حالة اشكالية بدون بحثها أو محاولة فهمها و بكل سهولة يقوم بتعميمها على تونس كاملة و يسميها عنصرية و يعمي عينيه على كل الحالات المضادة. لأنو عقلو انقيادي دوب ما يسمع كلام وسائل الاعلام ياخذو كيما هوو يصدقو آليا و يولي ينشر فيه .
العقل الانقيادي يسمع الي يتقال و يصدقو تلقائيا و يعتمدو كحقيقة لمجرد انو سمعو تقال و حتى لو كان ممكن يتناقض مع افكار سابقة من دون تثبت أو تدقيق او مراجعة او نقد يعني دون تفكير .
=> العقل الانقيادي هو عقل مستلب و هو وعاء أفكار من غير وعي و من غير ذات و من غير هوية .
العقل التونسي انقيادي من زمن طويل بسبب الجهل المتفشي في النخبة و الشعب ( و في أغلب الحالات يطلع الشعب أذكى من نخبتو) .
العقل التونسي انقيادي لأنو ذاكرتو ضعيفة و ينسى فيسع و قليل التركيز. و ولد اللحظة و عاطفي علخر. لذا بسهولة يلعبو بيه و يقنعوه بلي يحبو و يصنعولو هويتو .
أدعياء العنصرية:
و رغم عدم وجود اي مثال و لو بسيط على تمييز عنصري سواء كان دراسي او مهني . و رغم عدم وجود اي مثال على منع زواج مختلط او اي مثال على قتل عنصري لأي تونسي أسود . و رغم انو التونسي يعيش بدون عقد لونية و يرا السود كزملاء ، أصهار ، أصحاب ، كوارجية محبوبين علخر ، مغنين محبوبين و شخصيات محبوبة…
=> فانو العقل التونسي استسلم سريعا لكلام أدعياء النضال العنصري بدون أدنى تمحيص أو شك او حتى وقفة تأمل .. هذا هو العقل الانقيادي التونسي الي تصنعو وسائل الاعلام.
الإنقياد: هو الرضوخ السريع و السهل و التلقائي لأي عملية توجيه أو تأثير خارجي. و هو استسلام تلقائي يصير بسهول و بكل رضا
للأمانة و بدون مبالغة موش التوانسة لكل تأثروا بالإعلام و استسلموا للدعاية و دوروها “لا للعنصرية”، اما فما جزء هام من النخبة تماشا معاها و خصوصا وسط مدعي القومية التونسية و هذا الي مقلق علخر.
الإعلام:
رغم التركيز الاعلامي على مسألة العنصرية في تونس و الخارج فإنها ما ولاتش قضية رأي عام و ماجبدتش برشا متعاطفين و كل المظاهرات و الوقفات مانجمتش تعبي الشارع و الأهم تلفها الشعب التونسي علخر مقارنة بقضايا اخرى سياسية و دينية و اقتصادية اجتماعية ( كيف: التشغيل أو تحسين المعيشة…).
في الحقيقة : هذه قعدت قضية نخبة فرنكفونية، يسارية و نسبيا عروبية اسلامية و ماولاتش قضية عامة رغم إنها لقات سند اعلامي كبير. بينما راها جزء كبير من الشعب انها تافهة لذلك مركزش معاها و تلفها تماما لأنها بدون معنى و لأنو مايراش روحو عنصري .
العقل السياسي:
العقل السياسي التونسي تأثر بسرعة كبيرة بحكاية العنصرية و آمن بأنو الشعب التونسي عنصري و طاح يسرد في كل الحكايات الي قالوها أدعياء النضال ضد العنصرية و طاح يدعم فيها بشواهد من محيطو، من قبيل (مرة عرفت كحلوشة محبتش تاخذني ، امي متحبنيش ناخو كحلوشة ،عندنا في جربة مزالت العنصرية ، اختي قتلي فما كحلوشة حد مايحب يحكي معاها في الليسي !!!! ) و كيف تحط مفهوم الميز العنصري و تحللو و تشوف الواقع التونسي تطلع كل حكاياتهم فارغة تمامابل هي مجرد بقايا سلوك قديم ممكن مزال محصور في مناطق معزولة و عند الكبار في العمر
العقل التونسي:
العقل التونسي كيف العجينة يتفورما بسهولة و معندوش ادنى مقاومة لغياب الوعي بالذات . و عمليا افكارو حول روحو مستوردها من الخارج و ماعندوش مناعة فكرية و موجة تهزو و موجة تجيبو..
لعبة او شخشيخة في يد الصحافة التونسية و البرانية و لذلك فانو كيف الصفحة الي ديما تنجم تكتب عليها و تفسخ كيما تحب و ماعندوش ذاكرة و عاجز على المقارنة او التقييم او النقد و التأمل.
العقل التونسي ينقاد تحت تأثير العواطف و لذا بسهولة يكون لعبة عند اي كان يدغدغو كيف الطفل الصغير.
=> العقل التونسي طفولي : عندو نقص نضج و لذا فيسع يجد عليه كل شي و على نيتو و سريع الانفعال كيفما سريع البرود و هذا يخليه فاقد القدرة على التحكم في روحو و لذا ديما محكوم فيه .
بينت نازلة العنصرية في العقل التونسي ضعف و إنقيادية و هشاشة العقل التونسي و بينت زادا قداش فما مسافة عملاقة بين العقل التونسي و تونس، و بين العقل التونسي و المنطق و بين العقل التونسي و الموضوعية و هكا نزيدو نفهمو مليح سبب فشلنا: سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا.
علاش القومية التونسية مركزة على العقل التونسي؟
القومية التونسية هي فكر سياسي تونسي يخدم على :
* فهم تونس و معرفة واقعها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الديني و الثقافي و الرياضي … واقعها في جميع مستوياتو و كل جميع الاصعدة : يحاول فهم و تحليل و تكوين معرفة معمقة و دقيقة و موضوعية بكل ما يهم الأمة التونسية .
* تحرير العقل التونسي من كل المكبلات والعقد: السياسية و الدينية و الاجتماعية و الثقافية الي مانعتو من التحرر و الانطلاق في طريق الفعل التاريخي.
* جعل العقل التونسي منتج للفكر و بالذات للفكر السياسي التونسي.
* تأسيس مشروع سياسي /اقتصادي/اجتماعي/ثقافي و ديني للامة : ينهض بيها و يقويها و يحطها على ثنية : الاستقلال، السيادة ، القوة ، العظمة، المجد. و يردها فاعلة في التاريخ :تاريخها و تاريخ الانسانية.
* زرع الطموح العملاق في الأمة و النهوض بمعنواياتها و بنيان هوية تونسية جديدة : حرة ،قوية ،مغامرة و منطلقة في العالم .
=> لذلك فانو القومية التونسية مبدئيا مهتمة و مركزة تماما على الأمة التونسية، بكل مافيها من باهي و خايب و لذا فانها مبدئيا متضادة تماما مع اي حاجة تفرق بين التونسيين و تصنع حواجز بين العلاقات داخل الأمة التونسية.
من الناحية مبدئية بحتة القومية التونسية تتضاد تماما مع أي :
1. ميز بين التونسيين : ميز قانوني، سياسي، اجتماعي او غيرو و ترفض اي ميز بين التوانسة و الأهم ماتنظرش لألوان التوانسا بيض سود/حمر/صفر => القومية التونسية تعرف كان التونسي و التوانسا و تونس فقط.
2. ترفض و تتضاد تماما مع أي حواجز تتحط بين العلاقات التونسية /التونسية مهما كان السبب اجتماعي/ديني/سياسي… => كل انواع العلاقات الحياتية : صداقة ،دراسة ،مهنة ،تجاور سكني ،مصاهرة… الكلها لازمها تكون محلولة بين كل التونسيين مهما كانت صفاتهم الشخصية .
هذا من ناحية مبدئية..
نجي تويكا لمسألة السود التونسيين :
1. اللون هو تفاهة لا اكثر لا اقل سواء كنت أبيض/اسود/اسمر/شكلاطي/ازرق /حمريتي/اصفر …
هذي خصايص جسدية ماعندهاش ادنى معنى بالنسبة لينا كقوميين توانسة و معندهاش معنى هام لا انساني و لا روحيا، و لا تهم الكفائة ولا القدرات الجسدية و لا السلوك و لا القيم الاخلاقية و لا قيمة الشخص = إنها تفاهات و عقد نفسية .
2. فما تاريخ بتع عبودية في تونس استمر للقرن 19 :
مارسو جدودنا الاستعباد و هذي كانت مرحلة تاريخية قديمة وفات تماما وخلات بقايا سلوكية عند البيض و السود :صعبت اقامة علاقات عادية بيناتهم كمتساويين قانونيا و كمنتمين لوطن واحد و هذا عادي جدا و صعيب دايما (لكن موش مستحيل) دمج العبيد في المجتمع لأنو فما عادات، تقاليد، احترازات، افكار مسبقة، احكام شبه مقدسة و هذا من الطرفين .
3. تسبب العبودية من بعد ما وفات في بروز :
حوم سود/حوم بيض في الجنوب التونسي، مقابر بيض/مقابر سود في قرى بالجنوب التونسي، احترازات على الزواج المختلط بيض/سود بالجنوب التونسي ، احترازات على الصداقة، الزمالة الدراسية و المهنية و التجاور السكني بين بيض/سود بالجنوب التونسي => يعني ماضي العبودية انتج: صعوبات في الاختلاط و الاتحاد بين البيض و السود. خصوصا بالجنوب التونسي. و هذا صار سابقا لكنو صار و تعدا و ولى من الماضي.
في النهاية:
المشاكل هذي الي ظهرت وقت الغاء العبودية: ( قرى منفصلة ،مقابر منفصلة ، صعوبات في الزواج المختلط …) و لكلها تعدات تماما بسبب تغير الظروف متاع فقر عام و نزوح للمدن و مهن جديدة و هجرات للخارج و تعليم عصري و ادارة الدولة و وظيفة عمومية و رياضة و فن …
اليوم الجنوب التونسي ماشي و يتبدل يوم بعد يوم : أجيال ورا أجيال منو تنزح للمدن الكبرى وخصوصا تونس العاصمة وين فما أعلى درجة إختلاط و خصوصا في الحوم الشعبية.
قرى الجنوب وين مزالت فما قرى بيض و قرى سود قاعدة تتبدل بفضل تعليم اولادها في معاهد و جامعات مختلطة تماما و بفضل خدمة اولادها في جهاز الدولة المختلط او القطاع الخاص المختلط و ماشي بشوية بشوية ينتشر فيها العرس المختلط ( كيما في حكاية القصبة) و لذا فإنها تمثل بقايا انفصال اجتماعي قديم لا اكثر لا اقل و كل الافكار و السلوكات تمس أساسا الشياب و لذا فإنها مسألة تحتضر بطبيعتها.
Views: 1
لا تعليقات بعد على “علاش العقل التونسي يصدق و ينقاد لكل ما يتقال ؟”
التعليقات مغلقة.